كوريا الجنوبية إحدى الدول الكبرى في مجال التصنيع، بدأت باستيراد أول فرن للصهر من فرنسا عن طريق شراكة مع شركة رون بولونك Rhône-poulenc، ثم استوردت ثاني فرن لها من اليابان، أما ثالث فرن فقد كان صناعة كورية تامة.
اليابان كان قبل سنة 1975 لا يعرف سوى استيراد التكنولوجيا، ولكنه تحوّل بعد هذا التاريخ إلى مصدر لإنتاج أرقى أنواع التكنولوجيات، وكذا فعلت الصين وسنغافورة والهند وتفعل الآن البرازيل وجنوب إفريقيا.
دول كانت ومازالت لها استراتيجياتٌ في مجال التصنيع أقامتها على قاعدتين أساسيتين:
ـ الأولى أنها انتقلت من سياسة ال***** في اليد إلى سياسة المنتوج في اليد إلى سياسة السوق في اليد، بسرعة فائقة.
ـ الثانية أنها واكبت نقل التكنولوجيا ببحث علمي ملائم، حيث ربطت الجامعات ومراكز البحث بما كانت تنقل من تكنولوجيا لكي تتحول بسرعة من النقل إلى الإبداع إلى التحكم في السوق.
وهكذا أصبحت لها صناعتها المستقلة، وتمكنت جميعها من الالتحاق بالركب والتفوق بعد أن كانت تعدّ ضمن الدول الزراعية بامتياز...
المسألة إذن لا تكمن في كوننا نقلنا أول مصنع فرنسي إلى الجزائر لإنتاج أول سيارة في بلادنا، إنما في نوعية الإستراتيجية التي نعتمد في هذا المجال.
هل نحن مثل الآسيويين الذين أثبتوا قدرتهم على الالتحاق والتفوّق، أم أننا لم نخرج بعد من مرحلة ال***** في اليد بصيغة أخرى؟
يبدو أننا خلافا لليابانيين الذين كانوا يمنعون المصدّرين الأوربيين من أسواقهم لكي يبقى السوق في اليد، اشترط علينا الفرنسيون أن يكون السوق في أيديهم: لا مكان لمنافستهم في إفريقيا أو في أي مكان آخر. وخلافا للآسيويين الآخرين الذين تزامن نقلهم للتكنولوجيا مع تطوير البحث العلمي في كل المجالات، لم نسمع نحن عن مواكبة هذه الصناعة الوافدة بمخططات في مجال البحث العلمي في قطاع الصناعات الميكانيكية لنتمكن بعد المصنع الثاني من أن تكون المصنع الثالث حقيقة جزائرية بالتمام كما كان فرن الصهر الثالث كوريا بالتمام والكمال.
ينبغي أن ننظر لإنتاج السيارة الفرنسية في الجزائر من هذه الزاوية. ونطرح السؤال التالي: هل تصنيعها بهذا الشكل يدخل ضمن رؤية وطنية مخلصة للتصنيع بعيدة المدى تسمح باتساع مساحة الأمل في هذا القطاع؟ أم هو مجرد وهم كاذب تنفيذا لاستراتيجة غير وطنية يعرف الفرنسيون وحدهم مصيرها تدفعنا باتجاه اليأس من نهضة صناعية مستقلة وتقتل ذلك الحلم فينا بأن نصبح مثل شعوب أقصى الشرق التي كانت مثلنا ذات يوم وتحررت مما كانت فيه؟
منقول عن الشروق اليومي
اليابان كان قبل سنة 1975 لا يعرف سوى استيراد التكنولوجيا، ولكنه تحوّل بعد هذا التاريخ إلى مصدر لإنتاج أرقى أنواع التكنولوجيات، وكذا فعلت الصين وسنغافورة والهند وتفعل الآن البرازيل وجنوب إفريقيا.
دول كانت ومازالت لها استراتيجياتٌ في مجال التصنيع أقامتها على قاعدتين أساسيتين:
ـ الأولى أنها انتقلت من سياسة ال***** في اليد إلى سياسة المنتوج في اليد إلى سياسة السوق في اليد، بسرعة فائقة.
ـ الثانية أنها واكبت نقل التكنولوجيا ببحث علمي ملائم، حيث ربطت الجامعات ومراكز البحث بما كانت تنقل من تكنولوجيا لكي تتحول بسرعة من النقل إلى الإبداع إلى التحكم في السوق.
وهكذا أصبحت لها صناعتها المستقلة، وتمكنت جميعها من الالتحاق بالركب والتفوق بعد أن كانت تعدّ ضمن الدول الزراعية بامتياز...
المسألة إذن لا تكمن في كوننا نقلنا أول مصنع فرنسي إلى الجزائر لإنتاج أول سيارة في بلادنا، إنما في نوعية الإستراتيجية التي نعتمد في هذا المجال.
هل نحن مثل الآسيويين الذين أثبتوا قدرتهم على الالتحاق والتفوّق، أم أننا لم نخرج بعد من مرحلة ال***** في اليد بصيغة أخرى؟
يبدو أننا خلافا لليابانيين الذين كانوا يمنعون المصدّرين الأوربيين من أسواقهم لكي يبقى السوق في اليد، اشترط علينا الفرنسيون أن يكون السوق في أيديهم: لا مكان لمنافستهم في إفريقيا أو في أي مكان آخر. وخلافا للآسيويين الآخرين الذين تزامن نقلهم للتكنولوجيا مع تطوير البحث العلمي في كل المجالات، لم نسمع نحن عن مواكبة هذه الصناعة الوافدة بمخططات في مجال البحث العلمي في قطاع الصناعات الميكانيكية لنتمكن بعد المصنع الثاني من أن تكون المصنع الثالث حقيقة جزائرية بالتمام كما كان فرن الصهر الثالث كوريا بالتمام والكمال.
ينبغي أن ننظر لإنتاج السيارة الفرنسية في الجزائر من هذه الزاوية. ونطرح السؤال التالي: هل تصنيعها بهذا الشكل يدخل ضمن رؤية وطنية مخلصة للتصنيع بعيدة المدى تسمح باتساع مساحة الأمل في هذا القطاع؟ أم هو مجرد وهم كاذب تنفيذا لاستراتيجة غير وطنية يعرف الفرنسيون وحدهم مصيرها تدفعنا باتجاه اليأس من نهضة صناعية مستقلة وتقتل ذلك الحلم فينا بأن نصبح مثل شعوب أقصى الشرق التي كانت مثلنا ذات يوم وتحررت مما كانت فيه؟
منقول عن الشروق اليومي