لمّا ترى الزوالي يجلس على مقعد (طابوري) مقابل بيت جاره الزوالي 24/12 سا كل يوم و هو يحرسه حراسة مشدّدة خوفا منه أن يربح تفهم لماذا مسؤولونا بذاك المستوى الرديء، يعني أن هذا هو القماش المتوفر في السوق خذ أو أترك.
القصد أن مسؤولينا ما هم إلا واجهة لما هي عليه غالبية الذهنيات في المجتمع، فقط هم يظهرون على التلفاز في شكل منمّق.
و لو يتمّ إستبدالهم بآخرين فالمؤكد أن الجدد سيكونون مثلهم أو أكثر سوءا منهم لأن الذين هم على شاكلتهم يشكّلون الأغلبية الساحقة في أغلب التكوينات السياسية مثل الأحزاب و غير السياسية (في الظاهر) مثل الجمعيات و النقابات ، هذه التكوينات التي هي في الأصل تشكلت من أفراد من المجتمع ذوو جرأة و مثابرة كبيرة في سبيل الوصول لمناصب عليا ليس لأجل الكفاح في سبيل مطالب منتخبيهم أو مصلحة الوطن و لكن هدفهم المآرب الشخصية بالدرجة الأولى و هم مستعدون لبيع ذممهم و أكثر من ذلك لهم كل الإستعداد للمتاجرة بثوابت الأمة.
أما عن من يمكن أن يكونوا سياسيين صالحين و ذوو كفاءة و مستوى عاليين فهم قليلون جدا، أضف إلى أنهم يتجنبون الخوض في العمل السياسي لأنهم يعلمون مسبقا أنهم وسط ذلك التكتل العظيم و الكم الهائل من الفساد سوف يتم تصفيتهم على الأقل وظيفيا و إعلاميا و ماديا منذ البداية.
برأيي أنه عندما يرتفع مستوى الذهنيات لدى غالبية أفراد المجتمع سوف نرى إنعكاس ذلك بالتدريج عند المسؤولين.