- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 110
الكاتب:
الهادي الحسني
2014/11/03
أعرف شابا جزائريا* (أ*. ص*) يتميز بالحيوية والطموح،* آتاه الله* - عز وجل* - بسطة في* الجسم،* ورجاحة في* الحلم،* وهو ممّن نشأوا في* عبادة الله،* وندعو له ولجميع شبّاننا بالثبات حتى لا* يفسدهم* "شياطيننا*" الذين* يعجبنا قولهم في* الحياة الدنيا،* ويشهدون الله على ما في* قلوبهم،* وهم أفسد من* "كبيرهم*" - إبليس* - الذي* علمهم الفساد*...
سعى هذا الشاب وضرب في* الجزائر طلبا للرزق الحلال،* ليعف نفسه ويعيل أهله*.. ولكن الفاسدين في* أنفسهم المفسدين لغيرهم بأخذ الرشوة وأكل الربا والتآمر على الشرفاء ضيقوا عليه الجزائر بما رحبت،* فاضطر إلى مغادرتها إلى حيث الجو أنقى،* والتعامل أكثر شفافية،* فاختار منطقة الخليج،* الذي* كان عربيا،* وهو الآن* - كما* يقول حافظ إبراهيم* - "كثوب ضم سبعين رقعة مشكّلة الألوان مختلفات*".
جاء هذا الشاب إلى الجزائر في* عيد الأضحى المبارك،* ليصل رحمه،* ويلتقي* صحبه،* ويكحل عينيه برؤية وطنه،* ويملأ رئتيه بهواء بلده رغم تلوثه،* ويطفئ شوقه،* فاتصل بي* هاتفيا مهنئا بالعيد،* سائلا عن* "الأهوال*" - أي* الأحوال* - بلسان إخوتنا السودانيين،* وآخذا موعدا للزيارة*..
بعد التهنئة بسلامة العودة،* وبالعيد،* قلت له*: إنني* أسمع أحيانا في* قنوات دولة الإمارات أنشودة تقول*: "إماراتي* وأفتخر*".
أكد لي* وجود تلك الأنشودة التي* تشير إلى ماوصل إليه الخليجيون من رُفَهنِيّة في* العيش،* وقال لي* سأروي* لك طرفة تخفف عنك بعض ما تعانيه من رؤية تلك الوجوه التي* عليها* غبرة،* ترهقها قترة* .. بعض ما* يصكّ* أذنيك من كلمات* "ليست كالكلمات*"،* هُجنة،* وبشاعة*..
قال ذلك الشاب* "الأمين*": كان مجموعة من الشبان الخليجيون* ينشدون أنشودة*" إماراتي* وأفتخر*" وكان معهم شاب جزائري،* فلما انتهوا رفع عقيرته قائلا*: "جزائري* وأنتحر*"..
ضحكنا على الطرفة،* ثم استعرضنا أوضاع الجزائر،* فرأينا أنها لا تسر الناظرين،* ولا تفرح السامعين،* فـ"ولي* الأمر عندنا*" مريض،* وقديما قال الإمام الإبراهيمي*: "كلام المريض مريض*"،* ومؤسساتنا السياسية كالجثث المحنطة تثبتها الأشباح وتنفيها الأرواح،* واقتصادنا أصحّ* منه المصاب بمرض* "هشاشة العظام*"،* ومنظومتنا التربوية* ينطبق عليها قول الشيخ أحمد توفيق المدني* "العلم الجاهل*"،* وأوضاعنا الاجتماعية* "أوهن من بيت العنكبوت*".. وصار بعضنا* يضرب رقاب بعض،* وعجز* "كبراؤنا*" أن* يطفئوا* "هُوشة*" في* غرداية،* وصارت رمزنا* "جبهة التحرير*" التي* أعطيناها عهدا* "يلعب*" بها الكبار في* العمر،* الصغار في* العقل،* وبعدما نقل مجاهدوها الثورة إلى شوارع باريس؛ صارت* "نوائبها*" المسنّدة ترتعد خوفا من مناقشة* "جرائم فرنسا*" فيما* يسمى* "بالمجلس الشعبي* الوطني*" على لغة ما تسمى*.. وأما الأخلاق فقد صارت كأطلال خولة تلوح كباقي* الوشم في* ظاهر اليد*.
إنه ليحزنني* أن تكون هذه هي* لهجتي* في* الذكرى الستين لإعلان جهادنا،* وعلينا أن نستعد لقيام الساعة،* فقد جاء أشراطها،* حيث وُسّد الأمر لغير أهله*.
سعى هذا الشاب وضرب في* الجزائر طلبا للرزق الحلال،* ليعف نفسه ويعيل أهله*.. ولكن الفاسدين في* أنفسهم المفسدين لغيرهم بأخذ الرشوة وأكل الربا والتآمر على الشرفاء ضيقوا عليه الجزائر بما رحبت،* فاضطر إلى مغادرتها إلى حيث الجو أنقى،* والتعامل أكثر شفافية،* فاختار منطقة الخليج،* الذي* كان عربيا،* وهو الآن* - كما* يقول حافظ إبراهيم* - "كثوب ضم سبعين رقعة مشكّلة الألوان مختلفات*".
جاء هذا الشاب إلى الجزائر في* عيد الأضحى المبارك،* ليصل رحمه،* ويلتقي* صحبه،* ويكحل عينيه برؤية وطنه،* ويملأ رئتيه بهواء بلده رغم تلوثه،* ويطفئ شوقه،* فاتصل بي* هاتفيا مهنئا بالعيد،* سائلا عن* "الأهوال*" - أي* الأحوال* - بلسان إخوتنا السودانيين،* وآخذا موعدا للزيارة*..
بعد التهنئة بسلامة العودة،* وبالعيد،* قلت له*: إنني* أسمع أحيانا في* قنوات دولة الإمارات أنشودة تقول*: "إماراتي* وأفتخر*".
أكد لي* وجود تلك الأنشودة التي* تشير إلى ماوصل إليه الخليجيون من رُفَهنِيّة في* العيش،* وقال لي* سأروي* لك طرفة تخفف عنك بعض ما تعانيه من رؤية تلك الوجوه التي* عليها* غبرة،* ترهقها قترة* .. بعض ما* يصكّ* أذنيك من كلمات* "ليست كالكلمات*"،* هُجنة،* وبشاعة*..
قال ذلك الشاب* "الأمين*": كان مجموعة من الشبان الخليجيون* ينشدون أنشودة*" إماراتي* وأفتخر*" وكان معهم شاب جزائري،* فلما انتهوا رفع عقيرته قائلا*: "جزائري* وأنتحر*"..
ضحكنا على الطرفة،* ثم استعرضنا أوضاع الجزائر،* فرأينا أنها لا تسر الناظرين،* ولا تفرح السامعين،* فـ"ولي* الأمر عندنا*" مريض،* وقديما قال الإمام الإبراهيمي*: "كلام المريض مريض*"،* ومؤسساتنا السياسية كالجثث المحنطة تثبتها الأشباح وتنفيها الأرواح،* واقتصادنا أصحّ* منه المصاب بمرض* "هشاشة العظام*"،* ومنظومتنا التربوية* ينطبق عليها قول الشيخ أحمد توفيق المدني* "العلم الجاهل*"،* وأوضاعنا الاجتماعية* "أوهن من بيت العنكبوت*".. وصار بعضنا* يضرب رقاب بعض،* وعجز* "كبراؤنا*" أن* يطفئوا* "هُوشة*" في* غرداية،* وصارت رمزنا* "جبهة التحرير*" التي* أعطيناها عهدا* "يلعب*" بها الكبار في* العمر،* الصغار في* العقل،* وبعدما نقل مجاهدوها الثورة إلى شوارع باريس؛ صارت* "نوائبها*" المسنّدة ترتعد خوفا من مناقشة* "جرائم فرنسا*" فيما* يسمى* "بالمجلس الشعبي* الوطني*" على لغة ما تسمى*.. وأما الأخلاق فقد صارت كأطلال خولة تلوح كباقي* الوشم في* ظاهر اليد*.
إنه ليحزنني* أن تكون هذه هي* لهجتي* في* الذكرى الستين لإعلان جهادنا،* وعلينا أن نستعد لقيام الساعة،* فقد جاء أشراطها،* حيث وُسّد الأمر لغير أهله*.