بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ *- وقع باسم شهيد من شهداء منطقتك مع بنبذة عن حياته. قال الله تعالى : "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الآية 23 من سورة الأحزاب.
- إن الجزائر منذ فجر التاريخ وهي تزخر بالبطولات والفدى وتقدم خيرة أبناءها يذودون عنها بالنفس والنفيس ، و يروونها بدماءهم الزكية قوافلا من الشهداء الأبرار. ومنذ دخول الإستعمار الفرنسي الى أرض الجزائر الطاهرة وهذا الشعب الأبي ما استكان للظلم والعدوان ولا الارض هدأت لحوافر خيل الظالمين فزلزلتها ولا تقبلت دبابات ومدافع و رشاشات وجيوش العدو الفرنسي ولا عدته ولا عتاده فدمرتها...ومنذ رفع راية الحق و اعلان الجهاد و مقاومة الاحتلال بقيادة الامير عبد القادر بن محي الدين مرورا بكل المقاومات الشعبية التي حذت حذوه و اتبعت نهجه في النضال و الكفاح الى ان جاء الوعد الحق و اعلان الحرب الشاملة و النضال تحت راية الكفاح المسلح عبر كل أرجاء الوطن شمالا وجنوبا شرقا وغربا حينما قرر ثلة من القادة الشجعان مع من انضوى تحت قبتهم من الرجال المخلصين لدينهم ووطنهم ليعلنوا الحرب شاملة في كل القطر الجزائري على فرنسا و عملائها . وكانت غرة شهر نوفمبر المباركة هي المحطة التي انطلقت منها أول رصاصة ، حيث سطر المجاهدون بطولاتهم بالحديد والنار وكتبوها بدماء الشهداء في كل شبر من أرض الجزائر و وقعوها نارا و نورا في سجل التارخ ، وتركوها وصمة عار على جبين فرنسا وقادتها. إخواني الأفاضل أخواتي الفضليات أعضاء وعضوات منتدانا الأشم منتدى اللمة الجزائرية هناك كثير من الشهداء المنسيين أو الغير معروفين في كل منطقة من مناطق الجزائر الشاسعة أو ولاية من ولايات الوطن. فلنميط عنهم اللثام وليوقع كل واحد منا ومنكم باسم شهيد من شهداء منطقته او ولايته و نكتب نبذة عن حياته . لأننا مهما فعلنا نحو هؤلاء الابطال لن نرد لهم جميلهم . ورحم الله شهدائنا الابرار. وانتظر تفاعلكم مع الموضوع وشكرا لكم أخوكم// كمال
لمحة تاريخية عن المجاهد البطل الشهيد المتوفي محمد بن الموفق بداوي
مولده ونشأته :
ولد الشهيد محمد بداوي بتاريخ 15مارس عام 1933 في قرية الروابع بلدية برج أخريص الواقعة شرق ولاية البويرة وسط أسرة طيبة متوسطة الحال . تربى يتيم الأب ، حيث فارق الحياة والده موفق بن البوزيدي بن علي بن البداوي وهو ابن سبعة أيام .
تحملت أمه عائشة بنت البوزيدي مقاري تربيته مع إخوته ، ولما بلغ السعي ذاق مرارة الفقر و تجرع قسوة اليتم وبدأ يعرف معاني كثيرة كالظلم ،الحرمان ، القهر ، الإستبداد ،الجهل ، الإستعمار . وأيقن في نفسه أن سبب كل هذه المآسي و الآلام بسبب وباء إسمه الإستعمار الفرنسي ، وازداد في نفسه مع الأيام كرهه للإستعمار ولكل من له صلة به عن قريب أو بعيد ، كما كبر بين جوانحه حبه لقريته و أهلها و حبه لوطنه وكان عزيز النفس قوي الشكيمة صادق اللهجة سليم الصدر طيب القلب.
هاجر الى فرنسا كرها مظطرا لأجل توفير لقمة العيش لأمه و أخوته وهو لم يتجاوز سن السابعة عشرة من عمره ، وفي هذه الظروف العصيبة و الصعبة عمل جاهدا للإتصال بذوي القلوب الرحيمة و العمل الصالح لمصلحة الجميع حيث استجاب الله عزوجل لسعيه الدؤوب وكلل خطاه ومسعاه بالنجاح وهو محاربة الإستعمار الفرنسي بشتى الوسائل. من أعماله رحمه الله تعالى:
كان مناضلا في صفوف جيش التحرير الوطني ، يجمع الإشتراكات من بين الجزائريين لمكافحة الاستعمار الفرنسي وعمل شهورا على هذا الحال ، ولم يرض عن عمله هذا حيث كان يصبو إلى عمل أكبر و أخطر من أجل وطنه العزيز فعاد إلى أرض الوطن .
قرر حين عودته إلى أرض الوطن و إلى ربوع قريته تحديدا أن يلتحق بإخوانه الفدائيين سنة 1958 مع ثلة من أبناء قريته ، حيث كانت هذه القرية المجاهدة محاطة بالقوات الفرنسية ومقر القيادة الفرنسية بثكنة عسكرية بمكان يسمى عين طير الزين يبعد ببضعة كيلومترات عن قرية الروابع.
ضغطت القوات الفرنسية على قرية الروابع كثيرا حينما علمت بخروجه منها والتحاقه بالفدائيين وعذبت الكثير من أهله و إخوته حتى تعرف مكان تواجده مع الفدائيي ، واستعملت كل وسائل الترغيب والترهيب للوصول إليه و الإمساك به ، ولما علم بما جرى للقرية و أهله بسببه ازداد غضبه واشتدت عزيمته وقوي إصراره على مواصلة الكفاح المسلح، مجاهدا في سبيل الله والوطن مع رفاقه الفدائيين إذ قاموا بعد أعمال فدائية وبطولية ضد القوات الفرنسية في ناحية جبل المحزم ببلدية تاقديت . وشاء القدر أن يقع أسيرا مع أربعة من رفاق السلاح بمنطقة تاقديت ، حيث قيدهم العدو الفرنسي و أخذوهم أسرى بسجن قطيريني بناحية ديرة وماهي إلا أيام معدودات حتى خطط للهرب بكل ذكاء و إصرار وشجاعة ، وفعلا فقد وفقه الله لذلك وفــر بأعجوبة من سجن قطيريني بعد أن حفر خندقاتحت جدار السجن . أغضب فراره الضابط الفرنسي و حير جنود العدو و أذهلهم ، و التحق ثانية برفقاء السلاح من الفدائيين و خاض معهم عدة معارك شرسة ضد القوات الفرنسية أشهرها معركة الحنش بنفس المنطقة ومعارك أخرى مشرفة.
وفي أواخر سنة 1961 ألقي القبض عليه ونقل مباشرة إلى سجن البرواقية بولاية المدية في حراسة مشددة وبقي أسيرا في زنزانته إلى غاية الإستقلال عام 1962.
حياته بعد الاستقلال بدأ محمد بن الموفق بداوي حياته العملية كعسكري في فرقة الدرك الوطني ، و في سنواته الأخيرة بفرقة الدرك الوطني تم نقله إلى مدينة البليدة وبقي بها حتى تقاعد عن العمل عام 1982.
عاد رحمه الله إلى مسقط رأسه بقرية الروابع و اشترى قطعة أرض واسعة في عين طير الزين التي تبعد عن قريته باميال معدودة ، وشيد مسكنا له هناك ليقض فيه آخر أيامه مع زوجته و أولاده، ويرتاح من جهد السنين الماضية وعناء العمل المتواصل ، ولكنه كلف بمسؤولية أخرى تتمثل في الأمانة العامة بقسمة جبهة التحرير الوطني . و هو الذي يعرف أن المسؤولية تكليفا وليست تشريفا ، وقبل أن يكون أمينا عاما لقسمة حزب جبهة التحرير الوطني ببلدية برج أخريص . وهذا لتاريخه النضالي ولما يمتاز به من صفات لا نجدها إلا في قليل من الرجال كقوة شخصيته و السمعة الطيبة و النزاهة و الاخلاص وكخصال حميدة منها صدق اللهجة و الشجاعة و الًإصرار و الوفاء. العشرية السوداء ومواقفه المشرفة:
وفي العشرية السوداء ناداه واجب الوطن من جديد وحمل السلاح لمكافحة الإرهاب و هو من شجع أبناء قرية الروابع وحثهم على رفع السلاح و التحدي لمجابهة الإرهاب . و بالفعل أقنعهم و لم يبق له إلا أن يجلب لهم السلاح ، وتم تسجيل أغلبهم ، وليبدأ معهم العمل المسلح بطريقة جد منظمة ، و بما أنه سيكون رئيسا ومسيرا على مجموعات الدفاع الذاتي ، فقد كانت فكرته أبعد من ذلك حيث كان يحثهم على حسن الانتشار و التفاهم و الصبر وعدم الخوف . و أن الأعمار و الأرزاق بيد الله وأن الأجل إذا حان لا يؤخر ولا يقدم . وكان يقول لهم ناصحا مشجعا أن أحسن وسيلة للتخلص من هؤلاء الإرهابيين هو تعقبهم في مخابئهم في الغابات و الجبال . وكان سيمثل خطرا كبيرا على الإرهابيين و بالفعل أقض مضاجعهم فدبروا له مكيدة كبيرة.
مقتله رحمه الله تعالى:
دبرت له مكيدة كبيرة ، بتواطئ إمام قرية عين طير الزين و ثلة من معارفه الخونة ، و باتوا في بيت هذا الإمام الخائن لدينه و وطنه وحق الجوار . و بيتوا له أمرا جللا وخططوا له باحكام ليتخلصوا منه نهائيا قبل أن يتم مشروعه و يجتث جذور الإرهاب من كل منطقة برج أخريص وضواحيها .
وفي صبيحة يوم السبت 09مارس 1996 على الساعة التاسعة تحديدا . وهو متجه إلى مقر عمله بقسمة جبهة التحرير الوطني ببلدية برج أخريص التي تبعد عن مقر سكناه بقرية عين طير الزين ببضعة أميال . وكان يقود سيارته وبجانبه إبنه الأصغر لخضر الذي لم يتعد سنه الثالثة عشرة من العمر أمامه محفظته ليكون في قسمه بإكمالية دريزي محمد . وهو في الطريق الرابط بين عين طير الزين و بلدية برج أخريص كمنت له مجموعة إرهابية كثيرة العدد حيث استوقفوه و أطلقوا عليه وابلا من الرصاص فأردوه قتيلا مع إبنه الصغير. وأخذوا سيارته و سلاحه وتركوهما على قارعة الطريق.
كانت جنازته مهيبة حضرتها السلطات المحلية يتقدمهم والي ولاية البويرة ، وضباط من الجيش الوطني الشعبي ، و المناضل الشجاع مخفي زيدان رحمه الله قائد مجموعات الدفاع الذاتي بناحية الأخضرية ، وجمع كبير من رفقاء السلاح ومجاهدو منطقة برج اخريص وسور الغزلان ومناطق البويرة ونواحيها. و ألقى والي الولاية كلمة مزاجها الأسى والأسف على الفقيد الشهيد ، وأشاد بأعماله ومواقفه الشجاعة و ترحم عليه ،ثم تلا الكلمة التأبينية سعيد بن أخيه الحاج عمر. ودفن في مقبرة الشهداء ببرج اخريص و وري جسده التراب يوم 10مارس1996 محاطا بجمع مهيب من الناس.
و اليوم تحمل إسمه الثانوية الجديدة ببرج أخريص تخليدا لذكراه و عرفانا بما قدمه من نفس ونفيس لتبقى الجزائر حرة مستقلة.
رحم الله شهداء الجزائر [FONT="]المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
بوجاني نذير المعروف باسمه الثوري العقيد لطفي ينحدر من أصول تركية من عائلة بودغن الاسطمبولي المعروفة بمدينة تلمسان[1]، ولد بتلمسان غرب الجزائر يوم 7 ماي 1934 ، التحق بالمدرسة الابتدائية بمدينته، ومن بعد أنضمّ إلى مدرسة مزدوجة التعليم (فرنسي-إسلامي) ، وفي هذه المدرسة بدأ يتشكّل وعيه السياسي.
نشاطه أثناء الثورة[عدل]
التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في أكتوبر 1955 بالمنطقة الخامسة وشغل منصب الكاتب الخاص للشهيد سي جابر لتلتحق به زوجته في نفس المنصب.كلّف بعدها بقيادة قسم تلمسان وسبدو وأشرف على تشكيل الخلايا السريّة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وأخذ اسما ثوريا هو "سي إبراهيم " واستطاع بفطنته وحسن تنظيمه أن يؤسّس للعمل الفدائي في الولاية الخامسة ، إذ شهد مطلع سنة 1956 تكثيف العمليات الفدائية ضد الأهداف الفرنسية. مع اكتشاف البترول بالجنوب الجزائري وزيادة اهتمام فرنسا بالصحراء ، تطوّع "سي إبراهيم" في صيف 1956 لقيادة العمليات العسكرية في الجنوب وخاض عدّة معارك ضارية أسفرت عن خسائر معتبرة في صفوف القوات الفرنسية.وفي جانفي 1957 عيّن قائدا على المنطقة الثامنة من الولاية الخامسة برتبة نقيب ثم رائد بمنطقة أفلو تحت اسم لطفي كما أصبح عضوا في مجلس إدارة الولاية الخامسة.وفي شهر ماي 1958 رقيّ لطفي إلى رتبة عقيد وعيّن قائدا للولاية الخامسة خلفا لقائدها السابق الصاغ الثاني ( العقيد ) هواري بومدين رحمه الله وهي فترة عرفت تكالبا فرنسيا شرسًا بعد مجيء ديغول وبناء خطي شال وموريس على الحدود الغربية والشرقية ، ممّا دفع العقيد لطفي إلى بذل جهدا عسكريا وتنظيميا كان له أثره في الحدّ من المجهود الحربي الفرنسي. وشارك مع فرحات عباس في زيارة إلى يوغوسلافيا للبحث عن الدّعم العسكري للثورة. بعد نهاية أشغال المجلس الوطني للثورة الجزائرية المنعقد في طرابلس بداية سنة 1960 فضّل العودة مع قوة صغيرة حتى لا يثير انتباه العدو الذي ضرب حصارا على الولاية الخامسة إلا أن القدر كتب له أن يستشهد مع نائبه الرائد فراج في معركة غير متكافئة مع قوات الاستعمار استخدمت فيها الطائرات والمدفعية الثقيلة وكان ذلك يوم 27 مارس 1960 بجبل غرب بشار.