~~ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ~~

~ غيث ~

:: عضو مُشارك ::
إنضم
16 أكتوبر 2011
المشاركات
307
نقاط التفاعل
391
النقاط
13
بسم الله الرّحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال: 24]

• قـــال ابــن القيِّـــم -رحمهُ الله تعالى - في زادِ المعاد : «والله سبحانه يعاقب من فتح له بابًا من الخير فلم ينتهـزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يُمكِّنه بعدُ من إرادته عقوبةً له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك... قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)[الأنفال: 24]، وقد صرَّح سبحانه بهذا في قوله: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)[الأنعام: 110]، وقال تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)[الصف: 5]، وقال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ)[التوبة: 115 ]، وهو كثيرٌ في القـــرآن».


 
وقال -رحمهُ الله - في كتاب الفوائد :
" قال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) المشهور في الآية:أنه يحول بين المؤمن وبين الكافر،وبين الكافر وبين الايمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته وهذا قول ابن عباس وجمهور المفسرين :وفي الآية قول آخر : أن المعنى: أنه سبحانه قريب من قلبه لاتخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه ذكره الواحدي عن قتادة وكان هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإنّ الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه
وعلى القول الأول: فوجه المناسبة:أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أن الله يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة وعقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) وقوله(فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وقوله(فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل)
ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح
وفي الاية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشرع والامر به وهو الاستجابة وبين القدر والايمان به فهي كقوله( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين ) وقوله(فمن شاء ذكره وما يذكرون الاأن يشاء الله)"
 
jLd81689.png


do.php

السلام على من اتبع الهدى
مسائك طيب ، ان شاء الله بالف خير
درس و عبره لمن يعتبر
جعلها الله لك ذخرا يوم لا ينفع مال ولا بنون
وربي يرزقنا الغيث النافع :) ...
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top