- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 110
عبد العالي* رزاقي

- 2014/11/13 -
ما* يقوم به حزب جبهة القوى الاشتراكية من لقاءات ثنائية مع الأحزاب والشخصيات الوطنية لا* يختلف في* جوهره وشكله عمّا قام به أحمد أويحيى من المشاورات باسم الرئيس لتعديل الدستور مع الأحزاب الممثَّلة وغير الممثلة في* البرلمان أو المجالس الشعبية ومع ما* يسمى بـ"الشخصيات الوطنية*". ويعد هذان الحواران مجرد استنساخ لتجربة لجنة الحوار الوطني* التي* بدأت في* عهد علي* كافي* بقيادة* يوسف الخطيب وتكرّرت في* صيف* 2012* بإشراف عبد القادر بن صالح،* وإذا كانت الأولى قد جاءت باليمين زروال رئيساً* فإن الثانية لم تنجب حتى* *"دستورا مشوها*"،* أما الثالثة فقد بدأت بتقسيم المقسّم* فحزب* "حمس*" الذي* حوّلته السلطة إلى ثلاثة أحزاب ها هو حزب* *"الدا حسين*" يقسّمه مرة أخرى،* فما هي* إستراتيجية السلطة للحفاظ على استمراريتها في* الحكم؟ وما هي* إستراتيجية المعارضة لإسقاطها؟*.
سقوط الأحزاب أم الزعامات؟
لا أحد* ينكر الدور الذي* لعبه الزعيم آيت أحمد في* كشف عورات السلطة عندما رفض الالتحاق بها رئيسا عام* 1992،* أو عِبر امتناعه عن المشاركة في* الحكم منذ* 1963* لغاية* 2014* حيث تنازل عن رئاسة الحزب فاحتضنته السلطة ليقوم بدور الوساطة بينها وبين بقية الأحزاب ظنا منها أنه قادر على القيام بهذا الدور متجاهلة الحقيقة التي* تقول إن هناك فرقا شاسعا بين حسين آيت أحمد كأحد رموز الثورة الجزائرية والحزب الذي* قاده* 51* سنة معارضا للنظام القائم،* فالحزب دون زعامته لا* يذهب بعيدا،* لأنه استهلك معظم إطاراته الحزبية ولم* يبق سوى الهيكل،* فهل* يستطيع من خلال المشاورات التي* يقوم بها مع الأحزاب أن* يعيد تموقعه في* الساحة السياسية؟*.
** يعتقد الكثير بأن الجزائر أصبحت بمنأى عن التغيير وهو اعتقادٌ* لا* يخلو من مغالطة؛ فالتغيير سنة الحياة والطبيعة ترفض الفراغ* الذي* تعانيه السلطة بسبب الفوضى في* تسيير الشأن العام وهي* تخاطب الشعب عبر الرسائل أو الوسطاء من المعارضة الموالية لها،* لأن المعارضة الحقيقية لم تنزل بعد إلى الشارع*.
أغلب الأحزاب التي* كبرت بفضل قياداتها تحوّلت إلى* *"حزيبات*" ومعظم الأحزاب التي* أنشأتها السلطة باتت خطرا عليها لأنها اكتشفت سرّ* قوتها وضعفها وأساليب إضفاء المصداقية على طرق التزوير وتضليل الرأي* العام،* فهي* لا تملك القدرة على* "لمّ* شمل قياداتها*" إلاّ* من خلال تعيينها في* مناصب تنفيذية،* فقوّتها لا تُستمد من قواعدها ولا من ممثليها في* البرلمان أو المجالس الشعبية وإنما في* الرجل الذي* ساندته ليكون رئيسا أو الجهة التي* أمرتها بذلك،* وما دامت* غير قادرة على* *"لقائه*" أو* "لقاء المقربين منه*" أو معرفة ما* ينوي* أصحاب القرار عمله أو من سيخلفه في* المنصب،* فقد تاهت بين الأجنحة المتصارعة وهي* تستجدي* جناحا من الأجنحة ليغطيها حتى تحافظ على تماسك قياداتها*.
ما حدث للتجمع الوطني* الديمقراطي* بعد الإطاحة بزعيمه أحمد أويحيى وتعيين عبد القادر بن صالح على رأسه* يحدث حاليا لجبهة التحرير الوطني* التي* يظن البعض أن أمناءها العامّين بإمكانهم الاستيلاء عليها والترشح باسمها في* الانتخابات الرئاسية المحتملة خلال العام القادم متجاهلين ما وقع لأمينها العام علي* بن فليس حين أعلن عن ترشحه باسمها لرئاسيات* 2004* *.
تراهن الأحزاب الإسلامية في* الجزائر على مستقبل تونس فإذا نجحت* "النهضة*" في* دعم مرشح* غير محسوب على النظام السابق،* فإن ذلك سيكون لفائدة الجبهات الإسلامية في* الجزائر لأنه* يؤكد قوتها في* الشارع العربي،* وتراهن الأحزاب اللائكية على سقوطها وعلى النظام المصري،* فإذا نجح في* القضاء على الإخوان المسلمين وأطال في* عمره فإن ذلك سيكون لصالحها،* وتراهن سلطات معظم الأنظمة العربية التي* لم تشملها رياح* "الربيع العربي*" على انهيار* "الثورات العربية*" وعودة الشرعية لبقايا الأنظمة السابقة في* كل من ليبيا وتونس واليمن ومصر،* لكنّ* الرهان الحقيقي* ليس في* نجاح* "الربيع العربي*" أو فشله وإنما في* قدرة الأقطار العربية على مقاومة الإستراتيجية الغربية الجديدة في* تقسيم بلداننا تحت شعار* "مكافحة الدولة الإسلامية*".
التماس مع الخط الأحمر*
يعتقد الكثير بأن الجزائر أصبحت بمنأى عن التغيير وهو اعتقادٌ* لا* يخلو من مغالطة؛ فالتغيير سنة الحياة والطبيعة ترفض الفراغ* الذي* تعانيه السلطة بسبب الفوضى في* تسيير الشأن العام وهي* تخاطب الشعب عبر الرسائل أو الوسطاء من المعارضة الموالية لها،* لأن المعارضة الحقيقية لم تنزل بعد إلى الشارع لتعبئة المواطنين لمواجهة أي* خطر* يهدد وحدة البلاد والعباد*.
** المؤكد أن خطاب السلطة في* بلادنا لا* يختلف عن خطاب المعارضة التي* صار نصفها الأول في* خدمة السلطة وتغطية فشلها ومحاولة لعب دور الوسيط بينها وبين المعارضة الراديكالية والكل* يعيش في* الماضي* ويخاطب الحاضر ولا* يفكر في* المستقبل*.
لم تحترم السلطة تعهداتها بالإصلاحات ولم تف بوعودها المتعلقة بتعديل الدستور،* وبعض وزرائها صاروا* يتصرفون في* قطاعاتهم وكأنها مملكة لهم،* فعندما* يعلن وزير بأنه سحب قانوناً* صوّت عليه البرلمان حتى لا* يتعامل به،* فهذا مؤشر على عدم احترام مؤسسات الدولة*.
سلطة شاغرة وحكومة تنتقل من مشروع سياسة* "فيفتي*- فيفتي*" إلى سياسة* "الكل رابح*_* رابح*" في* علاقتها مع فرنسا،* وهي* تدرك أن شعبية فرانسوا هولاند لم تعد تسمح له بالترشح لعهدة ثانية ما لم* ينجح في* تقليص البطالة وإنقاذ فرنسا من الإفلاس فهل تنقذ السلطة الجزائرية نظيرتها الفرنسية حتى لا تكون نهايتها مثل نهاية نيكولا ساركوزي؟*.
المؤكد أن خطاب السلطة في* بلادنا لا* يختلف عن خطاب المعارضة التي* صار نصفها الأول في* خدمة السلطة وتغطية فشلها ومحاولة لعب دور الوسيط بينها وبين المعارضة الراديكالية والكل* يعيش في* الماضي* ويخاطب الحاضر ولا* يفكر في* المستقبل،* والنصف الثاني* يعتبر أن مستقبل البلاد صار مرهونا بإحداث التغيير،* والتغيير المرتقب لن* يكون عبر الشارع أو ما* يسمى بالعنف وإسقاط السلطة بقوة الجماهير وإنما* يكون من داخلها،* فـ"التماس*" بات* يقلق أصحاب الحل والعقد حتى صاروا* يتصدون لبعضهم البعض ويقلمون أظافر بعضهم البعض*.
وما دام الصراع قد أصبح في* هرم السلطة فإن الانفجار* غير مستبعد وضحيته لن* يكون الشعب وإنما* "الزمر*" التي* تحمي* الفساد والمفسدين؟*.
لا شك أن رموز الحكم القادم ستجد نفسها عارية عندما* يسقط القناع عمّن* يريد الوصول إلى السلطة بأي* ثمن في* صراعه مع من هم في* السلطة حاليا،* فهل تبقى النخب على الهامش أم تصير وقوده؟*.