[ نــوادر ، درر و مواعــظ سلفيـة ] : متجددة بإذن الله تعالى

فتحون

:: عضو مثابر ::
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

« نــوادر ، درر و مواعــظ سلفيــة »
متجددة بإذن الله تعالى

وَصِيَّةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ فِي لُزُومِ السُّنَّةِ وَاتِّبَاعِ السَّلَفِ الصَّالِحِ
عَنْ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلَى رَجُلٍ: سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالاِقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِهِ، وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ المُحْدِثُونَ بَعْدَهُ مِمَّا جَرَتْ سُنَّتُهُ وَكُفُوا مَؤُونَتَهُ. ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ بِدْعَةٌ قَطُّ إلاَّ وَقَدْ مَضَى قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا، وَعِبْرَةٌ فِيهَا، فَعَليْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ، فَإِنَّهَا -بِإِذْنِ اللهِ- لَكَ عِصْمَةٌ، فَإِنَّ السُّنَّةَ إِنَّمَا سَنَّهَا مَنْ قَدْ عَلِمَ مَا فِي خِلاَفِهَا مِنَ الخَطَأِ وَالزَّلَلِ وَالحُمْقِ وَالتَّعَمُّقِ، فَارْضَ لِنَفْسِكَ بِمَا رَضِيَ بِهِ القَوْمُ لِأَنْفُسِهِمْ، فَإِنَّهُمْ عَلَى عِلْمٍ وَقَفُوا، وَبِبَصَرٍ نَافِذٍ كَفُّوا، وَلَهُمْ كَانُوا عَلى كَشْفِ الأُمُورِ أَقْوَى، وَبِفَضْلِ مَا فِيهِ -لَوْ كَانَ- أَحْرَى، فَإِنَّهُمْ السَّابِقُونَ»
[«الإبانة» لابن بطّة: (1/ 321-322)].

وَصِيَّةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ
كَتَبَ الحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ: «... احْذَرْ هَذِهِ الدَّارَ الصَّارِعَةَ الخَادِعَةَ الخَاتِلَةَ الَّتِي قَدْ تَزَيَّنَتْ بِخُدَعِهَا، وَغَرَّتْ بِغُرُورِهَا، وَقَتَلَتْ أَهْلَها بِأَمَلِهَا، وَتَشَوَّفَتْ لِخُطَّابِهَا، فَأَصْبَحَتْ كَالعَرُوسِ المَجْلُوَّةِ: العُيُونُ إِلَيْهَا نَاظِرَةٌ، وَالنُّفُوسُ ِلَهَا عَاشِقَةٌ، وَالقُلُوبُ إِلَيْهَا وَالِهَةٌ، وَلِأَلْبَابِهَا دَاِمغَةٌ، وَهِيَ لِأَزْوَاجِهَا كُلِّهِمْ قَاتِلَةٌ، فَلاَ البَاقِي بِالمَاضِي مُعْتَبِرٌ، وَلاَ الآخِرُ بِمَا رَأَى مِنَ الأَوَّلِ مُزْدَجِرٌ، وَلاَ اللَّبِيبُ بِكَثْرَةِ التَّجَارِبِ مُنْتَفِعٌ، وَلاَ العَارِفُ بِاللهِ وَالمُصَدِّقُ لَهُ حِينَ أَخْبَرَ عَنْهَا مُدَّكِرٌ ...»
[«حلية الأولياء» لأبي نعيم: (2/ 134)].

وَصِيَّةُ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فِي لُزُومِ الطَّاعَةِ وَالعِلْمِ وَمكَارِمِ الأخْلاَقِ
قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَة ِاللهِ –عَزَّ وَجَلَّ- فَاجْتَهِدْ فِي نُصْحِكَ وَعِلْمِكَ للهِ؛ فَإنَّ العَمَلَ لاَ يُقْبَلَ مِمَّنْ لَيْسَ بِنَاصِحٍ، وَإِنَّ النُّصْحَ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لاَ يَكْمُلُ إِلاَّ بِطَاعَةِ اللهِ؛ كَمَثَلِ الثَّمَرَةِ الطَّيِّبَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ؛ كَذَلِكَ مَثَلُ طَاعَةِ اللهِ؛ النُّصْحُ رِيحُهَا وَالعَمَلُ طَعْمُهَا، ثُمَّ زَيِّنْ طَاعَةََ اللهِ بِالعِلْمِ وَالحِلْمِ وَالفِقْهِ. ثمَّ أَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ أَخْلاقِ السُّفَهَاءِ، وَعَبِّدْهَا عَلَى أَخْلاَقِ العُلَمَاءِ، وَعَوِّدْهَا عَلَى فِعْلِ الحُلَمَاءِ، وَامْنَعْهَا عَمَلَ الأَشْقِيَاءِ، وَأَلْزِمْهَا سِيرَةَ الفُقَهَاءِ، وَاعْزِلْهَا عَنْ سُبُلِ الخُبَثاَءِ»
[«حلية الأولياء» لأبي نعيم: (4/ 36)].

مِنْ وَصَايَا السَّلََفِ
قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: «كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِالعِلْمِ كُلِّهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ العِلْمَ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْقَى اللهَ خَفِيفَ الظَّهْرِ مِنْ دِمَاءِ النَّاسِ، خَمِيصَ البَطْنِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، كَافَّ اللِّسَانِ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ، لاَزِمًا لِأَمْرِ جَمَاعَتِهِمْ، فَافْعَل»
[«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (3/ 222)].

وَصِيَّةٌ فِي دَفْعِ الشُّبُهَاتِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «قَالَ لِي شَيْخُ الإِسْلاَمِ -وَقَدْ جَعَلْتُ أُورِدُ عَلَيْهِ إِيرَادًا بَعْدَ إِيرَادٍ- «لاَ تَجْعَلْ قَلْبَكَ لِلْإِيرَادَاتِ وَالشُّبُهَاتِ مِثْلَ السَّفنجَةِ، فَيَتَشَرَّبَهَا فَلاَ تَنْضَحُ إِلاَّ بِهَا، وَلَكِنِ اجْعَلْهُ كَالزُّجَاجَةِ المُصْمَتَةِ تَمُرُّ الشُّبُهَاتُ بِظَاهِرِهَا وَلاَ تَسْتَقِرُّ فِيهَا فَيَرَاهَا بِصَفَائِهِ وَيَدْفَعُهَا بِصَلاَبَتِهِ، وَإِلاَّ فَإِذَا أَشْرَبْتَ قَلْبَكَ كُلَّ شُبْهَةٍ تَمُرُّ عَلَيْهَا صَارَ مَقَرَّ الشُّبُهَاتِ» أَوْ كَمَا قَالَ، فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي انْتَفَعْتُ بِوَصِيَّةٍ فِي دَفْع ِالشُّبُهَاتِ كَانْتِفَاعِي بِذَلِكَ»
[«***** دار السّعادة» لابن القيّم: (1/ 443)].

.... يتبع بإذن الله تعالى
 
دَاءُ حُبِّ الشُّهْرَةِ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: «مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ».
قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ مُعَلِّقًا: «قُلْتُ: عَلاَمَةُ المُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحِبُّ شُهْرَةً، وَلاَ يَشْعُرُ بِهَا أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ لاَ يَحْرَدُ (أَيْ: لاَ يَغْضَبُ) وَلاَ يُبَرِّئُ نَفْسَهُ، بَلْ يَعْتَرِفُ وَيَقُولُ: رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي، وَلاَ يَكُنْ مُعْجَبًا بِنَفْسِهِ؛ لاَ يَشْعُرُ بِعُيُوبِهَا، بَلْ لاَ يَشْعُرُ أَنَّهُ لاَ يَشْعُرُ، فَإِنَّ هَذَا دَاءٌ مُزْمِنٌ»
[«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (7/ 393)].


دَاءُ حُبِّ الرِّيَاسَةِ
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «…وَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ كَمَنْ يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِقَوْلِهِ، أَوْ يُنْشَرَ قَوْلُهُ
أَوْ يُسْمَعَ قَوْلُهُ، فَإذَا تُرِكَ ذَاكَ مِنْهُ؛ عُرِفَ فِيهِ»

[«حلية الأولياء» لأبي نعيم: (6/ 376)].


مَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِِمَا يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ شَانَهُ اللهُ
قَالَ ابْنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «لَمَّا كَانَ المُتَزَيِّنُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ضِدَّ المُخْلِصِ -فَإِنَّهُ يُظْهِرُ للنَّاسِ أَمْرًا وَهُوَ فِي البَاطِنِ بِخِلاَفِه- عَامَلَهُ اللهُ بِنَقِيضِ قَصْدِهِ، فَإِنَّ المُعَاقَبَةَ بِنَقِيضِ القَصْدِ ثَابِتَةٌُ شَرْعًا وَقَدَرًا، وَلَمَّا كَانَ المُخْلِصُ يُعَجَّلُ لَهُ مِنْ ثَوَابِ إِخْلاَصِهِ الحَلاَوَةُ وَالمَحَبَّةُ وَالمَهَابَةُ فيِ قُلُوبِ النَّاسِ، عُجِّلَ لِلْمُتَزَيِّنِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ أَنْ شَانَهُ اللهُ بَيْنَ النَّاسِ؛ لأَنّهُ شَانَ بَاطِنهُ عِنْدَ اللهِ، وَهَذَا مُوجَبُ أَسْمَاءِ الرَّبِّ الحُسْنَى وَصِفَاتِهِ العُلْيَا وَحِكْمَتِهِ فِي قَضَائِه وَشَرْعِهِ. هَذَا، وَلَمَّا كَانَ مَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنَ الخُشُوعِ وَالدِّينِ وَالنُّسُكِ وَالعِلْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلَوَازِمِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ وَمُقْتَضَيَاتِهَا؛ فَلاَ بُدَّ أَنْ تُطْلَبَ مِنْهُ، فَإِذَا لَمْ تُوجَدْ عِنْدَهُ؛ افْتُضِحَ، فَيَشِينُهُ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ ظُنَّ أَنَّهُ عِنْدَهُ»
[«إعلام الموقّعين» لابن القيِّم: (2/ 180ـ181)].


صِفَةُ الوَاعِظِ النَّافِعِ
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي وَصِيَّتِهِ المَشْهُورَة الَّتِي كَتبَهَا لاِبْنِهِ أَبِي القَاسِمِ: «وَكُنْ حَسَنَ المُدَارَاةِ لِلْخَلْقِ مَعَ شِدَّةِ الاِعْتِزَالِ عَنْهُمْ، فَإِنَّ العُزْلَةَ رَاحَةٌ مِنْ خُلَطَاءِ السُّوءِ وَمُبْقِيَةٌ لِلْوَقَارِ. فَإِنَّ الوَاعِظَ –خاَصَّةً- يَنْبَغيِ لَهُ أَنْ لاَ يُرَى مُتَبَذِّلاً وَلا َمَاشِيًا فِي السُّوقِ لِيُحْسَنَ بِهِ الظَّنُّ فَيُنْتَفَعَ بِوَعْظِهِ. فَإِذَا اضْطُرِرْتَ إِلَى مُخَالَطَةِ النَّاسِ فَخَالِطْهُمْ باِلحِلْمِ عَنْهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ كَشَفْتَ عَنْ أَخْلاَقِهِمْ لَمْ تَقْدِرْ عَلَى مُدَارَاتِهِمْ»
[«لفتة الكبد إلى نصيحة الولد» لابن الجوزيّ: (87)].


الصَّدْعُ بِالحَقِّ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ إلَى قُوَّةٍ وَإِخْلاَصٍ
قَالَ الذَّهَبِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «الصَّدْعُ بِالحَقِّ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ إِلَى قُوَّةٍ وَإِخْلاَصٍ، فاَلمُخْلِصُ بِلاَ قُوَّةٍ يَعْجِزُ عَنِ القِيَامِ بِهِ، وَالقَوِيُّ بِلاَ إِخْلاَصٍ يُخْذَلُ، فَمَنْ قَامَ بِهِمَا كَامِلاً فَهُوَ صِدِّيقٌ، وَمَنْ ضَعُفَ فَلاَ أَقَلَّ مِنَ التَّأَلُّمِ وَالإِنْكَارِ بِالقَلْبِ، لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ إِيمَانٌ، فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ»
[«سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ: (11/ 234)].

.... يتبع بإذن الله تعالى
 
توقيع ابو ليث
العودة
Top Bottom