السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إنَّ خوفَ سوءِ الخاتمة ، هو الذي جعل قلوب الصالحين وجلة ، راغبة في طاعة الله عز وجل
فيظل الواحدَ منهم يعمل بعمل الخائف من ربه الخاشع له ، حتى يأتيه ملكُ الموتِ بإحدى البشريين :
إما النارَ ، و إما الجنَّة ، ومن هذا كان خوف أرباب الألباب .
عَنْ عُبادةَ بن الصامت ، عن النَّبيَ - صلى الله عليه و سلم - قال : مَنْ أحبَّ لقاءَ الله، أحَبَّ الله لقاءَهُ
وَ مَنْ كَرِهَ لِقاءَ الله ، كَرِهَ الله لقاءَهُ .
قالت عائشة رضي الله عنها ، أو بعضَ أزواجهِ : إنَّا لنكرهُ الموتَ .
قال صلى الله عليه و سلم : لَيْسَ ذلكَ ، وَ لكنَّ المؤْمِن إذَا حَضرَهُ الموتُ بُشَّرَ برضوان الله ، و كرامتهِ
فلَيْسَ شيءٌ أحَبَّ إليهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، فأحَبَّ لقاء الله ، وَ أحَبَّ الله لقاءهُ ، و إنَّ الكافِرَ إذا حَضَرَ ، بُشِّرَ بعذاب الله
و كَرِهَ الله لقَاءَهُ . رواه البخاري (11/364-365) الرقاق.
قالَ الحافظ : قال ابن الأثير في النهاية : المراد بلقاء الله هنا : المصير إلى الدار الآخرة ، و طلب ما عند الله
و ليس الغرض به الموت ؛ لأن كلاً يكرهه ، فمن ترك الدنيا و أبغضها ، أحب لقاء الله ، و من آثرها ، و ركن إليها
كره لقاء الله ؛ لأنه إنما يصل إليه بالموت ، و قول عائشة - رضي الله عنها - : و الموت دون لقاء الله ، يبين أن الموت
غير اللقاء ، و لكنه معترض دون الغرض المطلوب ، فيجب أن يصبر عليه ، و يحتمل مشاقه ، حتى يصل إلى الفوز
باللقاء .
رُوي أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، قال لابن مسعود - رضي الله عنه - :
قم ، فانظر أي ساعة هي ؟ فقام ابن مسعود ، ثم جاء فقال : قد طلعت الحمراء ، فقال حذيفة : أعوذ بالله من
صباح إلى النار .
و بكى أبو هريرة رضي الله عنه عند موته ، و قال : و الله ما أبكي حَزناً على الدًّنيا ، و لا جزعًا من فراقكم
و لكن أنتظر إحدى البشريين من ربي ، بجنة أو بنار .
و عن إسماعيل بن عبيد الله أن أبا مسلم قال : جئت أبا الدرداء ، و هو يجود بنفسه ، فقال : ألا رجل يعمل لمثل
مصرعي هذا ، ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ، ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ، ثم قُبض . [ الثبات عند الممات ، لابن الجوزي ، بتحقيق.خالد على محمد (129) توزيع دار الأندلس] .
و قال الشعبي : لما طعنَ عمر ، جاء ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال : يا أميرَ المؤمنين ، أسلمتَ حين كفر الناس
و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ، و قتلت شهيدًا ، و لم يختلف عليك اثنان ، و توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو عنك راض ٍ.فقال له : أعد مقالتك . فأعاد عليه.
فقال : المغرور من غره تموه ، و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس ، أو غربت ، لافتديت به هول المطلع . [نقلا عن "كلمات على فراش الموت" لوحيد بال (46)ط ، ابن رجب ].
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته و خشية عذابه ، و أن يكرمنا بحفظه و حسن الخاتمة .
إنَّ خوفَ سوءِ الخاتمة ، هو الذي جعل قلوب الصالحين وجلة ، راغبة في طاعة الله عز وجل
فيظل الواحدَ منهم يعمل بعمل الخائف من ربه الخاشع له ، حتى يأتيه ملكُ الموتِ بإحدى البشريين :
إما النارَ ، و إما الجنَّة ، ومن هذا كان خوف أرباب الألباب .
عَنْ عُبادةَ بن الصامت ، عن النَّبيَ - صلى الله عليه و سلم - قال : مَنْ أحبَّ لقاءَ الله، أحَبَّ الله لقاءَهُ
وَ مَنْ كَرِهَ لِقاءَ الله ، كَرِهَ الله لقاءَهُ .
قالت عائشة رضي الله عنها ، أو بعضَ أزواجهِ : إنَّا لنكرهُ الموتَ .
قال صلى الله عليه و سلم : لَيْسَ ذلكَ ، وَ لكنَّ المؤْمِن إذَا حَضرَهُ الموتُ بُشَّرَ برضوان الله ، و كرامتهِ
فلَيْسَ شيءٌ أحَبَّ إليهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، فأحَبَّ لقاء الله ، وَ أحَبَّ الله لقاءهُ ، و إنَّ الكافِرَ إذا حَضَرَ ، بُشِّرَ بعذاب الله
و كَرِهَ الله لقَاءَهُ . رواه البخاري (11/364-365) الرقاق.
قالَ الحافظ : قال ابن الأثير في النهاية : المراد بلقاء الله هنا : المصير إلى الدار الآخرة ، و طلب ما عند الله
و ليس الغرض به الموت ؛ لأن كلاً يكرهه ، فمن ترك الدنيا و أبغضها ، أحب لقاء الله ، و من آثرها ، و ركن إليها
كره لقاء الله ؛ لأنه إنما يصل إليه بالموت ، و قول عائشة - رضي الله عنها - : و الموت دون لقاء الله ، يبين أن الموت
غير اللقاء ، و لكنه معترض دون الغرض المطلوب ، فيجب أن يصبر عليه ، و يحتمل مشاقه ، حتى يصل إلى الفوز
باللقاء .
رُوي أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، قال لابن مسعود - رضي الله عنه - :
قم ، فانظر أي ساعة هي ؟ فقام ابن مسعود ، ثم جاء فقال : قد طلعت الحمراء ، فقال حذيفة : أعوذ بالله من
صباح إلى النار .
و بكى أبو هريرة رضي الله عنه عند موته ، و قال : و الله ما أبكي حَزناً على الدًّنيا ، و لا جزعًا من فراقكم
و لكن أنتظر إحدى البشريين من ربي ، بجنة أو بنار .
و عن إسماعيل بن عبيد الله أن أبا مسلم قال : جئت أبا الدرداء ، و هو يجود بنفسه ، فقال : ألا رجل يعمل لمثل
مصرعي هذا ، ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ، ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ، ثم قُبض . [ الثبات عند الممات ، لابن الجوزي ، بتحقيق.خالد على محمد (129) توزيع دار الأندلس] .
و قال الشعبي : لما طعنَ عمر ، جاء ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال : يا أميرَ المؤمنين ، أسلمتَ حين كفر الناس
و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ، و قتلت شهيدًا ، و لم يختلف عليك اثنان ، و توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو عنك راض ٍ.فقال له : أعد مقالتك . فأعاد عليه.
فقال : المغرور من غره تموه ، و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس ، أو غربت ، لافتديت به هول المطلع . [نقلا عن "كلمات على فراش الموت" لوحيد بال (46)ط ، ابن رجب ].
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته و خشية عذابه ، و أن يكرمنا بحفظه و حسن الخاتمة .
منقول