بسم الله الرحمن الرحيم
الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها أهل الإسلام
فضيلة الشيخ زيد بن محمد هادي المدخلي – حفظه الله –
الصفة الأولى: النية الصالحة الخالصة:
في التعلم والتعليم وغيرهما من كل قربة يتقرب بِها المكلف إلى الله من الأقوال والأفعال والأعمال الظاهرة والباطنة ولابد
من مجاهدة النفس حتى تتحقق فيها هذه الصفة الجليلة.
الصفة الثانية: خشية الله في السر والعلن:
فنعم العمل الخشية, إذ أن من حققها فقد فاز بالمطلوب ونجا من المكروه وسلم من عواقب الذنوب.
الصفة الثالثة: طلب الأجر على تعليم الخلق من الله:
والصدق في ذلك بحيث لا يكون الباعث على التعليم هو التوصل إلى غرض دنيوي, بل أسوة المعلم رسل الله الكرام
وأنبياؤه العظام الذين أخبر الله عنهم بقوله: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}
[الشعراء:109و127و145و164و180].
الصفة الرابعة: ملازمة تقوى الله:
بفهم معنى كلمة التقوى التي تتجلى في امتثال أوامر الله واجتناب محارمه ومتابعة رسوله في الاعتقاد والشعائر التعبدية
والمعاملات والسلوك والخلق والآداب، وفي منهج الجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ومنهج الولاء والبراء وغير ذلك من التكاليف الشرعية الظاهرة والباطنة، ولعظم شأنِها فكم من آية كريمة
قد جاء فيها النداء من الله يعقبه الوصية بالتقوى أو الترغيب فيما يترتب عليها من خيري الدنيا والآخرة قال -تبارك
وتعالى-: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [ آل عمران:102]، وقال سبحانه: { يَأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الأنفال:29].
وقال سبحانه: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}
[الأحزاب:من الآية70-71]، وقال -عز من قائل-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب}
[ الطلاق: من الآية2-3].
الصفة الخامسة: دوام الاستقامة على الطاعة لله والمتابعة لرسول الله:
فكم فيهما من الخير الكثير والفضل الكبير كما قال الله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } [ فصلت: 30-32].
الصفة السادسة: الصدق مع الله:
بالوفاء معه امتثالاً لأمره حيث قال سبحانه: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } [ المائدة: من الآية1]، ولاشك أن المسلم
متاجر مع ربه إذ قد باع نفسه من ربه وربه قد اشتراها منه, فمن وفَّى فله الجزاء الأوفى من الله الذي يعلم السر وأخفى
ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ولن يضر الله شيئًا قال الله -تبارك وتعالى-: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ
بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} [ التوبة: من الآية111].
الصفة السابعة: الصبر:
الذي هو حبس النفس على فعل الطاعة وكفها عن فعل المعصية, وشرطه أن يكون الصابر يبتغي بذلك وجه الله والدار
الآخرة لا تجملاً من البشر أو رغبة في مدحهم أو اتقاءً للومهم, والصبر خير معين على قضاء حاجاته و تحقيق مطالبه
من جلب خير أو دفع شر قال عز وجل: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
[ البقرة:153].
الصفة الثامنة: حسن الخلق:
وانبساط الوجه وطلاقته في كل حال مع البشر من ورائه مصلحة تتحقق وشر يندفع, وقد وصف الله نبيه محمدًا صلى الله
عليه وسلم بمكارم الأخلاق وأعلاها حيث قال عز وجل: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم:4]. وهو أسوتنا الحسنة وقدوتنا
الرشيدة قال -تبارك اسمه-: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}
[ الأحزاب:21].
الصفة التاسعة: أداء الأمانة:
وهي كل ما اؤتمن عليه المكلف من حقوق الله عز وجل وحقوق النفس وحقوق الخلق، ولعظم شأنِها فقد عرضت على
السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان كما قال عز وجل : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً } [ الأحزاب:72].
الصفة العاشرة: الإحسان:
في كل ما يأتي المكلف ويذر فقد أمر الله به وكتبه على كل شيء كما قال عز وجل : { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[البقرة: من الآية195]
وقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم : ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء” الحديث. فما أسمى درجته وما أعلى مرتبته
سواءً أكان إحسانًا إلى النفس بفعل ما يزينها وترك ما يشينها أو كان إحسانًا إلى الغير على اختلاف طبقاتِهم وتعدد منازلهم
منك قربًا وبعدًا, وذلك بالسعي الحثيث في إيصال الخير إليهم وصرف الشر عنهم رجاء رحمة الله وخشية عذابه.
الصفة الحادية عشرة: صلة الأرحام وعدم قطيعتهم:
فكم من أجر وفير رتبه الله على الصلة، وكم من إثم كبير
رتبه الله على القطيعة كما قال الله تعالى في شأن الواصلين: { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد:21]. وقال في شأن القاطعين: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ
أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار} [ الرعد: من الآية25]. وغيرهما من النصوص كثير، فكن يا أخي واصلاً لا قاطعًا
في حدود ما تستطيع ولن يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
الصفة الثانية عشرة:الحلم والأناة:
إذ هما من الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة النبيلة, ثبت ذلك عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم حيث قال لأشج عبد القيس:
“إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله. فقال: تخلقت بِهما أم جبلني الله عليهما؟ قال: بل جبلك الله عليهما. فقال: الحمد لله
الذي جبلني على خُلقين يحبهما الله ورسوله”، أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
الصفة الثالثة عشرة: محبة التفقه في الدين:
لأن التفقه في الدين علامة سعادة الدارين لقول النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
“من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين”، وحيث إن مراتب الدين ثلاث: مرتبة الإسلام ومرتبة الإيْمان ومرتبة الإحسان
وكل مرتبة لها أركان, فالواجب فهم هذه المراتب وفهم أركان كل مرتبة والعمل بمقتضى ذلك بدون تَهاون ولا تكاسل ولا
تسويف ولا إيثار لشئون العاجلة على ذلك الواجب العظيم, الذي بفهمه والعمل به تنعم البشرية وتسعد وبفقده وإهماله
تضل البشرية وتشقى.
الصفة الرابعة عشرة: التواضع ولين الجانب:
فذلك خلق كريم أرشد إليه البر الرحيم حيث قال سبحانه: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [ الشعراء:215].
وفي الحديث: “من تواضع لله رفعه”، ورحم الله القائل: تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه *** إلى طبقات الجو وهو وضيع
الصفة الخامسة عشرة: الحرص على تطبيق الولاء والبراء وما والاهما:
كالحب في الله والبغض فيه والموالاة فيه والمعاداة فيه سبحانه لقول الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[المجادلة: من الآية22].
ولقول النَّبِي صلى الله عليه وسلم: “من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيْمان”.
الصفة السادسة عشرة: القيام بحقوق ذوي الحقوق:
وعلى رأسها طاعة الله ورسوله وطاعة ولي الأمر المسلم في المعروف على طريقة السلف الصالح أهل السنة والجماعة
الذين يعطون كل ذي حق حقه بدون إفراط ولا تفريط, ولا غلو ولا جفاء بل وسط بين ذلك، وهذه هي الوسطية الشرعية
بخلاف الوسطية الخلفية التي فيها غمط ذوي الحقوق حقوقهم بمجرد تأويلات مذمومة أو مفاهيم رديئة محمومة.
الصفة السابعة عشر: النصيحة الشرعية:
المنضبطة بضوابط إصلاحية تكون تارة جهرية وأخرى سرية وتارة جماعية وأخرى فردية, ويكون القصد من ورائها نشر
الخير والسنة والفضيلة وقمع الشر والبدعة والرذيلة.
الصفة الثامنة عشرة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وذلك بعد معرفة معنى المعروف وفضله ومعنى المنكر وقبح فعله, وما في إقامتهما من فوائد جليلة ودفع نقم وبيلة،كما
جاء في النصوص الكريمة والوصايا النبيلة, واقرأ أيها القاري ما جاء في سورة المائدة وسورة التوبة وسورة لقمان
ونظائرها تدرك أهمية إقامة هذا الفرض من جانب, وخطر إهماله وإغفاله من جانب آخر.
الصفة التاسعة عشرة: تذكير النفس بالجهاد الشرعي في سبيل الله:
متى توفرت شروطه وانتفت موانعه، وبالأخص جهاد
النفس كي تفقه دين الله وتعمل به وتعلمه وتصبر على الأذى الذي قد يواجه معلمي الناس الخير وقس على ذلك جهاد الغير.
الصفة العشرون: الدعوة إلى الله:
ويا لله كم فيها من الأجر والفضل إذا كانت على منهج كتاب الله وهدي رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
ومن والاه-، لا على نَهج أحزاب تعددت وجماعات تنوعت، وفرق انشقت وتفرقت, تجمع مع الصافي كدرًا, وتخلط مع
الصالح طالِحًا وخطرًا, وبعضها تزعم أنَّها تأمر بالمعروف ولَم تغير منكرًا قد خالفت نصوص الشرع باطنًا وظاهرًا, فأي خير
يرجى من دعوة تخالف أصول دعوة الحق مظهرًا أو مخبرًا !!.
الصفة الحادية والعشرون: الجمع بين القول والعمل:
وعدم مخالفة أحدهما للآخر في حدود الاستطاعة الشرعية, إذ بذلك يحصل التأسي والاقتداء بالرسول المصطفى
ويرتفع الخطر وينكسف البلاء.
الصفة الثانية والعشرون: التحلي بأدب الزهد والورع:
اللذين يتضحان فِي إيثار الآجلة على العاجلة والقناعة النفسية التي تتجلى في الثقة بما في يدي الله من جلب المصالح
ودفع المضار, والاقتصار على الحلال ونبذ الحرام, ومجانبة ما اشتبه بينهما استحياء من الملك العلام, الذي أحل
الحلال وحرم الحرام, وفرض الفرائض وأوجب الواجبات وشرع سائر الأحكام, تبصرة وذكرى للمكلفين من الأنام.
الصفة الثالثة والعشرون: مراقبة الله في السر والعلن:
وفي كل حال من الأحوال وفي كل لحظة من لحظات العمر، فإن المراقبة الشرعية تبعث على إعداد العدة بصالح العمل
وتلجم النفس عن اقتراف السيئات وكثرة الزلل.
الصفة الرابعة والعشرون: علو الهمة:
بالسعي الحثيث الذي تتحقق بِها الحياة المباركة الطيبة بفضل الله في دار العمل, وتتحقق برحمة الله وجوده وإحسانه
السعادة الكاملة الأبدية في دار الجزاء على العمل.
الصفة الخامسة والعشرون: العناية الفائقة بالكتاب العزيز والسنة المطهرة:
إذ هما مصدر كل بر وصلاح من تمسك بِهما على بصيرة نجا، ومن أعرض عنهما شقي وهلك.
الصفة السادسة والعشرون: محبة الله عز وجل ظاهرًا وباطنًا:
وإضافة كل نعمة دينية أو دنيوية إليه إذ هو الذي أسبغ
علينا جميع النعم ودفع عنا ما شاء من الشرور والنقم, فله الحمد كله وله الشكر كله؛ لأن بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر
كله, لا إله غيره ولا رب سواه لا نستعين إلا به ولا نعبد إلا إياه ، ألا وإن محبة المؤمنين لربِّهم لهي من أجلى خصائصهم
التي أثنى بِها عليهم فقال -تبارك وتعالى-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [ البقرة: من الآية165]، ألا وإن من لوازمها
ومقتضياتِها أن يطاع سبحانه فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يذكر فلا ينسى.
الصفة السابعة والعشرون: محبة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- محبة شرعية:
تتجلى فيها طاعته فيما أمر, وتصديقه فيما أخبر, واجتناب ما عنه نَهى وزجر, وأن لا يعبد الله إلا بشرعه المطهر, امتثالاً
لأمر الله لنا بذلك في قوله الحق: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[ آل عمران:31]، وامتثالاً لقوله -عليه الصلاة والسلام-: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده
والناس أجمعين”.
الصفة الثامنة والعشرون: الرجوع عند مسائل الخلاف إلى كتاب الله عز وجل وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بفهم السلف الصالح:
فإن ذلك هو الطريق الوحيد لحل المشكلات وفض النِّزاعات؛ لقول الله تعالى: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [ النساء: من الآية59].
الصفة التاسعة والعشرون: التعاون على البر والتقوى:
استجابة لأمر الله لنا بذلك في قوله -عز شأنه-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [ المائدة: من الآية2].
الصفة الثلاثون: الرضا بالقدر والقضاء:
وهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر, إذ القضاء يطلق ويراد به الحكم, ويطلق ويراد به الخلق, وقد يراد به غير
ذلك والقدر المراد به التقدير خيرًا كان أو شرًّا.
وقضاء الله نوعان: أحدهما: كوني. والثاني: ديني. فالديني: يجب الرضا به وهو من لوازم الإسلام.
والكوني نوعان: نوع يَجب الرضا به: كالنعم التي يجب شكرها ومن تمام شكرها الرضا بِها. ونوع لا يجوز الرضا به:
كالمعاصي والذنوب التي يسخطها الله، وإن كانت بقضاء وقدر.
هذه ثلاثون صفة من صفات أهل الإسلام والإيْمان والإحسان وعلى رأسهم العلماء المعلمون الذين هم ورثة الأنبياء
استودعهم الله العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح وكلفهم بتربية الصغار والكبار من الناس فليحسنوا كما أحسن الله إليهم
ألا وإن معظم هذه الصفات عامة وشاملة تندرج تحتها أحكام لا تحصى وأمور لا تستقصى
متبوع بإذن الله
بالصفات الذميمة التي يجب التخلي عنها
بالحذر والتحذير منها