المقدمة
الحمد لله تعـالى المستحق للثناء، والمتفضِّل بالنعم والآلاء، والصلاة والسلام على سيد الأصفياء.. وآله وأصحابه قدوة الأولياء.
وبعد..
ذكر الله تعالى خير ما انشغل به المؤمن، وهذه وقفات مع هذا الخير العظيم؛ تقف من خلالها على شرف الذِّكر وعظيم منزلته، ولتسأل نفسك بعدها .. هل أنت من الذاكرين لله تعالى؟
وتأمَّل أخي في هذه العناوين تأمَّل الحريص على الخير؛ على أن تكون من الذاكرين لله تعالى كثيرًا.
الذِّكر أغلى بضاعة
أخي المسلم: إنَّ ذِكر الله تعالى أغلى ما ادَّخره المسلم.. وأفضل ما حرص على الفوز به المؤمنون .. هو البضاعة الرابحة والربح الكبير !
صاحبها أغنى رابح وأعظم فائز..
قال الله تعالى: [FONT="]}اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[FONT="]{ [العنكبوت: 45].[/FONT]
[FONT="]}[/FONT]وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ[FONT="]{[/FONT]
قال مجاهد: «لذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه، في الصلاة وغيرها!».
الذِّكر غنيمة سهلة الاقتناص، وكنزٌ قريب المنال، فهل أنت من الفائزين به؟! أم أنك من الغافلين عنه؟!
قال رسول الله [FONT="]r: «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس»([1]) .[/FONT]
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: «لأن أُسبِّح الله تعالى تسبيحات أحبُّ إليَّ من أن أُنفق عددهنّ دنانير في سبيل الله عزَّ وجل!».
وقال عبيد بن عمير: «تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير له من جبال الدنيا تجري معه ذهبًا».
أخي المسلم:
أين أنت من هذا الخير العظيم؟! ذكر الله تعالى، بضاعة المُفلحين وتجارة الرابحين وزاد المتقين!
أين أنت من المنافسة في هذه البضاعة الغالية؟ أين أنت من هذا الكنز الغالي؟!
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «ذهب الذاكرون الله بالخير كلِّه».
وقال يحيى بن معاذ رحمه الله: «يا غفول يا جهول! لو سمعت صرير الأقلام في اللوح المحفوظ وهي تكتب اسمك عند ذكرك لمولاك؛ لمتَّ شوفًا إلى مولاك».
أخي:
ها هي الأيام تنقضي سريعًا، والناس راحلون نحو الآخرة!
ولو نرى أحدهم سفرًا قصيرًا لأعد الزاد ولتهيَّأ لسفره.
فماذا أعددت لسفر الآخرة؟!
وبأيَّة بضاعة سترحل؟!
ذكر الله تعالى تلك البضاعة الخفيفة .. ولكنها الغالية القيمة!
فكم عمي الغافلون عن نفاسة هذه البضاعة!
وكم أجهدوا النفوس في تحصيل بضائع الدنيا الفانية!
وكم شدُّوا المطايا في ملاحقة التراث الفاني!
وكم واصلوا ليلهم بنهارهم من أجل البضاعة الرخيصة!
نظروا بعين الحرص، وعميت عندهم عين البصيرة!
فما أوكسها من صفقة! وما أغبن أهلها!
[FONT="]}[/FONT]فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ[FONT="]{[/FONT] [النور: 36، 37].
فإيَّاك أن تفوتك هذه البضاعة وأنت قادر عليها؛ فإنها إذا فاتتك فأنت يومها من أغبن الخلق وأسوأهم صفقة!
فاربح أخي هذا الربح الغالي، واغتنم هذا الكنز النادر، ذكر الله تعالى، عسى أن تكون من أهل الفلاح.
الذِّكر أنيس الذاكرين
أخي المسلم:
ذكر الله تعالى غاية الصالحين ومنتهى أمل الصادقين، من لزمه فهو في أنس دائمٍ وخيرٍ عميم!
إذا نزلت بهم النوازل فهو حصنهم، وإذا أحاطت بهم المصائب فهو كهفهم.
قال ابن القيم:
«به يستدفعون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم به المصيبات، إذا أظلهم البلاء فإليه ملجؤهم، وإذا نزلت به النوازل؛ فإليه مفزعهم، فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ورءوس أموال سعادتهم؛ التي بها يتجرون، يدع القلب الحزين ضاحكًا مسرورًا، ويوصل ا لذاكر إلى المذكور، بل يدع الذاكر مذكورًا».
أخي:
تلك هي سمات الذِّكر التي يجدها الذاكرون ويستنشقون عبيرها ويفوزون ببركاتها، فأعظم الناس أنسًا أكثرهم ذكرًا لله تعالى .. وأي أنس أعظم من الأنس بذكر الله تعالى؟! فذكر الله تعالى هو راحة النفوس وحلاوة القلوب، ومن تشبَّث به فقد تشبَّث بعمل جليل وفضل كبير.
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أنَّ أعرابيًا قال لرسول الله [FONT="]r: إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ؛ فأنبئني بشيءٍ أتشبَّث به، قال: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجل»([2]) .[/FONT]
فإنَّ هذه الوصية النبوية الغالية تكشف لك فضل الذِّكر ومنزلته السامية، وهي ثمرة يفوز بها الذاكرون.
أخي المسلم:
اجعل من ذِكر الله تعالى أنيسك وجليسك؛ فإنك إن فعلت ذلك كان ذكر الله أنيسك في قبرك غدًا، كما هو أنيسك في د**** اليوم.
قال ابن القيم:
«إنَّ الذِّكر نورٌ للذاكر في الدنيا ونورٌ له في قبره ونورٌ له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى، قال الله تعالى: [FONT="]}أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا...[FONT="]{[/FONT]» [الأنعام: 122]..[/FONT]
فالأول هو المؤمن استنار بالإيمان بالله، و محبته ومعرفته وذكره، والآخر هو الغافل عن الله تعالى، المعرض عن ذِكره ومحبته .. إنَّ لذَّة ذكر الله تعالى فوق كلِّ لذَّة!»..
وهي لذَّةٌ يجدها أولئك الذين عمرت قلوبهم به، وأنست نفوسهم بملازمته؛. فاعلم أخي أنَّ لذَّة ذكر الله إذا تذوَّقها القلب فلن يُطيق فراقها، ولن يجد نعمةً أنعم منها!
قال مالك بن دينار: «ما تنعَّم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى!».
وقال ذو النون: «ما طابت الدنيا إلاَّ بذكره، ولا طابت الآخرة إلاَّ بعفوه!».
وقال الحسن البصري: «تفقَّدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذِّكر، وقراءة القرآن .. فإن وجدتم وإلاَّ فاعلموا أنَّ الباب مغلق!».
أخي المسلم:
اجعل من ذِكر الله تعالى راحتك إذا ضعضعتك الحياة، ومفزعك إذا أصابتك سهامها، وسلواك إذا أحزنتك؛ فإنك لن تجد لقلبك دواءً أشفى من ذكر الله تعالى، ولن تجد أسعد للنفس من ذِكر الله تعالى .. ومهما التمس الناس من أسباب الترفيه ليُروِّحوا عن النفوس فلن يجدوا أروحَ لها من ذِكر الله تعالى!
وقد عرف الصالحون هذا الطريق فسلكوه؛ فاستقامت لهم القلوب وصلحت الجوارح.
قال فتح الموصلي: «المحبُّ لا يجد مع حبِّ الله للدنيا لذَّة، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين!».
فالزم أخي ذِكر الله تعالى تجد الأنس في القلب والراحة في النفس والسعادة في الدنيا والآخرة!
كيف تكون من الذاكرين؟
إنَّ شرف الذِّكر ومنزلته يدعوانك لتكون من الذاكرين لله تعالى .. وها هي طريق الذاكرين أرسمها إليك؛ عسى الله أن يجعلك من أهلها..
إنَّ مما ينبغي لك أن تعرفه أن تعلم أنَّ على المسلم أن يُكثر من ذكر الله تعالى، ولا يفرِّط في ذلك؛ حتى لا يدخل في زمرة أهل الغفلة.
وأول هذا الطريق:
المحافظة على الصلوات الخمس
إنَّ المحافظة على الصلوات بداية طريق أهل الذِّكر، فإنَّ من حافظ على الصلوات الخمس بحدودها وخشوعها فقد نال نصيبًا كبيرًا من ذكر الله تعالى؛ فالصلاة قد اشتملت على أنواعٍ من الذِّكر، مع معانٍ لا توجد في غيرها من خضوعٍ وتذلُّلٍ وخشوع، لذلك فإنَّ الله تعالى ذمَّ المنافقين بقلَّة ذِكرهم له في الصلاة فقال تعالى: [FONT="]}إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا[FONT="]{[/FONT] [النساء: 142].[/FONT]
وقال رسول الله [FONT="]r: «تلك صلاة المنافق؛ يجلس يَرقُبُ الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلاَّ قليلاً».[/FONT]
ثانيًا- المحافظة على الأذكار دبر الصلوات
ورد في السنة النبوية الكثير من الأذكار، ولكلِّ ذِكرٍ موضعه الذي يُقال فيه، ومن هذه الأذكار أذكار الصلاة، والتي منها ما يُقال بعد الصلاة، فحافظ أخي على هذه الأذكار، وردِّدها بخشوع وتأنٍّ؛ فإنَّ الكثيرين يتهاونون بها، فترى أحدهم يسرع فيها لينصرف، والبعض ينصرف بدون أن يأتي بها!
فعلى المسلم الحرص عليها حتى يكون من الذاكرين لله تعالى.
ثالثًا- الإكثار من قراءة كتاب الله تعالى
تلاوة كتاب الله تاج الذِّكر وعنوان فضله .. وما ذكره الذاكرون بأفضل من قراءة كتابه العزيز.. قال رسول الله [FONT="]r: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف، ولكن "ألف" حرف، و"لام" حرف، و"ميم" حرف»([3]) .[/FONT]
وقال رسول الله [FONT="]r: «من قرأ بمائة آية في ليلة؛ كُتب له قُنوت ليلة»([4]) .[/FONT]
فاحرص أن تكون من أولئك الذين يتفقدون كتاب ربهم تعالى، ولا تكن من الهاجرين له .. وتأمَّل كم ستجد من الأجر وأنت تتلو كتاب الله تعالى، وقد أخبرك النبي [FONT="]r أن ثواب الحرف الواحد؛ يُضاعف إلى عشر حسنات![/FONT]
فيما أيسر أن تكون من الرابحين الذاكرين لله تعالى.
رابعًا- المحافظة على الأذكار
وهذا باب عظيم يُدخِلك في جملة الذاكرين لله تعالى، وقد تعدَّدت أنواع الأذكار وصورها وفي جميعها الخير العظيم..
وليس صعبًا أن تكون من المحافظين على الأذكار، فما عليك إلاَّ أن تعزم على فعلها وتبدأ بتطبيقها في أمورك كلِّها.
فإذا خرجت من منزلك قلت ذكر الخروج من من المنزل، وإذا ركبت سيارتك قلت ذِكر ركوب الدابة، وإذا دخلت الخلاء أو خرجت منه قلت ما جاء من الذِّكر في ذلك، وإذا أردتَ أن تتوضَّأ أو فرغت من الوضوء قلت ما جاء في ذلك من الذِّكر، وإذا لبست ثوبًا جديدًا قلت ما جاء من ذِكرٍ في ذلك.
وهكذا في كلِّ أمورك تحرص على المحافظة على الأذكار، ولا تضيِّع الفرصة في ذلك؛ فإنك إذا فعلت ذلك كنت من الذاكرين لله تعالى.
خامسًا- المحافظة على الأذكار التي ورد فضلها
هنالك جملة من الأذكار جاء الدليل بفضلها.. والثواب الجزيل على فعلها.
قال رسول الله [FONT="]r: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»([5]) .[/FONT]
أخي المسلم:
تلك بعض العلامات التي تُدرَك على طريق الذاكرين، فحاول أن تأخذ بنصيبك في ذلك، واعزم عزم الصادقين، واستعن بربك تبارك وتعالى فاسأله التوفيق والإعانة على سلوك طريق الذاكرين، وأن يجعلك من الذاكرين له كثيرًا، فإن وُفقت إلى ذلك فأنت على خيرٍ عظيم!
الذِّكر غيث القلوب!
أخي المسلم:
كما أنَّ الأرض تحيا بنزول الغيث فتخرج نباتها وتُزهر، كذلك القلوب تحيا بذكر الله تعالى؛ فيصفو القلب وتصلح الجوارح، وللذِّكر أثرٌ عجيب على القلوب، وهو دواءٌ ناجحٌ لأمراض القلوب وآفاتها.
قال ابن القيم:
«إنَّ في القلب قسوةً لا يُذيبها إلا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى، وذكر حماد بن زيد عن المعلى بن زياد أنَّ رجلاً قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة القلب!.. قال: «أَذِبْه بالذِّكر»، وهذا لأنَّ القلب كلَّما اشتدَّت به الغفلة اشتدَّت به القسوة، فإذا ذُكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار!.. فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله تعالى.
فالذِّكر حياةٌ للقلوب، وبدونه يكون صاحبه في جملة الأموات!
وموت القلوب أسوأ موت؛ فإنَّ القلب إذا مات فسد أمر العبد كلِّه!
قال رسول الله [FONT="]r: «مثل الذي يذكر ربَّه، والذي لا يذكر ربه؛ مثل الحيِّ والميت!»([6]) .[/FONT]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:«الذِّكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف حال السمك إذا فارق الماء؟!».
وهذا مثلٌ رائع ضربه شيخ الإسلام ابن تيمية لحال القلب مع ذِكر الله تعالى، ويؤيِّده الحديث السابق.
ولتعلم أخي المسلم أنَّ ذكر الله تعالى عصمةٌ من الشيطان؛ فهو حصنٌ للقلب من وسوسة الشيطان وإغوائه.
قال عبد الله بن شقيق: «ما من آدميٍّ إلاَّ لقلبه بيتان؛ في أحدهما الملك، وفي الآخر الشيطان. فإذا ذكر الله خنس، وإذا لم يذكر الله وضع الشيطان منقاره في قلبه ووسوس له».
وذِكر الله تعالى جلاءٌ للقلوب من أدرانها، وهو صابون القلوب الذي ما غُسلت القلوب بمنظِّفٍ أقوى منه!
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «لكلِّ شيء جلاء، وإنَّ جلاء القلوب ذِكر الله عزَّ وجل»..
فلو تعهَّد الغافلون قلوبهم بذكر الله تعالى لاستقامت، ولوجد أصحابها ثمرات ذلك!
ولا تنس أخي المسلم أنَّ ذِكر الله علاج لنفاق القلوب وأمان من أدوائه..
قال كعب بن مالك رضي الله عنه: «من أكثر ذكر الله برئ من النفاق».
وقال ابن القيم: «إنَّ كثرة ذِكر الله عزَّ وجل أمانٌ من النفاق، فإنَّ المنافقين قليلو الذِّكر لله عزَّ وجلَّ .. قال الله عزَّ وجلَّ في المنافقين [FONT="]}وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا[FONT="]{[/FONT].[/FONT]
أخي المسلم:
إنَّ همَّ الكثيرين اليوم هو حياة أبدانهم؛ فتراه يكدُّ ويجتهد لتحصيل معاشه، فهو ساعً في ليله ونهاره في تحصيل اللقمة والتي هي حياة للبدن».
ولكن أين هذا المسكين من الاجتهاد في تحصيل غذاء الرُّوح؟!
أين هو من ذِكر الله تعالى الذي به حياته الحقيقية؟!
قليلٌ أولئك الذين اجتهدوا في تحصيل حياة قلوبهم!
وأمَّا الأكثرون فتراهم غافلين، مُعرضين عن أسباب حياة القلوب؛ فأورثهم ذلك أمراض القلوب وأصابها من غفلةٍ وإعراضٍ عن ذكر الله تعالى وحبٍّ للدنيا وطولٍ للأمل!
فالزم أخي ذكر الله تعالى ليحيا قلبك؛ فإنَّ ذكر الله نعم الغيث لقلبك ونعم القرين، فأنت بذكره تعالى حيٌّ، منشرح الصدر، مطمئنُّ النفس، قريبٌ من الله تعالى.
وأما أنت بغير ذكره عزَّ وجل فميت، ضيِّق الصدر، قلق النفس، غافلٌ عن سرِّ سعادتك .. سرور النفس وانشراح الصدر، الغنيمة الغالية التي يفوز بها الذين يذكرون الله تعالى، فلا تكوننَّ أخي من المضيِّعين لهذه الغنيمة!
فسارع وبادر إلى حياة قلبك وربيع صدرك «ذكر الله تعالى»؛ لتكون من الأحياء حقيقة !
.../...
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه مسلم.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم صحيح ابن ماجه للألباني (3861).[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه الترمذي/ صحيح الترمذي: 2910.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه أحمد والدارمي السلسلة الصحيحة (644).[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][5][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه البخاري.[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][6][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]رواه البخاري ومسلم.[/FONT][/FONT]