Houari Abdelwahed
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 10 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 37
- نقاط التفاعل
- 79
- النقاط
- 3
- العمر
- 33
[FONT="]هذه القصة التي جمعتهما معا ، رزان : الفتاة الجميلة ، صاحبة الصوت العذب و الكلام الحلو ، ذات عينان بنيتان كبيرتان ، التي أحبت أيمن : الشاب الطويل صاحب البنية القوية ، و ذو ثقة كبيرة في نفسه . علاقة جمعتهما مليئة بالحب و الغرام ، أحيانا يتشاجران و لا يمر عليهما الوقت القصير حتى يتصالحا ، كانا لا يفترقان أبدا و كانت رزان تضع الأمل الكبير في حبيبها أيمن ، فقد سلمته قلبها مع روحها ، كانت تتكلم باسمه فقط ، ورغم كثرت العروض عليها لم تنظر في شخص غيره ، عاشا من الأيام ما جعلهما يفكران في مستقبل مشترك بينهما ، فكانت هذه الناحية الايجابية من علاقتهما ، غير أن أيمن كان يرافق أصدقاء لم يفرقوا بين الحب و الخداع ، فقد كانوا كالمغناطيس الذي يجذبه نحوهم . في أحد الأيام طلبوا منه الذهاب معهم إلى إحدى المدن لحضور سهرة ليلية ،فرفض لكنه أصروا عليه و أغروه بأن كل شيء على حسابهم مقابل ذهابه معهم فقط ، فاستسلم لنفسه و قضى ليلة مليئة بالغناء و شرب الخمر و الغوص في ملذات نفسه ، و كانت رزان تتصل به كل مرة فلا يرد عليها كما اعتادت على ذلك ، فراحوا يقابلون الفتاة تلو الأخرى و يأخذون الصور معهن فرحين مستبشرين ، و كأنهم يعملون عملا يزيد من رجولتهم ، لكن الرجل الحقيقي بعفته و شهامته و شجاعته و رصانة عقله ، فأولئك ذكور عار على الرجال ، و شتان بين الذكور و الرجال فكل رجل ذكر و ليس كل ذكر رجل ، أن يفرح الشخص بسهره مع العاهرات و يترك من تحبه في زاوية مظلمة فهذه هي قمة الانحطاط و العار ، فلا يحق لهم التكلم عن شرف و شجاعة الرجال .[/FONT]
[FONT="]حل صباح اليوم التالي و أشرقت الشمس بنورها الخلاب ، فأصبح أيمن و أصدقائه على ما أمسوا عليه يتحدثون و يتذكرون ما حصل لهم بافتخار و اعتزاز و كأنهم حرروا أرضا من محتلها ، ثم أمسك أيمن الهاتف و اتصل بحبيبته رزان مدعيا أنه كان مريضا ، لكنها صاحبة قلب أعماه الحب فصدقته و خافت عليه كثيرا ، فانطلقت مسرعتا إلى المكان الذي اعتادا الالتقاء فيه و في يدها بضع هدايا صغيرة ، فتكلما مع بعضهما البعض كثيرا و كان يتحدث معها بحب كأنما شيئا لم يحدث و أنه لم يمس على خطأ قد ارتكبه ، بل استمر في كذبته غير أن البراءة دائما ما تنتصر في الأخير مهما طال الزمن ، فعلى غفلة من أيمن أمسكت رزان هاتفه من أجل أن تأخذ صورة لهما مع بعضهما ، وحصرتاه على تلك النظرة المليئة بالخيبة و الدهشة و الذعر كلها مشاعر اجتمعت في لحظة واحدة بعد أن رأت صورته مع فتاة عاهرة ، فعجز لسانها عن النطق و ارتجفت يداها و ساد السكون عالمها و كأنها و حيدة في هذا الكون تسمع صدى صوتها يردد لها لقد خدعك قلبك ، و سالت الدمعة البريئة و لم تنطق بكلمة واحدة فطأطأت رأسها و أرجعت الهاتف لأيمن و لم تدع له الفرصة ليشرح أو يحاول التفسير و اتجهن مسرعة إلى منزلها و لم تنظر خلفها قط .[/FONT]
[FONT="]مرت الأيام و الأسابيع و الأشهر ولازال حال رزان كما كان بعد الافتراق ، ألم و بكاء و عذاب في الليل الساكن ، فيجعل الحب الخادع قلب المحب البريء محطما ،يسهر الليالي في صورة المستسلم الضعيف الذي سيطرت عليه مشاعره ، فكانت تبكي لساعات طويلة ، تحاول النسيان و لا تستطيع كانت قد غيرت رقم هاتفها ، و بريدها الالكتروني و أوقفت "الفيس بوك" الخاص بها ، و كانت لا تغادر المنزل إلا نادرا ، تحول عالمها من عالم يملأه الحب و العشق إلى عالم مليء بالعذاب و الألم ، هذا حال العاشق في زمني و في وطني ، أصبح الحب كلمة مشوهة في زمن المادة ، شوهه أصحاب القلوب المريضة و العقول الجاهلة التي تدعي الحب للوصول إلى غاية محددة ، إما أن يكون الشاب يدعي من أجل أخد ما يريد من الفتاة و إما من هذه من أجل ما عند الأول و ما يملك .[/FONT]
[FONT="]حاول أيمن الرجوع و طلب الصفح و قابلته بالرفض القاطع فكل مرت يسأل عنها عن طريق صديقتها سيرين و هي تجيبه بطلب الابتعاد عنها ، و في قلب رزان امتزج حبها له بحقدها على الرجال فكيف يلام الجمع على ما فعل الفرد منهم ؟ . و في أحد الأيام قررت أن تقبل برجل قام بخطبتها ، يقطن في مدينة أخرى غير مدينتها ، اسمه صهيب و كان في قمة الرجولة ، محبوبا بين أصدقائه و جيرانه و لا يسأل عنه أهل رزان حتى تأتيهم الإجابة بأنه رجل شهم ، فأعطى رزان حقها من الاهتمام و المكانة التي و جب أن يقدمها الرجل لخطيبته أو لزوجته المستقبلية ، بل قدم لها أكثر مما وجب عليه ، فجعلها تبتسم من جديد ظاهريا لكنها تبكي داخليا و كأنما قبلت به انتقاما من أيمن ، و ما أغباها الأعمال التي تأتي نتيجة الانتقام ، فاهتم صهيب بها و جعلها تسكن قلبه فعشقها ووفر لها ما تتمناه كل فتاة من اهتمام و حب و صدق و إخلاص فكان يحب سماع قصصها و التفريج عنها ، و لكنه لم يكن يدري أنها تحمل الحب و الكره في لشخص واحد ،هي تكره بعقلها من يحبه قلبها و تحاول أن تجعل خطيبها هو عشقها .[/FONT]
[FONT="]دخلت سيرين إلى منزل صديقتها رزان ، تحمل كعادتها من الأخبار الكثير ، غير أنها كانت تحمل رسالة و كان مرسلها أيمن ، هذه سيرين تمثل الصداقة المزيفة في زمني ، كيف لفتاة تحضر شيئا لصديقتها من طرف شخص كان سببا في تدمير حياتها ، بل و هي تعلم أن رزان مخطوبة و لكنها مع ذلك تجرأت أن تأتيها بالرسالة و كان شيئا لم يحدث ، فالصديقة الحقيقة هي التي تحزن لحزن صديقتها و تضع خطا أحمر على من يجعلها تعاني و تغضب لغضب صديقتها و توجهها لما يصلح لحياتها و ليس أن تتبع قلبها دائما . بدأت سيرين القراءة في الرسالة : " عزيزتي رزان أخطأت و أنا ككل إنسان يخطئ ، تعذبت و ندمت و أعترف أنني أحمق لأني ارتكبت ذلك الخطأ ، و أنا السبب في كل شيء ، فقد أعماني أصدقائي و اعموا بصيرتي ، لكن لم يأخذوا مني حبك الذي يسكن قلبي ، أنا نادم لفقدانك و ندمي أبدي و أعلم أنك انتقمت مني لقبولك بخطيبك و قد نجحت في ذلك ، إن كنت أريد شيئا من هده الدنيا ، فأنا أريد صفحك و مسامحتك لي أرجوا أن أسمع صوتك و لو لمرة واحدة فاتصلي بي أرجوك " .[/FONT]
[FONT="]أنهت سيرين قراءتها للرسالة و عينا رزان تسيل بالدموع ، فعوض أن تحرق سيرين الرسالة قبل وصولها لمستقبلتها زادت على ذلك بإخبارها أنها قد أشفقت على أيمن و أنه يستحق فرصة أخرى بحجة أن أي إنسان يخطئ ، مالت مشاعر رزان قليلا إلى الحنين و قبلت أن تتكلم معه في الهاتف شرط أن تكون مرة وحيدة فقط ، فكان حديثهما عتابا و بكاء من طرف رزان و اكتفى أيمن بالاستماع و محاولة إظهار نفسه بمظهر البريء ن و طلب منها أن تسامحه بكلمات معسولة بالحب و الحنين ، و كان هدا الخطأ الكبير الذي ارتكبته رزان و لم تتعلم مما سبق و لم تحمد الله على ما عوضها به و هو صهيب ، فاستبدلت من قرع باب منزلها و جاءها بحب صادق بشخص سبق و بدلها بأرخص العاهرات ، فخرقت شرطها و تكلمت مع أيمن مرة ثانية و تالية و رابعة ..... حتى أصبح الحديث بينهما كما كان سابقا ، فالقلب للعشيق المخادع و الخداع للرجل الصادق ، غريبة هده المشاعر و هذا الزمن ،أحبت من خدعها و سامحته و خدعت من أحبها و سامحت نفسها و ما أكترهن في زمننا هذا ، تلك الفتيات اللواتي يخطبن لكنهن يتلاعبن بالرجال ، و في الحقيقة هن غبيات سفيهات حمقا وات لا يستحققن الحب و التقدير ، لأنهن لم يعطن قيمة لأنفسهن و لأهلهن الدين أعطوا كلمة لرجل ما بقبوله و هذه الكلمة كانت في الزمن الماضي صلبة كالفولاذ ، الذي تآكل في زمننا هذا .[/FONT]
[FONT="]اقترب موعد الزفاف و بقي عليه شهر واحد ، و أيمن يلح على رزان بأن تفسخ خطبتها لكن العائق كان عائلة رزان التي أحبت صهيب حب الصهر الصالح ، ووجدوا فيه الرجل المناسب لابنتهم ، و كل يوم يزيد إصرار أيمن و تكثر وعوده بخطبتها بعد أن تفسخ ما بينها و بين صهيب ، و حمقاء من تصدق الوعود الكاذبة هذه ، قبل أسبوعين على الزفاف استسلم أيمن للقدر و علم أن رزان راحلة لا محالة ، فطلب منها كطلب أخير أن يلتقيا و يكون آخر يوم لوداعهما ، فتزينت و خرجت من المنزل بحجة أنها ذاهبت إلى منزل صديقتها ليشتريا أشياء خاصة بالزفاف و التقت به في إحدى الأزقة الخالية ، فركبت معه في سيارته فكانوا هم الثلاثة هي و هو و الشيطان بينهما ، فرفعا صوت الموسيقى و انطلقا في الطريق السريع ،متجهين إلى مكان يختليا به ، فكانت سرعتهما كبيرة و كانا يتجاوزان السيارة تلو الأخرى ، و رزان فرحة مبتسمة و تصرخ من الفرحة ، فحصل تجاوز في غير محله ليتقابلا مع شاحنة كبيرة ، فصرخت رزان صرخة قوية لتصطدم السيارة بالشاحنة التي لم يصب سائقها سوى بجروح طفيفة عكس أيمن الذي توفى في مكانه و نقلت رزان إلى المستشفى ، لتستفيق بعد يومين من ذلك و لكنها لم ترى سوى الظلام ، نعم لأنها فقدت بصرها و أصيبت بشلل في أرجلها ، فأحس والداها بالعار أكثر من الأسف عليها فكيف يقابلون صهيب و قد فعلت فعلتها ، فمر عليها صهيب في المستشفى فوضع خاتم الزواج قربها و قبلها على جبينها قائلا : " أردت أن تكوني لي وحدي و لكنك كنت لغيري أكثرمما كنت لي ، فشاء الله أن لا يكون أي واحد منا للآخر أدعوا الله أن يتجاوز عنك " .[/FONT]
[FONT="]كانت هذه قصة تعبر عن الوضع الذي نعيشه في زمننا و أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم [/FONT]
[FONT="]أخوكم " هواري عبدالواحد "[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]حل صباح اليوم التالي و أشرقت الشمس بنورها الخلاب ، فأصبح أيمن و أصدقائه على ما أمسوا عليه يتحدثون و يتذكرون ما حصل لهم بافتخار و اعتزاز و كأنهم حرروا أرضا من محتلها ، ثم أمسك أيمن الهاتف و اتصل بحبيبته رزان مدعيا أنه كان مريضا ، لكنها صاحبة قلب أعماه الحب فصدقته و خافت عليه كثيرا ، فانطلقت مسرعتا إلى المكان الذي اعتادا الالتقاء فيه و في يدها بضع هدايا صغيرة ، فتكلما مع بعضهما البعض كثيرا و كان يتحدث معها بحب كأنما شيئا لم يحدث و أنه لم يمس على خطأ قد ارتكبه ، بل استمر في كذبته غير أن البراءة دائما ما تنتصر في الأخير مهما طال الزمن ، فعلى غفلة من أيمن أمسكت رزان هاتفه من أجل أن تأخذ صورة لهما مع بعضهما ، وحصرتاه على تلك النظرة المليئة بالخيبة و الدهشة و الذعر كلها مشاعر اجتمعت في لحظة واحدة بعد أن رأت صورته مع فتاة عاهرة ، فعجز لسانها عن النطق و ارتجفت يداها و ساد السكون عالمها و كأنها و حيدة في هذا الكون تسمع صدى صوتها يردد لها لقد خدعك قلبك ، و سالت الدمعة البريئة و لم تنطق بكلمة واحدة فطأطأت رأسها و أرجعت الهاتف لأيمن و لم تدع له الفرصة ليشرح أو يحاول التفسير و اتجهن مسرعة إلى منزلها و لم تنظر خلفها قط .[/FONT]
[FONT="]مرت الأيام و الأسابيع و الأشهر ولازال حال رزان كما كان بعد الافتراق ، ألم و بكاء و عذاب في الليل الساكن ، فيجعل الحب الخادع قلب المحب البريء محطما ،يسهر الليالي في صورة المستسلم الضعيف الذي سيطرت عليه مشاعره ، فكانت تبكي لساعات طويلة ، تحاول النسيان و لا تستطيع كانت قد غيرت رقم هاتفها ، و بريدها الالكتروني و أوقفت "الفيس بوك" الخاص بها ، و كانت لا تغادر المنزل إلا نادرا ، تحول عالمها من عالم يملأه الحب و العشق إلى عالم مليء بالعذاب و الألم ، هذا حال العاشق في زمني و في وطني ، أصبح الحب كلمة مشوهة في زمن المادة ، شوهه أصحاب القلوب المريضة و العقول الجاهلة التي تدعي الحب للوصول إلى غاية محددة ، إما أن يكون الشاب يدعي من أجل أخد ما يريد من الفتاة و إما من هذه من أجل ما عند الأول و ما يملك .[/FONT]
[FONT="]حاول أيمن الرجوع و طلب الصفح و قابلته بالرفض القاطع فكل مرت يسأل عنها عن طريق صديقتها سيرين و هي تجيبه بطلب الابتعاد عنها ، و في قلب رزان امتزج حبها له بحقدها على الرجال فكيف يلام الجمع على ما فعل الفرد منهم ؟ . و في أحد الأيام قررت أن تقبل برجل قام بخطبتها ، يقطن في مدينة أخرى غير مدينتها ، اسمه صهيب و كان في قمة الرجولة ، محبوبا بين أصدقائه و جيرانه و لا يسأل عنه أهل رزان حتى تأتيهم الإجابة بأنه رجل شهم ، فأعطى رزان حقها من الاهتمام و المكانة التي و جب أن يقدمها الرجل لخطيبته أو لزوجته المستقبلية ، بل قدم لها أكثر مما وجب عليه ، فجعلها تبتسم من جديد ظاهريا لكنها تبكي داخليا و كأنما قبلت به انتقاما من أيمن ، و ما أغباها الأعمال التي تأتي نتيجة الانتقام ، فاهتم صهيب بها و جعلها تسكن قلبه فعشقها ووفر لها ما تتمناه كل فتاة من اهتمام و حب و صدق و إخلاص فكان يحب سماع قصصها و التفريج عنها ، و لكنه لم يكن يدري أنها تحمل الحب و الكره في لشخص واحد ،هي تكره بعقلها من يحبه قلبها و تحاول أن تجعل خطيبها هو عشقها .[/FONT]
[FONT="]دخلت سيرين إلى منزل صديقتها رزان ، تحمل كعادتها من الأخبار الكثير ، غير أنها كانت تحمل رسالة و كان مرسلها أيمن ، هذه سيرين تمثل الصداقة المزيفة في زمني ، كيف لفتاة تحضر شيئا لصديقتها من طرف شخص كان سببا في تدمير حياتها ، بل و هي تعلم أن رزان مخطوبة و لكنها مع ذلك تجرأت أن تأتيها بالرسالة و كان شيئا لم يحدث ، فالصديقة الحقيقة هي التي تحزن لحزن صديقتها و تضع خطا أحمر على من يجعلها تعاني و تغضب لغضب صديقتها و توجهها لما يصلح لحياتها و ليس أن تتبع قلبها دائما . بدأت سيرين القراءة في الرسالة : " عزيزتي رزان أخطأت و أنا ككل إنسان يخطئ ، تعذبت و ندمت و أعترف أنني أحمق لأني ارتكبت ذلك الخطأ ، و أنا السبب في كل شيء ، فقد أعماني أصدقائي و اعموا بصيرتي ، لكن لم يأخذوا مني حبك الذي يسكن قلبي ، أنا نادم لفقدانك و ندمي أبدي و أعلم أنك انتقمت مني لقبولك بخطيبك و قد نجحت في ذلك ، إن كنت أريد شيئا من هده الدنيا ، فأنا أريد صفحك و مسامحتك لي أرجوا أن أسمع صوتك و لو لمرة واحدة فاتصلي بي أرجوك " .[/FONT]
[FONT="]أنهت سيرين قراءتها للرسالة و عينا رزان تسيل بالدموع ، فعوض أن تحرق سيرين الرسالة قبل وصولها لمستقبلتها زادت على ذلك بإخبارها أنها قد أشفقت على أيمن و أنه يستحق فرصة أخرى بحجة أن أي إنسان يخطئ ، مالت مشاعر رزان قليلا إلى الحنين و قبلت أن تتكلم معه في الهاتف شرط أن تكون مرة وحيدة فقط ، فكان حديثهما عتابا و بكاء من طرف رزان و اكتفى أيمن بالاستماع و محاولة إظهار نفسه بمظهر البريء ن و طلب منها أن تسامحه بكلمات معسولة بالحب و الحنين ، و كان هدا الخطأ الكبير الذي ارتكبته رزان و لم تتعلم مما سبق و لم تحمد الله على ما عوضها به و هو صهيب ، فاستبدلت من قرع باب منزلها و جاءها بحب صادق بشخص سبق و بدلها بأرخص العاهرات ، فخرقت شرطها و تكلمت مع أيمن مرة ثانية و تالية و رابعة ..... حتى أصبح الحديث بينهما كما كان سابقا ، فالقلب للعشيق المخادع و الخداع للرجل الصادق ، غريبة هده المشاعر و هذا الزمن ،أحبت من خدعها و سامحته و خدعت من أحبها و سامحت نفسها و ما أكترهن في زمننا هذا ، تلك الفتيات اللواتي يخطبن لكنهن يتلاعبن بالرجال ، و في الحقيقة هن غبيات سفيهات حمقا وات لا يستحققن الحب و التقدير ، لأنهن لم يعطن قيمة لأنفسهن و لأهلهن الدين أعطوا كلمة لرجل ما بقبوله و هذه الكلمة كانت في الزمن الماضي صلبة كالفولاذ ، الذي تآكل في زمننا هذا .[/FONT]
[FONT="]اقترب موعد الزفاف و بقي عليه شهر واحد ، و أيمن يلح على رزان بأن تفسخ خطبتها لكن العائق كان عائلة رزان التي أحبت صهيب حب الصهر الصالح ، ووجدوا فيه الرجل المناسب لابنتهم ، و كل يوم يزيد إصرار أيمن و تكثر وعوده بخطبتها بعد أن تفسخ ما بينها و بين صهيب ، و حمقاء من تصدق الوعود الكاذبة هذه ، قبل أسبوعين على الزفاف استسلم أيمن للقدر و علم أن رزان راحلة لا محالة ، فطلب منها كطلب أخير أن يلتقيا و يكون آخر يوم لوداعهما ، فتزينت و خرجت من المنزل بحجة أنها ذاهبت إلى منزل صديقتها ليشتريا أشياء خاصة بالزفاف و التقت به في إحدى الأزقة الخالية ، فركبت معه في سيارته فكانوا هم الثلاثة هي و هو و الشيطان بينهما ، فرفعا صوت الموسيقى و انطلقا في الطريق السريع ،متجهين إلى مكان يختليا به ، فكانت سرعتهما كبيرة و كانا يتجاوزان السيارة تلو الأخرى ، و رزان فرحة مبتسمة و تصرخ من الفرحة ، فحصل تجاوز في غير محله ليتقابلا مع شاحنة كبيرة ، فصرخت رزان صرخة قوية لتصطدم السيارة بالشاحنة التي لم يصب سائقها سوى بجروح طفيفة عكس أيمن الذي توفى في مكانه و نقلت رزان إلى المستشفى ، لتستفيق بعد يومين من ذلك و لكنها لم ترى سوى الظلام ، نعم لأنها فقدت بصرها و أصيبت بشلل في أرجلها ، فأحس والداها بالعار أكثر من الأسف عليها فكيف يقابلون صهيب و قد فعلت فعلتها ، فمر عليها صهيب في المستشفى فوضع خاتم الزواج قربها و قبلها على جبينها قائلا : " أردت أن تكوني لي وحدي و لكنك كنت لغيري أكثرمما كنت لي ، فشاء الله أن لا يكون أي واحد منا للآخر أدعوا الله أن يتجاوز عنك " .[/FONT]
[FONT="]كانت هذه قصة تعبر عن الوضع الذي نعيشه في زمننا و أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم [/FONT]
[FONT="]أخوكم " هواري عبدالواحد "[/FONT]
[FONT="] [/FONT]