فضائح العلمانية
مقدمة
يَا لاَبِسًا بِالزُّورِ وَالبُهْتَـــــــــانِ -----ثَوْبَ الحَدَاثَةِ دُونَ مَا بُرْهَــــانِ
إِنَّ الدَّعَاوَى فِي الحِجَا مُحْتَاجَةٌ ----- لِدَلِيلَ يُثْبِتُ مَتْنَهَا بِبَيَـــــــــــــانِ
هَذِي البَلِيَةُ كَاسْمِهَا قَدْ أُحْدِثَـــتْ ----- بِدْعًا مِنَ الأَهْوَاءِ فِي الأَدْيَــــانِ
زَعَمُوا بِأَنَّ عُقُولَهُمْ قَدْ أَدْرَكَــتْ ----- مَا غَابَ عَنْ إِنْسٍ وَعَنْ شَيْطَانِ
وَرَأَوْا بِأَنَّ النَّاسَ عَاشُوا قَبْلَهُـمْ ----- حِقَبًا مِنَ الإضْلاَلِ وَالخُرْصَــانِ
جَهِلُوا بِأَنَّ القَوْلَ قَوْلُ شُيُوخِهِـمْ ----- فِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ مَعْ هَامَــانِ
بَلْ قَوْلُ قَارُونَ الّذِي مِنْ غَيِّـــهِ ----- قَدْ كَانَ يُنْكِرُ نِعْمَةَ الرَّحْمَــــــانِ
وأَخِ ثَمُودَ إِذَا تَذَاكَرْتَ الـــوَرَى ----- شَرُّ الخَلِيقَةِ قَاتِلِ الحَيَـــــــــوَانِ
وَجَمِيعِ مَنْ عَادَى الإِلهَ وَحِزْبَـهُ ----- مِنْ كُلِّ أَلْفَيْنِ تَحَاشَى اثْنَــــــانِ
إِبْلِيسُ مَنْ سَارَ الأُولَى بِطَرِيقِـهِ ----- فَسَقَاهُمُ الغِسْلِينَ فِي النِّيـــــرَانِ
فَاللهَ أَرْجُوا أَنْ يُبَلِّغَنِي الّــــــذِي ----- أَصْبُوا بِفَضْحِهِمُ مَدَى الأَزْمَـانِ
وَيُعِينَنِي بِالقَوْلِ بَعْدَ الفِعْلِ فِــــي ----- حَرْبِ الأَرَاذِلِ أُمَّةَ الخِـــــذْلاَنِ
فصل
في بيان بعض أسمائهم
وَسَمُوا طَرِيقَتَهُمْ بِوَصْفٍ زَائِفٍ ----- وَتَسَمَّى سَالِكُهَا الفَتَى العِلْمَــانِي
لاَ نِسْبَةً لِلعِلْمِ حَاشَا العِلْــــــمَ لاَ ----- بَلْ زُورَ قَوْلٍ وَاصْطِلاَحَ مَعَـانِ
أَوْ قَالُوا ذِي عَصْرِيةٌ وَحَضَارَةٌ ----- كَلاَّ وَرَبِّ العَرْشِ ذِي الإِحْسَانِ
كُلُّ العُصُورِ وَإِنْ تَعَاظَمَ شَرُّهَا ----- لاَبُدَّ يَعْلُوهَا صَدَى الإيمَــــــــانِ
وَحَضَارَةٌ لاَ دِينَ فِيهَا جَهَالَـــــةٌ ----- وَزَخَارِفُ الدُّنْيَا حُطَامٌ فَــــــانِ
وَتَقَدُّمٌ زَعَمُوا وَلَكِنْ صَوْبَ مَـــا ---- يُرْدِي بِدِينِ السَّالِكِ الوَلْهَــــــانِ
وَتَخَلُّفٌ يَهْوِي بِعَقْلِ المَرْءِ سَـلْ ---- عَنْ فِكْرِهِمْ فِي غَابِرِ الأَزْمَـــانِ
وَتَحَرُّرًا رَامُوا بِكُلِّ طَرِيقَـــــــةٍ ----- مِنْ شِرْعَةِ الأَبْطَالِ وَالفُرْسَــانِ
لَمَّا أَحَسُّوا هَامَهُمْ مَشْـــــــــدُودَةً ----- لِسَفَاسِفِ الأَخْلاَقِ كَالجِــــرْذَانِ
وَحَدَاثَةٌ قَالُوا فَقُلْتُ دِيَاثَـــــــــــةٌ ----- لَمَّا تَسَاوَى البَعْلُ لِلنِّسْـــــــــوَانِ
مَدَنِيَةٌ هَذِي؟ فَأَيُّ مَدِينَــــــــــــةٍ ----- تَأْوِي فِرَاخَ النَّسْرِ وَالغِرْبَــــــانِ
ذِي غَابَةٌ لَوْ قَدْ تَبَصَّرْتُمْ بِهَـــــا ----- أَبْنَاءَ وَحْشٍ لَمْ يَكُنْ بِمَكَـــــــــانِ
بَلْ فِيهِم العَنْقَاءُ وَالغُولُ الّتِــــي ----- أَضْحَتْ أَسَاطِيرًا تُرَى بِعَيَــــانِ
فصل
في نشأة هذا المذهب الخبيث
لَمَّا رَأَى الأَقْوَامُ ظُلْمَ كَنِيسَــــــةٍ ----- حَكَمُوا عَلَى الأَدْيَانِ بِالطُّغْيَــــانِ
ثُمَّ اسْتَعَانُوا بِالمُؤَرِّخِ نَجْــــــــدَةً ----- فَحَكَى لَهُمْ عَنْ غَابِرِ البُلْــــــدَانِ
عَنْ حِقْبَةٍ لِلرُّومِ كَانَتْ حَسْبَهُـــمْ ---- أَزْهَى زَمَانٍ عَاشَه الحَيَّـــــــــانِ
وَحَضَارَةُ الإِغْرِيقِ فِيهَا مَخَارِجٌ ----- مِنْ ظُلْمَةِ العَصْرِ الكَئِيبِ العَانِـي
وَتَبَصَّرُوا حُكْمَ الشُّعُوبِ وَدَوْلَـةً ----- للِعَدْلِ فِيهَا صُورَةٌ بِمَعَــــــــــــانِ
فَتَيَمَّمُوا صَوْبَ السَّرَابِ وَأَيْقَنُوا ----- أَنَّ الخَلاَصَ بِصُحْبَةِ الرُّكْبَـــــانِ
تَبِعُوهُمُ فِي سَيْرِهِمْ وَتَيَمَّمُــــــوا ----- شَرَكَ العَدُوِّ فَكَانَ بِالأَحْضَــــــانِ
فصل
في عقيدتهم وقول الفرقة الأولى منهم
قَالَ المُقَدَّمُ وَالمُبَجَّلُ فِيهِــــــــــمُ ----- لاَ رَبَّ خَلاَّقٌ لِذِي الأَكْــــــــوَانِ
وَالكُلُّ مَوْجُودٌ بِمَحْضِ تَصَادُفٍ ----- أَوْ بِانْتِخَابِ الأَرْضِ لِلسُكَّــــــانِ
وَجَمِيعُ مَا يَجْرِي فَحُكْمُ طَبِيعَــةٍ ----- فَهِيَ المُدَبِّرُ حِكْمَةَ الحَدَثَــــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أَغْرَقَ رَبُّنَـــا ----- أَعْدَاءَ نُوحٍ لَيْلَةَ الطُّوفَـــــــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَخْبَرَ صَالِـــحٌ ----- عَنْ نَاقَةِ الأَرْزَاقِ وَالرِّضْــــوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ صَاعِقَةِ الوَرَى ----- مِنْ قَوْمِ عَادٍ سَاكِنِي الوِدْيَـــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حَالَ مَصْرَعِ مَدْيَـنٍ ----- وَهَلاَكِ كِسْرَى صَاحِبِ الإيوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَمْطَرَت السَّمَاء ----- صَخْرًا عَلَى لُوطِيَّةِ الذُّكْــــرَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أُلْقِيَ سُجَّـــــدًا ----- مَنْ كَادَ مُوسَى فِي فِنَا الثُّعْبَـــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَبْرَأَ رَبُّنَــــــــا ----- بِيَدِ المَسِيحِ جَمَاعَةَ العُمْيَـــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ شُقَّ البَدْرُ عَنْ ----- أَمْرِ الرَّسُولِ المُصْطَفَى العَدْنَانِي
فصل
في قول الفرقة الثانية
وَأَخُوهُ لَمْ يُنْكِرْ وُجُودَ إِلَهِنَـــــــا ----- بَلْ أَنْكَرَ التَّشْرِيعَ لِلدَيَّــــــــــــانِ
وَرَأَى بِأَنَّ الشَّرْعَ يَلْزَمُ أَهْلَــــهُ ----- فِي الدِّيرِ أَوْ فِي مَسْجِدِ البُنْيَـــانِ
لاَ دَخْلَ لِلرَّحْمَانِ فِي حُكْــمٍ وَلاَ ----- فِي دَوْلَةٍ أَوْ فِي قَضَا الأَقْــــرَانِ
لاَ فِي اقْتْصَادٍ أَوْ سِيَاسَةِ أُمَّـــــةٍ ----- فَالكُلُّ مَتْرُوكٌ لِذِي السُّلْطَــــــانِ
هَلْ أَدْرَكَ المَخْبُولُ أَنَّ الكَوْنَ فِي ----- مُلْكِ الإِلَهِ الوَاحِدِ الدَّيَـــــــــــانِ
وَالأَرْضُ أَرْضُ اللهِ يُورِثُهَا الّذِي ----- يَرْضَى مِنَ الإِفْرَنْجِ وَالعُرْبَانِ
لاَ رَبَّ يُصْلِحُ شَأْنَهَا غَيْرَ الّـذِي ----- أَرْسَى رَوَاسِيهَا بِذَا الإِتْقَــــــانِ
أَتُرَاهُ يَجْهَلُ رُشْدَهَا وَصَلاَحَهَــا ----- وَهُوَ العَلِيمُ بِعِلَّةِ الأَبْـــــــــــدَانِ
فصل
في قول الفرقة الثالثة
وَالثَّالِثُ المِسْكِينُ فَاخْتَارَ الّــذِي ----- قَدْ خَالَفَ المَعْقُولَ فِي الأَذْهَــانِ
فَالدِّينُ كُلُّ الدِّينِ يَصْلُحُ مَسْلَكًــا ----- لِلرَّاغِبِينَ بِمَنْهَجٍ رُوحَانِـــــــــي
فَتَسَاوَى فِي ذَاكَ المُوَحِّدُ وَالّـذِي ----- عَبَدَ الصَّلِيبَ وَعَابِدُ الأَوْثَـــــانِ
وَدَعَا الخَبِيثُ إِلَى التَّسَامُحِ مَـرَّةً ----- وَإِلَى التَّآخِي فِي مَقَامٍ ثَــــــــانِ
وَلَقَدْ دَعَا لِلجَمْعِ بَيْنَ الكُلِّ فِــــي ----- دِينٍ جَدِيدٍ لَيْسَ بِالإمْكَــــــــــانِ
فَمَتَى تَآخَى المَاءُ وَالنِّيرَانُ فِـي ----- بَطْنِ الإِنَاءِ فَسَوْفَ يَجْتَمِعَـــــانِ
لاَ يُجْمَعُ الضِّدَّانِ فِي وَضْـٍع وَلاَ ----- يَتَنَاطَحُ العَنْزَانِ فِي ذَا الشَّـــانِ
فصل
في شريعة القوم
قَدْ أَنْكَرَ الفُسَّاقُ شِرْعَةَ أَحْمَــــدٍ ----- وَطَرِيقَةَ المَبْعُوثِ بِالقُـــــــــــرْآنِ
وَتَنَكَّرُوا التَوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مَــعْ ----- زَابُورِنَا المَخْطُوطِ بِالعِبْرَانِــــــي
ضَلَّ المُوَحِّدُ وَالمُثَلِّثُ عِنْدَهُـْـــم ----- وَأَخُ اليَهُودِ كَذَاكَ وَالنَّصْرَانِـــــي
لاَ يَسْجُدُونَ وَلاَ يُزَكِّي القَوْمُ بَـْل ----- لاَ صَوْمَ عِنْدَهُمُ وَلاَ الحَجَّــــــــانِ
صَدَقَاتُهُمْ لاَبُدَّ فِيهَا مِنْ رِيَــــــــا ----- حَتَّى يَغُرُّوا النَّاسَ بِالإِحْسَــــــانِ
وَجِهَادُهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ وَسَمَائِهِمْ ----- وَمَغَانِمٌ تُجْبَى وَمَدْحُ فُــــــــــــلاَنِ
لاَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالمَعْرُوفِ لاَ ----- وَالنَّهْيُ عِنْدَهُمُ فَذُوا نُكْــــــــــرَانِ
فَالنَّاسُ أَحْرَارٌ إِذَا لَمْ يَخْرِمُــــوا ----- حُرِّيَةً أُخْرَى بِذَا العِصْيَــــــــــانِ
شَهَوَاتُهُمْ مَتْبُوعَةٌ وَمُطَاعَــــــــةٌ ----- أَهْوَاؤُهُمْ فِي الحِلِّ وَالِحْرَمــــــانِ
مَعْبُودُهُمْ قَانُونُهُمْ وَنِظَامُهُــــــــمْ ----- أَعْرَافُهُمْ وَشَرَائِعُ اليُونَــــــــــــانِ
قِصَصُ الأَوَائِلِ وَالأَحَاجِي مَرَّةً ----- وَمَلاَحِمُ الوِنْدَالِ وَالرُّومَــــــــــانِ
بَلْ يَاسِقُ الأَتْرَاكِ خَيْرُ كِتَابَــــةٍ ----- تَرْوِي شَرَائِعَهُمْ لِذِي العِرْفَــــــانِ
فصل
في السيّاسة
حَدُّ السِّيَاسَةِ فِيهِمُ وَنِصَابُهَــــــــا ----- أَنْ يُشْرَكَ المَخْلُوقُ فِي التِّبْيَــــانِ
إِمَّا بِحُكْمٍ أَوْ بِتَفْوِيضٍ كَــــــــــذَا ----- أَوْ بِانْتِخَابِ مُشَرِّع ٍخَـــــــــــوَّانِ
وَتَحَزَّبُوا لَمَّا رَأَوْا أَفْكَارَهُــــــــمْ ----- شَتَّى وَرَأْيَهُمُ فَلَيْسَ بِـــــــــــــدَانِ
وَتَحَاكَمُوا لِلغَاِلبِيَةِ مَــــــــــــــرَّةً ----- وَتَقَاسَمُوا الأَدْوَارَ طَوْرًا ثَـــــــانِ
وَالرَّأْيُ فِيهِمْ لِلمُسَيْطِـــــــرِ أَوَّلاً ----- وَالجَمْعُ يُرْجَى إِنْ بَغَى الخَصْمَانِ
أَقْوَالُ صُنْدُوقٍ تُرَجِّحُ تَــــــــارَةً ----- بَيْنَ القَرَائِنِ قِسْمَةَ الخُرْصَــــــانِ
فصل
في الاقتصاد و التجارة
وَعَنِ التِّجَارَةِ إِنْ تَسَلْنِي فَكُلُّ مَـا ----- تَبْغِي مِنَ الأَرْجَاسِ فِي الدُّكَّــــانِ
مَا أَهْلُ مَدْيَنَ إِنْ عَقَلْتَ بِبَالِـــغِي ----- قَدْرَ العِيَالِ بِمَتْجَرِ المِبْطَـــــــــانِ
وَالحِلُّ مَا حَلَّ الدِّيَارَ وَإِنَّمَـــــــــا ----- حَرُمَ الّذِي مَا عَادَ بِالإمْكَــــــــانِ
وَالعِلْمُ جَزْمٌ بِالمَكَاسِبِ قَدْرُهـَــــا ----- تَقْوِيمُهَا بِالتِّبْرِ وَالعِقْيَـــــــــــــــانِ
كَمْ تَعْتَرِي الأَقْوَامَ فِيهَا كِيَاسَـــــةٌ ----- وَفَرَاسَةٌ وَتَيَقُّظُ الأَجْفَـــــــــــــــانِ
فصل
في الثقافة
وَكَذَا الثَّقَافَةُ عَنْ حِمَاهَا لاَ تَسَــلْ ----- فَجَمِيعُ مَا قَدْ قِيلَ مِنْ بُهْتَـــــــــانِ
حَتَّى الدَّعَارَةُ عِنْدَهُمْ مَعْــــــدُودَةٌ ----- لَكِنْ تَنَكَّرَهَا بَنُوا الإِنْسَــــــــــــانِ
وَالرَّقْصُ وَالتَّمْثِيلُ مَعْ أَلْحَانِهِـــمْ ----- وَمَسَارِحٌ بُنِيَتْ عَلَى الأَرْكَـــــــانِ
وَالرَّسْمُ وَالنَّحْتُ الّذَيْنِ هُمَا هُمَــا ----- رَأْسُ البَلِيَّةِ مَنْبِتُ الكُفْـــــــــــرَانِ
وَصحَافَةٌ تَرْوِي وَتَنْشُرُ كُلَّ مَـــا ----- صَنَعَ الأَرَاذِلُ سَاطِعَ الأَلْـــــــوَانِ
آدَابُهُمْ لاَ شَكَّ يَلْعَنُهَا الّــــــــــذِي ----- يَتْلُوا صَحَائِفَهُمْ مَعَ الإمْعَـــــــــانِ
قِصَصُ الغَرَامِ مَلِيئَةٌ بِالعُهْرِ مَـعْ ----- خُلُقٍ رَدِيءٍ بَاءَ بِالخُسْــــــــــرَانِ
وَكَذَا المُبَجَّلُ فِيهِمُ وَالمُصْطَفَــــى ----- فَسَفِيرُ فِسْقٍ يُدْعَى بِالفَنَّـــــــــــانِ
فصل
في حرية المرأة
نَادُوا بِتَحْرِيرِ النِّسَاءِ وَرَافَعُـــــوا ----- عَنْ فِكْرِهِمْ بِبَسَالَةٍ وَتَفَـــــــــــــانِ
رَامُوا المُسَاوَاةَ الّتِي قَدْ أُنْكِـــرَتْ ----- فِي نَصِّ قَوْلِ الخَالِقِ الرَّحْمَـــــانِ
حَتَّى تَنَصَّلَ جَمْعُهُمْ مِنْ كُلِّ مَــــا ----- لَزِمَ الرِّجَالَ بِفِطْرَةِ الحَنَّــــــــــانِ
بَلْ أَلْزَمُوا العَذْرَاءَ بِالأَشْغَالِ مَـْع ----- مَحْبُوبِهَا فَكِلاَهُمَا مِثْـــــــــــــــلاَنِ
لاَ فَرْقَ بَيْنَهُمَا فَكُلٌّ مُلْــــــــــــزَمٌ ----- بِتَدَارُكِ الأَرْزَاقِ وَالأَثْمَـــــــــــانِ
نَصَرُوا التَّبَرُّجَ وَالسُّفُورَ وَأَمْعَنُوا ----- فِي نَشْرِ مَذْهَبِهِمْ لَدَى النِّسـْــــوَانِ
فَغَدَى الحِجَابُ جَرِيرَةً فِي نِسْـوَةٍ ----- لَبِسَتْ زَمَانًا بُرْنُسَ الرُّهْبَـــــــانِ
أَغْلُوا المُهُورَ وَزَهَّدُوا الشُّبَّانَ فِي ----- تَحْصِينِ مَا قَدْ نَادَى بِالإحْصَــانِ
وَلَقُوهُمُ بِالحُضْنِ إِذْ رَامُوا الخِنَى ----- فِي مَجْمَعِ الأَوْسَــــــاخِ وَالأَرْدَانِ
طَعَنُوا مَحَارِمَ أُمَّةِ الإِسْلاَمِ فِــــي ----- شَرِّ المَقَاتِلِ طَعْنَةً بِيَمَــــــــــــانِي
فصل
في حقوق الإنسان
أَمَّا الحُقُوقُ فَتِلْكَ مَحْضُ خَدِيعَــةٍ ----- تُغْرِي الفَتَى بِظَوَاهِرِ الإِعْـــــلاَنِ
تُصْغِي لِقَائِلِهِمْ فَتَحْسِبُ أَنَّهُــــــــمْ ----- بَلَغُوا يَقِينًا جَنَّةَ الرِّضْـــــــــــوَانِ
جَعَلُوا لِكُلِّ الخَلْقِ حَقَّا بَعْدَمـَــــــا ----- صَاغُوا حُقُوقَ الوَحْشِ وَالحَيَوَانِ
وَتَنَاسُوا حَقَّ اللهِ حِينَ أَهَمَّهُـــــــمْ ----- تَقْيِيدُ ذِي الأَقْوَالِ بِالدِّيــــــــــوَانِ
لَوْ أَنَّهُمْ سَمِعُوا النَّبِيَ وَقَدْ حَكَــــى ----- تَقْسِيمَهَا بِالَعْدِل وَ المِيـــــــــزَانِ
فَقَضَى بِحَقِّ اللهِ أَنْ يُدْعَى فَــــــلاَ ----- يُدْعَى سِوَى المَعْبُودِ بِالإذْعَـــانِ
وَالنَّاسُ حَقُّهُمُ إِذًا إِنْ يَفْعَلُــــــــــوا ---- أَنْ يَحْرُمُوا أَبَدًا عَلَى النِّيـــــرَانِ
خاتمة
وَاللهَ أَرْجُوا أَنْ يُبَلِّغَنَا الّـــــــــذِي ----- يَرْضَى مِنَ التَّوْحِيدِ وَالإيمَـــــانِ
وَيُجَنِّبَ الأَهْوَاءَ بَابَ قُلُوبِنَـــــــــا ----- فَهِيَ السَّبِيلُ إِذًا لِكُلِّ هَـــــــــوَانِ
وَيُقَوِّمَ المُعْوَجَّ مِنْ أَخْلاَقِنَـــــــــــا ----- وَيَمُدَّنَا بِبَسَالَةِ الشُّجْعَـــــــــــــانِ
لاَ خَيْرَ فِي دِينِ امْرِئٍ مُتَبَلِّــــــــدٍ ----- مُتَخَاذِلٍ يَهْوِي لِكُلِّ جَبَــــــــــانِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ وَحِزْبِــــــهِ ----- مَا غَرَّدَ الأَطْيَارُ بِالأَفْنَــــــــــانِ
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَعْ أَتْبَاعِهِــــمْ ----- عَدَّ الحَصَى فِي سَافِلِ الوِدْيَــــانِ.
نقلا عن منتديات التصفية و التربية، نظم للأخ مراد قرازة وفقه الله.
مقدمة
يَا لاَبِسًا بِالزُّورِ وَالبُهْتَـــــــــانِ -----ثَوْبَ الحَدَاثَةِ دُونَ مَا بُرْهَــــانِ
إِنَّ الدَّعَاوَى فِي الحِجَا مُحْتَاجَةٌ ----- لِدَلِيلَ يُثْبِتُ مَتْنَهَا بِبَيَـــــــــــــانِ
هَذِي البَلِيَةُ كَاسْمِهَا قَدْ أُحْدِثَـــتْ ----- بِدْعًا مِنَ الأَهْوَاءِ فِي الأَدْيَــــانِ
زَعَمُوا بِأَنَّ عُقُولَهُمْ قَدْ أَدْرَكَــتْ ----- مَا غَابَ عَنْ إِنْسٍ وَعَنْ شَيْطَانِ
وَرَأَوْا بِأَنَّ النَّاسَ عَاشُوا قَبْلَهُـمْ ----- حِقَبًا مِنَ الإضْلاَلِ وَالخُرْصَــانِ
جَهِلُوا بِأَنَّ القَوْلَ قَوْلُ شُيُوخِهِـمْ ----- فِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ مَعْ هَامَــانِ
بَلْ قَوْلُ قَارُونَ الّذِي مِنْ غَيِّـــهِ ----- قَدْ كَانَ يُنْكِرُ نِعْمَةَ الرَّحْمَــــــانِ
وأَخِ ثَمُودَ إِذَا تَذَاكَرْتَ الـــوَرَى ----- شَرُّ الخَلِيقَةِ قَاتِلِ الحَيَـــــــــوَانِ
وَجَمِيعِ مَنْ عَادَى الإِلهَ وَحِزْبَـهُ ----- مِنْ كُلِّ أَلْفَيْنِ تَحَاشَى اثْنَــــــانِ
إِبْلِيسُ مَنْ سَارَ الأُولَى بِطَرِيقِـهِ ----- فَسَقَاهُمُ الغِسْلِينَ فِي النِّيـــــرَانِ
فَاللهَ أَرْجُوا أَنْ يُبَلِّغَنِي الّــــــذِي ----- أَصْبُوا بِفَضْحِهِمُ مَدَى الأَزْمَـانِ
وَيُعِينَنِي بِالقَوْلِ بَعْدَ الفِعْلِ فِــــي ----- حَرْبِ الأَرَاذِلِ أُمَّةَ الخِـــــذْلاَنِ
فصل
في بيان بعض أسمائهم
وَسَمُوا طَرِيقَتَهُمْ بِوَصْفٍ زَائِفٍ ----- وَتَسَمَّى سَالِكُهَا الفَتَى العِلْمَــانِي
لاَ نِسْبَةً لِلعِلْمِ حَاشَا العِلْــــــمَ لاَ ----- بَلْ زُورَ قَوْلٍ وَاصْطِلاَحَ مَعَـانِ
أَوْ قَالُوا ذِي عَصْرِيةٌ وَحَضَارَةٌ ----- كَلاَّ وَرَبِّ العَرْشِ ذِي الإِحْسَانِ
كُلُّ العُصُورِ وَإِنْ تَعَاظَمَ شَرُّهَا ----- لاَبُدَّ يَعْلُوهَا صَدَى الإيمَــــــــانِ
وَحَضَارَةٌ لاَ دِينَ فِيهَا جَهَالَـــــةٌ ----- وَزَخَارِفُ الدُّنْيَا حُطَامٌ فَــــــانِ
وَتَقَدُّمٌ زَعَمُوا وَلَكِنْ صَوْبَ مَـــا ---- يُرْدِي بِدِينِ السَّالِكِ الوَلْهَــــــانِ
وَتَخَلُّفٌ يَهْوِي بِعَقْلِ المَرْءِ سَـلْ ---- عَنْ فِكْرِهِمْ فِي غَابِرِ الأَزْمَـــانِ
وَتَحَرُّرًا رَامُوا بِكُلِّ طَرِيقَـــــــةٍ ----- مِنْ شِرْعَةِ الأَبْطَالِ وَالفُرْسَــانِ
لَمَّا أَحَسُّوا هَامَهُمْ مَشْـــــــــدُودَةً ----- لِسَفَاسِفِ الأَخْلاَقِ كَالجِــــرْذَانِ
وَحَدَاثَةٌ قَالُوا فَقُلْتُ دِيَاثَـــــــــــةٌ ----- لَمَّا تَسَاوَى البَعْلُ لِلنِّسْـــــــــوَانِ
مَدَنِيَةٌ هَذِي؟ فَأَيُّ مَدِينَــــــــــــةٍ ----- تَأْوِي فِرَاخَ النَّسْرِ وَالغِرْبَــــــانِ
ذِي غَابَةٌ لَوْ قَدْ تَبَصَّرْتُمْ بِهَـــــا ----- أَبْنَاءَ وَحْشٍ لَمْ يَكُنْ بِمَكَـــــــــانِ
بَلْ فِيهِم العَنْقَاءُ وَالغُولُ الّتِــــي ----- أَضْحَتْ أَسَاطِيرًا تُرَى بِعَيَــــانِ
فصل
في نشأة هذا المذهب الخبيث
لَمَّا رَأَى الأَقْوَامُ ظُلْمَ كَنِيسَــــــةٍ ----- حَكَمُوا عَلَى الأَدْيَانِ بِالطُّغْيَــــانِ
ثُمَّ اسْتَعَانُوا بِالمُؤَرِّخِ نَجْــــــــدَةً ----- فَحَكَى لَهُمْ عَنْ غَابِرِ البُلْــــــدَانِ
عَنْ حِقْبَةٍ لِلرُّومِ كَانَتْ حَسْبَهُـــمْ ---- أَزْهَى زَمَانٍ عَاشَه الحَيَّـــــــــانِ
وَحَضَارَةُ الإِغْرِيقِ فِيهَا مَخَارِجٌ ----- مِنْ ظُلْمَةِ العَصْرِ الكَئِيبِ العَانِـي
وَتَبَصَّرُوا حُكْمَ الشُّعُوبِ وَدَوْلَـةً ----- للِعَدْلِ فِيهَا صُورَةٌ بِمَعَــــــــــــانِ
فَتَيَمَّمُوا صَوْبَ السَّرَابِ وَأَيْقَنُوا ----- أَنَّ الخَلاَصَ بِصُحْبَةِ الرُّكْبَـــــانِ
تَبِعُوهُمُ فِي سَيْرِهِمْ وَتَيَمَّمُــــــوا ----- شَرَكَ العَدُوِّ فَكَانَ بِالأَحْضَــــــانِ
فصل
في عقيدتهم وقول الفرقة الأولى منهم
قَالَ المُقَدَّمُ وَالمُبَجَّلُ فِيهِــــــــــمُ ----- لاَ رَبَّ خَلاَّقٌ لِذِي الأَكْــــــــوَانِ
وَالكُلُّ مَوْجُودٌ بِمَحْضِ تَصَادُفٍ ----- أَوْ بِانْتِخَابِ الأَرْضِ لِلسُكَّــــــانِ
وَجَمِيعُ مَا يَجْرِي فَحُكْمُ طَبِيعَــةٍ ----- فَهِيَ المُدَبِّرُ حِكْمَةَ الحَدَثَــــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أَغْرَقَ رَبُّنَـــا ----- أَعْدَاءَ نُوحٍ لَيْلَةَ الطُّوفَـــــــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَخْبَرَ صَالِـــحٌ ----- عَنْ نَاقَةِ الأَرْزَاقِ وَالرِّضْــــوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ صَاعِقَةِ الوَرَى ----- مِنْ قَوْمِ عَادٍ سَاكِنِي الوِدْيَـــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حَالَ مَصْرَعِ مَدْيَـنٍ ----- وَهَلاَكِ كِسْرَى صَاحِبِ الإيوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَمْطَرَت السَّمَاء ----- صَخْرًا عَلَى لُوطِيَّةِ الذُّكْــــرَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أُلْقِيَ سُجَّـــــدًا ----- مَنْ كَادَ مُوسَى فِي فِنَا الثُّعْبَـــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَبْرَأَ رَبُّنَــــــــا ----- بِيَدِ المَسِيحِ جَمَاعَةَ العُمْيَـــــــانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ شُقَّ البَدْرُ عَنْ ----- أَمْرِ الرَّسُولِ المُصْطَفَى العَدْنَانِي
فصل
في قول الفرقة الثانية
وَأَخُوهُ لَمْ يُنْكِرْ وُجُودَ إِلَهِنَـــــــا ----- بَلْ أَنْكَرَ التَّشْرِيعَ لِلدَيَّــــــــــــانِ
وَرَأَى بِأَنَّ الشَّرْعَ يَلْزَمُ أَهْلَــــهُ ----- فِي الدِّيرِ أَوْ فِي مَسْجِدِ البُنْيَـــانِ
لاَ دَخْلَ لِلرَّحْمَانِ فِي حُكْــمٍ وَلاَ ----- فِي دَوْلَةٍ أَوْ فِي قَضَا الأَقْــــرَانِ
لاَ فِي اقْتْصَادٍ أَوْ سِيَاسَةِ أُمَّـــــةٍ ----- فَالكُلُّ مَتْرُوكٌ لِذِي السُّلْطَــــــانِ
هَلْ أَدْرَكَ المَخْبُولُ أَنَّ الكَوْنَ فِي ----- مُلْكِ الإِلَهِ الوَاحِدِ الدَّيَـــــــــــانِ
وَالأَرْضُ أَرْضُ اللهِ يُورِثُهَا الّذِي ----- يَرْضَى مِنَ الإِفْرَنْجِ وَالعُرْبَانِ
لاَ رَبَّ يُصْلِحُ شَأْنَهَا غَيْرَ الّـذِي ----- أَرْسَى رَوَاسِيهَا بِذَا الإِتْقَــــــانِ
أَتُرَاهُ يَجْهَلُ رُشْدَهَا وَصَلاَحَهَــا ----- وَهُوَ العَلِيمُ بِعِلَّةِ الأَبْـــــــــــدَانِ
فصل
في قول الفرقة الثالثة
وَالثَّالِثُ المِسْكِينُ فَاخْتَارَ الّــذِي ----- قَدْ خَالَفَ المَعْقُولَ فِي الأَذْهَــانِ
فَالدِّينُ كُلُّ الدِّينِ يَصْلُحُ مَسْلَكًــا ----- لِلرَّاغِبِينَ بِمَنْهَجٍ رُوحَانِـــــــــي
فَتَسَاوَى فِي ذَاكَ المُوَحِّدُ وَالّـذِي ----- عَبَدَ الصَّلِيبَ وَعَابِدُ الأَوْثَـــــانِ
وَدَعَا الخَبِيثُ إِلَى التَّسَامُحِ مَـرَّةً ----- وَإِلَى التَّآخِي فِي مَقَامٍ ثَــــــــانِ
وَلَقَدْ دَعَا لِلجَمْعِ بَيْنَ الكُلِّ فِــــي ----- دِينٍ جَدِيدٍ لَيْسَ بِالإمْكَــــــــــانِ
فَمَتَى تَآخَى المَاءُ وَالنِّيرَانُ فِـي ----- بَطْنِ الإِنَاءِ فَسَوْفَ يَجْتَمِعَـــــانِ
لاَ يُجْمَعُ الضِّدَّانِ فِي وَضْـٍع وَلاَ ----- يَتَنَاطَحُ العَنْزَانِ فِي ذَا الشَّـــانِ
فصل
في شريعة القوم
قَدْ أَنْكَرَ الفُسَّاقُ شِرْعَةَ أَحْمَــــدٍ ----- وَطَرِيقَةَ المَبْعُوثِ بِالقُـــــــــــرْآنِ
وَتَنَكَّرُوا التَوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مَــعْ ----- زَابُورِنَا المَخْطُوطِ بِالعِبْرَانِــــــي
ضَلَّ المُوَحِّدُ وَالمُثَلِّثُ عِنْدَهُـْـــم ----- وَأَخُ اليَهُودِ كَذَاكَ وَالنَّصْرَانِـــــي
لاَ يَسْجُدُونَ وَلاَ يُزَكِّي القَوْمُ بَـْل ----- لاَ صَوْمَ عِنْدَهُمُ وَلاَ الحَجَّــــــــانِ
صَدَقَاتُهُمْ لاَبُدَّ فِيهَا مِنْ رِيَــــــــا ----- حَتَّى يَغُرُّوا النَّاسَ بِالإِحْسَــــــانِ
وَجِهَادُهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ وَسَمَائِهِمْ ----- وَمَغَانِمٌ تُجْبَى وَمَدْحُ فُــــــــــــلاَنِ
لاَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالمَعْرُوفِ لاَ ----- وَالنَّهْيُ عِنْدَهُمُ فَذُوا نُكْــــــــــرَانِ
فَالنَّاسُ أَحْرَارٌ إِذَا لَمْ يَخْرِمُــــوا ----- حُرِّيَةً أُخْرَى بِذَا العِصْيَــــــــــانِ
شَهَوَاتُهُمْ مَتْبُوعَةٌ وَمُطَاعَــــــــةٌ ----- أَهْوَاؤُهُمْ فِي الحِلِّ وَالِحْرَمــــــانِ
مَعْبُودُهُمْ قَانُونُهُمْ وَنِظَامُهُــــــــمْ ----- أَعْرَافُهُمْ وَشَرَائِعُ اليُونَــــــــــــانِ
قِصَصُ الأَوَائِلِ وَالأَحَاجِي مَرَّةً ----- وَمَلاَحِمُ الوِنْدَالِ وَالرُّومَــــــــــانِ
بَلْ يَاسِقُ الأَتْرَاكِ خَيْرُ كِتَابَــــةٍ ----- تَرْوِي شَرَائِعَهُمْ لِذِي العِرْفَــــــانِ
فصل
في السيّاسة
حَدُّ السِّيَاسَةِ فِيهِمُ وَنِصَابُهَــــــــا ----- أَنْ يُشْرَكَ المَخْلُوقُ فِي التِّبْيَــــانِ
إِمَّا بِحُكْمٍ أَوْ بِتَفْوِيضٍ كَــــــــــذَا ----- أَوْ بِانْتِخَابِ مُشَرِّع ٍخَـــــــــــوَّانِ
وَتَحَزَّبُوا لَمَّا رَأَوْا أَفْكَارَهُــــــــمْ ----- شَتَّى وَرَأْيَهُمُ فَلَيْسَ بِـــــــــــــدَانِ
وَتَحَاكَمُوا لِلغَاِلبِيَةِ مَــــــــــــــرَّةً ----- وَتَقَاسَمُوا الأَدْوَارَ طَوْرًا ثَـــــــانِ
وَالرَّأْيُ فِيهِمْ لِلمُسَيْطِـــــــرِ أَوَّلاً ----- وَالجَمْعُ يُرْجَى إِنْ بَغَى الخَصْمَانِ
أَقْوَالُ صُنْدُوقٍ تُرَجِّحُ تَــــــــارَةً ----- بَيْنَ القَرَائِنِ قِسْمَةَ الخُرْصَــــــانِ
فصل
في الاقتصاد و التجارة
وَعَنِ التِّجَارَةِ إِنْ تَسَلْنِي فَكُلُّ مَـا ----- تَبْغِي مِنَ الأَرْجَاسِ فِي الدُّكَّــــانِ
مَا أَهْلُ مَدْيَنَ إِنْ عَقَلْتَ بِبَالِـــغِي ----- قَدْرَ العِيَالِ بِمَتْجَرِ المِبْطَـــــــــانِ
وَالحِلُّ مَا حَلَّ الدِّيَارَ وَإِنَّمَـــــــــا ----- حَرُمَ الّذِي مَا عَادَ بِالإمْكَــــــــانِ
وَالعِلْمُ جَزْمٌ بِالمَكَاسِبِ قَدْرُهـَــــا ----- تَقْوِيمُهَا بِالتِّبْرِ وَالعِقْيَـــــــــــــــانِ
كَمْ تَعْتَرِي الأَقْوَامَ فِيهَا كِيَاسَـــــةٌ ----- وَفَرَاسَةٌ وَتَيَقُّظُ الأَجْفَـــــــــــــــانِ
فصل
في الثقافة
وَكَذَا الثَّقَافَةُ عَنْ حِمَاهَا لاَ تَسَــلْ ----- فَجَمِيعُ مَا قَدْ قِيلَ مِنْ بُهْتَـــــــــانِ
حَتَّى الدَّعَارَةُ عِنْدَهُمْ مَعْــــــدُودَةٌ ----- لَكِنْ تَنَكَّرَهَا بَنُوا الإِنْسَــــــــــــانِ
وَالرَّقْصُ وَالتَّمْثِيلُ مَعْ أَلْحَانِهِـــمْ ----- وَمَسَارِحٌ بُنِيَتْ عَلَى الأَرْكَـــــــانِ
وَالرَّسْمُ وَالنَّحْتُ الّذَيْنِ هُمَا هُمَــا ----- رَأْسُ البَلِيَّةِ مَنْبِتُ الكُفْـــــــــــرَانِ
وَصحَافَةٌ تَرْوِي وَتَنْشُرُ كُلَّ مَـــا ----- صَنَعَ الأَرَاذِلُ سَاطِعَ الأَلْـــــــوَانِ
آدَابُهُمْ لاَ شَكَّ يَلْعَنُهَا الّــــــــــذِي ----- يَتْلُوا صَحَائِفَهُمْ مَعَ الإمْعَـــــــــانِ
قِصَصُ الغَرَامِ مَلِيئَةٌ بِالعُهْرِ مَـعْ ----- خُلُقٍ رَدِيءٍ بَاءَ بِالخُسْــــــــــرَانِ
وَكَذَا المُبَجَّلُ فِيهِمُ وَالمُصْطَفَــــى ----- فَسَفِيرُ فِسْقٍ يُدْعَى بِالفَنَّـــــــــــانِ
فصل
في حرية المرأة
نَادُوا بِتَحْرِيرِ النِّسَاءِ وَرَافَعُـــــوا ----- عَنْ فِكْرِهِمْ بِبَسَالَةٍ وَتَفَـــــــــــــانِ
رَامُوا المُسَاوَاةَ الّتِي قَدْ أُنْكِـــرَتْ ----- فِي نَصِّ قَوْلِ الخَالِقِ الرَّحْمَـــــانِ
حَتَّى تَنَصَّلَ جَمْعُهُمْ مِنْ كُلِّ مَــــا ----- لَزِمَ الرِّجَالَ بِفِطْرَةِ الحَنَّــــــــــانِ
بَلْ أَلْزَمُوا العَذْرَاءَ بِالأَشْغَالِ مَـْع ----- مَحْبُوبِهَا فَكِلاَهُمَا مِثْـــــــــــــــلاَنِ
لاَ فَرْقَ بَيْنَهُمَا فَكُلٌّ مُلْــــــــــــزَمٌ ----- بِتَدَارُكِ الأَرْزَاقِ وَالأَثْمَـــــــــــانِ
نَصَرُوا التَّبَرُّجَ وَالسُّفُورَ وَأَمْعَنُوا ----- فِي نَشْرِ مَذْهَبِهِمْ لَدَى النِّسـْــــوَانِ
فَغَدَى الحِجَابُ جَرِيرَةً فِي نِسْـوَةٍ ----- لَبِسَتْ زَمَانًا بُرْنُسَ الرُّهْبَـــــــانِ
أَغْلُوا المُهُورَ وَزَهَّدُوا الشُّبَّانَ فِي ----- تَحْصِينِ مَا قَدْ نَادَى بِالإحْصَــانِ
وَلَقُوهُمُ بِالحُضْنِ إِذْ رَامُوا الخِنَى ----- فِي مَجْمَعِ الأَوْسَــــــاخِ وَالأَرْدَانِ
طَعَنُوا مَحَارِمَ أُمَّةِ الإِسْلاَمِ فِــــي ----- شَرِّ المَقَاتِلِ طَعْنَةً بِيَمَــــــــــــانِي
فصل
في حقوق الإنسان
أَمَّا الحُقُوقُ فَتِلْكَ مَحْضُ خَدِيعَــةٍ ----- تُغْرِي الفَتَى بِظَوَاهِرِ الإِعْـــــلاَنِ
تُصْغِي لِقَائِلِهِمْ فَتَحْسِبُ أَنَّهُــــــــمْ ----- بَلَغُوا يَقِينًا جَنَّةَ الرِّضْـــــــــــوَانِ
جَعَلُوا لِكُلِّ الخَلْقِ حَقَّا بَعْدَمـَــــــا ----- صَاغُوا حُقُوقَ الوَحْشِ وَالحَيَوَانِ
وَتَنَاسُوا حَقَّ اللهِ حِينَ أَهَمَّهُـــــــمْ ----- تَقْيِيدُ ذِي الأَقْوَالِ بِالدِّيــــــــــوَانِ
لَوْ أَنَّهُمْ سَمِعُوا النَّبِيَ وَقَدْ حَكَــــى ----- تَقْسِيمَهَا بِالَعْدِل وَ المِيـــــــــزَانِ
فَقَضَى بِحَقِّ اللهِ أَنْ يُدْعَى فَــــــلاَ ----- يُدْعَى سِوَى المَعْبُودِ بِالإذْعَـــانِ
وَالنَّاسُ حَقُّهُمُ إِذًا إِنْ يَفْعَلُــــــــــوا ---- أَنْ يَحْرُمُوا أَبَدًا عَلَى النِّيـــــرَانِ
خاتمة
وَاللهَ أَرْجُوا أَنْ يُبَلِّغَنَا الّـــــــــذِي ----- يَرْضَى مِنَ التَّوْحِيدِ وَالإيمَـــــانِ
وَيُجَنِّبَ الأَهْوَاءَ بَابَ قُلُوبِنَـــــــــا ----- فَهِيَ السَّبِيلُ إِذًا لِكُلِّ هَـــــــــوَانِ
وَيُقَوِّمَ المُعْوَجَّ مِنْ أَخْلاَقِنَـــــــــــا ----- وَيَمُدَّنَا بِبَسَالَةِ الشُّجْعَـــــــــــــانِ
لاَ خَيْرَ فِي دِينِ امْرِئٍ مُتَبَلِّــــــــدٍ ----- مُتَخَاذِلٍ يَهْوِي لِكُلِّ جَبَــــــــــانِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ وَحِزْبِــــــهِ ----- مَا غَرَّدَ الأَطْيَارُ بِالأَفْنَــــــــــانِ
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَعْ أَتْبَاعِهِــــمْ ----- عَدَّ الحَصَى فِي سَافِلِ الوِدْيَــــانِ.
نقلا عن منتديات التصفية و التربية، نظم للأخ مراد قرازة وفقه الله.