حُلم عابرْ
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 11 أكتوبر 2014
- المشاركات
- 532
- نقاط التفاعل
- 1,198
- النقاط
- 51
قال الرّواي : اسمعوا وعوا ... أبّ يقتل ابنه ؟؟
قال الشهود : لم نرَ شيء
قالت زوجة الأب : كذبت في البلاغ لآنني خفتُ على الأب
قال الأب : كنت أريده أن يكون ناجحاً في دراسته وفي حياته
قال القاضي : حكمت المحكمة على الأب القاتل بالسّجن ثماني سنواتٍ نافذة
قال الشهود : لم نرَ شيء
قالت زوجة الأب : كذبت في البلاغ لآنني خفتُ على الأب
قال الأب : كنت أريده أن يكون ناجحاً في دراسته وفي حياته
قال القاضي : حكمت المحكمة على الأب القاتل بالسّجن ثماني سنواتٍ نافذة
رُفعت الجلسة
وصُغنا الخير بأسلوب ، بلاغات مكاتب التّوثيق .. وقرأناه باهتمامِ من يقرأ صفحة الألعاب .. واستمعنا إليه بحماس كما نستمع إلى نشرة الأحوال الجوّية لتوقعات الأمس و اليوم والغد .
تابع القارئ تقليب صفحات الجريدة ، كأنّ شيئاً لم يكن ، بهذه البساطة انهار صرحٌ من القيّم و الأخلاق والأعراف المتداولة بين النّاس ، ملؤها الحنان والمودة والإلتزام بشرعة السّماء ، قبل الخشية من ملاحقة القضاء ، كلّ ذلك توارى وتلاشى ، ليُفسح المجال لقانون - المادة - فهي المعيار الّذي نزّن به أعمالنا ، ونقيس عواطفنا ..
فهذا الأب التّعيس لم يعد يربطه بابنه إلاّ شهادة مدرسية ، ووظيفة تساوي مبلغاً من المال .
لم يرد في الأخبار أنّ القاضي أخذ ملف هذه القضية غلى بيته ، وقليلاً ماكان يفعل ذلك ، عرضه على ابنه المعلّم ، اتّضح فيما بعدأنّ التلميذ يدرس عند هذا المعلم ولكنّه لا يعرفه !!
لمّا أخذت التّحريات عن سلوك الأب ، كان مصدر الأخبار رواد الحانة الّتي تردد عليها .. ولما سئل القتيل عن سبب غضب والده عليه ، أجاب : قلتُ له أنّني كبرت وأعرف مايفيدني ..
ولماذا استسلمتَ للقيّد والضرب ؟ قال : أمرنا الله بطاعة الوالدين ..ولم أتصوّر أنّ العقاب سيصل إلى هذه النتيجة .
قال المدّعي العام : بصرفِ النّظر عن العلاقة بين القاتل والقتيل ، فالعقوبة يجب أن تنصب على جُرم القتلٍ العمد الثّابت بالإقرار والبرهان ..
قال محامي القاتل : يجب أن نأخذ بعين الإعتبار ، أنّ الوالد كان في حالة غير عادية ، والخادث وراءه دافعٌ نبيل !!
ويبقى السؤال : من القاتل ومن المقتول ؟؟
بالتّأكيد أنّه ليس الأب أو الابن !!
بالتّأكيد أنّه ليس الأب أو الابن !!
آخر تعديل بواسطة المشرف: