بسم الله الرحمن الرحيم
فقد كان النبي [FONT="]r أرحم الناس بولده، وأشدهم بهم شفقة، كان يحبهم، ويفرح بهم ويستبشر بقدومهم ويحنو عليهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ويذرف الدمع لفراقهم..
وكان [FONT="]r يحسن معاملة بناته، ويسعى في مصالحهن، ويعمل على حلّ مشكلاتهن الزوجية، ويرفع عنهن الحرج والضيق، ويتناولهن بالموعظة الرقيقة والتذكرة البليغة، ويمدحهن ويذكر فضائلهن.[/FONT]
نبذة عن أولاده [FONT="]r[/FONT]
وعبد الله وهو الملقب بالطاهر والطيب، وقد مات في حياته [FONT="]r أيضًا، وأما بناته [FONT="]r[/FONT] فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم رضي الله عنهن وأرضاهن.[/FONT]
أولاد بناته [FONT="]r[/FONT]
وأما فاطمة فقد تزوجها علي بن أبي طالب [FONT="]t، فولدت له الحسن والحسين ومحسنًا مات صغيرًا، وأم كلثوم، تزوجها عمر بن الخطاب [FONT="]t[/FONT]، وزينب تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.[/FONT]
وأما رقية فقد تزوجها عثمان بن عفان [FONT="]t وولدت له عبد الله وبه كان يكنى، وماتت عنده رضي الله عنها، ثم تزوج أختها أم كلثوم رضي الله عنها فماتت عنده.[/FONT]
أرحم الناس بالأطفال
وهذا من رحمته [FONT="]r أنه يذهب إلى عوالي المدينة لا لشيء إلا ليقبل ابنه إبراهيم ثم يرجع.[/FONT]
وعن أبي هريرة [FONT="]t قال: قبَّل رسول الله [FONT="]r[/FONT] الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله [FONT="]r[/FONT] ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم». [متفق عليه].[/FONT]
ويحملهم على عاتقه [FONT="]r[/FONT]
وعن أبي قتادة أن رسول الله [FONT="]r كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله [FONT="]r[/FONT]، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها. [متفق عليه].[/FONT]
وهذا يدل على شدة رحمته [FONT="]r بأبنائه، وفي حديث البراء التصريح بحبه [FONT="]r[/FONT] للحسن، والدعاء له بأن يحبه الله عز وجل.[/FONT]
ويعلمهم ويوجههم
فعن أبي هريرة [FONT="]t قال: أخذ الحسن بن عليّ رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي [FONT="]r[/FONT]: «كخ كخ» ليطرحها، ثم قال: «أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة». [متفق عليه].[/FONT]
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتى النبي [FONT="]r بيت فاطمة، فلم يدخل عليها، وجاء عليٌّ فذكر له ذلك، فذكره للنبي [FONT="]r[/FONT] قال: «إني رأيت على بابها سِتْرًا مَوْشِيًّا» فقال: «ما لي وللدنيا» فأتاها علي فذكر ذلك لها فقالت: ليأمرني فيه بما شاء. قال «ترسل به إلى فلانٍ؛ أهل بيتٍ بهم حاجة». [رواه البخاري].[/FONT]
ويختار لبناته الأكفاء من الرجال
ويحتفي ويرحب بهن ويمدحهم
وفي لفظ الترمذي: «ما رأيتُ أحدًا أشبه سمتًا ودلًّا وهديًا برسول الله [FONT="]r في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله [FONT="]r[/FONT]. قالت: وكانت إذا دخلت على النبي [FONT="]r[/FONT] قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي [FONT="]r[/FONT] إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها» [رواه الترمذي].[/FONT]
وقال [FONT="]r عن زينب: «هي خير بناتي أصيبت فيَّ» [رواه الطبراني والبزار].[/FONT]
ويعظهن ويذكرهن
فعن أبي هريرة [FONT="]t قال: قال رسول الله [FONT="]r[/FONT] : «يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا» [رواه مسلم].[/FONT]
وعن علي [FONT="]t أن فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن، فبلغها أن رسول الله [FONT="]r[/FONT] أتي بسبيٍ، فأتته تسأله خادمًا، فلم توافقه، فذكرت لعائشة، فجاء النبي [FONT="]r[/FONT] ، فذكرت ذلك عائشة له. قال: قأتانا وقد دخلنا مضاجعنا. فذهبنا لنقوم فقال: «على مكانكما» حتى وجدن برد قدميه على صدري فقال: «ألا أدلكما على خيرٍ مما سألتماه؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين فإن ذلك خير لكما مما سألتماه». [متفق عليه].[/FONT]
ويرق لهن ويحل مشاكلهن
وأصلح [FONT="]r بين علي وفاطمة، فعن سهل بن سعد [FONT="]t[/FONT] قال: جاء رسول الله [FONT="]r[/FONT] بيت فاطمة فلم يجد عليًّا في البيت فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يَقِلْ عندي([1]). فقال رسول الله [FONT="]r[/FONT] لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله [FONT="]r[/FONT] وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شِقِّه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله [FONT="]r[/FONT] يمسحه عنه ويقول: «قم أبا تراب، قم أبا تراب» [متفق عليه].[/FONT]
ويغضب لهن ويخطب في الناس لأجلهن
وفي لفظ البخاري: «إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها»، ثم قال: «وإني لست أحرم حلالًا ولا أحل حرامًا، ولكن الله لا تجتمع بنت رسول الله [FONT="]r وبنت عدو الله أبدًا» [رواه البخاري].[/FONT]
ويخفف عنهن مصابهن
وكان [FONT="]r يخفف عن ابنته وهو في مرض الموت، فعن أنس [FONT="]t[/FONT] قال: لمَّا ثقل النبي [FONT="]r[/FONT] جعل يتغشاه. فقالت فاطمة عليها السلام: واكربَ أباه، فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم». [رواه البخاري].[/FONT]
ويذرف الدمع لفقدهم
وعن أنس بن مالك [FONT="]t قال: «شهدنا بنتًا لرسول الله [FONT="]r[/FONT]، ورسول الله [FONT="]r[/FONT] جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان». [رواه البخاري].[/FONT]
ولما مات صبيٌّ لأحد بناته قام النبي [FONT="]r، وقام معه سعد ابن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأسامة بن زيد، فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع، كأنه في شنةٍ، ففاضت عيناه [FONT="]r[/FONT]، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء». [متفق عليه].[/FONT]
النبي [FONT="]r[/FONT] مع قرابته
وكان [FONT="]r حريصًا على هداية عمه عبد المطلب؛ لقرابته، ومواقفه في الدفاع عن النبي [FONT="]r[/FONT]، فعن سعيد بن المسيب عن أبيه [FONT="]t[/FONT] قال: لمَّا حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله [FONT="]r[/FONT] فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة؛ فقال رسول الله [FONT="]r[/FONT]: «يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب! أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله [FONT="]r[/FONT] يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة، حتى قال أبو طالب (آخر ما كلّمهم): هو على ملَّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.[/FONT]
فقال رسول الله [FONT="]r: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله عز وجل [FONT="]}[/FONT]مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ[FONT="]{[/FONT][التوبة: 13].[/FONT]
وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله [FONT="]r: [FONT="]}[/FONT]إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[FONT="]{[/FONT][القصص: 56]. [متفق عليه].[/FONT]
وذكر النبي [FONT="]r فضائل أهل بيته وقرابته، وحثّ على محبتهم وولايتهم. وفضائل علي [FONT="]t[/FONT]، والحسن، والحسين، وحمزة والعباس، وعبد الله بن جعفر، وصفية بنت عبد المطلب وبقية آل البيت وقرابة النبي [FONT="]r[/FONT] كثيرة تزخر بها كتب السنة.[/FONT]
وكان [FONT="]r يحزن إذا أصيب أحد من قرابته المؤمنين بسوء، فلما قُتل حمزة [FONT="]t[/FONT] في أحد حزن النبي [FONT="]r[/FONT] حزنًا شديدًا، وفي حديث ابن عمر، وأنس بن مالك رضي الله عنهما قالا: لما رجع رسول الله [FONT="]r[/FONT] من أُحد، سمع نساء الأنصار يبكين فقال: «لكن حمزة لا بواكي له». [رواه ابن ماجه وقال الألباني: حسن صحيح].[/FONT]
([1]) أي: لم ينم نومة القيلولة.[/FONT]