الفرد هو أساس البناء. كل بناء أو منظومة يتكون من ذرات ووحدات مستقلة بذاتها، تسخر طاقاتها وإمكانياتها الحيوية لتحقيق الجمال والكمال، والتكامل مع الذرات والوحدات الأخرى في جزيئة أو مركب أو منظومة أو بناء أو مجتمع أو مؤسسة، قائمة على التنسيق والتعاون والاتفاق. فالأولوية في البناء والمجتمع والصيرورة التاريخية انما هي مدينة للفرد، وليس للجماعة. الذات المبدعة والعقل المبدع والنفس المبدعة هي المؤسسة للفكر والنظرية والقيم التي تتلقفها الجماعة، كسلع ناجزة جاهزة للاستعمال والاستثمار للحصول على منافع متوالدة. كلّ مفردة أو ذرة أو جزيئة في الحياة الراهنة، هي في الأصل، ثمرة جهد فردي، فكر فردي، معاناة نفس فرد، تهيؤات ونبوءة فرد. وكثير من تينك الأفكار والمعالم لقيت من الاستهجان والعسف زماناً قبل ادراك منافعها والاعتراف بفضائلها على سابقاتها. فالتطور، أو الحياة الانسانية، قادرة على التجدد والازدهار بقدر تمتع الفرد في ممارسة حياته الشخصية واستثمار طاقاته وامكانياته الفردية المتنوعة، لخدمة المجرى العام للتطور والأنسنة. وعندما تكون الحياة المعاصرة مدينة بنسبة عظيمة لابتكارات المدنية الغربية، واقتصار مجتمعات الجنوب على الاستهلاك، فالعامل الرئيسي هو فضاء القيم الفردية للمجتمع الغربي، مقابل استمرار مبادئ القطيع في مجتمعات الشرق، التي ترى في الفردية زيغاً عن الجماعة، ومخالفة اجتماعية ودينية وسياسية