Houari Abdelwahed
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 10 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 37
- نقاط التفاعل
- 79
- النقاط
- 3
- العمر
- 33
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]تأليف : هواري عبدالواحد ملاحظة: هذه قصة من الواقع [/FONT]
[FONT="]بعد ذلك بعدة أيام ، اتصل الشاب بذلك الرقم الذي أعطته له يسرى ، فعند بداية الحديث بينهما ، لمح الشاب لهل بأنه كان يسعى و راء نهى و ليس هي ، لكنها لم تطلعه على الحقيقة بل واصلت الحديث معه على أنها نهى ، وتلك المسكينة في عالم آخر ليس لديها أدنى فكرة عما يحدث باسمها في غيابها ، و في أحد الأيام رأى ذلك الشاب نهى خارجة من المدرسة فاتجه نحوها و باله أنها حبيبته ، فهو يتكلم معها و هي تمشي خافضة رأسها ظنا منها أنه يحاول مغازلتها فقط ، فاستمر الحال على تلك الوتيرة و كل مرة يأتي إليها و في كل مرة يتصاعد الأمر عن حده ، ففي الأول كان يتكلم فقط ثم أصبح يمسكها من يدها و يأمرها بالتحدث إليه و هي الفتاة المسكينة غير مدركة لشيء مما يحدث ، حتى سئمت من هدا الإزعاج المتكرر و قررت أن تتوقف عن الدراسة ، كانت يسرى على دراية بكل ما حدث لنهى و لكنها فضلت الصمت لغيرتها الكبيرة منها ، فكانت نهى تشتكي لها من ذلك الشاب و قد نفد صبرها من تصرفاته ، لكن يسرى كانت تدعي أنها تواسيها حتى بلغ بها الأمر لتشجعها على ترك المدرسة ، وذلك ما فعلته نهى الفتاة طيبة القلب.[/FONT]
[FONT="]سئمت يسرى من التحدث مع ذلك الشاب في صورة نهى و قررت أن تصارحه ، فغضب في الأول و تشاجرا لعدة أيام لكن سرعان ما تصالحا لأنه كان معجبا بكلامها معه ، و كان معروفا بسمعة سيئة فقد كان من تجار الخمر ، لكنها لم تأبه بذلك فزاد الجرح في عمقه فأصبحا يعشقان بعضهما البعض ، و يلتقيان في كل مرة و تركب معه في سيارته ، حتى قرر في أحد الأيام خطبتها ، فقصت يسرى قصتها على نهى و أخبرتها أنها تحبه و أنها من أعطته الرقم ذلك اليوم و طلبت السماح منها و كأنما شيئا لم يحدث ، فكانت نهى طيبة القلب لدرجة أن الكثير من الناس استغلوا طيبتها ، و سامحت بنت خالتها و لكنها حذرتها منه لأنه سيء السمعة و نصحتها أن لا تقبل به ، لكن يسرى كانت كالعاشق الذي سقط على أنفه و لم يعد يرى سوى من يحب ، و لا يقبل النصح و الإرشاد و يكره من يقول له الحقيقة و يحب من يواجهه بنفاق و يمدح أفعاله و لو كانت سيئة ، فعبست في وجه نهى و خرجت من الغرفة عابسة الوجه لأنها قد أطلعتها على الحقيقة . فجاء يوم الخطبة و تقابلت العائلتان لكن أم يسرى لم ترتح لذلك الشاب ، وسألت عنه واكتشفت عمله فأقسمت أنها لن تقبل به ، فجن جنون يسرى لذلك و بدأ حقدها الكبير على بنت خالتها بالأخص ، لأن أمها كانت دائما ما تشكرها ، فحرضت ذلك الشاب ضد نهى ، مدعيتا أنها تغار منها و هي التي أفسدت عليهما مستقبلهما ، فكانت كلما تتحدث معه يطول حديثها عن ابنة خالتها ، حتى اشتد غيض الشاب عليها و أصبح يمقتها جدا .[/FONT]
[FONT="]في أحد الأيام كانت نهى تمشي في المدينة تقضي حوائجها ، وفي غفلة منها توقفت سيارة إلى جانب الطريق فخرج منها ذلك الشاب ، و أمسك نهى من عنقها و حاول إدخالها السيارة بعنف شديد ، فقاومت و ردت عليه كما ترد أي فتاة لا حول و لا قوة لها ، هو يشدها بعنف و هي ترد بضربات لا تسمن و لا تغني من جوع و الناس تتفرج عليهم كأنه فيلم سينمائي ، فأغمي عليها من شدة العنف و الدهشة و الفزع ، فما كان على الشاب سوى الهرب ، و جاء أحد من الأخيار فأوصل نهى إلى المستشفى ، حتى استفاقت و جاءت عائلتها كلها لتراها ، وجاء الشاب مع أمه في الوقت الذي كانت فيه غرفة نهى فارغة فطلب منها السماح و هو جالس على ركبتيه ، و رد اللوم كله على يسرى و أخبرها أنها من حرضته و أعمت بصيرته اتجاهها ، فذهلت نهى لذلك الخبر و أصابها الحزن الشديد على الغدر الذي أتاها من أقرب الناس إليها ، و في يوم التالي و إذ الغرفة مملوءة بأهل نهى و بينهم يسرى و أمها ، سألتها بصوت مرتفع [/FONT]
[FONT="]نهى: لماذا حرضت ذلك الشاب علي ؟ ماذا فعلت لك ؟ [/FONT]
[FONT="]يسرى: و كيف أعلم الجواب و أنت حبيبته منذ زمن بعيد ؟[/FONT]
[FONT="]وقد سمع هذا الجواب أب و أخ نهى فلم ينطقا بحرف واحد ، فتغيرت نظرتهما إليها ، فأصاب الحزن الشديد نهى و ما أصعب أن ينظر إليك أعز الناس لك بعين الشك ، فأصبحت نهى لا تأكل شيئا إلا نادرا و اصفر وجهها ، و كانت تقوم الليل بالصلاة و الدعاء بأن يظهر الحق ، و استمرت الأيام و زاد إلحاح نهى بالدعاء و قيام الليل ، و في أحد الأيام كان أخوها يمشي في الطريق و إذ به يرى سيارة تقل فتاة و يا حصرتاه على تلك الخيبة و الفرحة التي اجتمعت في وجهه ، فقد خاب ظنه لأن بنت خالته كانت في السيارة ، و أشرق وجهه بابتسامة عريضة لأن أخته خرجت من قفص الاتهام الباطل ، فاتجه مسرعا إليها و هو يبكي طالبا الصفح منها ، و أخبر ابن خالته عن ما فعلت يسرى و كان ذلك آخر لقاء بين نهى و يسرى إلى حد اليوم و لكننا لا نعرف ما يخبئ لهم المستقبل[/FONT]