قطوف دانية( 3)

ام اشراق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
26 مارس 2014
المشاركات
5,257
نقاط التفاعل
12,178
النقاط
351
بسم الله الرحمن الرحيم


الفرزدق هو شاعر من شعراء العصر الأموي واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته أبو فراس وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه ومعناها الرغيف، ولد الفرزدق في كاظمة لبني تميم، اشتهر بشعر المدح والفخر وشعر الهجاء. تربى في البادية فاستمد منها فصاحته وطلاقة لسانه.
ولد الفرزدق عام 38 للهجرة في كاظمة (الجهرة حاليا)، وهو حفيد صعصعة بن ناجية التميمي الذي اشتهر بافتداء الإناث من الوأد، ، ويعد الفرزدق من شعراء الطبقة الأولى، وهو وأبوه قثراء ومن نبلاء قومه وسادتهم بنو تميم ومن أكثر الشعراء وقد أسلم أبوه بعد ظهور الإسلام. ، يقال أن الفرزدق لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، كان الفرزدق كثير الهجاء، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر حيث تبادل الهجاء هو وجرير طيلة نصف قرن حتى توفي ورثاه جرير. تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم.
كان جرير والفرزدق أصدقاء قريبين من بعضهم البعض الا في الشعر. فكان الناس يرونهم يمشون في الأسواق مع بعضهم البعض ولكن عندما يأتي الشعر فكل منهم له طريقته وعداوته للآخر، انتهى تبادل الهجاء بينه وبين جرير عند وفاة الفرزدق وعند وفاته رثاه في قصيدته المشهورة.


لعمري لقد أشجى تميماً وهدها*** على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشية راحوا للفراق بنعشه ***الى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي ***إلى كل نجم في السماء محلقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغرمٍ ***ودامغ شيطان الغشوم السملقِ
عماد تميم كلها ولسانها*** وناطقها البذاخ في كل منطقِ
فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالبٍ*** لجارٍ وعانٍ في السلاسل موثقِ
ومن ليتيم بعد موت ابن غالب*** وأم عيال ساغبين ودردقِ
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما ***يداه ويشفي صدر حران مُحنَقِ
وكم من دمٍ غالٍ تحمل ثقله ***وكان حمولاً في وفاءٍ ومصدقِ
وكم حصن جبار هُمامٍ وسوقةٍ*** إذا ما أتى أبوابه لم تغلق
تفتح أبواب الملوك لوجهه*** بغير حجاب دونه أو تملُقِ
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثوى*** فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشرقِ
فتىً عاش يبني المجد تسعين حجةً***وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فما مات حتى لم يُخلف وراءه*** بحية وادٍ صولةً غير مصعقِ

نظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح، مدح الخلفاء الأمويين بالشام، ولكنه لم يدم عندهم لمناصرته لآل البيت. كان معاصرا لأخطل كذلك
كانت للفرزدق مواقف محمودة في الذود عن آل البيت. وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا. ويتميز شعره بقوة الأسلوب والجودة الشعرية وقد ادخل في الشعرالعربي الكثير من الالفاظ الغريبة وبرع في المدح والفخر والهجاء والوصف) يقول أهل اللغة:
لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية

كان مقدما في الشعراء، وصريحا جريئًا، يتجلى ذلك عندما يعود له الفضل في أحياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت. من قوله:
إذا مت فابكيني بما أنا أهله*** فكل جميل قلته فيّ يصدق
وكم قائل مات الفرزدق والندى*** وقائلة مات الندى والفرزدق
وكان من فخر الفرزدق وهجاؤه لجرير ما يلي من الأبيات :

إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا ***بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ ومَا بَنى*** حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ
بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ*** وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ
يَلِجُونَ بَيتَ مُجاشعٍ وَإذا احتبوْا***بزُوا كَأنّهُمُ الجِبَالُ المُثّلُ
لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ*** أبداً إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ
مِنْ عِزِّهمْ جَحَرَتْ كُلَيبٌ بَيتَها*** زَرْباً كَأنّهُمُ لَدَيْهِ القُمّلُ
ضَرَبتْ عَليكَ العنكَبوتُ بنَسْجِها*** وَقَضَى عَلَيكَ بهِ الكِتابُ المُنْزلُ
أينَ الّذِينَ بِهمْ تُسَامي دارماً*** أمْ مَنّ إلى سَلَفَيْ طُهَيّةَ تَجعَلُ
يَمْشُونَ في حَلَقِ الحَديدِ كما مَشتْ ***جُرْبُ الجِمالِ بها الكُحَيلُ المُشعَلُ
وَالمانِعُونَ، إذا النّساءُ تَرَادَفَتْ***، حَذَرَ السِّبَاءِ جِمَالُهَا لا تُرْحَلُ

توفي وقد قارب المئة سنة 110 هـ الموافق 728، وكانت وفاته في منطقة كاظمة بالكويت.

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top