شذرات من أدب الثورة.
سجل الشعب الجزائري أروع ملحمة في البطولة والكفاح المعاصر ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم ، الذي احتل الجزائر ببشاعة وهمجية لأزيد من قرن و ثلاثين سنة . خاض فيها الجزائريون الأشاوس سلسلة متواصلة من الثورات الشرسة ضد فرنسا ومخططاتها المدمرة ، انتهت بثورة التحرير المجيدة (من 1954 إلى 1962)، والتي توجت بانتزاع الشعب الجزائري استقلاله بثمن باهض قوامه أزيد من مليون و نصف المليون من الشهداء الأبرار، ناهيك عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالمجتمع الجزائري، في دينه وهويته وأصالته ومقدراته وخيراته. لقد كانت ثورة الجزائر مفخرة للعرب و المسلمين ، امتزج فيها الدم المغاربي الأخوي في ثورة الكفاح المقدس، كما أنارت درب التحرر للكثير من الشعوب المضطهدة في العالم. في خضم المعاناة و ليل الاستعمار الدامس و النزعة التحررية و عزة النفس و حرارة الانتماء للإسلام و العروبة؛ تفجر الأدب الجزائري المعاصر نثرا و شعرا وقد سطع نجم العديد من الرواد الأدباء والشعراء أمثال (الأمير عبد القادر ، و عبد الحميد بن باديس ، و محمد البشير الإبراهيمي ، و محمد العيد آل خليفة، و مفدي زكريا ، ومولود فرعون ، و محمد ديب ، و عمر البرناوي , و غيرهم ...).
ظهرت النزعة الوطنية الصادقة جلية في الكثير من أعمالهم الأدبية ، حيث كان الاعتزاز بالوطن والذود عنه ببذل الغالي
والنفيس، أمر ثبت جذور الهوية الوطنية و حب الجزائر .
وكمثال عن ذلك أقدم لكم نموذجين لشاعرين كبيرين ــ رحمهما الله ــ ( مفدي زكريا ، وعمر البرناوي)
(1) نموذج الشاعر مفدي زكريا :
هذا نوفمبـــــر!
هـذا (نوفمـبـر) قــم وحــي المدفـعـا ***** واذكــر جـهـادك والسـنـيـن الأربـعـــــا
واقــــرأ كـتـابــك للأنــم مـفــصلا ***** تـقـرأ بــه الدنـيـا الحـديـث الأروعـــا
إن الــجــزائــر قــطــعــة قــدســيــة ***** فـي الكـون لحنهـا الـرصـاص ووقـعـا
وقــصـــيـــدة أزلــيــــة أبــيــاتهــا ***** حـمـراء كــان لـهـا (نوفمـبـر) مطلـعـــا
نظمت قوافيها الجماجم في الوغــى***** وسـقــى النـجـيـع رَويَّـهــا فتَـدفّـعــــــا
غـنـى بـهـا حــر الضمـيـر فأيـقَـظـت ***** شعبـا إلـى التحريـر شمـر مسـرعـــــا
وأراده الـمـسـتـعـمـرون عــنــاصــرا ***** فـأبــى مـــع الـتـاريـخ أن يـتـصـدعـا
واسـتـضـعـفـوه فــقـــرروا إذلالـــه ***** فـأبــت كـرامـتــه لــــه أن يـخـضـعـا
واسـتــدرجــوه فــدبـــروا إدمــاجـــه ***** فــأبــت عـروبـتــه لـــــه أن يُـبـلـعــا
وعـــــن الـعـقـيــدة زوروا تـحـريـفــه ***** فـأبــى مـــع الإيـمــان أن يتـزعـزعـا
(2)
نموذج الشاعرعمرالبرناوي :
هامات المجد
من أجلك عشنا يا وطني ****** نفدي بالروح أراضينا
قد كنا أمس عمــــــالقة ****** في الحرب نذل أعادينا
و انا اليوم عماــــــــلقة ****** في السلم حماة مبادينا
أبطالا كنـــا لا نرضى *** ** غير الأمجاد تحيينـــــا
نزهو بالماضي في ثقة *** ** والحاضر يعلو ماضينا
فجرنا الثورة من أزل ***** سجل يا دهر معالينـــا
والنصر الأكبركان لنا ***** مجدا من صنع أيادينا
جيش التحرير وجبهته ***** كانا ضوأين بداجينــا
قالا:في البدء كرامتنا ***** والشعب يسود هنا فينا
خيرات الشعب نقسمها ***** فينا بالعدل موازينــــا
والدعم المطلق نبذله *** ** للشعب الرافض تدجينا
يا سائل..عرب منبتنا ***** دين الإسلام يواخينــا
هامات المجد مرابعنا ***** والله الحافظ يحمينـــــا
هنيئا للجزائر ــ بلد الشهداء ــ بالذكرى الستين لثورة نوفمبر المجيدة ، وسدد الله تعلى خطى الخلف في ثورة البناء والتشييد ، في ظل الوحدة والسلم ونصرة الإسلام والسلمين . اللهم احفظ الجزائر وسائر بلاد المسلمين من الفتن والتمزق والهوان ، ووحد صفوفها للتصدي للمد الصليبي الفاجر.
سجل الشعب الجزائري أروع ملحمة في البطولة والكفاح المعاصر ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم ، الذي احتل الجزائر ببشاعة وهمجية لأزيد من قرن و ثلاثين سنة . خاض فيها الجزائريون الأشاوس سلسلة متواصلة من الثورات الشرسة ضد فرنسا ومخططاتها المدمرة ، انتهت بثورة التحرير المجيدة (من 1954 إلى 1962)، والتي توجت بانتزاع الشعب الجزائري استقلاله بثمن باهض قوامه أزيد من مليون و نصف المليون من الشهداء الأبرار، ناهيك عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالمجتمع الجزائري، في دينه وهويته وأصالته ومقدراته وخيراته. لقد كانت ثورة الجزائر مفخرة للعرب و المسلمين ، امتزج فيها الدم المغاربي الأخوي في ثورة الكفاح المقدس، كما أنارت درب التحرر للكثير من الشعوب المضطهدة في العالم. في خضم المعاناة و ليل الاستعمار الدامس و النزعة التحررية و عزة النفس و حرارة الانتماء للإسلام و العروبة؛ تفجر الأدب الجزائري المعاصر نثرا و شعرا وقد سطع نجم العديد من الرواد الأدباء والشعراء أمثال (الأمير عبد القادر ، و عبد الحميد بن باديس ، و محمد البشير الإبراهيمي ، و محمد العيد آل خليفة، و مفدي زكريا ، ومولود فرعون ، و محمد ديب ، و عمر البرناوي , و غيرهم ...).
ظهرت النزعة الوطنية الصادقة جلية في الكثير من أعمالهم الأدبية ، حيث كان الاعتزاز بالوطن والذود عنه ببذل الغالي
والنفيس، أمر ثبت جذور الهوية الوطنية و حب الجزائر .
وكمثال عن ذلك أقدم لكم نموذجين لشاعرين كبيرين ــ رحمهما الله ــ ( مفدي زكريا ، وعمر البرناوي)
(1) نموذج الشاعر مفدي زكريا :
هذا نوفمبـــــر!
هـذا (نوفمـبـر) قــم وحــي المدفـعـا ***** واذكــر جـهـادك والسـنـيـن الأربـعـــــا
واقــــرأ كـتـابــك للأنــم مـفــصلا ***** تـقـرأ بــه الدنـيـا الحـديـث الأروعـــا
إن الــجــزائــر قــطــعــة قــدســيــة ***** فـي الكـون لحنهـا الـرصـاص ووقـعـا
وقــصـــيـــدة أزلــيــــة أبــيــاتهــا ***** حـمـراء كــان لـهـا (نوفمـبـر) مطلـعـــا
نظمت قوافيها الجماجم في الوغــى***** وسـقــى النـجـيـع رَويَّـهــا فتَـدفّـعــــــا
غـنـى بـهـا حــر الضمـيـر فأيـقَـظـت ***** شعبـا إلـى التحريـر شمـر مسـرعـــــا
وأراده الـمـسـتـعـمـرون عــنــاصــرا ***** فـأبــى مـــع الـتـاريـخ أن يـتـصـدعـا
واسـتـضـعـفـوه فــقـــرروا إذلالـــه ***** فـأبــت كـرامـتــه لــــه أن يـخـضـعـا
واسـتــدرجــوه فــدبـــروا إدمــاجـــه ***** فــأبــت عـروبـتــه لـــــه أن يُـبـلـعــا
وعـــــن الـعـقـيــدة زوروا تـحـريـفــه ***** فـأبــى مـــع الإيـمــان أن يتـزعـزعـا
(2)
نموذج الشاعرعمرالبرناوي :
هامات المجد
من أجلك عشنا يا وطني ****** نفدي بالروح أراضينا
قد كنا أمس عمــــــالقة ****** في الحرب نذل أعادينا
و انا اليوم عماــــــــلقة ****** في السلم حماة مبادينا
أبطالا كنـــا لا نرضى *** ** غير الأمجاد تحيينـــــا
نزهو بالماضي في ثقة *** ** والحاضر يعلو ماضينا
فجرنا الثورة من أزل ***** سجل يا دهر معالينـــا
والنصر الأكبركان لنا ***** مجدا من صنع أيادينا
جيش التحرير وجبهته ***** كانا ضوأين بداجينــا
قالا:في البدء كرامتنا ***** والشعب يسود هنا فينا
خيرات الشعب نقسمها ***** فينا بالعدل موازينــــا
والدعم المطلق نبذله *** ** للشعب الرافض تدجينا
يا سائل..عرب منبتنا ***** دين الإسلام يواخينــا
هامات المجد مرابعنا ***** والله الحافظ يحمينـــــا
هنيئا للجزائر ــ بلد الشهداء ــ بالذكرى الستين لثورة نوفمبر المجيدة ، وسدد الله تعلى خطى الخلف في ثورة البناء والتشييد ، في ظل الوحدة والسلم ونصرة الإسلام والسلمين . اللهم احفظ الجزائر وسائر بلاد المسلمين من الفتن والتمزق والهوان ، ووحد صفوفها للتصدي للمد الصليبي الفاجر.