أهمية اللغة العربية في فهم علوم الشريعة الإسلامية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
... فإنَّ العربية هي اللغة التي اختارها الله لهذا الدين، وأنزل القرآن العظيم بها، فقال جلَّ وعزَّ: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [يوسف: 2].
قال ابنُ كثيرٍ : ((لأنَّ لغة العرب أفصحُ اللغات، وأَبْيَنُها، وأَوْسَعُها، وأكثرُها تَأْدِيةً للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أُنزل أشرفُ الكتب بأشرفِ اللغات...)) إلى آخر كلامه .
ولا يَشكُّ أحدٌ من المُشتغِلين بالعِلم في أهمية تعلُّم اللغة العربية؛ لأنه بِفَهمِها يُتَوَصَّل إلى فَهم كلامِ الله سبحانه، وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلامِ السلف رحمهم اللهُ ورَضِيَ عنهم.
قال أبو بكر الشَّنْتَرِيني في مقدمة كتابه (تَنْبِيه الألباب):
فإنَّ الواجبَ على كل مَن عَرَف أنه مخاطَبٌ بالتَّنزيل، ومأمورٌ بفَهم كلامِ الرسول صلى الله عليه وسلم ، غير معذور بالجهل بمعناهما، ولا مُسَامَحٍ في تَرْك العمل بمقتضاهما، أن يَتقدَّمَ فيَتعلَّم اللسان الذي أَنزل اللهُ به القرآنَ؛ حتى يَفهم كلامَ الله، وحديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ لا سبيل لفَهمِهما دون معرفة الإعراب، وتمييزِ الخطأ من الصواب.
وللنحو أهميةٌ؛ إذْ إنَّ جميع العلوم لا تَستغني عنه، وحَرِيٌّ بطالب العِلم أن يَتعلم قواعد الكلام العربي، وأنْ يَسِرَّ مِن أن يَلْحَن في كلامه، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، في الصفحة الثانية والخمسين بعد المائتين من المجلد الثاني والثلاثين من (مجموع فَتاوِيه):
ومعلومٌ أنَّ تَعَلُّم العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السلف يُؤدِبِّون أولادَهم على اللَّحن، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ، أو أمرَ استحبابٍ أن نَحفظ القانون العربي، ونُصلحَ الألسنة المائلة عنه.
وقال أبو إسحاق الزَّجَّاجي في كتابه (الإيضاح في عِلَلِ النَّحو):
فإنْ قال قائلٌ: فما الفائدة في تعلُّم النحو، وأكثرُ الناس يتكلمون على سَجِيَّتهم بغير إعراب، ولا معرفة منهم به، فيَفْهمون ويُفهِمون غيرَهم مِثلَ ذلك؟
فالجواب في ذلك أن يقال له:
الفائدة فيه: الوصولُ إلى التكلِّم بكلام العرب على الحقيقة؛ صوابًا غير مُبدَّلٍ ولا مُغَيَّر، وتقويمُ كتاب الله جل وعلا الذي هو أصلُ الدِّين والدنيا والمُعْتَمَد، ومعرفةُ أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، وإقامةُ معانيها على الحقيقة؛ لأنه لا تُفْهَمُ معانيها على الصحة إلا بتَوْفِيَتها حُقوقَها من الإعراب، وهذا ما لا يدفعه أحدٌ ممن نَظَر في أحاديثه صلى الله عليه وسلم وكلامِه.
وقد قال الله تعالى في وَصْف كتابه: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا )[يوسف: من الآية 2]، وقال: ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) [الشعراء: 195]، وقال: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ) [الزمر: من الآية 28].
فوَصَفه بالاستقامة، كما وَصَفه بالبيان في قوله: ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) [الشعراء: 195]، وكما وَصَفه بالعَدْل في قوله: ( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ) [الرعد: من الآية 37].
وأَخْبَرَنا أبو إسحاق الزَّجَّاج، قال: سمعتُ أبا العباس المُبَرِّد، يقول: كان بعضُ السلف يقول: ((عليكم بالعربية؛ فإنها المُروءة الظاهرة، وهي كلام الله عز وجل وأنبيائِه وملائكتِه...)) إلى آخر كلامه .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
... فإنَّ العربية هي اللغة التي اختارها الله لهذا الدين، وأنزل القرآن العظيم بها، فقال جلَّ وعزَّ: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [يوسف: 2].
قال ابنُ كثيرٍ : ((لأنَّ لغة العرب أفصحُ اللغات، وأَبْيَنُها، وأَوْسَعُها، وأكثرُها تَأْدِيةً للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أُنزل أشرفُ الكتب بأشرفِ اللغات...)) إلى آخر كلامه .
ولا يَشكُّ أحدٌ من المُشتغِلين بالعِلم في أهمية تعلُّم اللغة العربية؛ لأنه بِفَهمِها يُتَوَصَّل إلى فَهم كلامِ الله سبحانه، وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلامِ السلف رحمهم اللهُ ورَضِيَ عنهم.
قال أبو بكر الشَّنْتَرِيني في مقدمة كتابه (تَنْبِيه الألباب):
فإنَّ الواجبَ على كل مَن عَرَف أنه مخاطَبٌ بالتَّنزيل، ومأمورٌ بفَهم كلامِ الرسول صلى الله عليه وسلم ، غير معذور بالجهل بمعناهما، ولا مُسَامَحٍ في تَرْك العمل بمقتضاهما، أن يَتقدَّمَ فيَتعلَّم اللسان الذي أَنزل اللهُ به القرآنَ؛ حتى يَفهم كلامَ الله، وحديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ لا سبيل لفَهمِهما دون معرفة الإعراب، وتمييزِ الخطأ من الصواب.
وللنحو أهميةٌ؛ إذْ إنَّ جميع العلوم لا تَستغني عنه، وحَرِيٌّ بطالب العِلم أن يَتعلم قواعد الكلام العربي، وأنْ يَسِرَّ مِن أن يَلْحَن في كلامه، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، في الصفحة الثانية والخمسين بعد المائتين من المجلد الثاني والثلاثين من (مجموع فَتاوِيه):
ومعلومٌ أنَّ تَعَلُّم العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السلف يُؤدِبِّون أولادَهم على اللَّحن، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ، أو أمرَ استحبابٍ أن نَحفظ القانون العربي، ونُصلحَ الألسنة المائلة عنه.
وقال أبو إسحاق الزَّجَّاجي في كتابه (الإيضاح في عِلَلِ النَّحو):
فإنْ قال قائلٌ: فما الفائدة في تعلُّم النحو، وأكثرُ الناس يتكلمون على سَجِيَّتهم بغير إعراب، ولا معرفة منهم به، فيَفْهمون ويُفهِمون غيرَهم مِثلَ ذلك؟
فالجواب في ذلك أن يقال له:
الفائدة فيه: الوصولُ إلى التكلِّم بكلام العرب على الحقيقة؛ صوابًا غير مُبدَّلٍ ولا مُغَيَّر، وتقويمُ كتاب الله جل وعلا الذي هو أصلُ الدِّين والدنيا والمُعْتَمَد، ومعرفةُ أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، وإقامةُ معانيها على الحقيقة؛ لأنه لا تُفْهَمُ معانيها على الصحة إلا بتَوْفِيَتها حُقوقَها من الإعراب، وهذا ما لا يدفعه أحدٌ ممن نَظَر في أحاديثه صلى الله عليه وسلم وكلامِه.
وقد قال الله تعالى في وَصْف كتابه: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا )[يوسف: من الآية 2]، وقال: ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) [الشعراء: 195]، وقال: ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ) [الزمر: من الآية 28].
فوَصَفه بالاستقامة، كما وَصَفه بالبيان في قوله: ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) [الشعراء: 195]، وكما وَصَفه بالعَدْل في قوله: ( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ) [الرعد: من الآية 37].
وأَخْبَرَنا أبو إسحاق الزَّجَّاج، قال: سمعتُ أبا العباس المُبَرِّد، يقول: كان بعضُ السلف يقول: ((عليكم بالعربية؛ فإنها المُروءة الظاهرة، وهي كلام الله عز وجل وأنبيائِه وملائكتِه...)) إلى آخر كلامه .
من مقدمة شرح ألفية ابن مالك للعثيمين