تحضيْـــر درس باب الحمامة و الثعلب و مالك الحزين

ضآحكة مستبشرة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
27 جويلية 2014
المشاركات
15,118
نقاط التفاعل
39,538
النقاط
13,026
محل الإقامة
العاصمة
الجنس
أنثى

باب الحمامة و الثعلب و مالك الحزين


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

فيما يخص نص المطالعة الموجهة "باب الحمامة و الثعلب و مالك الحزين " للسنة الثانية الشعب العلمية *إليكم كل ما يساعدكم على الفهم المبسط للنص :
كليلة ودمنة
عبارة عن حكايات فيها مجموعة من النوادر والأخبار المسلية


هذه الحكايات


تعتبر نموذجا خلاّقا رائعا أدّى دورا مهما في تاريخ الحضارة الإنسانية العالمية



من هو ابن المقفع :
ابن المقفع : من أصل فارسي ، اسمه الحقيقي روزبه بن دازويه ، كان مجوسيا ثم أسلم فسمي عبد الله بن المقفع . نشأ في البصرة نشأة عربية متأثرة بالثقافة الفارسية وكتب لبعض الولاة في العصر الأموي ثم العباسي . قتله سفيان بن معاوية والي البصرة بأمر من الخليفة المنصور ، بتهمة الزندقة سنة 142هـ .
كان ابن المقفع فصيحا ذا ثقافة واسعة مزدوج الفكر واللغة بين العربية والفارسية . ترجم كثيرا من الكتب والرسائل الفارسية إلى العربية ، أشهرها : كليلة ودمنة ، الأدب الصغير، والأدب الكبير ، وقيل أنه زاد فيها من تأليفه ، وله الفضل الكبير في الارتقاء بفن الإنشاء .
والقصة التي نوردها في حصة المطالعة مقتطف من كتابه (كليلة ودمنة) :


الحمامة والثعلب ومالك الحزين (وهو مثل الذي يرى الرأي لغيره ، ولا يراه لنفسه)






قال الفيلسوف بيدبا : زعموا أن حمامة كانت تُفرخ في رأس نخلة طويلة ، ذاهبة في السماء ، فكانت الحمامة تشرع في نقل العش إلى رأس تلك النخلة ، فلا يُمكنها ما تنقل من العش ، وتجعله تحت البيض إلا بعد شدة وتعب ومشقة ، لطول النخلة وسحقها ، فإذا فرغت من النقل باضت ثم حضنت بيضها، فإذا فقست وأدرك فراخها ، جاءها ثعلب قد تعهّد ذلك منها لوقت قد علمه، ريثما ينهض فراخها، فيقف بأصل النخلة فيصيح بها ويتوعدها أن يرقى إليها، أو تلقي إليه فراخها، فتلقيها إليه .
فبينما هي ذات يوم ، وقد أدرك لها فرخان ، إذ أقبل مالك الحزين ، فوقع على النخلة ، فلما رأى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم، قال لها :
- يا حمامة ، مالي أراك كاسفة البال سيئة الحال ؟
فقالت له : يا مالك الحزين ، إن ثعلباً دُهيتُ به ، كلما كان لي فرخان، جاءني يتهددني ويصيح في أصل النخلة ، فأفرق منه ، فأطرح إليه فراخي .
قال لها مالك الحزين :
- إذا أتاك ليفعل ما تقولين فقولي له : لا أُلقي إليك فرخيّ ، فارْقَ إليّ وغرّرْ بنفسك ، فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخيّ ، طرتُ عنك ونجوت بنفسي .
فلما علّمها مالك الحزين هذه الحيلة، طار فوقع على شاطئ نهر ، وأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف إدراك فرخيها ، فوقف تحت النخلة ثم صاح ، كما كان يفعل . فأجابته الحمامة بما علّمها مالك الحزين . فقال لها :
- أخبريني من علّمك هذا ؟
قالت : علّمني مالك الحزين .
فتوجّه الثعلب حتى أتى مالكاً الحزين ، على شاطئ النهر فوجده واقفاً ، فقال له الثعلب :
يا مالك الحزين ، إذا أتتك الريح عن يمينك فأن تجعل رأسك ؟
قال : عن شمالي .
قال : فإذا أتتك عن شمالك، فأين تجعل رأسك ؟
قال : أجعله عن يميني أو خلفي .
قال : فإذا أتتك الريح من كل مكان وكل ناحية ، فأين تجعله ؟
قال : تحت جناحيّ .
قال : وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحيك ؟ ما أراه يتهيأ لك .
قال : بلى .
قال : فأرني كيف تصنع ؟ فلعمري ، يا معشر الطير ، لقد فضّلكن الله علينا ! إنكنّ تدرين في ساعة واحدة ، مثل ما ندري في سنة ، وتبلُغن ما لا نبلغ ، وتُدخلن رؤوسكنّ تحت أجنحتكنّ من البرد والريح ، فهنيئاً لكّ ، فأرني كيف تصنع ؟
فأدخل الطائر رأسه تحت جناحيه ، فوثب عليه الثعلب مكانه ، فأخذه ، فهمزه همزة دقّ فيها عنقه ، ثم قال :
- يا عدو نفسه ، ترى الرأي للحمامة ، وتعلّمها الحيلة لنفسها ، وتعجزُ عن ذلك لنفسك ، حتى يتمكن منك عدوّك ؟
ثم قتله وأكله .




اكتشاف معطيات النص :

- راوي القصة شهرزاد بنت الوزير ، على لسان الفيلسوف بيدبا ، روتها على مسمع الملك شهريار
- المشكلة التي تعاني منها الحمامة طول النخلة ، وصعوبة الوصول إليها بالعش إلا بشق الأنفس
- سبب حزن الحمامة هو ثعلب ماكر يهددها تحت تلك النخلة ، فكانت ترمي له صغارها
- نصحها مالك الحزين بأن لا تأبه بتهديد الثعلب ، وتقول له إن صعدت إليّ طرت فأكلتَ أفراخي ونجوتُ أنا
- لكن نصيحة مالك الحزين باءت بالفشل ، ولم تنفع الحمامة في شيء
- دبّر الثعلب مكيدة لمالك الحزين لمّا أخبرته الحمامة بأنه صاحب تلك النصيحة
- غرّه بمدحه للطيور على انها تستطيع ما لا تستطيعه الحيوانات البرية ، إذ إنها تستطيع وضع رأسها بين جناحيها ، ولما فعلها مالك الحزين انقض عليه الثعلب فقتله

العبرة من هذه القصة هي ...


جزاء من ينصح غيره وينسى نفسه



مناقشة معطيات النص :

تحكي هذه القصة عن حمامة نقلت عشها إلى رأس نخلة ، فهددها الثعلب ، فغدت تعطيه صغارها ، وشكت مالك الحزين فأعطاها حلا بأن ترفض ، فانتقم الثعلب منه بتدبير مكيدة جعلته يضع رأسه بين عنقه فينقض الثعلب عليه .

البناء الفني للقصة :

شخصيات القصة :

1- الثعلب : المكار المخادع المتظاهر بالحب ، لا ييأس أبدا في سبيل الإطاحة بفريسته

2- مالك الحزين: المحسن لكن في غباء جعله يعطي النصيحة لغيره وينسى نفسه .

3- الحمامة : الطيبة لكن في غباء جعلها لا تعرف كيف تحافظ على صغارها


المكــــــان :
رأس النخلة (مكان ضيق) ، العش (مكان ضيق) ، شاطئ النهر (مكان واسع) .

الزمــــان :
كان مبهما غير دقيق ، حتى يبين أن الحكمة في الفصة وليس في زمانها

الحبكـــة :

تفاعلت أحداث االقصة وتطورت إلى درجة من التعقيد ، إذ بدأت القصة بمقدمة تمثلت في تصوير مشهد الحمامة مع الثعلب
ثم عقدة تمثلت في تدبير الثعلب مكيدة لمالك الحزين على شاطئ البحر ، وصراع بين المحسن الناصح والماكر الخبيث
ثم حلّ تمثل في سذاجة الحمامة ، وغرور مالك الحزين وغباؤه ، وانتصار الثعلب بالمكر والدهاء


جاءت أحداث هذه القصة متسلسلة ؛ تسلسلا محكم البنيان ، مترابطة ترابطا منطقيا

البناء اللغوي للقصة :

- الاعتماد على الفعل الماضي
- الاعتماد على الأسلوب الخبري لأنه الأنسب للسرد القصصي
- الاعتماد على أسلوب الحوار
- بداية القصة بلفظة ( زعموا ) لتدل على أنها نسيج من خيال ، وخرافة من بيان

أهداف القصــة



الجبن والسذاجة عار لصاحبهما
وجوب تقديم النصيحة للغير ، لكن مع الحذر في الوقوع فيما ننصح به الغير أن يتجنبوه
المكر والدهاء والخبث والخداع أسلحة قد تنجح في الدنيا مع الغفّل السذ ّج





عبارة زعموا:" واو الجماعة" في هذه الجملة، تعود لحكماء الهند، وقد استعملها الكاتب ليبعد عنه تهمة الكتاب، وبواسطة هذه العبارة يفهم القارئ أن هذه الأمثولة تحمل التكذيب أو التصديق.
الحمامة: إن الحمامة تتصرف حسب غريزتها، مسَيَّرة بغريزة التناسل تعد عشها في حينه وتخاف على فراخها وتنقل عشها إلى رأس نخلة باسقة، فهي تبعد بصغارها ولا تدعها في متناول من يضمر لها الشر. كل هذا طبيعي وواقعي. لكن الثعلب أخافها وكانت تلقي له فراخها لكي تنجو بنفسها. فالحمامة ترمز إلى غريزة الأمومة وحفظ النسل وحب البقاء.

مالك الحزين: وهو يرمز إلى فئة من الناس الذين يسدون الخير للآخرين ولا يعرفون خير أنفسهم. وهو يبدو أكثر ذكاءً من الحمامة، يفطن إلى واقع الأشياء ومعطياتها وينفذ منه إلى النجاة. فقد عرف أن الثعلب لا يتسلق وأن الحمامة تستطيع الطيران. لكن معرفته ناقصة، فهو على ذكائه، يفسد عقله الغرور حين مدحه الثعلب وصدق قول الثعلب أنه متفوق على غيره. إلى أن كانت نهايته.
الثعلب: يمثل الغدر أي العقل، عندما يضع نفسه في خدمة الشر ليضاعف من قدرته على الأذى. فالثعلب يكسب رزقه من لحوم الآخرين. إنه رمز الأنانية الغادرة التي تستحل كل حرام لتحقيق هدفه. وهو في ذكائه يستفيد من غباء الآخرين. لقد ألم بالحمامة وأكل فراخها بعد أن استفاد من خوفها وغبائها. وكأن الكاتب يرمز إلى القول أن ضعيفي الحيلة والتدبير في الوجود هم ضحايا ذوي الحيلة والمكر.
غاية الكاتب: 1) أن العقل ليس فضيلة إذا استخدمه صاحبه في سبيل الشر

2) أن أصحاب المكر والحيلة هم الناجحون في الواقع،
يحيون من فضل ما ينزلونه بالآخرين من خسائر
الحمامة في وداعتها ورقتها وخوفها أصيبت بالثكل ومالك الحزين لقي مصرعه من الخير الذي أسداه لسواه، ولم يحظ ويفز إلا الثعلب وهو الأشد لؤما والأكثر غدرا.
* ملاحظة: مالك الحزين هوطائر من طيور الماء زعموا أنه دعي بذلك لأنه لا يزال يقعد بقرب المياه ومواضع نبعها من الأنهار، فإذا نشفت يحزن على ذهابها ويبقى حزينا، كئيبا، وربما ترك الشرب حتى يموت عطشا، خوفا من زيادة نقصها إذا شرب منها.


إعراب إنّكنّ تدرين :
إنكن: "إن" حرف نصب، وتوكيد، ومصدري مشبه بالفعل، مبني على الفتح. لا محل له من الإعراب.
والكافُ ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، اسم إنَّ.
والنونُ حرف دال على جمع الإناث، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.
تدرين : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية في محل رفع خبر " إن
"
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top