إن تسلق الحوائط والمُرتفعات هى قدرة تفوق القدرات الجسمانية للإنسان العادي، إلا إذا لدغك عنكبوت بالطبع وتحولت إلى سبايدرمان! لكن بفضل تكنولوجيا حديثة سوف يتمكن البشر قريبا من تسلق الحوائط لكن ليس بكفاءة عنكبوت هذه المرة…إنما بكفاءة بُرص!
تكون الغلبة دائما للجيوش التي تعتلي أرض المعركة، إلا أن ذلك “الاعتلاء” يتطلب من الجنود حمل المعدات اللازمة لذلك مثل الحبال والسلالم التي تشكل وزنا إضافياً إلى جانب معدات القتال التقليدية.
ومن هنا جاءت فكرة برنامج “زِد مان Z-Man” الممول من قبل “وكالة الدفاع للمشاريع البحثية المتقدمة” المعروفة إختصاراً بـ “داربا DARPA” التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. يهدف برنامج زد مان إلى تطوير أدوات تسلق مستوحاه من التصميم الحيوي لأجسام الكائنات الحية وخاصة “البُرص Gecko”!
يُعد البُرص من أبطال التسلق بين أقرانه في مملكة الحيوان! حيث أنه يكون قادرا على تسلق مختلف أنواع الأسطح بما فيها الأسطح الملساء مثل الزجاج. ويعود ذلك الأمر إلى التصميم التشريحي الفريد لأصابع البُرص التي تحتوي على سيقان ميكروية شبيهة بالشعيرات ومن كل شعيرة تتفرع حزمة من شعيرات أصغر تسمى “الملوق Spatulae” والتي يبلغ قطر كل منها نحو 200 نانو متر. تلتصق الملوق بالأسطح عبر قوى فيزيائية تسمى “روابط فان دير فال” وهى ببساطة عبارة قوة الجذب بين الشحنات المتضادة، تماماً مثل قوة الجذب بين قطبي مغناطيس متضادين. وتبلغ تلك الروابط من القوة بحيث يستطيع البرص حمل وزنه بالكامل بواسطة اصبع واحد من أصابعه إذا أراد!
أما أحد أهم التحديات التي واجهت فريق التصميم كانت تكمن في ابتكار مواد اصطناعية تعمل بالمبدأ نفسه ولكن على نطاق أكبر، حيث يبلغ وزن الجسم البشري في المتوسط نحو 75 كيلو جرام بينما لا يزيد وزن البرص عن 200 جرام. وقد نجح فريق الباحثين في مسعاهم حيث تمكن أحدهم والبالغ وزنه 99 كيلوجرام من تسلق حائط زجاجي ارتفاعه سبعة أمتار حاملاً معه معدات تزن 22 كيلوجرام بدون استخدام أي أدوات تسلق سوى مجذافين محمولين ويغطي سطح كل منهما نسيج اصطناعي مستوحى من أقدام البرص.
شاهد فيديو يشرح فكرة عمل أدة التسلق:
المصادر: sciencedaily dailymail