أولاً: فضائل صلاة الجماعة
1- من تعلق قلبه بالمسجد فهو في ظلِّ الله تعالى يوم القيامة:
والدليل: قوله [FONT="]r: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...»، وذكر منهم: «... ورجل قلبه معلق بالمساجد» [متفق عليه].
1- من تعلق قلبه بالمسجد فهو في ظلِّ الله تعالى يوم القيامة:
والدليل: قوله [FONT="]r: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...»، وذكر منهم: «... ورجل قلبه معلق بالمساجد» [متفق عليه].
قال النووي: معناه شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها.
2- كتبة خطى أقدام القادم إلى المسجد:
والدليل: قوله [FONT="]r: «يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم». [رواه مسلم].[/FONT]
3- إن الله يكتب لك أجر ذهابك وإيابك من وإلى المنزل:
والدليل: أنَّ رجلاً من الأنصار قال للنبي [FONT="]r: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إنِّي أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال [FONT="]r[/FONT]: «جمع الله لك ذلك كله». [رواه مسلم].[/FONT]
4- إنَّها من أسباب محو الخطايا ورفع الدرجات:
والدليل: قال [FONT="]r: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكارِهِ وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط». [رواه مسلم].[/FONT]
وهذا ذهابًا وإيابًا إلى المسجد.
والدليل: قوله [FONT="]r: «من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة، وخطوة تكتب له حسنة ذاهبًا وراجعًا»([1]).[/FONT]
بل وأعظم من قوله [FONT="]r: «إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباه أو كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات، والقاعد يرعى الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه»([2]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم»([3]).[/FONT]
إن هذا أجر الخروج إلى الصلاة، فكيف أجر الصلاة نفسها.
5- الخارج إلى الصلاة ضامن على الله تعالى:
والدليل: قوله [FONT="]r: «ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل...»، وذكر منهم: «... ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة»([4]).[/FONT]
وأي ضمان أوثق من ضمان الله.
6- الخارج إلى الصلاة في صلاة حتى يرجع:
والدليل: قال [FONT="]r: «إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدًا إلى المسجد فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة»([5]).[/FONT]
7- البشارة بالنور التام يوم القيامة للمشائين في الظلم:
والدليل: قال [FONT="]r: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»([6]).[/FONT]
وتفيد «النور التام بيوم القيامة» تلميحاً إلى وجه المؤمنين يوم القيامة، قال تعالى: [FONT="]}نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا[FONT="]{[/FONT][التحريم: 8].[/FONT]
وأي بشارة أعظم من هذه البشارة.
8- أعد الله نزلاً لمن غدا إلى المسجد أو راح:
فعن النبي [FONT="]r قال: «من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح». [متفق عليه].[/FONT]
والنزل: هو ما يهيَّأ لنزول القادم من الضيافة وغيرها، فكيف يكون بالنزول الذي أعده الله.
9- فرج الله تعالى بقدوم العبد إلى المسجد لأداء الصلاة فيه:
قال [FONT="]r: «لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته»([7]).[/FONT]
وقال ابن الأثير: البش: فرح الصديق بصديقه، والإقبال عليه.
10- فضل انتظار الصلاة:
قال [FONT="]r: «أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة ما لم يحدث تدعو له الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه». [رواه مسلم].[/FONT]
11- فضل الصف الأول:
قال [FONT="]r: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه». [رواه البخاري].[/FONT]
وعدم بيان الرسول يفيد أنه مما لا يدخل تحت الوصف، ولا يكون الاستباق إلا في أمر يتنافس فيه المتنافسون، وقال [FONT="]r: «وإنَّ الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه». [رواه أبو داود].[/FONT]
ويقول الشيخ أحمد البنا: «مثل صف الملائكة»: أي في القرب من الله عز وجل ونزول الرحمة.
وقال [FONT="]r: «إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصفوف الأُول»([8]).[/FONT]
ومن صلاة الله عليهم كما يقول الأصفهاني: تزكيته إياهم، والمراد بصلاة الملائكة: الدعاء والاستغفار، فما أسعد من يزكيه الله، وتدعو وتستغفر له الملائكة.
وروى النسائي عن العرباض بن سارية [FONT="]t أن: «رسول الله [FONT="]r[/FONT] كان يصلي على الصف الأول ثلاثًا وعلى الثاني واحدة»([9]).[/FONT]
وقال السندي: يدعو لهم بالرحمة ويستغفر لهم.
12- فضل ميامن الصفوف:
قال [FONT="]r: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف»([10]).[/FONT]
13- فضل وصل الصفوف وسد الفرج:
قال [FONT="]r: «من وصل صفًّا وصله الله ومن قطع صفًّا قطعه الله»([11]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «خياركم ألينُكم مناكب في الصلاة، وما من خطوة أعظم أجرًا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدَّها»([12]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «من سد فرجة رفعه الله بها درجة، وبنى له بيتًا في الجنة»([13]).[/FONT]
وأين توجد هذه الفضائل إلا في المسجد.
14- أن الله يضمن لمن أتى المسجد بالروح والرحمة والجواز على الصراط:
قال [FONT="]r: «المسجد بيت لكل تقي، وتكفَّل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة»([14]).[/FONT]
15- فضل التأمين مع الإمام:
من فضل صلاة الجماعة ما بيَّنه النبي [FONT="]r من فضل تأمين المأموم مع الإمام؛ لقوله [FONT="]r[/FONT]: «إذا قام الإمام: [FONT="]}[/FONT]غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ[FONT="]{[/FONT]. فقولوا: آمين؛ فإن الملائكة تقول آمين، والإمام يقول آمين؛ فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»([15]).[/FONT]
وفي بعض روايات مسلم: «... وإذا قال: [FONT="]}غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ[FONT="]{[/FONT] فقولوا: آمين، يجبكم الله...».[/FONT]
16- إنها سبب مغفرة الذنوب:
والدليل على ذلك: قوله [FONT="]r: «من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه». [رواه مسلم].[/FONT]
17- فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد:
لقوله [FONT="]r: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة». [رواه البخاري].[/FONT]
18- الصلاة في الجماعة تعصم من الشيطان:
لقوله [FONT="]r: «إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة والناحية، فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد»([16]).[/FONT]
19- زيادة فضل الجماعة بزيادة المصلين:
لقوله [FONT="]r: «إنَّ صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما أكثر فهو أحب إلى الله عزَّ وجلَّ»([17]).[/FONT]
20- براءتان لمن صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى:
لقوله [FONT="]r: «من صلى أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق»([18]).[/FONT]
21- فضل صلاة الفجر والعصر والعشاء في جماعة:
قال [FONT="]r: «ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا». [متفق عليه]، والعتمة: العشاء.[/FONT]
وقال [FONT="]r: «من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة»([19]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم جلس حتى يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذٍ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن»([20]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار على وجهه»([21]).[/FONT]
ومعنى «فهو في ذمة الله»: قال المباركفوري: في عهده وأمانته في الدنيا والآخرة.
ومعنى: «فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار على وجهه»: ذكر العلماء له معينين:
الأول: أي لا تتركوا صلاة الصبح في جماعة ولا تتهاونوا في شأنها فينتقض العهد الذي بينكم وبين ربكم، فيكبُّكم الله في النار لوجوهكم.
والمعنى الثاني: ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تتعرضوا له بشيء؛ فإنكم إن تعرضتم يكبكم الله في النار لوجوهكم، وقال النبي [FONT="]r: «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة»([22]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون»([23]).[/FONT]
ورواه ابن خزيمة وزاد فيه: «فيقولون أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين»([24]).
22- فضل الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي:
قال [FONT="]r: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه»([25]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «الصلاة في مسجدي كعمرة»([26]).[/FONT]
وقال [FONT="]r: «الصلاة في جماعة تعدل خمسًا وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة». [رواه أبو داود].[/FONT]
قال الشوكاني في نيل الأوطار: «إذا كانت صلاة الجماعة تتضاعف إلى سبع وعشرين، فالصلاة في الفلاة تعدل ألفًا وثلاثمائة وخمسين صلاة؛ وهذا على فرض أن المصلي في الفلاة صلى منفردًا؛ فإن صلى في جماعة تضاعف العدد المذكور؛ بحسب تضاعف صلاة الجماعة على الانفراد، وفضل الله واسع».
23- أن الله يباهي بهم الملائكة:
قال [FONT="]r: «أبشروا، هذا ربكم فتح بابًا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة، وهم ينتظرون أخرى»([27]).[/FONT]
* * * *
ثانيًا: وجوب صلاة الجماعة
1- أمر الله بالركوع مع الراكعين:
قال الله تعالى: [FONT="]}وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ[FONT="]{[/FONT][البقرة: 43].[/FONT]
قال ابن الجوزي: [FONT="]}وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ[FONT="]{[/FONT]: أي صلوا مع المصلين.[/FONT]
وقال القاضي البيضاوي: أي في جماعتهم.
2- الأمر بالصلاة مع الجماعة في حالة الخوف:
قال تعالى: [FONT="]}وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا[FONT="]{[/FONT][النساء: 102].[/FONT]
فإذا كان الله أمر بصلاة الجماعة في حال الخوف ففي حال الأمن من باب أولى؛
قال الإمام ابن المنذر: «لما أمر الله عز وجل بالجماعة في حال الخوف دلَّ على أن ذلك في حال الأمن أوجب».
3- النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان:
فقد قال النبي [FONT="]r: «لا يَسْمع النداء في مسجدي هذا ثم يَخْرج منه- إلا لحاجة- ثم لا يَرْجِع إليه إلا منافق»([28]).[/FONT]
4- عدم ترخيص النبي [FONT="]r للتخلف عن صلاة الجماعة:[/FONT]
فقد ثبت في أحاديث عدة أن الرسول [FONT="]r لم يرخص لعبد الله بن أم مكتوم [FONT="]t[/FONT] للتخلف عن صلاة الجماعة رغم وجود الأعذار الآتية:[/FONT]
* كونه ضرير البصر.
* عدم وجود قائد يرافقه.
* بُعد داره عن المسجد.
* وجود نخل بينه وبين المسجد.
* وجود الهوام والسباع الكثيرة بالمدينة.
* كبر سنه، ورق عظمه.
ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو داود عن ابن أم مكتوم أنه سأل النبي [FONT="]r فقال: يا رسول الله، إني رجل ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي، قال: «هل تسمع النداء» قال: نعم، قال: «لا أجد لك رخصة»([29]).[/FONT]
وفي حديث آخر أن ابن أم مكتوم قال: يا رسول الله، إن المدينة كثيرة السباع والهوام فقال النبي [FONT="]r: «هل تسمع حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح؟ فحيَّ هلاَّ»([30]).[/FONT]
«حيَّ هلاَّ» يعني: أقبل وأسرع.
فإذا كان من لديه هذه الأعذار الستة لم يعذر فكيف بمن سلم منها.
5- لا صلاة للمتخلف عن صلاة الجماعة بغير عذر:
لقوله [FONT="]r: «من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر»([31]).[/FONT]
وقال علي بن أبي طالب [FONT="]t: «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد». فقيل: يا أمير المؤمنين، ومن جار المسجد قال: من سمع النداء.[/FONT]
6- التخلف عن الجماعة من علامات النفاق:
قال [FONT="]r: «إنَّ للمنافقين علامات: تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلول، ولا يقربون المساجد إلا هجرًا، ولا يأتون الصلاة إلا دبرًا، مستكبرين، لا يألفون ولا يؤلفون، خُشُبٌ بالليل، وصَخَب بالنهار»([32]).[/FONT]
و «هجرًا»: أي يهجرون المساجد، و «دبرًا»: أي آخرًا، و «خشب بالليل»: أي ينامون ولا يصلون.
وقال [FONT="]r: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا». [رواه البخاري].[/FONT]
7- استحواذ الشيطان على قرية لا تقام فيها صلاة الجماعة:
قال [FONT="]r: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيها الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب من القاصية». [رواه مسلم].[/FONT]
8- سوء العاقبة:
فمما يدل على وجوب صلاة الجماعة: قوله تعالى: [FONT="]}يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ[FONT="]{[/FONT][القلم: 42، 43].[/FONT]
قال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: «كانوا يسمعون الآذان والنداء للصلاة فلا يستجيبون».
وقال كعب الأحبار [FONT="]t: «والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات».[/FONT]
9- التهديد بغضب الله تعالى بسبب ترك الجماعة:
قال النبي [FONT="]r: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم ثم ليكوننَّ من الغافلين». [رواه ابن ماجه]. ولا يهدَّد بذلك إلا على ترك واجب.[/FONT]
10- هم النبي [FONT="]r تحريق البيوت على المتخلفين عن صلاة الجماعة:[/FONT]
قال [FONT="]r: «لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤمُّ الناس، ثم آخذ شعلاً من النار فأحرق عليه من لا يخرج إلى الصلاة بعد». [رواه البخاري], ولا يظنن أحد أنه كان همه [FONT="]r[/FONT] بإحراق البيوت الذي رواه أبو داود بأنهم يصلون؛ ولكن في بيوتهم؛ قال [FONT="]r[/FONT]: «لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا حزمًا من حطب ثم آتي قومًا يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرق عليهم»([33]).[/FONT]
لعلهم كان لعلة. ولو لم يكن أداؤها مع الجماعة واجب ما كان يهم بذلك النبي [FONT="]r.[/FONT]
11- الوعيد الشديد من الله سبحانه وتعالى بالنار:
قال تعالى: [FONT="]}فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ[FONT="]{[/FONT][الماعون: 4-6].[/FONT]
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، والمتخلف عن صلاة الجماعة غالبًا يؤخر الصلاة عن وقتها؛ إما لنوم أو لشغل من مشاغل الدنيا، ويؤيد ذلك قوله تعالى في سورة مريم: [FONT="]}فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[FONT="]{[/FONT][مريم: 59].[/FONT]
قال الحسن البصري في تفسير هذه الآية: «عطلوا المساجد ولزموا الضّيعات».
وقال ابن مسعود [FONT="]t: [FONT="]}[/FONT]غَيًّا[FONT="]{[/FONT]: واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم.[/FONT]
12- مساواته وحشره مع رؤوس الكفر يوم القيامة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي [FONT="]r أنه ذكر الصلاة يومًا، فقال: «من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها، لم تكن له نورًا، ولا برهانًا، ولا نجاةً، وكان يوم القيامة مع هامان وقارون وفرعون وأبي بن خلف»([34]).[/FONT]
ومن المعلوم أن ترك صلاة الجماعة من عدم المحافظة على الصلاة.
* * * *
أقوال الصحابة والعلماء
في حكم صلاة الجماعة
لم ينقل عن أحد من الصحابة أنه رخص في صلاة الجماعة، ومن أقوالهم:
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً اختلف إليه شهرًا يسأله عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد جمعة ولا جماعة. قال: «هو في النار».
وقال ابن مسعود [FONT="]t: «ولقد رأيتُنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاق».[/FONT]
وقال أمير المؤمنين عمر [FONT="]t: «ما بال أقوام يتخلفون عن الصلاة، لَأن يحضروا الصلاة، أو لَأَبعثن عليهم من يجافي رقابهم».[/FONT]
وقال أبو هريرة [FONT="]t: «لأن تمتلئ أذنا ابن آدم رصاصًا مذابًا خير له من أن يسمع حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح ثم لم يُجب»[/FONT]
وقال علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري، والحسن بن علي رضوان الله عليهم: «من سمع المنادي فلم يُجب من غير عذر فلا صلاة له».
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «إن حضور الجماعة في المسجد فرض».
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «لا أرخِّص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانه».
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله: «لا ذنب بعد الشرك أعظم من تأخير الصلاة عن وقتها».
وقال: قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة: «أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدًا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد».
ومعلوم أن ترك صلاة الجماعة غالبًا في صلاة الفجر يؤدي إلى خروج وقتها؛ بسبب النوم الذي يحتاجه الكثير ولقصر وقت الفجر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «إن صلاة الجماعة شرط لا تصح الصلاة بدونه»، وهو قول ابن القيم، والظاهرية، ورواية عن الإمام أحمد.
هذا والله أسأل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[FONT="]([/FONT][FONT="][1][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الإمام أحمد، وصحَّحه الشَّيخ أحمد شاكر.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][2][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أحمد، وابن حبان، وصححه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][3][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][4][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][5][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][6][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود، والترمذي، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][7][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][8][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود، وصحَّحه الشيخ الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][9][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه النسائي، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][10][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه ابن ماجه بإسناده حسن.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][11][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه النسائي، وأبو داود وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][12][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الطبراني وحسَّنه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][13][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الطبراني وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][14][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الطبراني، والبزار، وقال: إسناده حسن، قال المنذري كما قال الهيثمي: رجال البزار كلهم رجال الصحيح، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][15][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه البخاري، ومسلم، والنسائي واللفظ له.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][16][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أحمد بإسناد جيد.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][17][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود، والنسائي.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][18][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الترمذي، وحسنه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][19][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود، والترمذي، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][20][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الطبراني، وحسَّنه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][21][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][22][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الترمذي، وحسنه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][23][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه البخاري، ومسلم، وابن خزيمة مع زيادة.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][24][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]صححه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][25][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أحمد وابن ماجه، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][26][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أحمد والترمذي وحسنه، وابن ماجه والبيهقي والحاكم وصححه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][27][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه ابن ماجه، وقال المنذري: رجاله ثقات، وصحَّحه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][28][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]قال عنه الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله الصحيح.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][29][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود بإسناد صحيح.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][30][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أبو داود وصححه الذهبي.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][31][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][32][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الإمام أحمد، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][33][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]صححه الألباني.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][34][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني.[/FONT][/FONT]