زنزانة القتلة
قصة السجين الثاني
(مُغتصِب النساء)
حيث بدأ "السجين خالد" حكايته وقال ...
لقد كنت في السابق "أختطف النساء وأعتدي عليهن" وكنت استمتع بذلك كثيرا وبالرغم من أن الشرطة كانت تضيق الخناق علي ألا أنني أتمكن من الهروب والأختباء والتنقل بين المدن الصغيرة النائية .
في أحدى المرات ذهبت إلى مدينة يكاد يخلو ذكرها حتى على لسان قاطنيها وجلست فيها لليلتين ريثما تهدأ الأمور وتتوقف الشرطة عن البحث عني , ولكن في منتصف الليلة الثالثة إذ أفزعني صوت دق الباب بقوة شديدة ظننتها الشرطة فلم أتكلم أو أنطق بشيء .. ألا أن طرق الباب لم يتوقف بل أزداد قوة عن ذي قبل مما أخافني وأرعب جوارحي ولكنني ظللت ملتزما للصمت والباب يطرق ويطرق للحظات .. بعدها إذ بي أسمع صوت فتاة من الخارج تقول : أفتح الباب أرجوك .. أفتح الباب أرجوك ؟
سكت خالد لبرهة .. مما جعل أحد السجناء يسأله : ماذا فعلت ؟ هل فتحت الباب ؟
- أجابه خالد : بالطبع .. رغم أنني ترددت كثيرا ألا أنني أردت أن أعرف ماذا تريد هذه الفتاة ؟ فتحت لها الباب وحين رأيتها أقشعر بدني لجمالها كانت مراهقة في ال 16 من العمر .. قلت في نفسي حينها "أنها صغيرة السن وسهلة الأصطياد" .. ولكن ما أثار غرابتي بأنها كانت تحمل طفلا بين يديها , ألا أنني لم أهتم لذلك كثيرا .. فسألتها : ماذا تريدين ؟ قالت : هناك شخصا يلاحقني .. وأتمنى أن تسمح لي بقضاء الليلة في مسكنك ؟
توقف خالد عن الحديث لثوان قليلة قال بعدها : شككت في هذه الفتاة وتصرفاتها وقصتها .. لأنني نظرت في الشارع فلم أجد أحدا فمن سيلاحقها في هذه الساعة المتأخرة وفي هذا المكان المنقطع عن بقية المدن ؟ سمحت لها بالدخول بعد تردد لأنني كنت أخطط "للأعتداء عليها" , وحين دخلت لم أتكلم معها .. فقط قلت لها : بإمكانك النوم على السرير ؟ وبالفعل مرت نصف ساعه وغطت في سباتها .. فظللت أنتظر وأنتظر اللحظة المناسبة "للتهجم والأعتداء عليها" .
سكت خالد مرة أخرى وهو يسترجع أحداث تلك القصة .. مما حدا بأحد السجناء أن يقول له : اللعنة يارجل .. أكمل ما الذي حدث ؟ هل أعتديت عليها ؟
- قال خالد : لقد أوشكت على ذلك .. ولكن حين أقتربت منها رأيتها "تتصبب عرقا وتبكي في نومها وتتمتم بكلمات غريبة تارة وتارة أخرى تقول أبتعد عني" .. في الحقيقة أثار غرابتي كل ذلك .. شيئا ما جعلني أبتعد وأدعها وشأنها لذا تركت فكرت الأعتداء عليها , وأيضا لربما كان فضولا بداخلي لا أعرف ما سر هذه الفتاة ؟ لم أستطع النوم ليلتها .. جلست أنتظرها وأنتظرها إلى أن أستيقظت ..
- فسألتها بسرعة : من أنتي يافتاة ؟ وما حكايتك ؟
- قالت : لا شيء .
- قلت لها : بلى هناك شيئا ما ؟ أنك تخفين أمرا ؟ أخبريني ممن تهربين ؟
طأطأت الفتاة رأسها خجلا وقالت بصوتا منكسر : توفيت والدتي وأنا صغيرة , بعدها تزوج والدي من "امرأة منحرفة" .. تنتظر لحظة خروجه من المنزل لتحضر صديقها .. لم أستطع أن أخبر والدي بذلك لأنه لن يصدقني لذا تركتها وشأنها , ولكن صديقها دائما ما كان يحاول أن يتحرش بي ويعتدي علي .. ولكنني كنت أمنعه وأهرب إلى غرفتي وأغلق الباب على نفسي .. لكن ذات ليلة مشؤومة كان "شقيقي الصغير أبن زوجة والدي" الذي تراه معي الآن .. كان في تلك الليلة يبكي ويبكي بشدة لا اعرف ما الذي أصابه لذا رحت أحاول تهدئته وأن أجعله ينام حتى غطى في سباته بالفعل وبعد دقائق غططت في نومي معه .. ولكن من سخرية القدر نسيت أن أغلق باب الغرفة .. فدخل "صديق زوجة والدي" وأعتدى علي , ولم أعرف ماذا أفعل ولمن أشتكي ذلك .. وها أنا ذا أعيش العار كل يوم .. وبالأمس حاول الأعتداء علي فهربت من المنزل وطرقت بابك .
قطع خالد قصته وقال : صدقوني حين أخبرتني حكايتها لم أتأثر أو أتعاطف معها .. فقط قلت لها : أذهبي إلى منزلك الآن .. وأن غدا لناظره قريب ؟ فراحت تشكرني وقالت لي شيئا أخجلني , قالت : ظننتك ستعتدي علي .. ألا أنك من الرجال القلائل الذين يتسمون بالشهامة والشرف .
يكمل خالد : هل تصدقون ذلك ؟ هل تصدقون ماذا قالت عني الفتاة ؟ أنني شهما وشريف ؟ حتى أنني لم أفهم جيدا ماذا قالت ولم أفكر في نظرتها إلي .. لذا أردتها أن تغادر بسرعة خوفا من أن ينكشف مخبأي للشرطة .. فلم أهتم للفتاة وقصتها , حتى همت بالمغادرة .. مشت قليلا ثم توقفت تنظر إلى السماء وتبكي حزينة متحسرة .. ثم ألتفتت إلي وقالت : ليتني لم أنم ذاك الليل .. ليتني مت قبل هذا , ثم غادرت .
ظل خالد في حال ذكرى تلك الليلة والظروف التي مر بها مع الفتاة , قام سجين يسأله : إذا ماذا حدث بعد ذلك ؟
قال خالد بعد أن هدأت نبرة صوته مما أخبر : لا أخفيكم بعد أن قالت لي ذلك .. أغلقت باب الغرفة وأجهشت بالبكاء رحت أبكي وأبكي ولا أعرف لما كنت أبكي :
- أكنت أبكي على الفتاة وحالها ؟
- أو كنت أبكي لأنني كنت مغتصبا ؟
- أم كنت أبكي شيئا لا أعرفه حتى أنا ؟
لم تفارق مخيلتي قط صورة الفتاة وما تعرضت له .. شيئا فشيئا وكأن أحدهم يهمس بداخلي لأنتقم للفتاة .. كبرت الفكرة بداخلي فذهبت وبحثت عن منزلهم إلى أن وجدته .. ثم قمت بإختطاف "زوجة والدها مع صديقها .. وقمت بتعذيبهم بأبشع الأساليب القذرة .. ذهبت إلى المكتبات وأشتريت جميع الكتب التي تختص بالتعذيب في القرون الماضية .. ورحت أتفنن في تعذيبهم وأستمتع في سماع صراخاتهم وآلامهم .. كانوا يتوسلون إلي لأقتلهم شفقة ورحمة .. ألا أنني لم أفعل .. بل قمت بإيصال الدم إلى أجسادهم بدل الذي فقدوه .. كنت أحاول أبقاءهم على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة .. ولمدة أسبوعين فعلت بهم أشياء لم يفعلوها لشخص "أتهم بالهرطقة في القرون الوسطى" .. حتى لقوا حتفهم تحت مرارة التعذيب والقذارة .. وكانت تلك أول جريمة قتل أرتكبتها .
ألتقط خالد أنفاسه المحتنقة الغاضبة للحظات , قال بعدها : لا أعرف ما هو حال الفتاة الآن , فلم أسمع عنها خبرا , ولكنني لا زلت أتسأل كل يوم .. لما أرتكبت الجريمة ولما قتلتهم حقا :
- هل قتلتهم لما فعلوه بالفتاة ؟
- أم قتلتهم لأنني رأيت الشر كله يتجسد فيهما ؟
- أم قتلتهم خوفا منهم .. لأنهم أسوء من القتلة ؟
أنتظروا قصة سجين آخر ...
(قلم مضطرب)
قصة السجين الثاني
(مُغتصِب النساء)
حيث بدأ "السجين خالد" حكايته وقال ...
لقد كنت في السابق "أختطف النساء وأعتدي عليهن" وكنت استمتع بذلك كثيرا وبالرغم من أن الشرطة كانت تضيق الخناق علي ألا أنني أتمكن من الهروب والأختباء والتنقل بين المدن الصغيرة النائية .
في أحدى المرات ذهبت إلى مدينة يكاد يخلو ذكرها حتى على لسان قاطنيها وجلست فيها لليلتين ريثما تهدأ الأمور وتتوقف الشرطة عن البحث عني , ولكن في منتصف الليلة الثالثة إذ أفزعني صوت دق الباب بقوة شديدة ظننتها الشرطة فلم أتكلم أو أنطق بشيء .. ألا أن طرق الباب لم يتوقف بل أزداد قوة عن ذي قبل مما أخافني وأرعب جوارحي ولكنني ظللت ملتزما للصمت والباب يطرق ويطرق للحظات .. بعدها إذ بي أسمع صوت فتاة من الخارج تقول : أفتح الباب أرجوك .. أفتح الباب أرجوك ؟
سكت خالد لبرهة .. مما جعل أحد السجناء يسأله : ماذا فعلت ؟ هل فتحت الباب ؟
- أجابه خالد : بالطبع .. رغم أنني ترددت كثيرا ألا أنني أردت أن أعرف ماذا تريد هذه الفتاة ؟ فتحت لها الباب وحين رأيتها أقشعر بدني لجمالها كانت مراهقة في ال 16 من العمر .. قلت في نفسي حينها "أنها صغيرة السن وسهلة الأصطياد" .. ولكن ما أثار غرابتي بأنها كانت تحمل طفلا بين يديها , ألا أنني لم أهتم لذلك كثيرا .. فسألتها : ماذا تريدين ؟ قالت : هناك شخصا يلاحقني .. وأتمنى أن تسمح لي بقضاء الليلة في مسكنك ؟
توقف خالد عن الحديث لثوان قليلة قال بعدها : شككت في هذه الفتاة وتصرفاتها وقصتها .. لأنني نظرت في الشارع فلم أجد أحدا فمن سيلاحقها في هذه الساعة المتأخرة وفي هذا المكان المنقطع عن بقية المدن ؟ سمحت لها بالدخول بعد تردد لأنني كنت أخطط "للأعتداء عليها" , وحين دخلت لم أتكلم معها .. فقط قلت لها : بإمكانك النوم على السرير ؟ وبالفعل مرت نصف ساعه وغطت في سباتها .. فظللت أنتظر وأنتظر اللحظة المناسبة "للتهجم والأعتداء عليها" .
سكت خالد مرة أخرى وهو يسترجع أحداث تلك القصة .. مما حدا بأحد السجناء أن يقول له : اللعنة يارجل .. أكمل ما الذي حدث ؟ هل أعتديت عليها ؟
- قال خالد : لقد أوشكت على ذلك .. ولكن حين أقتربت منها رأيتها "تتصبب عرقا وتبكي في نومها وتتمتم بكلمات غريبة تارة وتارة أخرى تقول أبتعد عني" .. في الحقيقة أثار غرابتي كل ذلك .. شيئا ما جعلني أبتعد وأدعها وشأنها لذا تركت فكرت الأعتداء عليها , وأيضا لربما كان فضولا بداخلي لا أعرف ما سر هذه الفتاة ؟ لم أستطع النوم ليلتها .. جلست أنتظرها وأنتظرها إلى أن أستيقظت ..
- فسألتها بسرعة : من أنتي يافتاة ؟ وما حكايتك ؟
- قالت : لا شيء .
- قلت لها : بلى هناك شيئا ما ؟ أنك تخفين أمرا ؟ أخبريني ممن تهربين ؟
طأطأت الفتاة رأسها خجلا وقالت بصوتا منكسر : توفيت والدتي وأنا صغيرة , بعدها تزوج والدي من "امرأة منحرفة" .. تنتظر لحظة خروجه من المنزل لتحضر صديقها .. لم أستطع أن أخبر والدي بذلك لأنه لن يصدقني لذا تركتها وشأنها , ولكن صديقها دائما ما كان يحاول أن يتحرش بي ويعتدي علي .. ولكنني كنت أمنعه وأهرب إلى غرفتي وأغلق الباب على نفسي .. لكن ذات ليلة مشؤومة كان "شقيقي الصغير أبن زوجة والدي" الذي تراه معي الآن .. كان في تلك الليلة يبكي ويبكي بشدة لا اعرف ما الذي أصابه لذا رحت أحاول تهدئته وأن أجعله ينام حتى غطى في سباته بالفعل وبعد دقائق غططت في نومي معه .. ولكن من سخرية القدر نسيت أن أغلق باب الغرفة .. فدخل "صديق زوجة والدي" وأعتدى علي , ولم أعرف ماذا أفعل ولمن أشتكي ذلك .. وها أنا ذا أعيش العار كل يوم .. وبالأمس حاول الأعتداء علي فهربت من المنزل وطرقت بابك .
قطع خالد قصته وقال : صدقوني حين أخبرتني حكايتها لم أتأثر أو أتعاطف معها .. فقط قلت لها : أذهبي إلى منزلك الآن .. وأن غدا لناظره قريب ؟ فراحت تشكرني وقالت لي شيئا أخجلني , قالت : ظننتك ستعتدي علي .. ألا أنك من الرجال القلائل الذين يتسمون بالشهامة والشرف .
يكمل خالد : هل تصدقون ذلك ؟ هل تصدقون ماذا قالت عني الفتاة ؟ أنني شهما وشريف ؟ حتى أنني لم أفهم جيدا ماذا قالت ولم أفكر في نظرتها إلي .. لذا أردتها أن تغادر بسرعة خوفا من أن ينكشف مخبأي للشرطة .. فلم أهتم للفتاة وقصتها , حتى همت بالمغادرة .. مشت قليلا ثم توقفت تنظر إلى السماء وتبكي حزينة متحسرة .. ثم ألتفتت إلي وقالت : ليتني لم أنم ذاك الليل .. ليتني مت قبل هذا , ثم غادرت .
ظل خالد في حال ذكرى تلك الليلة والظروف التي مر بها مع الفتاة , قام سجين يسأله : إذا ماذا حدث بعد ذلك ؟
قال خالد بعد أن هدأت نبرة صوته مما أخبر : لا أخفيكم بعد أن قالت لي ذلك .. أغلقت باب الغرفة وأجهشت بالبكاء رحت أبكي وأبكي ولا أعرف لما كنت أبكي :
- أكنت أبكي على الفتاة وحالها ؟
- أو كنت أبكي لأنني كنت مغتصبا ؟
- أم كنت أبكي شيئا لا أعرفه حتى أنا ؟
لم تفارق مخيلتي قط صورة الفتاة وما تعرضت له .. شيئا فشيئا وكأن أحدهم يهمس بداخلي لأنتقم للفتاة .. كبرت الفكرة بداخلي فذهبت وبحثت عن منزلهم إلى أن وجدته .. ثم قمت بإختطاف "زوجة والدها مع صديقها .. وقمت بتعذيبهم بأبشع الأساليب القذرة .. ذهبت إلى المكتبات وأشتريت جميع الكتب التي تختص بالتعذيب في القرون الماضية .. ورحت أتفنن في تعذيبهم وأستمتع في سماع صراخاتهم وآلامهم .. كانوا يتوسلون إلي لأقتلهم شفقة ورحمة .. ألا أنني لم أفعل .. بل قمت بإيصال الدم إلى أجسادهم بدل الذي فقدوه .. كنت أحاول أبقاءهم على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة .. ولمدة أسبوعين فعلت بهم أشياء لم يفعلوها لشخص "أتهم بالهرطقة في القرون الوسطى" .. حتى لقوا حتفهم تحت مرارة التعذيب والقذارة .. وكانت تلك أول جريمة قتل أرتكبتها .
ألتقط خالد أنفاسه المحتنقة الغاضبة للحظات , قال بعدها : لا أعرف ما هو حال الفتاة الآن , فلم أسمع عنها خبرا , ولكنني لا زلت أتسأل كل يوم .. لما أرتكبت الجريمة ولما قتلتهم حقا :
- هل قتلتهم لما فعلوه بالفتاة ؟
- أم قتلتهم لأنني رأيت الشر كله يتجسد فيهما ؟
- أم قتلتهم خوفا منهم .. لأنهم أسوء من القتلة ؟
أنتظروا قصة سجين آخر ...
(قلم مضطرب)