- إنضم
- 13 جوان 2011
- المشاركات
- 14,544
- نقاط التفاعل
- 19,263
- النقاط
- 971
- محل الإقامة
- : ♥ قلب عسكوري ♥
- الجنس
- أنثى
آهلا و سهلا و مرحبا بعشاق الكتابة
كتبت قصة و قد شاركت بها في عدة مسابقات و الحمد الله نلت بفضلها آوسمة و شهادات ، فأحببت نقلها و ابداء أرائكم حولها
°°°
في ذلك البيتِ بدأَتْ قصتُها تنمُو و تكبُر ’ فاطِمة الجلِيلة بين مَتاهات الحياةِ امرأةُ صامِدةُ ، فارقتْ والِدُها و عُمرها لا يتعدى العشرين سنة ، فتكفلت بعائِلتها المُكونة من أمِ و خمسة إخوة ، صغيرهم عمرهُ 4 سنواتِ .
خرجت ، بحثت ، فوجدت عملا بسيطا في أحد مصانع خياطة الألبسة النسائية ، عملَتْ ما بِوسعِها حتى ترى عائلتها تبتسم بعد فقدانهم لركيزة البيت في حادث مرور مروع .
فاطمة كانت ذات يومِ طفلة و بعده أنثى و بعد هذا و ذاك امرأة ، فقد تقدم لها صاحب المعمل لخطبتها لكنها رفضت لأنها همها الوحيد هو جلبُ القوتِ لعائلتها ، لكن محمد أصر عليها حتى وافقت فكان لها ما تمنت ، سيارة ، مال ، بيت ، كَبُرَ الكبير و نما الصغير و أصبح لكلِ واحد من إخوانها مكانة مرموقة بعد عناء دام سنيين
عاشت فاطمة رفقة زوجها و عائلتها في سعادة لكن تلك الراحة و الطُمأنينة لم تدُم
إذ بين عشية و ضحاها وقعت في مشكلةِ مع زوجها الذي تبين أنه على علاقة غير شرعية مع سكرتيرة مكتبهِ ليلى ، خبر لم يخطُر ببالها يوماََ إذ وقع كالصاعقة لكن هيهات... خمدت نار الخبر وتركت الخيانة في نفسها جرحا لا يندمل, لكن ماذا تفعل ؟
و هي أم لـثلاث أولاد ، صبرت و صبرت حتى نطقت : إلهي ماذا فعلتُ حتى أبتلى بمثل هاته المشاكل ؟
سمعها ابنها البكر فرد و الدموع تنهمرُ: آماه ، اصبري فإن الله مع الصابرين.حينها تنهدت سبحانه مالنا غيره
توالت الأيام و ازدادت الضغوط و أصبحت حياتها تسوء يوما بعد يوم , فالشريكة لن تتركها بسلام رغم التصدي لها .
ذات يوم و هي في حُجرتِها تتلو ما تيسر من كلامِ الله حتى سمعت : فاطمة ، فاطمة ، أين أنتِ ؟
- أنا هُنا ما بِك ؟
-لا شيء فقط علينا بِمغادرة البيتِ و التوجه إلى المحمدية هُناك سترتاحين و سنكون عائلة سعيدة.
-ما بِك يا رجل ؟ نرحل !إلى أين ؟
-قُلتُ لكِ نرحل إلى المحمدية ، بعيدا عن المشاكل ، كل شيء جاهز حتى أوراقِ الأولاد قد تَم تغيرها في مدرسةِ المدينة ،فصرخت :-كل شيء جاهز و أنا لا صلة لي! لن أرحل سأبقى هُنا في المكانِ الذي ترعرعت فيه.
أقنعها زوجها كالعادة فوافقت و تركت أمرها بين يدي خالقها و هي لا تعلم ماذا سيحدث بعد هذا ، وصل الجميع إلى البيتِ و كلهم استغراب ، كأنه علبةَ كبريت ، نطقت أحلام : آماه ما هذا ؟ فلنعد إلى بيتنا .
دق دق دق صوت الباب ، فتح رضا : -أبي رجال الشرطة ، ماذا قُلت ، قلتُ الشرطة يا أمي ، محمد من أكبر تجار المخدرات ، وقعت فاطمة... و أحلام و رضا و منذر يُبكونها : -لا تتركيننا يا أمي
فتحت عيناها و أول ما نطقت به : حسبي الله و نعمة الوكيل ، لن يبقى لك في قلبي مكانُ اتركني رفقة ثماري التي قطفتُها مِنك ، أُخرجَ محمد مُكبل اليدين واضع رأسه بين كتفيه و كله حزن إلى ما آل إليه .
رجعت فاطمة إلى حياتها الطبيعية و كلها عزيمة على مواصلة دربها مع أبنائها دون اللجوء إلى أحد سوى خالقها ، تواصلت الأزمنة ، ذهب يوم و رحل فصل و ما زالت فاطمة الجليلة بين متاهات الحياة امرأة صامدة.
°°°
بقلم : منيني