تعد الحشرات أكثر مجموعات الحيوانات تنوعاً على الإطلاق، حيث يوجد حالياً ما يزيد عن مليون نوع مُكتشف وموصوف من قبل العلماء، يُشكل هذا المليون نوع أكثر من نصف أنواع الحيوانات كلها. وتوجد الحشرات تقريباً في جميع البيئات، وعلى الرغم من أنها تختفي تقريباً في المحيطات إلّا أنَّ أقاربها القشريّات تُهيمن على المكان بتنوعّها هي الأخرى.
هناك الكثير من العوامل ساعدت الحشرات على البقاء والتكاثر والسيطرة أهمّها قصر دورة الحياة وسرعة التزاوج وإنتاج عدد كبير من الأفراد، القدرة على الطيران، القدرة على التمويه، صغر حجمهم مما يساعدهم على إشغال مساحة صغيرة والإكتفاء بكميّة صغيرة من الطعام وسهولة الهرب من المفترسات.
إنتشار الحشرات الهائل سبّب تداخل بين أنشطتهم ومساحتهم وتلك الخاصّة بالبشر، مما سبّب تفاعل مباشر وغير مباشر بينهم وبين البشر، بعض الحشرات مؤذيّة وبشدّة وهذه أهمّها من وجهة نظري معتمداً بذلك على حقائق علميّة وإحصائات ثابتة :
نمل الترحال | Driver ants :
وهو أحد أنواع النمل المحارب، يوجد في وسط وشرق افريقيا. وتكمن خطورته في فكيّه القوييّن، حيث يستخدمهم لمهاجمة أي شيء يعترض طريقه، ويمكن أن يقتل حيوان صغير إذا ما هجم بأعداد كبيرة حيث كل نملة تترك مكان عضتها جرحين، وإزالة النملة وثنيها عن عضتها أمر في غاية الصعوبة، ويمكن حتّى ان يقتل حيوان كبير عاجز عن الحركة ويتغذّى عليه. وبشكل عام فجميع أنواع نمل الترحال عمياء بالكامل وتعتمد على الفرمونات في التواصل .
ينتمي الجراد لعائلة الجنادب، وهي ليست حشرات قاتلة أو مؤذيّة بشكلِ مباشر بالنسبة للبشر. حيث تتغذّى على النباتات ومحاصيل الحقول، وهنا تكمن المشكلة فهي تهاجم محاصيل الزراعة بأسراب تتكّون من الآلاف منها، وتتلف مساحات هائلة من الأراضي الزراعية سنويّاً مما يؤدّي لخسارات كبيرة وعجز اقتصادي حيث تعتمد بعض الدول بالكامل على الزراعة كمصدر دخل.
ويسمى أيضاً بـ عث الفانيلا والعث الهر، حصلت هذه الحشرة على اسمها من مرحلة اليرقة حيث تكون اليرقة مُغطّاة بشعيرات طويلة كثيفة فيصبح شكلها شبيهاً بالهر الفارسي، تلك الشعيرات متباينة الألوان ففي بعض الحالات تكون بنيّة وفي حالات أخرى بنيّة محمرة، بين تلك الشعيرات الشبيهة بالفرو هناك شوك سام يسبّب ألم شديد إذا ما لامسه البشر.
تظهر الأعراض بعد فترة وتكون على هيئة حكّة في المنطقة المصابة، غثيان، تعرّق، صداع، توعّك معوي، طفح جلدي، بثور، وفي بعض الأحيان ألم في الصدر وصعوبّة في التنفّس.
يتراوح طول النمل القافز بين 2-6 سم، ويُعد حشرة لاحمِة ورمّامة، حيث تقوم النملّة بحقن فريستها عن طريق الإبرة اللاسعة بسم يشبه سم الزنبار ونمل النار، ويعد سم النمل القافز أحد أقوى السموم في عالم الحشرات وأكثرها فعاليّة. وهي صيادّة بارعة حتى الزنبار يمكنها صيده والتغذّي عليه، حيث تملك رؤيّة جيدّة تزودها بأحد أهم مقومّات الصيّاد البارع
تعد أعراض لسعة النمل القافز مشابهة لأعراض لسعة نمل النار، حيث تبدأ المنطقة المصابة بالإحمرار والتورّم والحمّى، يتبعها تبثّر. معدل ضربّات القلب يزداد والضغط ينخفض سريعاً، وعند تعرّض أشخاص ذو حساسيّة تجاه للسعّة ( 3% تقريباً من الحالات ) يصابون بحالة من فرط الحساسيّة الحادّة وهي حالة يجب التعامل معها سريعاً وبالشكل المناسب وإلا تعرّض الشخص للموت.
وهي أحد أنواع الذباب الطفيلي التي تستخدم البشر بالإضافة إلى بضع الحيوانات الأخرى كمعيل لإتمام دورة حياتها. حيث تقوم ذبابة النِبر بالقبض على البعوض وإلصاق بيضها عليه، ومن ثم إطلاق سراحه وما أن تبدأ البعوضة بالتغذي حتى تخرج اليرقة الصغيرة من البيضة وتستخدم مكان لسعّة البعوضة للدخول إلى الطبقة تحت الجلديّة لتتغذى عليها وتتطور بها، وبعد تقريباً ثمانية أسابيع تخرج اليرقة لتتشرنق لأسبوع تقريباً.
تستخدم العديد من الطرق للتخلص من اليرقّة الطفيليّة، جميعها طرق بسيطة من غير تدخّل جراحي مُعقّد، منها وضع طبقة من الجيلي فوق مكان الإصابة لمنع اليرقة من التنفس وبالتالي إختناقها وتزال بسهولة في اليوم التالي، أو وضع قليل من طلاء الأظافر لأداء نفس المهمّة.
اليرقة الطفيليّة بعد إزالتها والسهم يشير إلى الفم
وتسمّى أيضاً بـ النحلة القاتلة ونحلة العسل الإفريقيّة، وهي نحلة هجينة بين النحلة الإفريقيّة وبضع أنواع من النحل الغربي مثل النحلة الإيطاليّة والنحلة الإيبيريّة. استقدمت هذه النحلة إلى البرازيل في الخمسينات من القرن المنصرم لزيادة إنتاج العسل، ولكن في حادثة عام 1957 هرب 26 سرب لينتشروا في أمريكا الوسطى وأمريكا الشماليّة حتى وصلوا للولايات المتحدّة في عام 1985.
تهاجم هذه النحلة أي مصدر خطر محتمل بأعداد كبيرة وتقوم بمطاردته لمسافة نصف كيلومتر، وصف العلماء هذا السلوك بأنّه سلوك دفاعي مفرط، وأسموها بعد ذلك بالنحلة القاتلة. ومن هنا أعتقد العامّة أن النحلة القاتلة تهاجم من غير سبب. تتسبّب النحلة القاتلة بوفاة شخص إلى اثنين سنويّاً في الولايات المتحدّة الأمريكيّة، يعود ذلك غالباً إلى أن الشخص يعاني من حساسيّة مفرطة تجاه سم النحلّة.
يعد الدبّور الآسيوي العملاق أضخم الدبابير على الإطلاق بطول 5 سم وباع جناحين 7.5 سم، لا تكمن خطورة الدبّور الآسيوي العملاق في حجمه بل في لسعته، حيث يطلّق عدّة أنواع من السموم والإنزيمات القادرة على هضم النسيج البشري، حيث يملك سمّه تركيز أعلى من المادّة الكيميائيّة المسببّة للألم أستيل كولين أكثر من أي حشرة أخرى. وعلى عكس النحل، وكبقيّة الدبابير، فالدبّور الآسيوي يستطيع اللسع عدّة مرات من غير أن يتأثّر.
وتسمّى أيضاً بـ البق القاتل، وهي حشرة متطفلّة تتغّذى على دم الإنسان وبعض الفقاريّات الأخرى، وتنقل له طفيلي دقيق يسمّى المثقبيّة الكروزيّة Trypanosoma cruzi. وهي نوع من الطلائعيّات المسببة لمرض شاغاس أو داء المثقبيّات الأمريكي. يُسبّب المرض تورّم في العينين وحمّى والتهاب في الدماغ والتهاب في عضلة القلب. يؤثّر هذا المرض على ثمانيّة إلى عشرة ملايين شخص يعيشون في الأمريكيتيّن، وعلى نصف مليون شخص يعيش في أوروبا. وهناك عشرون ألف حالة وفاة سنويّاً بسبب هذا المرض.
وتسمّى أيضاً بـ اللاسنة، وهي ذبابّة تتغذّى على دم البشر والفقاريّات الأخرى تحمل المثقبيّة الافريقيّة ذات الثلاث أنواع والمسببّة لمرض النوم القاتل، يعتبر مرض النوم مسؤولاً عن وفاة أربعة وثلاثون ألف شخص سنويّاً في العقد الأخير من القرن الماضي، بقي العدد ينخفض بفضل الله ثم جهد الحكومات حتى وصل إلى تسعة آلاف شخص سنوياً في 2010. وهناك إحصائيّة تشير إلى أنّ هناك ثلاثون ألف شخص مصاب حالياً بالمرض أكثر من 80% منهم في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة.
وهو أحد أجناس البعوضيّات يضم حوالي مائة نوع، فقط ثلاثين إلى أربعين منها ينقل طفيلي البلازموديوم أو المتصورّة والمسببّة لمرض الملاريا، وقد تنقل أيضاً الطفيلي المسبب لمرض الفيلاريا، وبعض الفيروسات المسؤولة عن اورام الدماغ. حسب منظمّة الصحة العالميّة، ورد في تقرير نُشر في 2013 أنّه 2012 كان هناك 207 ملايين حالة ملاريا، وفي 2010 تسبّبت الملاريا في وفاة 627,000 شخص. معظم الوفيّات تحدث بين الأطفال الإفريقييّن حيث يموت طفل كل دقيقة في إفريقيا بسبب الملاريا.