بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثراء المشعوذين في الجزائر على حساب العوانس
لا يختلف اثنان أن الشعوذة في دولة مثل الجزائر تجارة مربحة، تبيع الوهم لأناس لديهم الرغبة في تصديقه. وقد يعتقد البعض أن من يذهبون إلى المشعوذ يومي السبت والأربعاء ـ هم من النخب غير المتعلمة فقط، إلا ان هناك الكثير من الجامعيين الذين يرتادون بيوت المشعوذين واعداد من الشخصيات المهمة أيضاً.
ويرغب معظم من يطرقون أبواب المشعوذين في تحسين ظروفهم المعيشية عبر ما يقدمه لهم من " تعويذات" و "عقاقير" تدخل في إطار الكلمة المتعارف عليها "السحر"، إلا أن غالبية النساء الجزائريات اللائي يذهبن إلى الدجالين من المشعوذين يبحثون عبرهم عن مخرج لحالة مزرية، عن عريس يهربن به من العنوسة التي تطارد 40% من الجزائريات فوق الثلاثين من العمر. والغريب أن نسبة كبيرة منهن من الجامعيات ومن الموظفات في مناصب جيدة اجتماعيا.
وفي الواقع ليس هنالك إحصائيات حقيقية يمكن الاعتماد عليها فيما يخص عدد الأوكار التي ينشط فيها"المشعوذين" في الجزائر، لكن المؤكد أنه في كل حي يوجد أكثر من "قزانة" ـ وهو المصطلح العامي الجزائري الذي يطلق على الدجالين، واغلبهم من النساء يمارسن الوظيفة أبا عن جد ـ والمشعوذة امرأة في سن متقدمة، ما بين الخمسين والستين من العمر. لديها القدرة على إقناع الآخر أنها تقول الحقيقة. وأنها تسعى إلى مساعدته و"فتح باب الجنة" له بكلمات وتعويذات و "بخور" كثيرة عليه أن يتبعها وفق "رزنامة" تحددها هي، ليعود إليها بعد ذلك.
أسئلة مرتبطة بالصحة عادة، بالحالة النفسية للزبائن، تعرف مسبقا أنهم يعانون من الأرق، ومن التعب، من البطالة، من الحسد، من سوء الحظ، من العنوسة، من كل بلاوي الدنيا! فالشاب حين يدخل إليها فإما بحثا عن عمل وإما لأنه يريد "أن يحسن من ظروفه البائسة مسبقا"، والمرأة تريد دائما نفس الشيء: العريس.
لماذا تلجأ إنسانة جامعية إلى رؤية بختها عند دجالة؟ فأجابت: المسألة ليست مسألة جامعية أو غير جامعية، لأنها في نظر الجميع مرتبطة بموروث شعبي بائد. عدم ثقة الإنسان بنفسه نابعة من عدم ثقته في الآخرين أيضا، ولهذا لجوء الأشخاص الجامعيين (والموظفين الساميين في الدولة) إلى "تعاويذ" الدجالين جزء من واقع هش يعاني منه الجميع سواء الجامعيين أو الأميين.. !