قصة حب بعنوان : البحيرة الزرقاء

Houari Abdelwahed

:: عضو منتسِب ::
إنضم
10 ديسمبر 2014
المشاركات
37
نقاط التفاعل
79
النقاط
3
العمر
33
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]كان هناك في قرية جميلة ذات مناظر طبيعية خلابة تسحر الناظر إليها , سواء كان من أهل القرية أو من خارجها , قرية معروفة باسم " الهضبة الجميلة " , ذات أراض خضراء و شلالات يسمع صوت تدفق مياهها في البحيرة من بعيد , كان أناسها يعرفون بعضهم بعضا و يتضامنون في المحن و يفرحون في كل فرح , و كان بينهم شاب في العشرينيات من عمره اسمه " وليام " و هو شخص يتيم بلا أب يعيله و لا أم تحن عليه يعيش مع أخته " مايسي " و هي فتاة رغم جمالها الباهر إلا أنها كانت مشلولة (عاجزة عن المشي) , و كان الفقر الذي يعيشانه بقسوته لا يفرق بين اليتيم و المريض , مع ذلك كان وليام يعيش على نفقة الحطب الذي يجمعه من الغابة و يبيعه , فقد كان شابا شجاعا و شهما يحب المطالعة ففي كل ليلة داخل كوخه المتواضع يجلس على ضوء شمعة و يقرأ كتابا من كتبه التي كان يعتبرها أفضل صديق له .[/FONT]
[FONT=&quot]في صباح يوم من الأيام و كغيره من الأيام السابقة , استيقظ وليام مبكرا ليشهد منظر طلوع الشمس المطلة بنورها على كوخه لتملأه بالبهجة و التفاؤل , فحمل فأسه على كتفه و اتجه إلى الغابة و هو في طريقه إليها أراد أن يمر على البحيرة الزرقاء , و كان أهل القرية يطلقون عليها هذا الاسم لشدة صفاء مياهها حيث يستطيع الناظر إليها أن يرى أعماقها الجميلة , فكان وليام يمعن النظر فيها كل يوم و يدعوا ربه أن يشفي أخته من مرضها و يرتاح من شقائه , و عندما و صل إليها لمحت عيناه عربة من عربات الملك يحرسها حارسان يرتديان لباس حراس القصر الملكي و على مقربة منهما امرأتان , قد كانتا ابنة الملك " ساندرا " و خادمتها "ماري" , كانت ساندرا صاحبة جاه و مكانة رفيعة في القرية لأنها ابنة الملك و وريثة عرشه , كانت جميلة جدا تسحر قلب الرجل بجمالها و تهز أسوار قلبه بابتسامة واحدة و تجعله رغم قوته ضعيفا أمام نظرة عينيها .[/FONT]
[FONT=&quot]اختبأ وليام خلف شجرة و راح ينظر إليها نظرات تملأها الدهشة من جمال ساندرا فغاص في بحر عميق كما قد يفعل أي رجل يراها , وما لبث حتى استفاق من حلمه و هو يردد في نفسه " هذه ابنة الملك فكيف لها أن تنظر إلى شخص فقير بائس مثلي " , ثم قرر متابعة طريقه جانبا ليتجنبها و إذ هو يسير حتى سمع صراخا , التفت مسرعا فوجد أنه صراخ الخادمة [/FONT]
[FONT=&quot]و الحارسان ملقيان عل الأرض كأنهما لقيا حتفهما , فاكتشف أنهم تعرضوا لهجوم من طرف بعض قطاع الطرق يحاولون سرقة الغنائم الموجودة في العربة , و إذ هم في غفلة داخل العربة يفتشونها حتى أمسك وليام يد الأميرة ساندرا و طلب من خادمتها أن تلحق يهما عبر الغابة ليمكنهما من النجاة و إبعادهما عن الخطر المحدق بهما حتى أوصلهما إلى كوخه , فكانت الأميرة صفراء الوجه لا تزال يدها ترتجف من الخوف , فأحضر لها وليام قليلا من الماء لتروي ظمأها حتى أطمئنت و أدركت أنها في أمان في ذلك الحين .[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT] [FONT=&quot]ساندرا : شكرا لك أيها الشاب الشجاع , شكرا جزيلا فلولاك لكنت الآن من خبر كان , من فضلك أطلعني على اسمك .[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : لا شكر على واجب يا سيدتي , فقد فعلت ما قد يفعله أي رجل غيري , و اسمي هو وليام .[/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا . أرجوا أن تناديني ساندرا بدل سيدتي , و أنا الآن مدينة لك بحياتي , معروف عن عائلتي أننا نرد الجميل إلى صاحبه فأرجوا أن تأتي معي إلى القصر لأجازيك على شجاعتك و إنقاذك إياي .[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : شكرا لك يا ساندرا فيكفيني أنك خرجت سالمة من أيدي أولئك اللصوص , و إني عندما رأيتك كنت متجها نحو الغابة لأني حطاب أعيش على نفقة بيع الحطب الذي أبيعه و يكفيني أني أعيل أختي " مايسي" , هي فتاة رائعة و جميلة و تملك أرق قلب في العالم كله لكنها لا تستطيع المشي .[/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا : أنا جد آسفة لأختك و مرضها و أعدك أني سأدعو الله ليلا و نهار لكي يعافي مايسي و لن أنسى معروفك أبدا , كما أن قصري مفتوح لك في أي وقت من الأوقات. من فضلك هل أستطيع أن أرى مايسي و أشكرها عن ما فعله أخوها.[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : نعم و لما لا هي في غرفتها الآن فلنذهب إليها .[/FONT]
[FONT=&quot]اتجهت ساندرا إلى باب غرفة مايسي , فدقت عليه دقا خفيفا ثم دخلت فوجدت أن مايسي نائمة و تأسفت كثيرا عليها ثم طلبت من خادمتها "ماري" أن تعطيها ما تبقى من المال لديها فوضعته إلى جانب مايسي و قبلتها على جبينها و خرجت بهدوء من الغرفة .[/FONT]
[FONT=&quot]خرجت ساندرا و خادمتها من الكوخ متجهتين إلى القصر بعدما ودعا وليام , وفي الطريق لاحظت ماري أن الأميرة لم تنطق بكلمة واحدة , و رغم ما أصابهما إلا أنها كانت مبتسمة على طول الطريق , فقد كانت تفكر في وليام و شجاعته و شهامته لعدم قبوله أي مكافأة تعويضا عن ما فعله , و لطالما أحاط الأمراء بساندرا و أصحاب المال و السلطة و ادعوا حبها من أجل مصالحهم فقط , لكن وليام قد ترك بصمته الخاصة عندها .[/FONT]
[FONT=&quot]نعم قد كان هذا هو الحب من النظرة الأولى أو بالأحرى بدايته , و في الناحية الأخرى كان وليام على نفس الحالة التي كانت عليها ساندرا فأثناء وجوده قربها أحس كأنه يمسك جمرة في يده , فقبل وقت قليل من ذلك كان يقول أنها لا يمكن أن تنظر إلى شخص بائس مثله و بعدها و جدها في كوخه تشكره شكرا ما سمع مثله من قبل , و كأنما قد أصابه سهم الحب فاخترق قلبه فتركه مجروحا يسيل دمه مع مرور الأيام .[/FONT]
[FONT=&quot]هذا هو الحب الذي يجعل من الرجل طفلا صغيرا يبكي لفراق من يحب كفراق الرضيع لأمه , ويجعل المرأة تغرق في بحر عميق أمواجه الاشتياق إلى عزيز على القلب , فيعيشان في عالمهما الخاص لا يوجد بينهما بشر غيرهما فيحبان و يعشقان و يحنان و يشقيان و ما أصعب شقاء الحب .[/FONT]
[FONT=&quot]مرت الأيام و الأسابيع و حال ساندرا كأنها تعيش في عالم و حيدة فيه , لا تفارقها الابتسامة نهارا و يشتد غليها الاشتياق في الليل فلا يدري أحد ما يحدث لها غير ماري التي كانت تشك في أمرها .[/FONT]
[FONT=&quot]في تلك الأيام وصل أمير القرية المجاورة و معه حراسه و أسمه "آرثر" و كان يتجه إلى قصر ملك الهضبة الجميلة للاتفاق على شأن من شؤون التجارة , و قد كان آرثر أميرا في العشرينيات من عمره عرف بقوته و صرامته , فأحسن الملك ضيافته كما يحسن الوالد إلى ولده , و في يوم من الأيام كان آرثر يتجول في القصر حتى لمحت عيناه ساندرا و هي تجلس تحت شجرة تقرأ في كتاب و الرياح تداعب شعرها الأسود الطويل الجميل , و تأخذه تارة يمينا و تارة شمالا , و جن جنون آرثر لجمالها و اتجه مسرعا إلى الملك راغبا في ابنته كما يرغب الملك في الحفاظ على عرشه , فأصر و ألح عليه إلحاحا كبيرا حتى وافق و أعطاه الكلمة دون سؤال ابنته , لكن الحقيقة أن ساندرا لم تكن تريد حياة رفاهية و عيش الأميرات و إنما كانت تريد شخصا تحبه و يحبها لنفسها لا لأموالها و جمالها , فيكون حبا يملأه الحنان و الشوق و الإخلاص و ليس حبا ذو مصالح مادية .[/FONT]
[FONT=&quot]كان وليام في تلك الأيام يعيش فترة عسيرة جدا , فقد اشتد المرض على أخته فاصفر وجهها و بهت النور الذي كان يشع في فيه, و قد أخبره الطبيب أنها تحتاج لدواء خاص و لكنه نادر جذا و غالي الثمن , و ما باستطاعة وليام أن يحصل على ذلك المبلغ ، فبحث كثيرا عن الحلول حتى تملكه اليأس ، و لم يجد مخرجا سوى طلب العون من ساندرا على أن يرد لها ما يقترضه منها ، فاتجه نحو القصر و طلب من الحراس أن يذكروا اسمه أمام ساندرا و ما لبث أن فعلوا حتى جاءت إليه صفراء اللون شاحبة الوجه مسودة الأعين من شدة بكائها ، فحكت له قصتها و أخبرته أنها ترفض الزواج من آرثر غير أن والدها صلب الإرادة لا يرجع في كلمة اتخذها ، ثم استجمعت قواها و أصغت إلى حديث وليام و تعاطفت معه كثيرا و أسرعت إلى القصر لتلبي طلبه .[/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا : هدا هو المبلغ كاملا لكن عندي شرط عليك أن تعدني بتنفيذه .[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : نعم أعدك أي شيء تريدين . [/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا : بعد أن تحضر الدواء عيك أن تأتي لتأخذني من هدا المكان فلا طاقة لي باحتماله و إني أفضل الموت على الزواج بآرثر .[/FONT]
[FONT=&quot]صمت وليام قليلا و كأنه حائر في ما يفعل ثم أجاب .[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : حسنا أعدك أني سأنفذ طلبك .[/FONT]
[FONT=&quot]انطلق وليام مسرعا نحو طبيب القرية فأعطاه من المال ما يكفيه ليعتني بمايسي أثناء غيابه ، فاتجه إلى القرية المجاورة حيث يوجد العجوز الحكيم الذي يملك الدواء النادر ، فوصل إلى القرية و سأل كل من يلتقي به من سكان تلك القرية عن مكان الحكيم إلى أن وجهه أحدهم إلى مكان معزول حيث يعيش ذلك العجوز .[/FONT]
[FONT=&quot]كانت ساندرا في تلك الأوقات تبكي على أمرين ، الأول على ما حدث لمايسي و الثاني[/FONT]
[FONT=&quot]لأن تاريخ زفافها قد حدده الأمير آرثر و ذلك بعد شهر من ذلك الوقت ، فانتشر الخبر في كل القرية و أصبح ذلك الحدث حديث الكبير و الصغير .[/FONT]
[FONT=&quot]قابل وليام العجوز الحكيم و أخبره قصته فأعطاه الدواء المطلوب و رجع مسرعا إلى كوخه ،[/FONT]
[FONT=&quot]و في طريقه رأى مجموعة من الحراس يوزعون الدعوات فأراد أن يستفسر عنها فلما قرأ أول السطر "زفاف الأميرة ساندرا بالأمير آرثر" ، تذكر الوعد الذي قطعه للأميرة و جمد في مكانه كأنه فقد أعز ما يملك في حياته فقرر أن يتجه إلى القصر أولا فلما و صل إلى هناك طلب من الحراس أن يذكروا اسمه عند ساندرا كما فعلوا في المرة الأولى ، فأتت إليه فذهل أكثر عندما رأى حالتها و كأنها لم تأكل شيئا مند مدة طويلة ، فأخبرها أنه أتى لينفد وعده فأخبرته أنه سيجدها في الليل أمام البحيرة الزرقاء و ذلك بعد أن يعم السكون كل القرية ثم عادت إلى القصر و كأنما شيئا لم يكن .[/FONT]
[FONT=&quot]عاد وليام إلى كوخه يحمل دواء أخته في يده فأمره الطبيب أن ينظم فترات إعطائها الدواء حتى تتمكن من الشفاء ، ففعل وليام مثلنا أمره الطبيب و قام بإعطاء القليل من الدواء لأخته قبل أن تنام إلى أن حل الظلام و بعد أن نام كل الخلق اتجه وليام نحو البحيرة الزرقاء و على ضوء القمر جلس فوق حجر ينتظر أن تأتي ساندرا و هو يلتفت يمينا و شمالا تارة لحركة الأشجار و تارة لصوت الرياح فلبث هناك بضع ساعات و إذ بظل يتشكل على الأرض .[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : هل من أحد هناك من أنت ؟[/FONT]
[FONT=&quot]عم الصمت بعد تلك اللحظة حتى ظهرت ساندرا من وراء الأشجار فلم ينتظرا شيئا حتى اتجها نحو الكوخ ، فأعد لها وليام غرفة لكي تستريح فيها إلى أن يحل الصباح و يفكران فيما سيفعلان .[/FONT]
[FONT=&quot]و في صباح اليوم التالي استيقظ ويلام من فراشه و كان أول ما خطر في باله ، كيف حال ساندرا و مايسي فاتجه إلى الغرفة التي نامت فيها ساندرا و لم يجدها هناك ثم سمع صوتا يأتي من الغرفة المجاورة ، لقد كانت ساندرا و مايسي يتحدثان و يبتسمان كأنما يعرفان بعضهما مند زمن طويل فغاب عنهما الحزن و نسيا الشقاء و البكاء في تلك اللحظة ، فقد كانت ساندرا تحس بسعادة كبيرة لأنها إلى جانب من تحب بعيدة عن كل ما يؤلمها و يفسد بهجتها ، غير أن حال في القصر لم يكن كذلك فلقد أطلقت صفارات الإنذار لغياب الأميرة ، و خصص آرثر مكافأة كبيرة لمن يتمكن من العثور عليها . غير أن الأميرة لم تبالي بذلك فلقد كانت تعيش أجمل اللحظات مع وليام الذي صرح بحبه لها و اهتز قلبه عندما بادلته الشعور ، فلم تكن ساندرا تخرج من الكوخ خوفا من أن يلاحظها أحد من سكان القرية ، و كان كل وقتها مخصص لرعاية مايسي و الاهتمام بمن تحب .[/FONT]
[FONT=&quot]صار وليام و ساندرا توأما روح فكل منهما يهتم بالأخر فيفرح لفرحه و يحزن لحزنه ، و يعشيان في بحر الحب يكتب كلماته أمواج التضحية و الوفاء و خوف أحدهما على الآخر ،[/FONT]
[FONT=&quot]و كل ليلة بعدما ينام سكان القرية يذهبان إلى البحيرة الزرقاء فيجلسان على ضوء القمر و يتحادثان كأنما خلقا لبعضهما البعض ، و في ليلة من تلك الليالي ،جلس وليام على طرف البحيرة و إلى جانبه حبيبته ساندرا يمسك بيدها و ينظران إلى النجوم وسكون الليل يكتب قصتهما ، لكن كان خلف الأشجار رجل من أهل القرية عرف بطمعه و سمعته السيئة فلاحظ أن هناك شخصان على طرف البحيرة فاقترب كما يقترب الذئب من فريسته بهدوء دون أن يسمع أحد خطواته ، حتى سقط ضوء القمر على العشيقين فاكتشف أنهما وليام و الأميرة ، فابتسم ابتسامة المكر و الطمع و بين عينيه الجائزة التي يقدمها آرثر لمن يجد الأميرة ، فاختفى من ذلك المكان و فعل وليام و ساندرا مثله بعودتهما إلى الكوخ .[/FONT]
[FONT=&quot]في اليوم التالي استيقظ وليام على صوت الضجيج فما لبث حتى اقتحم كوخه مجموعة من الحراس يسلون سيوفهم في وجهه يسألونه عن مكان الأميرة حتى و جدوها في الغرفة المجاورة ، دخل آرثر إلى الكوخ يملأ الغضب قلبه غيضا و احتقارا لوليام فسل سيفه و أراد أن يقطع عنقه في تلك اللحظة صرخت ساندرا [/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا : لا تقتله أرجوك و سأتزوج منك و هدا شرطي الوحيد لك و إن قتلته أقسم لك أني سأقتل نفسي بعد ذلك و أحملك الذنب كله .[/FONT]
[FONT=&quot]آرثر : حسنا إن كان هذا شرطك لكن سأسجنه في سجن القصر ليكون عبرة لغيره و لن أتراجع عن هذه الكلمة .[/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا : يا لك من شخص مغرور إن كنت ستفعل ذلك فسآخذ معي أخته لأعتني بها فلا أحد يعينها غي غياب أخيها و ربما تستطيع أن تسلبني من أحب لكن لن تسلبني حبي له مهما فعلت .[/FONT]
[FONT=&quot]ضحك آرثر ضحكة استهزاء و أمر الحراس أن يلقوا القبض على وليام و همس في أدن أحدهم بأن يحرق الكوخ بعد أن يبتعدوا عنه ، فأخذت ساندرا معها مايسي في عربتها و الدموع تنهمر من عينيها لما حدث لها و كان حال مايسي أسوأ من حالها فلم تكن تدرك أن تركت دوائها في الكوخ الذي احترق بكل ما فيه ، فسجن وليام و عذب كثيرا و هزل جسمه فكان يئن ليل نهار من شدة الألم ، و حال ساندرا ليس بأفضل من ذلك فحبيبها يصارع الألم في السجن ، و أبوها الملك يحتضر فقد طال به العمر و مايسي تسوء حالتها يوما بعد يوم ، فليس لها دواء يشفيها و الحراسة مشددة على الأميرة لكي لاترى وليام أو تسمع حتى صوته ، حتى اقترب يوم الزفاف و لكن مع اقترابه حل ما كانت تخشاه ساندرا فلقد توفي أعز ما تملك أبوها الملك الذي صارع المرض إلى آخر أيامه و كذلك مايسي التي لم تجد الدواء الذي يشفيها ، فضاقت الأرض على ساندرا و بكت بكاء حتى استنفدت دموعها كلها فدفن الملك و إلى جانبه مايسي ، فعلمت ساندرا أنه لم يبقى شيء لتخسره و إنها مسألة و قت حتى تخسر من تحب أيضا فقررت أن تساعد وليام على الهرب من سجنه لتكفر عن ما حدث له بسببها ، و بعد الحادثة المؤلمة تأجل يوم الزفاف لشهر آخر و لم تستطع ساندرا أن ترفضه لكي لا يقتل آرثر الشخص الوحيد الذي تحبه و هو وليام ، و في يوم من الأيام طلبت ساندرا من ماري أن تساعدها على الوصول إلى وليام فطلبت منها أن تأتي لها بمنوم لتضعه في الأكل فيتناوله الحارسين الموجودين عند باب السجن ، فنفدت ماري ما طلبته منها الأميرة و أعدة أشهى الأطباق و اتجهت إليهما و عرضت عليهما فأكلا حتى سقطا أرضا و في تلك الليلة المظلمة تمكنت ساندرا من الوصول إلى سجن وليام فتحت الباب بهدوء شديد فوجدته ملقا على الأرض ، هزيل الجسم تملأ جسمه آثار التعذيب حتى إنه لم يستطع رفع رأسه لأنه ظن أن من دخل عليه هو واحد من الحراس أتى ليكمل تعذيبه ، فجلست إلى جانبه و رفعت رأسه و قالت هذه أنا يا وليام فلا تخف و ضمته إلى صدرها و الدموع تنهمر من أعينها .[/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا : كل الذي أصابك بسببي فلو لم أشترط عليك ذلك الشرط لكنت اليوم بأحسن حال ، سامحني أرجوك فلن أعيش ثانية أخرى إن لم تصفح عني و إني لجئتك بخبر أظنك ستكرهني من بعده ، فلقد توفيت مايسي و والدي في يوم واحد ، و لم تفارقني الدموع مند ذلك اليوم و ضميري يقتلني لأني أعتبر نفسي السبب في كل هذا .[/FONT]
[FONT=&quot]صمت وليام لمدة طويلة و الدموع تنزل من عينيه و جمد في مكانه فزاده ذلك ألما عن ألم ، فلقد عذب حتى ظهرت عظامه فوق لحمه و الآن مات قلبه و ماتت أعز ما كان يملك ، أخته التي عاش طول حياته و هو يحميها و يداوي مرضها .[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : أنا كنت في اليوم الذي طلبتي مني ذلك الأمر واعيا عما أفعله ، وإني إن فعلت ذلك لأني قد أحببتك حبا جما ، و لم لأندم على ذلك القرار ، فالحب تأتي معه التضحية و أنا مقتنع بذلك ، لكن ما حدت لمايسي أقسم بأني سأنتقم من آرثر شر الانتقام فلم يكن لها ذنب في هذه الحياة ، و إن كان قد حرمني من أختي فان يحرمني منك لأني تحملت كل شيء من أجل هذا الحب و إن خسرتك لن يبقى لدي شيء آخر .[/FONT]
[FONT=&quot]ساندرا : هدا الحب الذي في قلبك تجد مثله أو أكتر منه في قلبي و إني لن أنسى حبك ما حييت و إن لم تكن نصيبي فالموت أحق بي ، أما الآن فعليك أن تخرج من السجن فلا يوجد هناك فرصة أخرى ، و لقد تحققت من نوم كل الحراس فانطلق مسرعا لكي لا يراك أحد . نهض وليام و اتجه نحو باب القصر مسرعا فلم يدركه أحد حتى و صل إلى الغابة و الأمطار تنهمر بغزارة و الوحل في كل طريق و لم يكن يعرف أين هو أو أين يذهب حتى أحس بالضعف وهوان قوته فسقط مغشيا عليه وسط الأشجار و في ظلمة الليل الحالكة .[/FONT]
[FONT=&quot]حل الصباح و مع حلوله فتح وليام عينيه فوجد نفسه داخل كوخ لم يره في حياته فاستغرب لذلك ، ثم توجه إلى خارجه فوجد أربعة رجال يجلسون تحت شجرة ن فلما اقترب منهم وجد أنهم قطاع الطرق الذين هاجموا العربة في أول لقاء له مع ساندرا ، فشعر بالفزع للحظة حتى تذكر أنهم من أنقد حياته من الموت فقرر شكرهم .[/FONT]
[FONT=&quot]وليام : صباح الخير و شكرا لكم لإنقاذي ليلة أمس فلولاكم لكنت الآن من الهالكين ، و الفضل يعود لكم و لن أنسى معروفكم هذا و بالمناسبة إن اسمي هو وليام .[/FONT]
[FONT=&quot]قال أحدهم: دعك من الشكر و أخبرنا مادا كنت تفعل هناك في الليل وحدك ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قص عليهم و وليام قصته فوجد أن لديهم الهدف نفسه فلقد كانوا يكرهون الأمير آرثر و يحاولون القضاء عليه فعرضوا على وليام أن ينضم إليهم ، و يخططوا هم الخمسة لقتله.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي القصر كان الحال متوترا فلقد جن جنون آرثر لهروب وليام لكنه لم يكتشف أن ساندرا هي الفاعلة بل ألقى اللوم على الحارسين و قام بقتلهما ، و بعدها ظن أن وليام قد اختفى دون رجعة و انشغل بالتحضير للزفاف ، و كانت ساندرا لا تخرج من غرفتها إلا ناذرا أو لسبب ضروري و كانت تدعوا الله أن يكون وليام على قيد الحياة و قررت أنها ستتظاهر بأن حياتها تسير على ما يرام و كأن حب وليام كان مجرد نزوة و اختفت ، إلي أن تسمع عنه خبرا فتتبع قلبها أو تسمع خبر وفاته فتموت من بعده.[/FONT]
[FONT=&quot]و مرت الأيام و الأسابيع و وليام و أصدقائه يضعون خطة تلو الأخرى إلى أن جاء يوم الزفاف ، فخرج الأمير بعربته يجول في أنحاء القرية يتلقى التهاني و الورود من قبل أهل القرية ، و حوله الحراس يترقبون أي خطر يحيط به ، و في طريق العودة إلى قصره كانت العربة تسير وسط الغابة بهدوء حتى سقط الحارس الأول بسهم لم يدري من أين أتى و ما هي إلا لحظات حتى سقط كل الحراس و لم يبقى إلا آرثر يختبئ في عربته .[/FONT]
[FONT=&quot]اتجه وليام نحو باب العربة و فتحه و حين رآه آرثر اصفر وجهه كأنما قد رأى شبحا ، و جتى على ركبتيه يطلب العفو و الصفح و يقبل رجلي وليام و يبكي بكاء الأطفال و لم يرد عليه و وليام بكلمة واحدة بل أمسكه من شعره و ألقاه في على الأرض فوضع رجله على صدره و قال " أي ذنب اقترفت تلك الفتاة الصغيرة " ، فوجه سهما إلى صدره و أطلقه حتى اخترق عظامه ، فطلب من أصدقائه أن يرتدوا رداء الحراس في حين أنه ارتدى الرداء المخصص للأمير الموجود في العربة ، و طلب منهم أن يتجهوا إلى القصر و عند وصولهم فتح لهم الباب بالتحية و الورود حتى وقفت العربة عند البساط الأحمر ، و كانت هناك ساندرا بلباسها الأبيض و شعرها الأسود الحريري تذهل العين لرؤيتها حاملة معها ورودا جميلة ، مطأطئة رأسها كأنما الخيبة واضحة في عينيها ، حتى فتح أحد الحراس باب العربة و عند نزول وليام أول خطوة عم الصمت كل القصر و ذهل كل من كان هناك من الصغير إلى الكبير ، فاستغربت ساندرا لذلك و رفعت رأسها و إذ هو حبيب قلبها فجمدت في مكانها كالتمثال و ألقت الورود ثم اتجهت مسرعة إلى وليام فعانقته و هي تبكي دموع الفرح و البهجة و بكى معها كل من في القصر و عمت الأفراح كل القرية و زادت الأيام الزوجين حبا عل حب ثم رزقا بأول مولودة أسمياها مايسي تيمنا بأخته .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]كانت هذه القصة من كتابة الطالب " هواري عبد الواحد " [/FONT]
[FONT=&quot]أرجوا أن تكون قد نالت إعجابكم و شكرا على الاهتمام و القراءة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
قصــــة رآئــــــــــــعة حقــــــــآ
شكر’آ
تحــــــــــــيآتـــي
 
رد: قصة حب بعنوان : البحيرة الزرقاء

للأسف تم الرد البارحة وانحذف ...يمكن بسبب الذي حصل ف المنتدى
حتى مشاركتي قلت عما كانت عليه بالأمس
أتمنى استرجاع الردود:)
 
رد: قصة حب بعنوان : البحيرة الزرقاء

قصه عجبتني شكرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top