- إنضم
- 21 مارس 2010
- المشاركات
- 44,625
- نقاط التفاعل
- 68,163
- النقاط
- 696
- محل الإقامة
- عالم النسيان
- الجنس
- أنثى
.
'حَلاَوَةَ الْإيمَانِ' حَقِيقَةَ مَعْنَوِيَّةٍ يَجْعَلُهَا اللهَ فِي قُلُوبِ الصَّالِحِينَ مِنْ عُبَّادِهِ .
قَالُ ' الْإمَامِ النَّوَوِيِّ ' فِي شَرْحِهِ لِمُسْلِمِ : قَالَ الْعُلَمَاءُ : مَعْنَى ' حَلاَوَةِ الْإيمَانِ '
استلذاذه الطَّاعَاتِ ، وَتَحْمِلُهُ الْمَشَاقَّ فِي ' رَضِىَ اللَّهُ ' وَرَسُولَهُ ، وَ
إِيثَارَ ذِلِّكَ عَلَى ' عَرَضِ الدُّنْيا '.
وَلَا رَيْبَ أَنْ لِلْإيمَانِ لَذَّةَ كَمَا ' فِي الْحَديثِ ':
ثَلاثَ مَنِّ كُنَّ فِيه وَجْدِ بِهُنَّ ' حَلاَوَةَ الْإيمَانِ '،
أَنْ يُكَوِّنَ اللهُ وَرَسُولَهُ أَحُبَّ إلْيِهِ مِمَّا سواهما ،
وَأَنَّ يَحَبَّ الْمَرْءُ لَا يُحِبُّهُ إلّا لِلِهُ ،
وَأَنَّ يَكَرَّهُ أَنْ يُعَوِّدَ فِي الْكَفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يَقْذِفَ ' فِي النَّارِ '.
رواه الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمَ .
وَفِيُّ الْحَديثِ : ذَاقَ طُعَمُ الْإيمَانِ :
مِنْ رَضِيِّ بِاللهِ رِبَا ، وَبِالْْإِسْلامِ دِينَا ، وَبِمُحَمَّدِ نُبِيَا وَرَسُولَا . رواه مُسْلِمَ .
فَأَيّ مُؤمِن صَحّ إِيمَانُهُ وَعَمَلُهُ فَهُوَ وَلِيٌّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
وَالَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَذُوقَ طُعَمُ الْإيمَانِ يُحَافِظُ عَلَى الْفَرَائِضِ ثَمَّ يَكْثُرُ مَنُّ النَّوَافِلِ وَالطَّاعَاتِ ،
كَمَا ' فِي الْحَديثِ ': قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ
مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ
وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ
الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي
لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ
وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))
فَإذاً اِتَّصَفَ الْعَبْدُ بِهَذِهِ الصِّفَاتُ ، وَتَقْرُبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِالطَّاعَاتِ
فَلَا شَكَّ أَنَّه سَيَجِدُ ' حَلاَوَةُ الْإيمَانِ '، كَمَا أَخَبَرَ ' الصَّادِقِ الْمَصْدُوق ''
صَلَّى اللَّهُ ' عَلَيه وَسَلَّمَ .
وَلَذَّةُ الْإيمَانِ لَا تُشْبِهُ لَذَّةُ الْحَرامِ ، لِأَنَّ لَذَّةُ الْإيمَانِ لَذَّةَ قَلْبِيَّةٍ رُوحِيَّةً .
أَمَا لَذَّةَ الْحَرامِ فَهِي لَذَّةُ شَهْوَانِيَّةٍ جَسَدِيَّةً ، وَيُعْقِبُهَا مِنْ الْآلاَمِ وَالْحَسْرَاتِ أَضْعَافَ
مَا نَالَ صَاحِبُهَا مَنِّ الْمُتْعَةِ ، وَلِلِهُ دُرِّ مَنِّ قَالِ :
تُفْتَى اللَّذَّاتِ مِمَّنْ نَالَ صَفْوَتُهَا .. مَنِّ الْحَرامِ وَيَبْقَى الْإِثْمُ وَالْعَارُ
تَبْقَى عواقبُ سُوءِ فِي مَغَبَّتِهَا .. لَا خَيْرَ فِي لَذَّةِ مَنِّ بُعْدِهَا نَارِ ..
دمتم بِ طاعة الله
.