1- إستراتيجية الإلهاء :
عنصر أساس للضبط الاجتماعي ، تتمثل إستراتيجية " التسلية " في تحويل أنظار الرأي العام عن المشاكل المهمة والتحويلات المقررة من طرف النخب السياسية والاقتصادية ، وذلك بواسطة طوفان مستمر من الترفيهات والأخبار غير المجدية . وإستراتيجية الإلهاء هي أيضاً لازمة لمنع الجمهور من الاهتمام بالمعارف الأساس في ميادين العلوم والاقتصاد وعلم النفس وعلم التحكمية ... " الإبقاء على انتباه الجمهور مسلىً بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، مأسوراً بمواضيع دون فائدة حقيقية " . أو " الحفاظ على جمهور منشغل منشغل منشغل ، دون أدنى وقت للتفكير ، ليرجع إلى ضيعته مع باقي الحيوانات " .
2- خلق المشاكل ، ثم تقديم الحلول :
هذه الطريقة تدعى أيضا " مشكلة - ردة فعل – حلول " ... نخلق ، أولاً ، مشكلاً ، وهي حالة يُتوقع أن تُحدث ردة فعل معينة من طرف الجمهور ، بحيث يقوم هذا الأخير بطلب إجراءات تتوقع قبولَها الهيئةُ الحاكمة ... مثلاً ، غض الطرف عن نمو " العنف " ، أو تنظيم هجمات دموية ، حتى يطالب الرأي العام بقوانين أمنية ، وغالباً تكون هذه القوانين على حساب الحريات !!! . أو خلق " أزمة " اقتصادية لتمرير - كَشرٍّ لا بد منه - تراجع الحقوق الاجتماعية وتفكيك المرافق العمومية .
3- إستراتيجية التقهقر :
من أجل تقبّل إجراء هو ، بالأساس ، غير مقبول ، يكفي تطبيقه تدريجياً ( = بالتقسيط ) ، ولو على مدى عشر سنوات . فبهذه الطريقة يتم فرض ظروف سوسيو - اقتصادية حديثة بشكل كلي ... فمثلاً : الليبرالية الجديدة في فترات سنوات الثمانينيات ، بطالة مكثفة ، هشاشة اجتماعية ، مرونة ، تحويل مقرات المعامل ، أجور هزيلة ... وكثير من التغييرات كانت لتحدث الثورة لو تم تطبيقها بقوة .
4- إستراتيجية المؤجل :
وهذه طريقة أخرى لإقرار قرار هو " غير شعبي " ، ويتم تقديم هذه الطريقة كـ " شر لا بد منه "، عبر الحصول على موافقة " الرأي العام " في الوقت الحاضر من أجل " التطبيق " في المستقبل .
من السهل دائماً قبول تضحية مستقبلية بدل تضحية عاجلة ... أولاً ، لأن المجهود لا يتم بذله في الحال . ثم ، يميل الجمهور إلى الأمل في " مستقبل أفضل غداً " ، وإن التضحية المطلوبة قد يتم تجنبها ، وأخيرا، هذا من شانه أن يترك الوقت للجمهور لـ التعود على فكرة التغيير وقبولها باستكانة عندما يحين الوقت .
5- مخاطبة الرأي العام كأطفال صغار :
تستخدم أغلب الإشهارات كلما توجهت إلى الكبار خطاب : لماذا !!! وعبر شخصيات ، ولهجة ، صبيانية غالباً ما تكون أقرب إلى " التخلف العقلي " ، كما لو كان المشاهد طفلاً صغيراً أو معاقاً ذهنياً ... كلما جاءت عملية خداع المشاهد ، كلما تبنت لهجة صبيانية !!! لماذا ؟ : إذا توجهنا إلى طفل في الثانية عشرة من عمره ، فبسبب الإيحائية إذن ، سيكون من المحتمل جوابه ، أو ردة فعله ، خالية من الحس النقدي .
6- اللجوء إلى العاطفة بدليلاً عن التفكير :
اللجوء إلى العاطفة هي " تقنية كلاسيكية " لسد ، أو لحجب ، التحليل العقلاني ... وبالتالي الحس النقدي ، كما أن استخدام المخزون العاطفي يسمح بفتح باب اللاوعي ، وذلك من أجل غرس أفكار ، رغبات ، مخاوف ، ميولات ، ومن ثم سلوكيات .
7- الإبقاء على الجمهور / العامة في الجهل الذي هو أقرب إلى الخطيئة :
العمل على أن لا يفهم الجمهور التقنيات ، والطرائق ، المستخدمة من أجل ضبطه ، أو لنقل استعباده ... : " يجب أن تكون جودة التربية المقدمة إلى الطبقات الاجتماعية الدنيا هي الأضعف ، بحيث تكون ، وتبقى ، هوة الجهل التي تعزل الطبقات الاجتماعية الدنيا عن الطبقات العليا غير مفهومة للطبقات الدنيا " . وهنا لنا أن نسمي مثل هذه الجزئية بـ أسلحة كاتمة من أجل حروب هادئة .
8- تشجيع الجمهور على استساغة البلادة :
تشجيع الجمهور على تقبل أن يكون أخرق أوبله ... وهذا يسمى في السياسة بـ صناعة الغباء .
9- تعويض الانتفاضة بالشعور بالذنب :
جعل الفرد يشعر أنه هو المسؤول الوحيد عن شقائه بسبب نقص ذكائه ، أو تدني قدراته ... وهكذا، بدل الانتفاض ضد النظام الاقتصادي ، يشعر الفرد بالذنب ، ويحط من تقديره الذاتي ، ما يسبب حالة اكتئابية من آثارها تثبيط الفعل .
10- معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم :
خلال الخمسين سنة الأخيرة حفر التقدم المذهل للعلوم هوةً متنامية بين معارف العوام وتلك التي تمتلكها النخب الحاكمة ، وبفضل البيولوجيا العصبية وعلم النفس التطبيقي توصلت الأنظمة إلى معرفة متقدمة بالكائن البشري نفسياً وبدنياً ، وتوصل النظام إلى معرفة الفرد المتوسط أكثر مما يعرف هو ذاته ، هذا يعني أنه في معظم الحالات ستكون لنظام سيطرة وسلطة على الأفراد أكثر مما لهم أنفسهم .
نعوم تشومسكي .