Houari Abdelwahed
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 10 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 37
- نقاط التفاعل
- 79
- النقاط
- 3
- العمر
- 33
كتابة : هواري عبد الواحد
[FONT="]كانت سنة ألفين و ثمانية ، سنة سعيدة لبعض الناس و سيئة للبعض الآخر ، لكنها كانت جيدة بالتأكيد لفؤاد الفتى صاحب العشرين سنة ، لأنه تحصل على شهادة البكالوريا بمعدل جيد قدر ب أربعة عشر ، كان فؤاد يتيم الأب يسكن مع أخته و أمه ، يعيلهما و يكافح من أجل سعادتهما ، فكان ينظم وقته بين الدراسة و العمل من أجلهما ، فسجل في شعبة الإعلام الآلي في جامعة ولايته ، فقد كان يمتاز بذكاء فذ و ذاكرة قوية ، لكن كانت حالته العائلية صعبة لأن الفقر يلازمه ، و لم يكن يتذمر لشيء بل يحمد الله على كل صغيرة و كبيرة ، فكان إن وجد ما يعيل به عائلته اليوم ، أصابته الحيرة عما سيفعل في الغد ،كان يعمل في أحد المقاهي حتى منتصف الليل ، لكن ما عساه يفعل غير ذلك ، و كانت عائلته الشيء الوحيد الذي يشغله ، يتصف فؤاد بعدة صفات لكن أفضلها هو تواضعه و تسامحه .[/FONT]
[FONT="]اقترب موعد الدخول إلى الجامعة ، وكان فؤاد على أتم الاستعداد ، فجاء اليوم الأول و اتجه هو و صديقه سعيد إلى الجامعة ، متوترين غير مدركين أي شيء عن الكلية و كيفية عملها ، فوجدا ضالتهما في كلية العلوم و التكنولوجيا ، لكن اليوم الأول كان مجرد تقدمة لاستعمال الزمن و البرامج الدراسية ،[/FONT]
[FONT="]ليعود فؤاد في الأسبوع الثاني مع بداية الدراسة ، دخل هو و سعيد و جلسا و بدآ بملاحظة زملائهم ، ويوما بعد يوم اعتادا على مسار الدراسة .[/FONT]
[FONT="]في أحد الأيام الدراسية كان لفؤاد درس تطبيقي في الإعلام الآلي ، فبدأ الأستاذ بتقسيم الطلبة على شكل ثنائي لكن سعيد لم يكن في نفس الفوج مع فؤاد الذي جلس وحيدا في بادئ الأمر، و مر عليه يضع دقائق حتى جلست إلى جانبه فتاة أقل ما يقال عنها أنها خلابة بجمالها ، ذات أعين زرقاء و شعر طويل و ابتسامة عريضة جميلة ، أنيقة في ملابسها و كان اسمها "سمر" ، فدار بينهما حديث خفيف حول ما سيفعلانه في ذلك التطبيق حتى اكتشفت سمر أنها بجانب شاب ذكي جدا فهو ينفد الأمر المطلوب منه في وقت قصير جدا ، هدا لأن فؤاد كان عبقريا جدا على مستوى الحاسوب ، فبهرت بذكائه ، و مرت الحصص بعد ذلك و كل مرة يجلسان مع بعضهما ، و كان فؤاد يحكي لسعيد على كل دقيقة جلسها إلى جانبها ، حتى بدأ الشك يخالجه فيما إذا كان حديثه عنها صدفة أم هو طريق يقوده إلى الحب .[/FONT]
[FONT="]هدا هو السهم الذي يصيب العاشق فلا يدري من أين أصيب ، فيجد الشخص نفسه معجبا ثم محبا ثم عاشقا ثم متيما ثم هائما . و كان سعيد قد علم أن فؤاد معجب بل أكثر من ذلك بسمر و في أحد الأيام إذ هما يسيران في أرجاء الجامعة ، حتى مرت عليهما سيارة جميلة جدا من نوع "مرسيدس" وفيها أربع فتيات ، حتى توقفن و إذ بهما يدهشان بعد اكتشافهما أنها سيارة سمر ، فسألا عنها أحد زملائهما فأخبرهما أنت ابنة شخص غني جدا ، فخاب ظن فؤاد كثيرا فقد أصبح يراها بعيدة عن متناوله و كان سعيد يطلب منه أن ينساها و يتخطى الأمر مخافة أن تكون مثل الفتيات المغرورات المدللات ، حيث أنهن يعتقد أن الدنيا مال فقط ، و يسخرن من الفقراء و كأنهم أصبحوا كذلك رغبة منهم ، لكن كانت سمر متواضعة جدا و حذرة في نفس الوقت فلم تكن تتق في كل من يحاول مغازلتها لأنها كانت جميلة ، و هي أيضا كانت تكتم إعجابها بفؤاد و ذلك أنه كان يحترمها جدا و يتكلم معها بأسلوب غير الذي اعتادته من عند غيره لكنها لم تصارحه بإعجابها خوفا منها أن يكون مزيفا ، فكان اللقاء بينهما في الحصص التطبيقية دائما و أصبحا يلتقيان في المكتبة بحجة الدراسة ، لكن في قلب كل واحد منهما حب و خوف فهو يخاف من أن تكون رافضتا للارتباط بشخص فقير ، و هي تخاف من أن الوجه الذي يقابلها به مجرد قناع ليس إلا ، فتغيرت الأحاديث من الدراسة إلى الأمور الشخصية حتى حكا لها عن عائلته و وضعيته فتعاطفت معه كثيرا فارتاح قلبه من خوفه و هي وجدت فيه الرجل الذي اجتمعت فيه صفات الرجولة من شهامة و صراحة و عفة ، فضرب سهم الحب قلبها ، و كان فؤاد يلبس دائما ألبسة معينة و ليست كثيرة ، لم يكن يغيرها كثيرا طبعا لفقره الذي منعه من أن ينوع في الألبسة المختلفة ، و كانت سمر عندما ترجع إلى صديقاتها ، يقلن لها ساخرات " قولي له أن يغير ملابسه أو سنشتري له نحن ملابس جديدة " ، كن يقلن هدا الكلام غير مدركات أن سمر تحبه ، و هي لم تخبرهم لأنهن مجموعة من الغبيات اللواتي نجد منهن الكثير في هذا الزمن ، كيف نسخر من ملابس شخص و نحن لا نعلم ماذا يعاني في حياته ؟ ربما فقير لا يستطيع شراء الملابس ، من السفاهة أن نتكلم من غير علم على أناس لا نعرفهم ، فالفقر ليس عيبا و كم من رجل فقير هو سيد الرجال ، و كم من فتاة فقيرة هي أميرة الفتيات .[/FONT]
[FONT="]في أحد الأيام و بعد انتهاء الحصة التطبيقية ، كان الجو ممطرا و عاصفا و البرد شديد ، فكانت سمر تمشي بحذر في طريقها إلى سيارتها حتى وقعت فضحك جميع من كانوا حولها ، و ما إن رفعت رأسها حتى وجدت يدا تساعدها على النهوض ، نعم لقد كان ذلك فؤاد الذي اهتز قلبه مع سقوط محبوبته ، فوقفت تشكره ، و نظرت نظرة حادة في صديقاتها لأنهن ضحكن دون أن يساعدنها ، فعرضت على فؤاد أن توصله إلى منزله في سيارتها ، فركبا السيارة و ساد الصمت بينهما ، فلم يكن هناك صوت سوى صوت الموسيقى الهادئة من مذياع السيارة ، حتى بدأت أغنية كانت تحبها سمر كثيرا ، و كانت أغنية عقيل "العشق الممنوع" ، فاحمرت خجلا و توتر فؤاد و طلب منها أن تتوقف قليلا إلى جانب الطريق فتوقفت .[/FONT]
[FONT="]فؤاد : تحملت ما يكفي و آن الآن لأخبرك الحقيقة ، أنا أحبك يا سمر بل أعشقك و أعشق كل شيء يقربني إليك ، فمها قلت فلن أصف لكي مدى حبي الحقيقي ، أخاف أن يأخذك غيري فأكون نادما طوال حياتي ، أرجوك أخبريني هل تبادليني الشعور أم لا ، صارحيني أرجوك .[/FONT]
[FONT="]نظرت سمر في عينيه و صمتت صمتا رهيبا ثم قالت :[/FONT]
[FONT="]سمر : لكن أكذب عليك ، أنت شخص رائع جدا لكني لا أحبك .[/FONT]
[FONT="]ذهل فؤاد لما سمعه و دارت الدنيا من حوله و اصفر وجهه و فتح باب السيارة راغبا في الخروج فسمع صوتا يقول .[/FONT]
[FONT="]سمر : انتظر أيها الغبي ، أنا لا أحبك ، بل مجنونة بحبك .[/FONT]
[FONT="]عاود الصمت كرته و ساد السكون التام بينهما فنظر إلى عينيها و قال : أعدك أني سأحبك و سأظل أحبك و أكون مخلصا لكي وحدك .[/FONT]
[FONT="]سمر : أعدك أني سأحبك أكثر مما أحببتني و لن أنظر لشخص غيرك .[/FONT]
[FONT="]دخل فؤاد منزله و يكاد قلبه يطير من السعادة فلاحظت أمه ذلك ، فأخبرها أنه يحب فتاة فأوصته كما تفعل أي أم بأن لا يتلاعب بأي فتاة في حياته و فرحة أخته كثيرا له ، لتراه أول مرة يهتم بسعادته فلقد كان جل اهتمامه العمل و التعب ، و أعطته نصائح تتعلق بمعاملة الفتيات فعمل بها ، و كانت علاقتهما علاقة حب واحترام و تضحية و اهتمام و إخلاص و صدق ، كيف يمكن أن ننجح علاقتنا بمن نحب بدون هده العناصر الستة ، لا يمكننا الاستغناء عن أي عنصر فهي متكاملة مع بعضها البعض ، وما أجمل الحب حين يكون داخل أسوار الاحترام ، لهذا لا يفرق الحب بين الفقير و الغني بل هي مسألة قلوب ترتاح لبعضها البعض .[/FONT]
[FONT="]مرت الأيام على العشيقين و هما لا يفترقان أبدا ، فكان يحسدهما الكثير من الناس لوفائهما لبعضهما البعض ، إلى أن جاءت العطلة الصيفية ، و في أحد أيامها الحارة ، سمعت سمر دقا على باب منزلها فهمت بفتح الباب ، و عند فتحه وجدت فؤاد مع أمه و أخته فاحمرت خجلا و دخلت مسرعة تاركتا الباب مفتوحا ، حتى أتت أمها فأدخلتهم و عرضت عليهم الشاي و أطلعتها أم فؤاد أنها جاءت لخطبة ابنتها و دار بينهم حديت طويل تكلموا فيه عن كل شيء لديهم ، وكان العشيقين يجلسان أما بعضهما صامتان و يتكلمان فقط بأعينهما ، فكان لقاءا أولا تعارفا فيه ، و في المرة الثانية كانت كالأولى لكن بحضور والد سمر الذي فاجأهم بالرفض و قال : لا نستطيع أن نقدم لكم ابنتنا و نحن آسفون ن فذهل الجميع فحاولت سمر أن تتكلم فأسكتها بنظرة حادة طالبا منها الصمت ، فتحطم عالم فؤاد في تلك اللحظة و خرج من ذلك المكان و تتملكه مشاعر الغضب و الحزن و الدهشة ، في ذلك الحين كان يدور حوار بين الأب و ابنته فخاطبها بلهجة عنيفة ، موجها لها عدة أسئلة : كيف سأقبل بفقير لا يملك شيئا ؟ كيف سيعيلك ؟ و كيف سأواجه أصدقائي صاحبي النفوذ و أنا صهري فقير جدا ، دعك من ترهات الحب و اصمتي فانك لن تريه ثانية لأنه عرضت علي فرصة عمل بعيدا عن هذه المدينة و مهما فعلتي فسأظل أنا أباك الذي سيدعو عليك إن حاولت التكلم معه ثانية ، فسقطت سمر على ركبتيها و هي تبكي بكاء حتى نشفت دموعها فمادا تفعل و هي بين الحب و بين معصية والدها ، فاستسلمت لوالدها لأنها تعرف ما معنى سخط الوالد عليها ، و كان قد ذهب والدها إلى فؤاد و أمره أن يبتعد عنها لأنها سترحل بعيدا عنه .[/FONT]
[FONT="]افترق العشيقان و ابتعدا عن بعضهما البعض ، و لا تمر عليهما ليلة دون بكاء و حنين لبعضهما فكانا يبتسمان للناس و قلبهما مجروح مقطع، فزادت الأمور سوءا لفؤاد بمرض أمه ، عندما رأته لا يأكل إلا قليلا و لا يبتسم كما كان ، و كان حال سمر أسوء منه فلم تكلم والدها بعد دلك إلا كلمات قليلة عندما يأمرها بشيء أو يسألها ، فعزلت نفسها عن العالم و ظلت وحيدة دون أصدقاء ، حتى إنها لم تعد تهتم لمظهرها كيف ما كان .[/FONT]
[FONT="]مرت الأسابيع و الأشهر و السنوات ، تغير فيها كل شيء ما عدا حبهما لبعضهما ، فكانا يدعوان في كل صلاة أن يجمعهما القدر يوما ما ، فعادت الأيام كما كانت عند فؤاد ليهتم بأمه حيت أن أخته تزوجت من صديقه سعيد و كانت تعيش معه أيام جميلة جدا وفي سنة تحصله على الشهادة ، عمل على صنع لعبة الكترونية ضمن اختصاصه ، لعبة تعمل في الهواتف النقالة و الموقع الالكتروني "فيسبوك" ، كانت لعبة عن شخص يجتاز المخاطر من أجل إنقاذ أميرته ، فأعطى لها اسم "سمر" تيمنا بمن أحب و لا زال يحب ، و جاء يوم العرض و القاعة مملوءة من أساتذة و مشرفين و أصدقاء لفؤاد و كذلك أمه و أخته و زوجها سعيد الذي يحمل طفلا له أسماه "فؤاد" ، فبدأ بافتتاح عرضه فذهل الجميع مما قدمه ، و عند انتهائه لم يبقى أحد جالسا بل وقف الكل مصفقين معجبين بذلك الانجاز فهنأه الجميع و حياه ، حتى انفرد به أحد الأساتدة المرموقين في الجامعة و أعطاه نصيحة في أن يقوم بعرض تلك اللعبة للبيع و أعلمه أنه سيساعده في ذلك ، فاحتفل الجميع في ذلك اليوم و كان من أسعد الأيام في حياة فؤاد الذي كانت تنقصه سوى حبيبته ، و في الجهة المقابلة كانت سمر تختم عرضها الذي هو بعنوان " برمجة الأنظمة الالكترونية" و حازت على نقطة جيدة و احتفلت هي كذلك و قلبها عند حبيبها ما زال يأمل بلقائه .[/FONT]
[FONT="]بعد دلك بأسبوع التقى فؤاد بأستاذه و في يده ملف و قرص مضغوط يحتوي على كل المعلومات حول اللعبة ، فقاما بإرسال نسختين الأولى لشركة "سامسونغ" للهواتف النقالة و الثانية لشركة "فيسبوك"[/FONT]
[FONT="]، فأتى الرد بعد أسبوع ، عرضت شركة سامسونغ على فؤاد مبلغا كبيرا بخمسة ملايين دولار إضافة إلى تنصيبه رئيسا في شركة الاتصالات الخاصة بوطنه و التي لديها اتصال مباشر مع شركة "سامسونغ" ، و كما عرضت شركة "فايسبوك" مبلغ سبعة ملايين دولار عليه ، فأصابته الدهشة و جمد في مكانه ساعة كاملة و كأنه في حلم ، فقبل بالعرض الأول ليكافئ بالمبلغ الموعود و أصبح رئيسا لشركة الاتصالات في العاصمة ، و كان أول ما فعله هو شراء بيت جميل له و لأمه التي جلبها معه إلى العاصمة ، و أعطى أخته و زوجها مبلغا من المال ساعدهما في استثماره و التقدم نحو الأفضل ، و سار هو بالشركة على طريق النجاح و لم يفقد تواضعه الكبير بل كان يعرف كل الموظفين بأسمائهم ، وكان يفعل الخير أينما استطاع و كان يجري المقابلات مع الراغبين في العمل بنفسه ليقيم مستواهم .[/FONT]
[FONT="]و في يوم كغيره من الأيام دخل فؤاد مكتبه ، و كان ذلك يوم إجراء المقابلات مع الراغبين في العمل ، فدخل الأول ثم فتاة بعده ، ليقرع باب المكتب بعد ذلك شخص ما فطلب منه الدخول ، و يا لغدر الزمان لقد كانت سمر ووالدها خلف الباب ، جاءت من أجل العمل و لم تكن تدري لا هي و لا أبوها من رئيس الشركة ، فصدم الوالد كأنما ضرب بخنجر في قلبه و طأطأ رأسه ، و التقت عينا العشيقين مع بعضهما البعض و كأنما عجز لسانهما عن النطق ، فجلست في صمت لا تزيح نظرها عن محبوبها و جلس أبوها أمامها و هو يحاول أن يشرح له فيتذكر مادا فعل و يصمت ، حتى أكله ضميره و أصبح يطلب المسامحة على ما قاله ، متذرعا بأسباب تافهة ، و كلا العشيقين صامت و كأنما كان يتكلم لوحده ، فقاطعه فؤاد قائلا : لقد طرقت باب منزلك طالبا يد ابنتك في الحلال و كنت شابا فقيرا ، فلم تجد حجة تردني بها سوى فقري و أهنتني ، و نسيت أن رازقك هو رازقي ، و جئتني الآن و أنا أكثر منك مالا و سلطة طالبا فرصة العمل لمن أحببت و عشقت ، إني لم أنسى سمر ثانية واحدة و ها قد جمعنا الله و استجاب لدعائي ، تمنيت لو أنك قدرتني حق قدري في فقري لكنك أهنتني و أهنة مكانتي ألم تعلم أن الزمن يدور فأصبح أنا في الأعلى و أنت في الأسفل ، لكني لست مثلك و لن أكون مثلك لأن تعلمت تواضع الأغنياء من ابنتك التي أحببتها من كل قلبي ، لن ألومك على ما مضى و لن أردك كما رددتني ، بل أقولها لمرة الثانية بكل تواضع ، أرغب في ابنتك زوجة لي فدعها تختار أيما اختارت فأنا أقبل بذلك .[/FONT]
[FONT="]الوالد : كيف أرفع رأسي بعدما أخطأت في حقك ، و كم أود أن تفتح الأرض و تبلعني لعنادي و جهلي ، أخذتني العزة بنفسي فنسيت أخلاقي ، و أنا الآن أطلب منك مسامحتي ، و أما طلبك فهي أمامك و قد سمعت ما قلت فإن أرادة فلن أمنعها .[/FONT]
[FONT="]سمر : كيف أرفض واسمك لم يفرق قلبي ، عددت الأيام كلها في غيابك ، كيف أرفض و قد جمعني بك القدر مرة أخرى : أقول نعم و ألف نعم أحببتك وسأظل أحبك ، كان هدا وعدي لك و سيظل كذلك ، أحبك يا توأم روحي .[/FONT]
[FONT="]طالت الأيام و رجع الحب ليجمعهما مع بعضهما البعض ، فلم يضيعا الوقت و قررا أن يتزوجا و أقاما زفافا كبيرا مع الأهل و الأصدقاء ، و عاشا في فرحة كبيرة كأنهما لم يفترقا أبدا ، و رزقا بفتاة أسمياها : "أمال" لأن أملهما كان كبيرا و حبهما أكبر .[/FONT]
[FONT="]كانت سنة ألفين و ثمانية ، سنة سعيدة لبعض الناس و سيئة للبعض الآخر ، لكنها كانت جيدة بالتأكيد لفؤاد الفتى صاحب العشرين سنة ، لأنه تحصل على شهادة البكالوريا بمعدل جيد قدر ب أربعة عشر ، كان فؤاد يتيم الأب يسكن مع أخته و أمه ، يعيلهما و يكافح من أجل سعادتهما ، فكان ينظم وقته بين الدراسة و العمل من أجلهما ، فسجل في شعبة الإعلام الآلي في جامعة ولايته ، فقد كان يمتاز بذكاء فذ و ذاكرة قوية ، لكن كانت حالته العائلية صعبة لأن الفقر يلازمه ، و لم يكن يتذمر لشيء بل يحمد الله على كل صغيرة و كبيرة ، فكان إن وجد ما يعيل به عائلته اليوم ، أصابته الحيرة عما سيفعل في الغد ،كان يعمل في أحد المقاهي حتى منتصف الليل ، لكن ما عساه يفعل غير ذلك ، و كانت عائلته الشيء الوحيد الذي يشغله ، يتصف فؤاد بعدة صفات لكن أفضلها هو تواضعه و تسامحه .[/FONT]
[FONT="]اقترب موعد الدخول إلى الجامعة ، وكان فؤاد على أتم الاستعداد ، فجاء اليوم الأول و اتجه هو و صديقه سعيد إلى الجامعة ، متوترين غير مدركين أي شيء عن الكلية و كيفية عملها ، فوجدا ضالتهما في كلية العلوم و التكنولوجيا ، لكن اليوم الأول كان مجرد تقدمة لاستعمال الزمن و البرامج الدراسية ،[/FONT]
[FONT="]ليعود فؤاد في الأسبوع الثاني مع بداية الدراسة ، دخل هو و سعيد و جلسا و بدآ بملاحظة زملائهم ، ويوما بعد يوم اعتادا على مسار الدراسة .[/FONT]
[FONT="]في أحد الأيام الدراسية كان لفؤاد درس تطبيقي في الإعلام الآلي ، فبدأ الأستاذ بتقسيم الطلبة على شكل ثنائي لكن سعيد لم يكن في نفس الفوج مع فؤاد الذي جلس وحيدا في بادئ الأمر، و مر عليه يضع دقائق حتى جلست إلى جانبه فتاة أقل ما يقال عنها أنها خلابة بجمالها ، ذات أعين زرقاء و شعر طويل و ابتسامة عريضة جميلة ، أنيقة في ملابسها و كان اسمها "سمر" ، فدار بينهما حديث خفيف حول ما سيفعلانه في ذلك التطبيق حتى اكتشفت سمر أنها بجانب شاب ذكي جدا فهو ينفد الأمر المطلوب منه في وقت قصير جدا ، هدا لأن فؤاد كان عبقريا جدا على مستوى الحاسوب ، فبهرت بذكائه ، و مرت الحصص بعد ذلك و كل مرة يجلسان مع بعضهما ، و كان فؤاد يحكي لسعيد على كل دقيقة جلسها إلى جانبها ، حتى بدأ الشك يخالجه فيما إذا كان حديثه عنها صدفة أم هو طريق يقوده إلى الحب .[/FONT]
[FONT="]هدا هو السهم الذي يصيب العاشق فلا يدري من أين أصيب ، فيجد الشخص نفسه معجبا ثم محبا ثم عاشقا ثم متيما ثم هائما . و كان سعيد قد علم أن فؤاد معجب بل أكثر من ذلك بسمر و في أحد الأيام إذ هما يسيران في أرجاء الجامعة ، حتى مرت عليهما سيارة جميلة جدا من نوع "مرسيدس" وفيها أربع فتيات ، حتى توقفن و إذ بهما يدهشان بعد اكتشافهما أنها سيارة سمر ، فسألا عنها أحد زملائهما فأخبرهما أنت ابنة شخص غني جدا ، فخاب ظن فؤاد كثيرا فقد أصبح يراها بعيدة عن متناوله و كان سعيد يطلب منه أن ينساها و يتخطى الأمر مخافة أن تكون مثل الفتيات المغرورات المدللات ، حيث أنهن يعتقد أن الدنيا مال فقط ، و يسخرن من الفقراء و كأنهم أصبحوا كذلك رغبة منهم ، لكن كانت سمر متواضعة جدا و حذرة في نفس الوقت فلم تكن تتق في كل من يحاول مغازلتها لأنها كانت جميلة ، و هي أيضا كانت تكتم إعجابها بفؤاد و ذلك أنه كان يحترمها جدا و يتكلم معها بأسلوب غير الذي اعتادته من عند غيره لكنها لم تصارحه بإعجابها خوفا منها أن يكون مزيفا ، فكان اللقاء بينهما في الحصص التطبيقية دائما و أصبحا يلتقيان في المكتبة بحجة الدراسة ، لكن في قلب كل واحد منهما حب و خوف فهو يخاف من أن تكون رافضتا للارتباط بشخص فقير ، و هي تخاف من أن الوجه الذي يقابلها به مجرد قناع ليس إلا ، فتغيرت الأحاديث من الدراسة إلى الأمور الشخصية حتى حكا لها عن عائلته و وضعيته فتعاطفت معه كثيرا فارتاح قلبه من خوفه و هي وجدت فيه الرجل الذي اجتمعت فيه صفات الرجولة من شهامة و صراحة و عفة ، فضرب سهم الحب قلبها ، و كان فؤاد يلبس دائما ألبسة معينة و ليست كثيرة ، لم يكن يغيرها كثيرا طبعا لفقره الذي منعه من أن ينوع في الألبسة المختلفة ، و كانت سمر عندما ترجع إلى صديقاتها ، يقلن لها ساخرات " قولي له أن يغير ملابسه أو سنشتري له نحن ملابس جديدة " ، كن يقلن هدا الكلام غير مدركات أن سمر تحبه ، و هي لم تخبرهم لأنهن مجموعة من الغبيات اللواتي نجد منهن الكثير في هذا الزمن ، كيف نسخر من ملابس شخص و نحن لا نعلم ماذا يعاني في حياته ؟ ربما فقير لا يستطيع شراء الملابس ، من السفاهة أن نتكلم من غير علم على أناس لا نعرفهم ، فالفقر ليس عيبا و كم من رجل فقير هو سيد الرجال ، و كم من فتاة فقيرة هي أميرة الفتيات .[/FONT]
[FONT="]في أحد الأيام و بعد انتهاء الحصة التطبيقية ، كان الجو ممطرا و عاصفا و البرد شديد ، فكانت سمر تمشي بحذر في طريقها إلى سيارتها حتى وقعت فضحك جميع من كانوا حولها ، و ما إن رفعت رأسها حتى وجدت يدا تساعدها على النهوض ، نعم لقد كان ذلك فؤاد الذي اهتز قلبه مع سقوط محبوبته ، فوقفت تشكره ، و نظرت نظرة حادة في صديقاتها لأنهن ضحكن دون أن يساعدنها ، فعرضت على فؤاد أن توصله إلى منزله في سيارتها ، فركبا السيارة و ساد الصمت بينهما ، فلم يكن هناك صوت سوى صوت الموسيقى الهادئة من مذياع السيارة ، حتى بدأت أغنية كانت تحبها سمر كثيرا ، و كانت أغنية عقيل "العشق الممنوع" ، فاحمرت خجلا و توتر فؤاد و طلب منها أن تتوقف قليلا إلى جانب الطريق فتوقفت .[/FONT]
[FONT="]فؤاد : تحملت ما يكفي و آن الآن لأخبرك الحقيقة ، أنا أحبك يا سمر بل أعشقك و أعشق كل شيء يقربني إليك ، فمها قلت فلن أصف لكي مدى حبي الحقيقي ، أخاف أن يأخذك غيري فأكون نادما طوال حياتي ، أرجوك أخبريني هل تبادليني الشعور أم لا ، صارحيني أرجوك .[/FONT]
[FONT="]نظرت سمر في عينيه و صمتت صمتا رهيبا ثم قالت :[/FONT]
[FONT="]سمر : لكن أكذب عليك ، أنت شخص رائع جدا لكني لا أحبك .[/FONT]
[FONT="]ذهل فؤاد لما سمعه و دارت الدنيا من حوله و اصفر وجهه و فتح باب السيارة راغبا في الخروج فسمع صوتا يقول .[/FONT]
[FONT="]سمر : انتظر أيها الغبي ، أنا لا أحبك ، بل مجنونة بحبك .[/FONT]
[FONT="]عاود الصمت كرته و ساد السكون التام بينهما فنظر إلى عينيها و قال : أعدك أني سأحبك و سأظل أحبك و أكون مخلصا لكي وحدك .[/FONT]
[FONT="]سمر : أعدك أني سأحبك أكثر مما أحببتني و لن أنظر لشخص غيرك .[/FONT]
[FONT="]دخل فؤاد منزله و يكاد قلبه يطير من السعادة فلاحظت أمه ذلك ، فأخبرها أنه يحب فتاة فأوصته كما تفعل أي أم بأن لا يتلاعب بأي فتاة في حياته و فرحة أخته كثيرا له ، لتراه أول مرة يهتم بسعادته فلقد كان جل اهتمامه العمل و التعب ، و أعطته نصائح تتعلق بمعاملة الفتيات فعمل بها ، و كانت علاقتهما علاقة حب واحترام و تضحية و اهتمام و إخلاص و صدق ، كيف يمكن أن ننجح علاقتنا بمن نحب بدون هده العناصر الستة ، لا يمكننا الاستغناء عن أي عنصر فهي متكاملة مع بعضها البعض ، وما أجمل الحب حين يكون داخل أسوار الاحترام ، لهذا لا يفرق الحب بين الفقير و الغني بل هي مسألة قلوب ترتاح لبعضها البعض .[/FONT]
[FONT="]مرت الأيام على العشيقين و هما لا يفترقان أبدا ، فكان يحسدهما الكثير من الناس لوفائهما لبعضهما البعض ، إلى أن جاءت العطلة الصيفية ، و في أحد أيامها الحارة ، سمعت سمر دقا على باب منزلها فهمت بفتح الباب ، و عند فتحه وجدت فؤاد مع أمه و أخته فاحمرت خجلا و دخلت مسرعة تاركتا الباب مفتوحا ، حتى أتت أمها فأدخلتهم و عرضت عليهم الشاي و أطلعتها أم فؤاد أنها جاءت لخطبة ابنتها و دار بينهم حديت طويل تكلموا فيه عن كل شيء لديهم ، وكان العشيقين يجلسان أما بعضهما صامتان و يتكلمان فقط بأعينهما ، فكان لقاءا أولا تعارفا فيه ، و في المرة الثانية كانت كالأولى لكن بحضور والد سمر الذي فاجأهم بالرفض و قال : لا نستطيع أن نقدم لكم ابنتنا و نحن آسفون ن فذهل الجميع فحاولت سمر أن تتكلم فأسكتها بنظرة حادة طالبا منها الصمت ، فتحطم عالم فؤاد في تلك اللحظة و خرج من ذلك المكان و تتملكه مشاعر الغضب و الحزن و الدهشة ، في ذلك الحين كان يدور حوار بين الأب و ابنته فخاطبها بلهجة عنيفة ، موجها لها عدة أسئلة : كيف سأقبل بفقير لا يملك شيئا ؟ كيف سيعيلك ؟ و كيف سأواجه أصدقائي صاحبي النفوذ و أنا صهري فقير جدا ، دعك من ترهات الحب و اصمتي فانك لن تريه ثانية لأنه عرضت علي فرصة عمل بعيدا عن هذه المدينة و مهما فعلتي فسأظل أنا أباك الذي سيدعو عليك إن حاولت التكلم معه ثانية ، فسقطت سمر على ركبتيها و هي تبكي بكاء حتى نشفت دموعها فمادا تفعل و هي بين الحب و بين معصية والدها ، فاستسلمت لوالدها لأنها تعرف ما معنى سخط الوالد عليها ، و كان قد ذهب والدها إلى فؤاد و أمره أن يبتعد عنها لأنها سترحل بعيدا عنه .[/FONT]
[FONT="]افترق العشيقان و ابتعدا عن بعضهما البعض ، و لا تمر عليهما ليلة دون بكاء و حنين لبعضهما فكانا يبتسمان للناس و قلبهما مجروح مقطع، فزادت الأمور سوءا لفؤاد بمرض أمه ، عندما رأته لا يأكل إلا قليلا و لا يبتسم كما كان ، و كان حال سمر أسوء منه فلم تكلم والدها بعد دلك إلا كلمات قليلة عندما يأمرها بشيء أو يسألها ، فعزلت نفسها عن العالم و ظلت وحيدة دون أصدقاء ، حتى إنها لم تعد تهتم لمظهرها كيف ما كان .[/FONT]
[FONT="]مرت الأسابيع و الأشهر و السنوات ، تغير فيها كل شيء ما عدا حبهما لبعضهما ، فكانا يدعوان في كل صلاة أن يجمعهما القدر يوما ما ، فعادت الأيام كما كانت عند فؤاد ليهتم بأمه حيت أن أخته تزوجت من صديقه سعيد و كانت تعيش معه أيام جميلة جدا وفي سنة تحصله على الشهادة ، عمل على صنع لعبة الكترونية ضمن اختصاصه ، لعبة تعمل في الهواتف النقالة و الموقع الالكتروني "فيسبوك" ، كانت لعبة عن شخص يجتاز المخاطر من أجل إنقاذ أميرته ، فأعطى لها اسم "سمر" تيمنا بمن أحب و لا زال يحب ، و جاء يوم العرض و القاعة مملوءة من أساتذة و مشرفين و أصدقاء لفؤاد و كذلك أمه و أخته و زوجها سعيد الذي يحمل طفلا له أسماه "فؤاد" ، فبدأ بافتتاح عرضه فذهل الجميع مما قدمه ، و عند انتهائه لم يبقى أحد جالسا بل وقف الكل مصفقين معجبين بذلك الانجاز فهنأه الجميع و حياه ، حتى انفرد به أحد الأساتدة المرموقين في الجامعة و أعطاه نصيحة في أن يقوم بعرض تلك اللعبة للبيع و أعلمه أنه سيساعده في ذلك ، فاحتفل الجميع في ذلك اليوم و كان من أسعد الأيام في حياة فؤاد الذي كانت تنقصه سوى حبيبته ، و في الجهة المقابلة كانت سمر تختم عرضها الذي هو بعنوان " برمجة الأنظمة الالكترونية" و حازت على نقطة جيدة و احتفلت هي كذلك و قلبها عند حبيبها ما زال يأمل بلقائه .[/FONT]
[FONT="]بعد دلك بأسبوع التقى فؤاد بأستاذه و في يده ملف و قرص مضغوط يحتوي على كل المعلومات حول اللعبة ، فقاما بإرسال نسختين الأولى لشركة "سامسونغ" للهواتف النقالة و الثانية لشركة "فيسبوك"[/FONT]
[FONT="]، فأتى الرد بعد أسبوع ، عرضت شركة سامسونغ على فؤاد مبلغا كبيرا بخمسة ملايين دولار إضافة إلى تنصيبه رئيسا في شركة الاتصالات الخاصة بوطنه و التي لديها اتصال مباشر مع شركة "سامسونغ" ، و كما عرضت شركة "فايسبوك" مبلغ سبعة ملايين دولار عليه ، فأصابته الدهشة و جمد في مكانه ساعة كاملة و كأنه في حلم ، فقبل بالعرض الأول ليكافئ بالمبلغ الموعود و أصبح رئيسا لشركة الاتصالات في العاصمة ، و كان أول ما فعله هو شراء بيت جميل له و لأمه التي جلبها معه إلى العاصمة ، و أعطى أخته و زوجها مبلغا من المال ساعدهما في استثماره و التقدم نحو الأفضل ، و سار هو بالشركة على طريق النجاح و لم يفقد تواضعه الكبير بل كان يعرف كل الموظفين بأسمائهم ، وكان يفعل الخير أينما استطاع و كان يجري المقابلات مع الراغبين في العمل بنفسه ليقيم مستواهم .[/FONT]
[FONT="]و في يوم كغيره من الأيام دخل فؤاد مكتبه ، و كان ذلك يوم إجراء المقابلات مع الراغبين في العمل ، فدخل الأول ثم فتاة بعده ، ليقرع باب المكتب بعد ذلك شخص ما فطلب منه الدخول ، و يا لغدر الزمان لقد كانت سمر ووالدها خلف الباب ، جاءت من أجل العمل و لم تكن تدري لا هي و لا أبوها من رئيس الشركة ، فصدم الوالد كأنما ضرب بخنجر في قلبه و طأطأ رأسه ، و التقت عينا العشيقين مع بعضهما البعض و كأنما عجز لسانهما عن النطق ، فجلست في صمت لا تزيح نظرها عن محبوبها و جلس أبوها أمامها و هو يحاول أن يشرح له فيتذكر مادا فعل و يصمت ، حتى أكله ضميره و أصبح يطلب المسامحة على ما قاله ، متذرعا بأسباب تافهة ، و كلا العشيقين صامت و كأنما كان يتكلم لوحده ، فقاطعه فؤاد قائلا : لقد طرقت باب منزلك طالبا يد ابنتك في الحلال و كنت شابا فقيرا ، فلم تجد حجة تردني بها سوى فقري و أهنتني ، و نسيت أن رازقك هو رازقي ، و جئتني الآن و أنا أكثر منك مالا و سلطة طالبا فرصة العمل لمن أحببت و عشقت ، إني لم أنسى سمر ثانية واحدة و ها قد جمعنا الله و استجاب لدعائي ، تمنيت لو أنك قدرتني حق قدري في فقري لكنك أهنتني و أهنة مكانتي ألم تعلم أن الزمن يدور فأصبح أنا في الأعلى و أنت في الأسفل ، لكني لست مثلك و لن أكون مثلك لأن تعلمت تواضع الأغنياء من ابنتك التي أحببتها من كل قلبي ، لن ألومك على ما مضى و لن أردك كما رددتني ، بل أقولها لمرة الثانية بكل تواضع ، أرغب في ابنتك زوجة لي فدعها تختار أيما اختارت فأنا أقبل بذلك .[/FONT]
[FONT="]الوالد : كيف أرفع رأسي بعدما أخطأت في حقك ، و كم أود أن تفتح الأرض و تبلعني لعنادي و جهلي ، أخذتني العزة بنفسي فنسيت أخلاقي ، و أنا الآن أطلب منك مسامحتي ، و أما طلبك فهي أمامك و قد سمعت ما قلت فإن أرادة فلن أمنعها .[/FONT]
[FONT="]سمر : كيف أرفض واسمك لم يفرق قلبي ، عددت الأيام كلها في غيابك ، كيف أرفض و قد جمعني بك القدر مرة أخرى : أقول نعم و ألف نعم أحببتك وسأظل أحبك ، كان هدا وعدي لك و سيظل كذلك ، أحبك يا توأم روحي .[/FONT]
[FONT="]طالت الأيام و رجع الحب ليجمعهما مع بعضهما البعض ، فلم يضيعا الوقت و قررا أن يتزوجا و أقاما زفافا كبيرا مع الأهل و الأصدقاء ، و عاشا في فرحة كبيرة كأنهما لم يفترقا أبدا ، و رزقا بفتاة أسمياها : "أمال" لأن أملهما كان كبيرا و حبهما أكبر .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]