إهمال علاج اضطراب الدورة الشهرية قد يسبب العقم
اضطراب الدورة الشهرية عند النساء لا يرتبط بفئة عمرية معينة وإنما يمكن أن تعاني منه الفتيات كما النساء المسنات، والعازبات كما هو الشأن بالنسبة للمتزوجات، لارتباطه بوجود اضطراب في الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية.
وتختلف أسباب اضطراب وتأخر الدورة الشهرية حسب الفئة العمرية التي تنتمي إليها المرأة فإما أن تكون فتاة صغيرة بلغت حديثا أي من سن الحادية عشرة سنة إلى سن الخامسة عشر، أو عند المرأة النشيطة من سن الثامنة عشر إلى سن الخامسة والأربعين، أو من الخمسة وأربعين سنة إلى اقتراب سن انقطاع دم الحيض أي إلى سن الثانية والخمسين من العمر.
الهرمونات أهم سبب في اضطراب الدورة الشهرية
عند الفتاة الصغيرة يكون السبب الرئيسي لاضطراب الدورة الشهرية هو عدم اكتمال نمو البويضة التي لم تنضج بعد، وهذا يجعل الإباضة عند الفتاة غير منتظمة مما يعطي غالبا دورة شهرية طويلة، وهذا بسبب وجود هرمون الأستروجين الذي يكون طبيعيا ونقص هرومون البروجيسترون الذي يتحكم في تنظيم الدورة الشهرية. فالمشكل الأساسي في هذه المرحلة هو الهرمونات وهي السبب الرئيسي لاضطراب الدورة الشهرية، لكن تبقى هناك أسباب أخرى كالإصابة بمرض السكري، أو مرض الغدد في أي مكان في الجسم، وأيضا الإكثار من ممارسة الرياضة، لأن الإكثار من الرياضة يتسبب في ظهور اضطراب الدورة الشهرية وانقطاعها في بعض الأحيان، ثم الحمية القاسية التي تؤدي إلى نقصان كبير في الوزن وتسبب النحافة.
أما عند النساء من 18 إلى 45 سنة أيضا تكون أسباب اضطراب الدورة الشهرية كثيرة جدا ومن أهمها عدم توازن الهرمونات، ثم التكيس المتعدد للمبيض وهو عبارة عن ظاهرة تنتشر بكثرة في دول البحر الأبيض المتوسط كفرنسا وإسبانيا وتونس والجزائر والمغرب … وهو عبارة عن بويضات كسولة أو «معكازة» خاصة عند النساء البدينات واللاتي ينتشر الشعر بكثرة في جسدهن، وتكون الدورة الشهرية عندهن طويلة قد تمتد إلى شهرين أو ثلاثة أشهر، وعلاجها يكون سهلا وبسيطا.
ثم هناك سبب آخر هو توقف نشاط البويضة بشكل مبكر سواء بسبب عامل الوراثة، أو تناول بعض الأدوية، أو تناول حبوب منع الحمل التي يجب التوقف عنها حتى تعود الدورة الشهرية إلى حالتها الطبيعية، حيث يحتاج الجسم لبعض الوقت حتى يتخلص منها، وعند الكثير من النساء تعود الدورة الشهرية إلى حالتها العادية فور التوقف عن تناول موانع الحمل. إلا أن هناك حالات أخرى لا تعود فيها إلى حالتها الطبيعية رغم التوقف عن تناولها لأن البويضة تكون «معكازة» طبيعيا.
هناك أيضا هرمون البرولاكتين المسئول عن إفراز الحليب عند المرأة وعندما يتم إفراز هذا الهرمون بكثرة داخل جسم المرأة يؤثر ذلك على عمل المبيضين، ويكون ذلك بسبب وجود مشكل في الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، وتكون بنسبة لا بأس بها سببا في عدم حدوث الإنجاب بالرغم من أن علاجها سهل وليس متطلبا، ومن النادر أن يتطلب علاجها القيام بعملية جراحية.
لكن في بعض الأحيان تطول مدة الدورة الشهرية بسبب وجود أمراض عامة كالإصابة بالسكري، أو لوجود مشكلة في الغدد، وكذلك الإكثار من ممارسة الرياضة أو النحافة الزائدة، وأيضا بسبب وجود عامل نفسي كالتوتر، ثم يمكن أن يكون الحمل. وقد يكون السبب عند هذه الفئة من النساء هو إشارة لانقطاع دم الحيض بشكل مبكر، لأن سن اليأس قد يكون في بعض الحالات في سن مبكرة.
أما الفئة العمرية التي تمتد من سن 45إلى 52 سنة فيعود السبب الرئيسي في اضطراب الدورة الشهرية إلى اقتراب سن اليأس مما يؤدي إلى تباعد فترات الدورة الشهرية وهذا سببه أن بويضات المرأة تصبح « معكازة» ويقل عددها، ثم وهناك من تنقطع عنها دم الحيض مرة واحدة دون ظهور هذه الاضطرابات، لكن في الكثير من الحالات تعاني المرأة من طول الدورة الشهرية وتضطرب قبل انقطاعها.
ارتفاع الحرارة والتعرق من أهم الأعراض
في الكثير من الحالات عندما تضطرب الدورة الشهرية عند المرأة، تظهر عليها مجموعة من الأعراض من قبيل ارتفاع درجة حرارة جسمها، وتعاني من كثرة التعرق، والتوتر النفسي، وفي بعض الأحيان قد تعاني من صداع الرأس، انتفاخ الثدي بسبب ارتفاع نسبة الهرمونات في جسم المرأة.
اضطراب الدورة الشهرية يسبب العقم
تؤدي اضطرابات الدورة إلى عدة مضاعفات منها النفسية لأن المرأة تتساءل عن سبب اضطراب دورتها الشهرية، أما عند المرأة التي لا تتناول موانع الحمل وتعاني من طول الدورة الشهرية، فيمكن أن تصبح حاملا لأن المرأة التي تعاني من اضطرابات في الدورة الشهرية لا يمكن أن تنظم النسل ب«الحساب» فأحسن وسيلة لتفادي الحمل في هذه الحالة هو تناول موانع الحمل، ثم إذا كان هرمون الأستروجين هو الوحيد الذي ينتج داخل الجسم مقابل نقصان هرمون البروجيسترون والذي يمكن أن يتسبب في الكثير من المشاكل في جدار الرحم الذي يكبر كثيرا دون أن ينزل على شكل دم الحيض، وفي بعض الأحيان قد ينتج عنه ورم سرطاني إما حميد أو خبيث وتبقى المضاعفات حسب سن كل امرأة، كما أن أهم المضاعفات هو العقم عند المرأة، كما أنه في بعض الأحيان قد يكون اضطراب الدورة الشهرية سببا في المرض بالسكري.
التشخيص
من الضروري أن يفكر الطبيب من أول وهلة في التأكد من كون الحمل ليس سببا في تأخر الدورة الشهرية سواء عند الفتاة أو عند المرأة المتزوجة، فالتأكد من عدم وجود الحمل يمكن أن يوجه الطبيب إلى الأسباب الحقيقية. وغالبا ما يتم التشخيص عن طريق القيام بفحوصات وتحاليل للدم من أجل قياس نسبة الهرمونات ومدى توازنها، وكذلك معرفة مدى إفرازات الغدة النخامية.
الوقاية
ليس هناك وقاية فعالة في موضوع اضطراب الدورة الشهرية، لارتباطها بأسباب غالبا ما تكون هرمونية، لكن عموما يجب تجنب بعض الأسباب الأخرى التي تدخل في خانة الأسباب الثانوية من قبيل عدم الإكثار من ممارسة الرياضة القاسية، تجنب الحميات القاسية لإنقاض الوزن، تجنب السمنة المفرطة، الحرص على تناول وجبات غذائية متوازنة.
علاج اضطراب الدورة الشهرية سهل وبسيط
عند الفتاة الصغيرة إذا لم يكن هناك نزيف قد يوثر على صحتها، فليس هناك مشكل ويمكن الانتظار إلى أن تنضج البويضة، أو مساعدتها ببعض الأدوية التي تنظم عمل الهرمونات إلى أن تنضج البويضات ويكتمل نموها، أما عند النساء النشيطات فيمكن وصف العلاج حسب رغبتها. فإن كان هدفها هو تنطيم الدورة الشهرية فيتم وصف أدوية خاصة لذلك، وهذا الدواء غير مضر، أما إذا كانت ترغب في الإنجاب فيصف لها الطبيب أدوية تنشط عمل المبيض وفي نفس الوقت ينظم الدورة الشهرية، وهذه الأدوية فعالة وتكون نتائجها إيجابية، أما عند المرأة التي تقترب من سن اليأس فعلاجها سهل وفعال لأنها يجب أن تتناول بعض الأدوية قبل أن تبلغ سن 52 سنة لأنها إن تجاوزتها ولم تأخذ الأدوية مبكرا فيمكن أن تعاني من هشاشة العظام، والأورام السرطانية، وارتفاع الضغط الدموي