هو مصري المَوْلد لبناني الأصل ؛ ولد ، بمدينة طنطا وسط دلتا مصر ، في 8 سبتمبر العام 1886 م لأبوين مسيحيين جاءا مصر من لبنان نازحيْن فكان أن طابت لهما مصر فاستوطناها !!! .
في العام 1893 م التحق بالقسم الابتدائي بمدرسة سان جورج بطنطا بمصر ، وبقي فيه حتى العام 1899 م ، وبعد حصوله على الدراسة الابتدائية التحق بالقسم الثانوي بالمدرسة نفسها حتى العام 1902 م ، حيث انتقل ، ليكمل تعليمه الثانوي ، بمدرسة القديس لويس بنفس المدينة المصرية : طنطا ، وبعد نيله الشهادة الثانوية عمل بالبنك الأهلي بمدينة طنطا العام 1902 م ... فيذكر هو أنه عمل في هذه السن الباكرة ليساعد " أسرته الفقيرة " .
لما نشبت الحرب العالمية الأولى ترك يوسف كرم العمل في البنك ليغادر إلى فرنسا ليدرس الفلسفة ، فكان أن التحق بالجامعة الكاثوليكية فدرس الفلسفة ثلاث سنوات أهّلته أن ينال شهادة الدكتوراة Lectorat . وفي العام 1917 م نال يوسف كرم شهادة ديلوم الدراسات العليا من السوربون بتقدير عام جيد جداً عن دراسة عن الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت بإشراف ليون روبان ، فتأهل للتدريس للمرحلة الثانوية بمدينة أورليان .
عاد يوسف كرم لمصر ، ولمدينته طنطا تحديداً !!! ، معتزلاً الناس عاكفاً يقرأ ويبحث في الفلسفتين العربية والغربية ، وبقي الحال على هذه الصورة ، والرجل في عزلة ، مدةَ ثماني سنوات دعته بعدها الجامعة المصرية ، العام 1927 م ، ليكون مساعداً للمسيو لالاند الذي كان يعمل أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب ، فاستجاب الرجل وظل يدرّس الفلسفة حتى العام 1956 م ، وقد انتقل خلال هذه الفترة من جامعة القاهرة إلى جامعة الإسكندرية العام 1938 م وبقي بها حتى العام 1946 م حيث أصبح أستاذاً متفرغاً ... إلى يوم 28 مايو العام 1959 م حيث فارق يوسف كرم دنيا الناس ليلقى ربه .
كان يوسف كرم صاحب مدرسة " راقية " ، وقد تمثّل ذلك في غير مجال من مجالات حياته الشخصية والعلمية ... تمثل ذلك في الأسلوب العلمي المركّز ، وفي الجدل الهاديء المتزن ، وفي الأخذ بالأدلة العقلية المدعومة بالبراهين المنطقية المبتعدة عن التشنج والعاطفة وأخْذِ المخالفين بالظن !!! .
من آخر ما كتب ... قوله " حتى إذا ما أتينا إلى الأخلاق ووجدناها تفتقر إلى معرفة ماهية الإنسان وأصله ومصيره ، وإلى معاني الحرية والخير والفضيلة والجزاء والواجب والحق والعدل ، فلن ننكرها كما يفعل الحسيون بدعوى أن ليست هناك ماهيات ، وأنْ ليس لنا من موضوع معرفة سوى المحسوس ، وأنّ العلم إنما يقرر ما هو كائن لا ما يجب أن يكون ، ولن نضعها وضعاً دون تعقّلها كما فعل كانط وأتباعه من التصوريين ، بل نتناول مبادئها من الفلسفة الأولى ونبرهن عليها بهذه المباديء ، فيبدو لنا الوجود معقولاً في جميع نواحيه ، ونرد إلى العقل المقدّر مكانتَه الساميةَ ، ويبين ، بكل جلاء ، أن ما بعد الطبيعة لا يعني ما وراء الوجود وما في عالم الخيال ، وإنما هو علمٌ صميمُ الوجود ، وأساس العلوم وتاجُها " .
ليوسف كرم كتبٌ في غاية الأهمية ... منها :
- تاريخ الفلسفة اليونانية . ويذهب غير مؤرخ للفلسفة إلى التأكيد على أن هذا الكتاب يعد " من أحسن الكتب التي أُخرجت للناس في هذا الموضوع باللغة العربية " .
جاء في تصدير الكتاب ليوسف كرم " لسنا بحاجة إلى كثير شرح لنبيّن خطر الفلسفة اليونانية في تاريخ الفكر ، فقد يكفي أن نذكّر أنها فلسفة الشرق الأدنى منذ فتوح الإسكندر ، وأنها فلسفة الغرب منذ أن استولى الرومان على بلاد اليونان في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد ، فعرفوا نبوغ المغلوبين ، وأخذوا عنهم أسباب الحضارة المادية والعقلية ومنها الفلسفة ، واصطنع المفكرون المسيحيون هذه الفلسفة ، ثم اصطنعها المسلمون ودخلت المدارس في الشرق والغرب ، فكونت العقول وهيمنت على وضع العلوم " .
- دروس في تاريخ الفلسفة . وقد اشترك يوسف كرم في تأليف هذا الكتاب مع الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ، بتكليف من وزارة المعارف المصرية ليقرر على طلاب السنة التوجيهية ، ما جعل يوسف كرم ، وزميلَه ، يقرران أن الكتاب " يعطي فكرة سريعة عن الفلسفة ويتناول تاريخها وتاريخ الفكر منذ النشأة في الشرق القديم لدى البابليين والآشوريين والمصريين وغيرهم حتى حقبة إيمانويل كانط في العصر الحديث ، مروراً بالفلسفة اليونانية والفلسفة المتوسطة من إسلامية ومسيحية والفلسفة الحديثة ، وذلك كله بأسلوب بسيط وعرض واضح كي يسهل لمن كتب لهم أصلاً الانتفاع به " .
- تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط . يقول يوسف كرم في هذا الكتاب : هو مبنيّ على فكرة سليمة وهي أن الفلسفة اليونانية ، وإنْ كانت قد انتهتْ بما هي يونانية ، فقد بقيت بما هي فلسفة ، وتناولتها عقولٌ لم خالصة للفلسفة خلواً من كل مذهب في الوجود ".
- تاريخ الفلسفة الحديثة .
- الطبيعة وما بعد الطبيعة . صدر ، أول ما صدر ، يوم أن مات يوسف كرم !!! ، ويتناول مواضيع غاية في الدقة والأهمية هي : المادة والحياة والله .
- ثلاثة دروس في ديكارت .
- نفسية الأحكام التقويمية .
- المعجم الفلسفي .
- العقل والوجود .
هذا إلى جانب كثير من الترجمات والأبحاث الصغيرة باللغتين العربية والفرنسية ... منها :
- انتصار المذهب الروحي في الفلسفة اليونانية .
- معنى الفلسفة المسيحية .
- الآراء الفلسفية لإخوان الصفاء .
- المدينة الفاضلة للفارابي .
- هجوم الغزالي على الفلسفة .
- ديكارت .
- المذهب التوماوي ومذهب ديكارت .
- الأفلاطونية والمسيحية .
- مشكلة الشر .
- فكرة الفلسفة عند القديس توما الإكويني .
- القلق الإنساني في التفكير اليوناني .
- برجسون .
- منطق أرسطي ومنطق إسلامي .
جاء عن الرجل قوله عن مذهبه الفكري : " هو يتسم باليقين والإيمان ، وبدونهما لا حياة للإنسان بما هو إنسان . إنه المذهب العقلي الذي يؤمن بالعقل ، لكنه المذهب العقلي المعتدل الذي يؤمن ، أيضاً ، بالوجود ويقدّر تعلقه عليه " .
في العام 1893 م التحق بالقسم الابتدائي بمدرسة سان جورج بطنطا بمصر ، وبقي فيه حتى العام 1899 م ، وبعد حصوله على الدراسة الابتدائية التحق بالقسم الثانوي بالمدرسة نفسها حتى العام 1902 م ، حيث انتقل ، ليكمل تعليمه الثانوي ، بمدرسة القديس لويس بنفس المدينة المصرية : طنطا ، وبعد نيله الشهادة الثانوية عمل بالبنك الأهلي بمدينة طنطا العام 1902 م ... فيذكر هو أنه عمل في هذه السن الباكرة ليساعد " أسرته الفقيرة " .
لما نشبت الحرب العالمية الأولى ترك يوسف كرم العمل في البنك ليغادر إلى فرنسا ليدرس الفلسفة ، فكان أن التحق بالجامعة الكاثوليكية فدرس الفلسفة ثلاث سنوات أهّلته أن ينال شهادة الدكتوراة Lectorat . وفي العام 1917 م نال يوسف كرم شهادة ديلوم الدراسات العليا من السوربون بتقدير عام جيد جداً عن دراسة عن الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت بإشراف ليون روبان ، فتأهل للتدريس للمرحلة الثانوية بمدينة أورليان .
عاد يوسف كرم لمصر ، ولمدينته طنطا تحديداً !!! ، معتزلاً الناس عاكفاً يقرأ ويبحث في الفلسفتين العربية والغربية ، وبقي الحال على هذه الصورة ، والرجل في عزلة ، مدةَ ثماني سنوات دعته بعدها الجامعة المصرية ، العام 1927 م ، ليكون مساعداً للمسيو لالاند الذي كان يعمل أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب ، فاستجاب الرجل وظل يدرّس الفلسفة حتى العام 1956 م ، وقد انتقل خلال هذه الفترة من جامعة القاهرة إلى جامعة الإسكندرية العام 1938 م وبقي بها حتى العام 1946 م حيث أصبح أستاذاً متفرغاً ... إلى يوم 28 مايو العام 1959 م حيث فارق يوسف كرم دنيا الناس ليلقى ربه .
كان يوسف كرم صاحب مدرسة " راقية " ، وقد تمثّل ذلك في غير مجال من مجالات حياته الشخصية والعلمية ... تمثل ذلك في الأسلوب العلمي المركّز ، وفي الجدل الهاديء المتزن ، وفي الأخذ بالأدلة العقلية المدعومة بالبراهين المنطقية المبتعدة عن التشنج والعاطفة وأخْذِ المخالفين بالظن !!! .
من آخر ما كتب ... قوله " حتى إذا ما أتينا إلى الأخلاق ووجدناها تفتقر إلى معرفة ماهية الإنسان وأصله ومصيره ، وإلى معاني الحرية والخير والفضيلة والجزاء والواجب والحق والعدل ، فلن ننكرها كما يفعل الحسيون بدعوى أن ليست هناك ماهيات ، وأنْ ليس لنا من موضوع معرفة سوى المحسوس ، وأنّ العلم إنما يقرر ما هو كائن لا ما يجب أن يكون ، ولن نضعها وضعاً دون تعقّلها كما فعل كانط وأتباعه من التصوريين ، بل نتناول مبادئها من الفلسفة الأولى ونبرهن عليها بهذه المباديء ، فيبدو لنا الوجود معقولاً في جميع نواحيه ، ونرد إلى العقل المقدّر مكانتَه الساميةَ ، ويبين ، بكل جلاء ، أن ما بعد الطبيعة لا يعني ما وراء الوجود وما في عالم الخيال ، وإنما هو علمٌ صميمُ الوجود ، وأساس العلوم وتاجُها " .
ليوسف كرم كتبٌ في غاية الأهمية ... منها :
- تاريخ الفلسفة اليونانية . ويذهب غير مؤرخ للفلسفة إلى التأكيد على أن هذا الكتاب يعد " من أحسن الكتب التي أُخرجت للناس في هذا الموضوع باللغة العربية " .
جاء في تصدير الكتاب ليوسف كرم " لسنا بحاجة إلى كثير شرح لنبيّن خطر الفلسفة اليونانية في تاريخ الفكر ، فقد يكفي أن نذكّر أنها فلسفة الشرق الأدنى منذ فتوح الإسكندر ، وأنها فلسفة الغرب منذ أن استولى الرومان على بلاد اليونان في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد ، فعرفوا نبوغ المغلوبين ، وأخذوا عنهم أسباب الحضارة المادية والعقلية ومنها الفلسفة ، واصطنع المفكرون المسيحيون هذه الفلسفة ، ثم اصطنعها المسلمون ودخلت المدارس في الشرق والغرب ، فكونت العقول وهيمنت على وضع العلوم " .
- دروس في تاريخ الفلسفة . وقد اشترك يوسف كرم في تأليف هذا الكتاب مع الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ، بتكليف من وزارة المعارف المصرية ليقرر على طلاب السنة التوجيهية ، ما جعل يوسف كرم ، وزميلَه ، يقرران أن الكتاب " يعطي فكرة سريعة عن الفلسفة ويتناول تاريخها وتاريخ الفكر منذ النشأة في الشرق القديم لدى البابليين والآشوريين والمصريين وغيرهم حتى حقبة إيمانويل كانط في العصر الحديث ، مروراً بالفلسفة اليونانية والفلسفة المتوسطة من إسلامية ومسيحية والفلسفة الحديثة ، وذلك كله بأسلوب بسيط وعرض واضح كي يسهل لمن كتب لهم أصلاً الانتفاع به " .
- تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط . يقول يوسف كرم في هذا الكتاب : هو مبنيّ على فكرة سليمة وهي أن الفلسفة اليونانية ، وإنْ كانت قد انتهتْ بما هي يونانية ، فقد بقيت بما هي فلسفة ، وتناولتها عقولٌ لم خالصة للفلسفة خلواً من كل مذهب في الوجود ".
- تاريخ الفلسفة الحديثة .
- الطبيعة وما بعد الطبيعة . صدر ، أول ما صدر ، يوم أن مات يوسف كرم !!! ، ويتناول مواضيع غاية في الدقة والأهمية هي : المادة والحياة والله .
- ثلاثة دروس في ديكارت .
- نفسية الأحكام التقويمية .
- المعجم الفلسفي .
- العقل والوجود .
هذا إلى جانب كثير من الترجمات والأبحاث الصغيرة باللغتين العربية والفرنسية ... منها :
- انتصار المذهب الروحي في الفلسفة اليونانية .
- معنى الفلسفة المسيحية .
- الآراء الفلسفية لإخوان الصفاء .
- المدينة الفاضلة للفارابي .
- هجوم الغزالي على الفلسفة .
- ديكارت .
- المذهب التوماوي ومذهب ديكارت .
- الأفلاطونية والمسيحية .
- مشكلة الشر .
- فكرة الفلسفة عند القديس توما الإكويني .
- القلق الإنساني في التفكير اليوناني .
- برجسون .
- منطق أرسطي ومنطق إسلامي .
جاء عن الرجل قوله عن مذهبه الفكري : " هو يتسم باليقين والإيمان ، وبدونهما لا حياة للإنسان بما هو إنسان . إنه المذهب العقلي الذي يؤمن بالعقل ، لكنه المذهب العقلي المعتدل الذي يؤمن ، أيضاً ، بالوجود ويقدّر تعلقه عليه " .