مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم » وقعة بدر الكبرى يوم الفرقان ..(الشيخ محمد بن عبد الوهاب

khatraoui

:: عضو مُتميز ::
إنضم
27 أفريل 2014
المشاركات
506
نقاط التفاعل
113
النقاط
19
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نسترشده و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ..
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و فقهاً في الدين ، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ..





end_item.gif
وقعة بدر الكبرى يوم الفرقان


فلما كان في رمضان بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - خبر العير المقبلة من الشام مع أبي سفيان فيها أموال قريش فندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - للخروج إليها فخرج مسرعا في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا . ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود . وكان معهم سبعون بعيرا يعتقب الرجلان والثلاثة على بعير . واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم .
فلما كان بالروحاء رد أبا لبابة واستعمله على المدينة .
ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير والراية إلى علي وراية الأنصار إلى سعد بن معاذ .
ولما قرب من الصفراء : بعث بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء يتحسسان أخبار العير .
وبلغ أبا سفيان مخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم - . فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري . وبعثه حثيثا إلى مكة مستصرخا قريشا بالنفير إلى عيرهم . فنهضوا مسرعين . ولم يتخلف من أشرافهم سوى أبي لهب . فإنه عوض عنه رجلا بجعل . وحشدوا فيمن حولهم من قبائل العرب . ولم يتخلف عنهم من بطون قريش إلا بني عدي فلم يشهدها منهم أحد وخرجوا من - ص 152 - ديارهم كما قال تعالى
MEDIA-B2.GIF
بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله
MEDIA-B1.GIF
margntip.gif
فجمعهم على غير ميعاد كما قال تعالى
MEDIA-B2.GIF
ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد
MEDIA-B1.GIF
margntip.gif
.
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج قريش استشار أصحابه . فتكلم المهاجرون فأحسنوا ثم استشارهم ثانيا . فتكلم المهاجرون . ثم ثالثا . فعلمت الأنصار أن رسول الله إنما يعنيهم ، فقال سعد بن معاذ : كأنك تعرض بنا يا رسول الله ، وكان إنما يعنيهم لأنهم بايعوه على أن يمنعوه في ديارهم ، وكأنك تخشى أن تكون الأنصار ترى عليهم ألا ينصروك إلا في ديارهم . وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم . فامض بنا حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت . وأعطنا ما شئت . وما أخذت منها كان أحب إلينا مما تركت . فوالله لئن سرت بنا حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك .
وقال المقداد بن الأسود : إذن لا نقول كما قال قوم موسى لموسى
MEDIA-B2.GIF
فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون
MEDIA-B1.GIF
ولكن نقاتل من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك .
فأشرق وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بما سمع منهم . وقال :
MEDIA-H1.GIF
سيروا وأبشروا . فإن الله وعدني إحدى الطائفتين . وإني قد رأيت مصارع القوم
MEDIA-H2.GIF
. وكره بعض الصحابة لقاء النفير وقالوا : لم نستعد لهم فهو - ص 153 - قوله تعالى
MEDIA-B2.GIF
كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون
MEDIA-B1.GIF
MEDIA-B2.GIF
يجادلونك في الحق بعدما تبين
MEDIA-B1.GIF
- إلى قوله -
MEDIA-B2.GIF
ولو كره المجرمون
MEDIA-B1.GIF
margntip.gif
.
وسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى بدر .
وخفض أبو سفيان . فلحق بساحل البحر . وكتب إلى قريش أن ارجعوا فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم . فأتاهم الخبر فهموا بالرجوع . فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم بها نطعم من حضرنا ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان . وتسمع بنا العرب . فلا تزال تهابنا أبدا وتخافنا .
فأشار الأخنس بن شريق عليهم بالرجوع فلم يفعلوا . فرجع هو وبنو زهرة . فلم يزل الأخنس في بني زهرة مطاعا بعدها .
وأراد بنو هاشم الرجوع . فقال أبو جهل لا تفارقنا هذه العصابة حتى نرجع فساروا إلا طالب بن أبي طالب . فرجع .
وسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حتى نزل على ماء أدنى مياه بدر . فقال الحباب بن المنذر : إن رأيت أن نسير إلى قلب - قد عرفناها - كثيرة الماء عذبة فننزل عليها . ونغور ما سواها من المياه ؟ وأنزل الله تلك الليلة مطرا واحدا صلب الرمل . وثبت الأقدام . وربط على قلوبهم .
ومشى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في موضع المعركة . وجعل يشير بيده ويقول :
MEDIA-H1.GIF
هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان إن شاء الله .
MEDIA-H2.GIF
فما تعدى أحد منهم - ص 154 - موضع إشارته -صلى الله عليه وسلم - .
فلما طلع المشركون قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
MEDIA-H1.GIF
اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها جاءت تحادك وتكذب رسولك . اللهم فنصرك الذي وعدتني . اللهم أحنهم الغداة
MEDIA-H2.GIF
وقام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع ورفع يديه حتى سقط رداؤه . وقال
MEDIA-H1.GIF
اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض بعد
MEDIA-H2.GIF
margntip.gif
.
فالتزمه أبو بكر الصديق من ورائه وقال حسبك مناشدتك ربك يا رسول الله . أبشر فوالذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك .
واستنصر المسلمون الله واستغاثوه . فأوحى الله إلى الملائكة
MEDIA-B2.GIF
أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان
MEDIA-B1.GIF
margntip.gif
وأوحى الله إلى رسوله
MEDIA-B2.GIF
أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين
MEDIA-B1.GIF
margntip.gif
بكسر الدال وفتحها . قيل إردافا لكم . وقيل يردف بعضهم بعضا لم يجيئوا دفعة واحدة .
فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها . وقلل الله المسلمين في أعينهم حتى قال أبو جهل - لما أشار عتبة بن ربيعة بالرجوع خوفا على قريش من التفرق والقطيعة إذا قتلوا أقاربهم - إن ذلك ليس به . ولكنه - يعني عتبة - عرف أن محمدا وأصحابه أكلة جزور وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه .
- ص 155 - وقلل الله المشركين أيضا في أعين المسلمين ليقضي الله أمرا كان مفعولا .
وأمر أبو جهل عامر بن الحضرمي - أخا عمرو بن الحضرمي - أن يطلب دم أخيه . فصاح . وكشف عن استه يصرخ واعمراه واعمراه . فحمي القوم . ونشبت الحرب .
وعدل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الصفوف . ثم انصرف وغفا غفوة . وأخذ المسلمين النعاس وأبو بكر الصديق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يحرسه . وعنده سعد بن معاذ وجماعة من الأنصار على باب العريش . فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع . ويتلو هذه الآية
MEDIA-B2.GIF
سيهزم الجمع ويولون الدبر
MEDIA-B1.GIF
margntip.gif
.
ومنح الله المسلمين أكتاف المشركين . فتناولوهم قتلا وأسرا . فقتلوا سبعين وأسروا سبعين .
وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة : يطلبون المبارزة . فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار فقالوا : أكفاء كرام . ما لنا بكم من حاجة . إنما نريد من بني عمنا . فبرز إليهم حمزة وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعلي بن أبي طالب . فقتل علي قرنه الوليد . وقتل حمزة قرنه شيبة . واختلف عبيدة وعتبة ضربتين كلاهما أثبت صاحبه . فكر حمزة وعلي على قرن عبيدة فقتلاه . واحتملا عبيدة قد قطعت رجله . فقال لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أولى منه بقوله :

ونسلمه حتى نصرع حوله
ونذهل عن أبنائنا والحلائل
- ص 156 - ومات بالصفراء وفيهم نزلت
MEDIA-B2.GIF
هذان خصمان اختصموا في ربهم
MEDIA-B1.GIF
- الآية
margntip.gif
فكان علي -رضي الله عنه- يقول
MEDIA-H1.GIF
أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله عز وجل يوم القيامة
MEDIA-H2.GIF
.
ولما عزمت قريش على الخروج وذكروا ما بينهم وبين بني كنانة من الحرب . فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك . فقال
MEDIA-B2.GIF
لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم
MEDIA-B1.GIF
فلما تعبئوا للقتال ورأى الملائكة فر ونكص على عقبيه فقالوا : إلى أين يا سراقة ؟ فقال
MEDIA-B2.GIF
إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب
MEDIA-B1.GIF

وظن المنافقون ومن في قلبه مرض أن الغلبة بالكثرة فقالوا
MEDIA-B2.GIF
غر هؤلاء دينهم
MEDIA-B1.GIF
فأخبر الله سبحانه أن النصر إنما هو بالتوكل على الله وحده .
ولما دنا العدو قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فوعظ الناس . وذكرهم بما لهم في الصبر والثبات من النصر وأن الله قد أوجب الجنة لمن يستشهد في سبيله .
فأخرج عمير بن الحمام بن الجموح تمرات من قرنه يأكلهن . ثم قال لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة " فرمى بهن وقاتل حتى قتل فكان أول قتيل .
وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ملء كفه ترابا فرمى به في وجوه القوم . فلم تترك رجلا منهم إلا ملأت عينيه . فهو قوله تعالى
MEDIA-B2.GIF
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
MEDIA-B1.GIF
margntip.gif
.
- ص 157 - واستفتح أبو جهل فقال اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة .
ولما وضع المسلمون أيديهم على العدو - يقتلون ويأسرون - وسعد بن معاذ واقف عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في رجال من الأنصار في العريش - رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في وجه سعد الكراهية . فقال
MEDIA-H1.GIF
كأنك تكره ما يصنع الناس ؟ قال أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله في المشركين . وكان الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال
MEDIA-H2.GIF
.
ولما بردت الحرب وانهزم العدو قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
MEDIA-H1.GIF
من ينظر لنا ما صنع أبو جهل ؟
MEDIA-H2.GIF
margntip.gif
فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه معوذ وعوف - ابنا عفراء - حتى برد . فأخذ بلحيته فقال أنت أبو جهل ؟ فقال لمن الدائرة اليوم ؟ قال لله ورسوله . ثم قال له هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال وهل فوق رجل قتله قومه ؟ فاحتز رأسه عبد الله بن مسعود . ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - . فقال قتلته فقال " آلله الذي لا إله إلا هو ؟ - ثلاثا - ثم قال :
MEDIA-H1.GIF
الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده . وهزم الأحزاب وحده
MEDIA-H2.GIF
. انطلق فأرنيه . فانطلقنا فأريته إياه . فلما وقف عليه قال :
MEDIA-H1.GIF
هذا فرعون هذه الأمة
MEDIA-H2.GIF
.
وأسر عبد الرحمن بن عوف أمية بن خلف وابنه عليا . فأبصره بلال - وكان يعذبه بمكة - فقال رأس الكفر أمية ؟ لا نجوت إن نجا . ثم استحمى جماعة من الأنصار . واشتد عبد الرحمن بهما يحجزهما منهم فأدركوهم . فشغلهم عن أمية بابنه علي ففرغوا منه ثم لحقوهما . - ص 158 - فقال له عبد الرحمن ابرك . فبرك وألقى عليه عبد الرحمن بنفسه . فضربوه بالسيوف من تحته حتى قتلوه . وأصاب بعض السيوف رجل عبد الرحمن . وكان أمية قد قال له قبل ذاك من المعلم في صدره بريش النعام ؟ فقال له ذاك حمزة بن عبد المطلب . قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل .
وانقطع يومئذ سيف عكاشة بن محصن . فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم - جذلا من حطب فلما أخذه وهزه عاد في يده سيفا طويلا فلم يزل يقاتل به حتى قتل يوم الردة . ولما انقضت الحرب أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على القتلى . فقال :
MEDIA-H1.GIF
بئس عشيرة النبي كنتم كذبتموني . وصدقني الناس . وخذلتموني ونصرني الناس . وأخرجتموني . وآواني الناس
MEDIA-H2.GIF
.
ثم أمر بهم فسحبوا حتى ألقوا في القليب - قليب بدر - ثم وقف عليهم فقال يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا فلان ويا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا ؟ فقال ما أنت بأسمع لما أقول منهم .
ثم ارتحل مؤيدا منصورا قرير العين معه الأسرى والمغانم .
فلما كان بالصفراء قسم الغنائم وضرب عنق النضر بن الحارث . ثم لما نزل بعرق الظبية ضرب عنق عقبة بن أبي معيط .
ثم دخل المدينة مؤيدا منصورا . قد خافه كل عدو له بالمدينة .
- ص 159 - فأسلم بشر كثير من أهل المدينة ودخل عبد الله بن أبي رأس المنافقين وأصحابه في الإسلام .
وجملة من حضر بدرا : ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا . واستشهد منهم أربعة عشر رجلا .
قال ابن إسحاق : كان أناس قد أسلموا . فلما هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حبسهم أهلهم بمكة . وفتنوهم فافتتنوا . ثم ساروا مع قومهم إلى بدر . فأصيبوا فأنزل الله فيهم
MEDIA-B2.GIF
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم
MEDIA-B1.GIF
- الآية
margntip.gif
.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top