بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد...
فإن المستهدي بنور الإيمان.. والناظر بعين البصيرة قد علم تحقيقًا أنه لا طريق إلى تحصيل سعادة الدنيا والآخرة والفوز بالدرجات العلا.. ونيل رضا الرب تبارك وتعالى.. إلا بمداومة ذكره سبحانه.. وأخذ القلب حظًا وافرا من إجلاله وتعظيمه.
وأدرك يقينا أنه لا زكاة لهذا القلب وإصلاحه إلا بأن يكون الله - عز وجل - محبوبة وغاية مطلوبه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفته سبحانه وتعالى والمواظبة على ذكره. ونحن الآن في زمن كثرت فيه الذنوب.. وحلت الغفلة على الأوقات.. وسكن الصدأ في القلوب، فأي لحظة غفل فيها العبد عن ذكر الله - عز وجل - كانت وبالاً وخسرانًا عظيمًا.
وقد جهل معظم الناس أهمية الأذكار وما له من فوائد عظيمة.
ونحن نعلم أن العبد بين أمرين بين نعمة أنزلها الله وجب عليه حمدها.. وبين ذنب صاعد منه وجب عليه الاستغفار منه.
ومن هنا اخترت من هذه الأذكار والاستغفار والحمد نظرا لارتباطهما الوثيق بحياتنا.
أسأل الله العظيم أن يكون ما في هذه الرسالة خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها كاتبتها وقارئها: [FONT="]} يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ[FONT="]{ [الشعر:88]. [/FONT]
الاستغفار
هو طلب المغفرة، والمغفرة: هي وقاية شرِّ الذنوب مع سترها.
الاستغفار مفتاح أبواب الخير ومفتاح أبواب المغفرة.. وهو سبب لنزول الرحمة.. وانشراح الصدر وراحة البدن.. تنجلي به الكربات.. وتزول به الوحشة التي في القلب.. ويكسب العبد به محبة الله وهو من الأذكار الجالية للرزق.. الدافعة للضيق والأذى.
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى إلى المسارعة والمسابقة إلى مغفرته وذلك بالتوبة من الذنوب الإكثار من الاستغفار.
قال تعالى: [FONT="]} وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ[FONT="]{[/FONT][آل عمران:133].
[/FONT]
وقال تعالى: [FONT="]} سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ[FONT="]{[/FONT][الحديد:21].
[/FONT]
الاستغفار سمة من سمات الأنبياء والصالحين
*فهذا هود –عليه السلام- يأمر قومه بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة قال تعالى: [FONT="]} وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ[FONT="]{[/FONT][هود:52].
[/FONT]
*وكذلك بين لهم أن من استغفر الله وتاب من ذنبه فإن الله سيزيده قوة إلى قوته قال تعالى: [FONT="]} وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ[FONT="]{[/FONT][هود:52].
[/FONT]
*وهو من أسباب حصول المتاع الحسن قال تعالى: [FONT="]} وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ[FONT="]{[/FONT][هود:3].
[/FONT]
*ونوح يوصي قومه بالاستغفار لأنه طاعة لله –عز وجل- وسبب لمغفرة الذنوب قال تعالى: [FONT="]} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا[FONT="]{[/FONT][نوح:10].
[/FONT]
وإنه سبب لنزول المطر قال تعالى: [FONT="]} يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ[FONT="]{[/FONT][نوح:11-12].
[/FONT]
والاستغفار من أسباب الرضا والخير قال تعالى: [FONT="]} وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا[FONT="]{[/FONT][نوح:12].
[/FONT]
ودفع البلاء قال تعالى:[FONT="]} وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[FONT="]{[/FONT][الأنفال:33].
[/FONT]
*وهذا نبينا محمد [FONT="]r يقول: «أنزل الله عليَّ أمانَين لأمتي: [FONT="]}[/FONT]وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[FONT="]{[/FONT][الأنفال:33]([1]) فإذا مضيت وتركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة».
[/FONT]
قال ابن عباس: كان فيهم أمانان: النبي [FONT="]r والاستغفار فذهب النبي [FONT="]r[/FONT] وبقي الاستغفار.
[/FONT]
وأمر الله سبحانه وتعالى محمدًا [FONT="]r بالاستغفار بعد أداء الرسالة والقيام بما عليه من أعبائها وبعد حصول الانتصار والفتح.
[/FONT]
قال تعالى: [FONT="]} إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[FONT="]{[/FONT][النصر].
[/FONT]
وقد كان من أدب نبينا محمد [FONT="]r في حياته كلها وفي موقف النصر الذي جعله ربه علامة له .. انحنى لله شاكرًا على ظهر دابته ودخل مكة في هذه الصورة وسبَّح وحمد واستغفر كما لقَّنه ربه .. وجعل يُكثر من التسبيح والتحميد والاستغفار([2]).
[/FONT]
فائدة: للاستغفار لحظة الانتصار إيحاء للنفس وإشعارها في لحظة الزهو والفخر بأنها في موقف التقصير والعجز.
وكان النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة .. وفي رواية مائة مرة.
ولننظر حال الصالحين مع الاستغفار.
قال علي رضي الله عنه: ما ألهم الله سبحانه عبدًا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.
قال عائشة رضي الله عنها: طوبى لِمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.
قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طُرقاتكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة.
قال أعرابي: من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار فإن مع الاستغفار القطار (القطار: هو السحاب العظيم القطر).
وهذا الحسن البصري جاءه رجل يشتكي جدب الأرض من قلَّة الأمطار فأوصاه بأن يُكثر من الاستغفار ثم جاء آخر يشكو إليه قلَّة المال، فأوصاه بكثرة الاستغفار، ثم جاء رجل ثالث يشكو قلَّة الولد، فأوصاه بالاستغفار بكثرة أيضًا. فهبَّ رجل من القوم وكان قد شهد المواقف الثلاثة.
فسأله: يا إمام، لقد اشتكى الثلاثة من أمور مختلفة؛ فالأول يشكو من موت وجفاف الضرع، والثاني يشو من قلَّة المال، والثالث يشكو عدم الإنجاب، وقد كانت إجابتك لثلاثتهم واحدة وهي الاستغفار فما سرُّ هذا رحمك الله؟
فقال الحسن البصري: ارجع معي إلى كتاب الله وفيه يقول على لسان نبي الله نوح –عليه السلام-: [FONT="]} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا[FONT="]{[/FONT] [نوح:11-12]. [/FONT]
الاستغفار عقب الطاعات
وللاستغفار عقب الطاعات أمرٌ عجيب؛ فها هم حجاج بيته وفي أجلِّ العبادات يأمرهم بأن يستغفروه عقب إفاضتهم من عرفات وهو أجلُّ المواقف وأفضلها.
قال تعالى: [FONT="]} ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[FONT="]{[/FONT][البقرة:199].
[/FONT]
فالاستغفار هو للخلل الواقع من العبد في أداء عبادته وتقصيره فيها، وذكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة.
وهكذا ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادته أن يستغفر الله عن التقصير ويشكره على التوفيق، لا من يرى أنه أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه.
واتباعًا لسنة نبينا محمد [FONT="]r أنه كان يستغفر عقب كلِّ عمل صالح.
[/FONT]
كان النبي [FONT="]r إذا سلم من الصلاة استغفر الله ثلاثًا وشرع للمتوضئ أن يقول بعد وضوئه: «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين»([3]).
[/FONT]
فهذه توبة بعد الوضوء..
وتوبة بعد الحج..
وتوبة بعد الصلاة..
وتوبة بعد كلِّ عمل صالح..
فنعلم من ذلك أن الاستغفار يجبر النقص، فإذا استغفرتَ ربك فكأنك تقول: يا رب، لم أوف حقك.. ولم أعبدك حقَّ عبادتك فإنَّ ذنوبي كثيرة، لهذا بعد هذه الطاعة التي وفقتني إليها لا أملك إلا أن أقول أستغفر الله.. أستغفر الله.
وكثيرًا ما يُقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون في الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
وكثيرًا ما يُقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون في الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
ولا شكَّ أنَّ العبَّاد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار لأنهم يخطئون بالليل والنهار فإذا استغفروا الله غفر لهم.
كيف وصيغ الاستغفار
*الاستغفار عمل سهل ميسور على من يسَّره الله له.
*الاستغفار مشروع في كلِّ وقت ولكنه يجب عند فعل الذنوب.
*إذا كان الاستغفار في صلاة هو أحسن وهو أن يصلي الإنسان ركعتين ويستغفر الله.
قال رسول الله [FONT="]r: «ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ ويحسن الوضوء فيصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر الله له»([4]). [/FONT]
*بعد كل عمل صالح وآخر الليل.
صيغ الاستغفار:
1- سيد الاستغفار وهو أفضلها وهو أن يقول العبد: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»([5]).
من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي دخل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح دخل الجنة.
2- عن أبي مسعود رضي الله عنه ومرفوعًا: «من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه» غفر الله ذنوبه وإن كان فارًا من الزحف (أي هاربًا من الجهاد ولقاء العدو في الحرب)([6]).
3 - استغفر الله ثلاثا بعد كل صلاة مكتوبة: عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله [FONT="]r إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثًا([7]).
[/FONT]
4- اللهم اغفر لي: عن النبي [FONT="]r قال: «إنَّ رجلاً أذنب فقال ربِّي أذنبت فاغفر لي، فقال الله – عز وجل- عبدي عمل ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرتُ لعبدي.. ثم عمل ذنبًا آخر فقال ربي إني عملتُ ذنبًا فاغفره.. فقال الله – عز وجل- علم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به.. قد غفرتُ لعبدي.. ثم عمل ذنبًا آخر فقال ربي إني عملتُ ذنبًا فاغفره لي.. فقال الله – عز وجل- علم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، أُشهدكم أني غفرتُ لعبدي»([8]).
[/FONT]
5- ربي اغفر لي وتب عليَّ أنك أنت التواب الرحيم: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نعد لرسول الله [FONT="]r في المجلس الواحد مائة مرة.. «ربي اغفر لي وتب عليَّ»([9]).
[/FONT]
6- في الصحيحين أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، علِّمني دعاء أدعو به في صلاتي، فقال قل: «اللهم إني ظلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»([10]).
فجمع في هذا الدعاء بين الاعتراف بحاله والتوسُّل إلى ربِّه – عز وجل- بفضله وجوده، وأنه المنفرد بغفران الذنوب ثم سأل حاجته بعد التوسل بالأمرين معًا.
فوائد الاستغفار على الأمة
إذا كثر الاستغفار في الأمَّة وصدر عن قلوب بربها مطمئنة..
دفع الله عنهم النقم..
وصرف عنهم البلايا والمحن..
وهو جالب للمطر وللخصب..
والبركة وكثرة النسل..
ومصدر للعزة والمنعة..
وبسط الأمان..
فوائد الاستغفار على الفرد
1- يورث جلاء القلب من صدئه.
2- أنَّ العبد إذا ذكر الله في الرخاء عرفه في الشدة.
3- سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والكذب والفحش والباطل واللغو.
4- إن من يستغفر الله يقبل الله توبته ويحسن عاقبته ويجعله من ورثة جنة النعيم.
5- يُبدل الله سيئاته حسنات .. فتلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات لأنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر.. فينقلب الذنب طاعة فيوم القيامة وإن وجد مكتوبًا عليه فإنه لا يضره وينقلب حسنة في صحيفته.
6- يكسب محبة الله.. فالله سبحانه وتعالى يحب التوابين من ذنوبهم قال تعالى: [FONT="]}... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ[FONT="]{[/FONT][البقرة:222].
[/FONT]
7- تفتح له أبواب الخير والهداية وكلما زاد استغفار العبد زاد عليه الخير.. ورزقه الله راحة البدن وانشراح الصدر.. وقلَّة الهم والحزن... وحفظ شأنه.
8- تيسير الرزق من حيث لا يحتسب وسهلت عليه الطاعات.
9- تزول الوحشة التي بينه وبين الله ويبصره الله بالحق.
10- ينتفع به العبد الصالح حتى بعد الموت.. قال رسول الله [FONT="]r: «إنَّ الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذا؟ فيقول باستغفار ولدك لك»([11]).
[/FONT]
11- إنه لا يتحسر يوم القيامة لأن المجرم المفرط يتحسر في التوبة والإنابة ويود لو كان من المحسنين المخلصين التوابين.
12- تكون صحيفته مليئة بالاستغفار.
قالت عائشة رضي الله عنها: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.
13- سروره من صحيفته يوم القيامة قال [FONT="]r: «من أحبَّ أن تسرَّه صحيفته فليُكثر فيها من الاستغفار»([12]). [/FONT]
14- وهو من أسباب السعادة الزوجية.
15- إن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات فإن له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة.
قال الرسول [FONT="]r: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكلِّ مؤمن ومؤمنة حسنة»([13]). [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref1[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] تفسير ابن كثير.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref2[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] سيد قطب في ظلال القرآن ص3396.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref3[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] وخرج الحديث في صحيح الجامع للترمذي، الذي حققه الشيخ الألباني.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref4[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه الترمذي وحسنه الألباني.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref5[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][5][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه البخاري.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref6[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][6][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه أبو داود والترمذي قال الألباني إسناده قوي.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref7[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][7][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه مسلم.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref8[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][8][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]أخرجاه في الصحيحين تفسير ابن كثير من سورة آل عمران.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref9[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][9][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref10[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][10][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref11[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][11][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه أحمد بإسناد حسن.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref12[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][12][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref13[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][13][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه الطبراني وحسنه الألباني.[/FONT][/FONT]
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد...
فإن المستهدي بنور الإيمان.. والناظر بعين البصيرة قد علم تحقيقًا أنه لا طريق إلى تحصيل سعادة الدنيا والآخرة والفوز بالدرجات العلا.. ونيل رضا الرب تبارك وتعالى.. إلا بمداومة ذكره سبحانه.. وأخذ القلب حظًا وافرا من إجلاله وتعظيمه.
وأدرك يقينا أنه لا زكاة لهذا القلب وإصلاحه إلا بأن يكون الله - عز وجل - محبوبة وغاية مطلوبه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفته سبحانه وتعالى والمواظبة على ذكره. ونحن الآن في زمن كثرت فيه الذنوب.. وحلت الغفلة على الأوقات.. وسكن الصدأ في القلوب، فأي لحظة غفل فيها العبد عن ذكر الله - عز وجل - كانت وبالاً وخسرانًا عظيمًا.
وقد جهل معظم الناس أهمية الأذكار وما له من فوائد عظيمة.
ونحن نعلم أن العبد بين أمرين بين نعمة أنزلها الله وجب عليه حمدها.. وبين ذنب صاعد منه وجب عليه الاستغفار منه.
ومن هنا اخترت من هذه الأذكار والاستغفار والحمد نظرا لارتباطهما الوثيق بحياتنا.
أسأل الله العظيم أن يكون ما في هذه الرسالة خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها كاتبتها وقارئها: [FONT="]} يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ[FONT="]{ [الشعر:88]. [/FONT]
الاستغفار
هو طلب المغفرة، والمغفرة: هي وقاية شرِّ الذنوب مع سترها.
الاستغفار مفتاح أبواب الخير ومفتاح أبواب المغفرة.. وهو سبب لنزول الرحمة.. وانشراح الصدر وراحة البدن.. تنجلي به الكربات.. وتزول به الوحشة التي في القلب.. ويكسب العبد به محبة الله وهو من الأذكار الجالية للرزق.. الدافعة للضيق والأذى.
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى إلى المسارعة والمسابقة إلى مغفرته وذلك بالتوبة من الذنوب الإكثار من الاستغفار.
قال تعالى: [FONT="]} وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ[FONT="]{[/FONT][آل عمران:133].
[/FONT]
وقال تعالى: [FONT="]} سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ[FONT="]{[/FONT][الحديد:21].
[/FONT]
الاستغفار سمة من سمات الأنبياء والصالحين
*فهذا هود –عليه السلام- يأمر قومه بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة قال تعالى: [FONT="]} وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ[FONT="]{[/FONT][هود:52].
[/FONT]
*وكذلك بين لهم أن من استغفر الله وتاب من ذنبه فإن الله سيزيده قوة إلى قوته قال تعالى: [FONT="]} وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ[FONT="]{[/FONT][هود:52].
[/FONT]
*وهو من أسباب حصول المتاع الحسن قال تعالى: [FONT="]} وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ[FONT="]{[/FONT][هود:3].
[/FONT]
*ونوح يوصي قومه بالاستغفار لأنه طاعة لله –عز وجل- وسبب لمغفرة الذنوب قال تعالى: [FONT="]} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا[FONT="]{[/FONT][نوح:10].
[/FONT]
وإنه سبب لنزول المطر قال تعالى: [FONT="]} يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ[FONT="]{[/FONT][نوح:11-12].
[/FONT]
والاستغفار من أسباب الرضا والخير قال تعالى: [FONT="]} وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا[FONT="]{[/FONT][نوح:12].
[/FONT]
ودفع البلاء قال تعالى:[FONT="]} وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[FONT="]{[/FONT][الأنفال:33].
[/FONT]
*وهذا نبينا محمد [FONT="]r يقول: «أنزل الله عليَّ أمانَين لأمتي: [FONT="]}[/FONT]وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[FONT="]{[/FONT][الأنفال:33]([1]) فإذا مضيت وتركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة».
[/FONT]
قال ابن عباس: كان فيهم أمانان: النبي [FONT="]r والاستغفار فذهب النبي [FONT="]r[/FONT] وبقي الاستغفار.
[/FONT]
وأمر الله سبحانه وتعالى محمدًا [FONT="]r بالاستغفار بعد أداء الرسالة والقيام بما عليه من أعبائها وبعد حصول الانتصار والفتح.
[/FONT]
قال تعالى: [FONT="]} إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[FONT="]{[/FONT][النصر].
[/FONT]
وقد كان من أدب نبينا محمد [FONT="]r في حياته كلها وفي موقف النصر الذي جعله ربه علامة له .. انحنى لله شاكرًا على ظهر دابته ودخل مكة في هذه الصورة وسبَّح وحمد واستغفر كما لقَّنه ربه .. وجعل يُكثر من التسبيح والتحميد والاستغفار([2]).
[/FONT]
فائدة: للاستغفار لحظة الانتصار إيحاء للنفس وإشعارها في لحظة الزهو والفخر بأنها في موقف التقصير والعجز.
وكان النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة .. وفي رواية مائة مرة.
ولننظر حال الصالحين مع الاستغفار.
قال علي رضي الله عنه: ما ألهم الله سبحانه عبدًا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.
قال عائشة رضي الله عنها: طوبى لِمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.
قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طُرقاتكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة.
قال أعرابي: من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار فإن مع الاستغفار القطار (القطار: هو السحاب العظيم القطر).
وهذا الحسن البصري جاءه رجل يشتكي جدب الأرض من قلَّة الأمطار فأوصاه بأن يُكثر من الاستغفار ثم جاء آخر يشكو إليه قلَّة المال، فأوصاه بكثرة الاستغفار، ثم جاء رجل ثالث يشكو قلَّة الولد، فأوصاه بالاستغفار بكثرة أيضًا. فهبَّ رجل من القوم وكان قد شهد المواقف الثلاثة.
فسأله: يا إمام، لقد اشتكى الثلاثة من أمور مختلفة؛ فالأول يشكو من موت وجفاف الضرع، والثاني يشو من قلَّة المال، والثالث يشكو عدم الإنجاب، وقد كانت إجابتك لثلاثتهم واحدة وهي الاستغفار فما سرُّ هذا رحمك الله؟
فقال الحسن البصري: ارجع معي إلى كتاب الله وفيه يقول على لسان نبي الله نوح –عليه السلام-: [FONT="]} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا[FONT="]{[/FONT] [نوح:11-12]. [/FONT]
* * *
وللاستغفار عقب الطاعات أمرٌ عجيب؛ فها هم حجاج بيته وفي أجلِّ العبادات يأمرهم بأن يستغفروه عقب إفاضتهم من عرفات وهو أجلُّ المواقف وأفضلها.
قال تعالى: [FONT="]} ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[FONT="]{[/FONT][البقرة:199].
[/FONT]
فالاستغفار هو للخلل الواقع من العبد في أداء عبادته وتقصيره فيها، وذكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة.
وهكذا ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادته أن يستغفر الله عن التقصير ويشكره على التوفيق، لا من يرى أنه أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه.
واتباعًا لسنة نبينا محمد [FONT="]r أنه كان يستغفر عقب كلِّ عمل صالح.
[/FONT]
كان النبي [FONT="]r إذا سلم من الصلاة استغفر الله ثلاثًا وشرع للمتوضئ أن يقول بعد وضوئه: «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين»([3]).
[/FONT]
فهذه توبة بعد الوضوء..
وتوبة بعد الحج..
وتوبة بعد الصلاة..
وتوبة بعد كلِّ عمل صالح..
فنعلم من ذلك أن الاستغفار يجبر النقص، فإذا استغفرتَ ربك فكأنك تقول: يا رب، لم أوف حقك.. ولم أعبدك حقَّ عبادتك فإنَّ ذنوبي كثيرة، لهذا بعد هذه الطاعة التي وفقتني إليها لا أملك إلا أن أقول أستغفر الله.. أستغفر الله.
وكثيرًا ما يُقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون في الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
وكثيرًا ما يُقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون في الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
ولا شكَّ أنَّ العبَّاد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار لأنهم يخطئون بالليل والنهار فإذا استغفروا الله غفر لهم.
كيف وصيغ الاستغفار
*الاستغفار عمل سهل ميسور على من يسَّره الله له.
*الاستغفار مشروع في كلِّ وقت ولكنه يجب عند فعل الذنوب.
*إذا كان الاستغفار في صلاة هو أحسن وهو أن يصلي الإنسان ركعتين ويستغفر الله.
قال رسول الله [FONT="]r: «ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ ويحسن الوضوء فيصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر الله له»([4]). [/FONT]
*بعد كل عمل صالح وآخر الليل.
صيغ الاستغفار:
1- سيد الاستغفار وهو أفضلها وهو أن يقول العبد: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»([5]).
من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي دخل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح دخل الجنة.
2- عن أبي مسعود رضي الله عنه ومرفوعًا: «من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه» غفر الله ذنوبه وإن كان فارًا من الزحف (أي هاربًا من الجهاد ولقاء العدو في الحرب)([6]).
3 - استغفر الله ثلاثا بعد كل صلاة مكتوبة: عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله [FONT="]r إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثًا([7]).
[/FONT]
4- اللهم اغفر لي: عن النبي [FONT="]r قال: «إنَّ رجلاً أذنب فقال ربِّي أذنبت فاغفر لي، فقال الله – عز وجل- عبدي عمل ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرتُ لعبدي.. ثم عمل ذنبًا آخر فقال ربي إني عملتُ ذنبًا فاغفره.. فقال الله – عز وجل- علم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به.. قد غفرتُ لعبدي.. ثم عمل ذنبًا آخر فقال ربي إني عملتُ ذنبًا فاغفره لي.. فقال الله – عز وجل- علم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، أُشهدكم أني غفرتُ لعبدي»([8]).
[/FONT]
5- ربي اغفر لي وتب عليَّ أنك أنت التواب الرحيم: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نعد لرسول الله [FONT="]r في المجلس الواحد مائة مرة.. «ربي اغفر لي وتب عليَّ»([9]).
[/FONT]
6- في الصحيحين أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، علِّمني دعاء أدعو به في صلاتي، فقال قل: «اللهم إني ظلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»([10]).
فجمع في هذا الدعاء بين الاعتراف بحاله والتوسُّل إلى ربِّه – عز وجل- بفضله وجوده، وأنه المنفرد بغفران الذنوب ثم سأل حاجته بعد التوسل بالأمرين معًا.
* * *
إذا كثر الاستغفار في الأمَّة وصدر عن قلوب بربها مطمئنة..
دفع الله عنهم النقم..
وصرف عنهم البلايا والمحن..
وهو جالب للمطر وللخصب..
والبركة وكثرة النسل..
ومصدر للعزة والمنعة..
وبسط الأمان..
فوائد الاستغفار على الفرد
1- يورث جلاء القلب من صدئه.
2- أنَّ العبد إذا ذكر الله في الرخاء عرفه في الشدة.
3- سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والكذب والفحش والباطل واللغو.
4- إن من يستغفر الله يقبل الله توبته ويحسن عاقبته ويجعله من ورثة جنة النعيم.
5- يُبدل الله سيئاته حسنات .. فتلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات لأنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر.. فينقلب الذنب طاعة فيوم القيامة وإن وجد مكتوبًا عليه فإنه لا يضره وينقلب حسنة في صحيفته.
6- يكسب محبة الله.. فالله سبحانه وتعالى يحب التوابين من ذنوبهم قال تعالى: [FONT="]}... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ[FONT="]{[/FONT][البقرة:222].
[/FONT]
7- تفتح له أبواب الخير والهداية وكلما زاد استغفار العبد زاد عليه الخير.. ورزقه الله راحة البدن وانشراح الصدر.. وقلَّة الهم والحزن... وحفظ شأنه.
8- تيسير الرزق من حيث لا يحتسب وسهلت عليه الطاعات.
9- تزول الوحشة التي بينه وبين الله ويبصره الله بالحق.
10- ينتفع به العبد الصالح حتى بعد الموت.. قال رسول الله [FONT="]r: «إنَّ الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذا؟ فيقول باستغفار ولدك لك»([11]).
[/FONT]
11- إنه لا يتحسر يوم القيامة لأن المجرم المفرط يتحسر في التوبة والإنابة ويود لو كان من المحسنين المخلصين التوابين.
12- تكون صحيفته مليئة بالاستغفار.
قالت عائشة رضي الله عنها: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.
13- سروره من صحيفته يوم القيامة قال [FONT="]r: «من أحبَّ أن تسرَّه صحيفته فليُكثر فيها من الاستغفار»([12]). [/FONT]
14- وهو من أسباب السعادة الزوجية.
15- إن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات فإن له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة.
قال الرسول [FONT="]r: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكلِّ مؤمن ومؤمنة حسنة»([13]). [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref1[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] تفسير ابن كثير.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref2[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] سيد قطب في ظلال القرآن ص3396.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref3[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] وخرج الحديث في صحيح الجامع للترمذي، الذي حققه الشيخ الألباني.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref4[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه الترمذي وحسنه الألباني.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref5[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][5][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه البخاري.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref6[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][6][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه أبو داود والترمذي قال الألباني إسناده قوي.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref7[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][7][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه مسلم.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref8[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][8][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]أخرجاه في الصحيحين تفسير ابن كثير من سورة آل عمران.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref9[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][9][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref10[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][10][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref11[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][11][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه أحمد بإسناد حسن.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref12[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][12][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني.[/FONT]
http://www.shababdz.com/vb/#_ftnref13[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][13][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] رواه الطبراني وحسنه الألباني.[/FONT][/FONT]