نحن ندعو الناس أن يكونوا رحماء، ندعو السلفيين والسلفيات أن يكونوا رحماء بإخوانهم الذين هم على طريقتهم، الذين لا يتحزبون للواء غير لواء النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقدمون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم قول أحد كائنا من كان، نعم ندعوا إلى هذا، ودائماً نذكر إخواننا أن صاحب السنة يرجى له الخير إن كان في هذه الدنيا وإن مات عليها، أنه حتى ولو مات على السنة، لوكان له شيء من الإسراف فهو إن شاء الله على خير ، ونحسن الظن بالله أنه على خير وأن يعامله بالحسنى ولذلك قال (عون)رحمه الله تعالى : من مات على الإسلام والسنة فله بشير من كل خير ، وقال معتمر بن سليمان : دخلت على أبي وأنا منكسر، فقال: مالك؟ قلت: مات صديق لي، قال : مات على السنة؟ ، قلت: نعم ، قال : فلا تخف عليه . الله أكبر . إنما هذا من حسن الظن بالله عز وجل، يحسنون الظن بالله عز وجل : أنه من كان على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أن يعامله بالرحمة وأن يرأف بحاله وأن يعفوا عن سيئاته وما حصل منه من الإخلال والزلل.
وقال أيوب السختياني رحمة الله عليه : يا عمارة إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه وندعو إخواننا أن يكونوا رحماء يتقبلون إخوانهم على ما عندهم من الزلل والخلل ما لم يبلغ أن يدعو أحد هؤلاء إلى الانحراف عن سبيل الله وعن صراط النبي صلى الله عليه وسلم الذي دل عليه ودل الناس على الخير عن طريقه صلوات ربي وسلامه عليه، ألم يقل الإمام أحمد : أحبوا أهل السنة على ما كان منهم، يعني أحيانا تصير أشياء نفسية.، تظهر من هذه كلمة وتخرج من تلك كلمة يمكن ما تقصد، يمكن هذه لم تتطبع لغاية الآن بطبع الأخرى، يمكن أحيانا يتبع شيء من الغيرة، يمكن شيء أحيانا من الغيظ، يدفع رجل على أخيه أن يقول كلمة تكون له عائقا وتكون كالسد بينه وبينه، كل هذه أمور نفسية تجري لكن بالتالي كلاهما على سنة، ينظر لقول الإمام أحمد: أحبوا أهل السنة على ما كان منهم " أهل السنة قليل ، والذين يدعون للسنة قليل والذين يدعون للسلفية قليل هم أقل الناس، ألم يقل الحسن : يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم لن تكونوا أكثر أهل الأرض أبداً أنتم أقل الناس لأن العبرة ليست بالكثرة، أنتم أقل الناس، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لما سُئل عن الغرباء، قال: طوبى للغرباء، قالوا ومن الغرباء يا رسول الله ، قال "أناس صالحون ،في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم " شوي هم ناس أهل السنة ، قليل . ولذلك كان من فقه سفيان الثوري : زرعت الرحمة بين الإخوان وبين المتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث لهما بالسلام وادعو لهما ما أقل أهل السنة " قليل، ما هم كثير: الذين يدعون إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قليل غرباء، يأتون إلى المجالس يبتعد عنهم هذا و ينصرف ذلك، هذا يريد دنيا والسني يرد عنهم، هذه بجاه وهذا يقول له : لا تفعل، وهذا يقول له يريد شيء من حظوظ النفس وهذا يقول له لا يجوز، وهذا يريد أن يعمل شيئاً من الإسراف الظاهري والخارجي والباطني، وهذا يقول له لا يجوز اتبع الهدي الأول اتبع الهدي الأول وهذا يرى أنها شيء من الشدة فينفر عنه الناس إذن هم قليل، من يدعوا إلى مثل هذا الآن، هناك نعم أناس فيهم خير ، هم قليل، لكن قد يدخل في هؤلاء من يثير بينهم الشبه ويريد أن يزرع الفرقة وتنافر القلوب. هم قليل، كان أيوب السختياني رحمة الله عليه يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث يعني أهل السنة فيُرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه.
ونُعي إلى سفيان بن عيينة رحمة الله عليه عبد العزيز الدراوردي فجزع وأظهر الجزع ، ما كان عبد العزيز مات الحين لكن جاءه الخبر أنه توفي أظهر الجزع فقالوا: ما علمنا أنك تبلغ مثل هذا من سفيان بن عيينة الإمام قال : إنه من أهل السنة، إنه من أهل السنة، لماذا ؟ لأنهم تحسسوا رحمة الله عليهم أن أهل السنة، قليل الذين يدعون إلى السنة، و ما دام أنهم قليل ما يزيد المسلم غربة إخوانه ولا تزيد السنية غربة أخواتها، بل تكون لطيفة وتكون رقيقة في الدعوة تأمر بالمعروف بحكمة وتنهى عن المنكر بحكمة، يكون أمرها بالمعروف بمعروف ونهيها عن المنكر من غير منكر كما قال شيخ الإسلام بن تيمية، الرحمة وتآلف القلوب، بعض الناس يقولوا لك توحيد نريد نوحد الناس نريد نوحد الناس، هذا مبتدع وهذا ينكر الصفات وهذا رجل مخرف وهذا رجل من ملة، لكن نريد نوحد الصفوف، ما تتوحد الصفوف بمثل هذا أنت تناقض نفسك أم تريد أن توحد الصفوف بمثل هذا العمل من أجل أعمال سياسية، ما تتوحد القلوب بهذا، لأنهم في مآل الحال هذا له توجه وهذا له توجه ينتقد هذا وينتقد هذا، لكن لما تجعل لهم أصل تجمعهم كلهم عليه تقول : توحدوا على هذا الأصل وهو كتاب وسنة على فهم سلف الأمة، فإذا توحدوا عليه توحدت الأمة ومن أراد أن يوحد الناس على غير ذلك فقد تقحم المستحيل صعد جبلاً علياً سينقطع به طريقه في أول خطواته، لا نغر أنفسنا، نريد أن نوحد الناس ونؤلف القلوب نعم، والله كلنا نتمنى أن تتوحد الأمة على قلب واحد، ولكن والله نؤمن أنها لن تتوحد إلا على عقيدة صافية وهي ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس مفترقين ؟!!، هؤلاء مهاجرين وهؤلاء أنصار يتقاتلون أربعين سنة وهم أولاد رجل واحد الأوس والخزرج أولاد رجل واحد ويتقاتلون أربعين سنة بينهم قتال.
كل الأمم تجيء و تتوسط ما فيه فائدة . لكن لما جاء الدين الصحيح القويم ، و توحدوا على السنة توحدوا على قلب واحد .
و لذلك هذه الآيات:}وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لاَتَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{ . هذه إنّما نزلت في الأنصار .
يذكرهم الله بالنعمة؛ كيف أنكم أولاد رجل واحد، و كل يقتل الآخر، و يستبيح دمه، و مع جميع ما فُعل من الأسباب المادية لقطع دابر الفتنة لم تقطع . ما الذي وحّدها ؟ الذي وحّد ذلك هو اتباعهم لسنة النبي صلوات ربي و سلامه عليه، و نحن إنما نستمد من هذه النصوص. إحنا النبي صلى الله عليه وسلم ما تركنا على ( كلمة غير مفهومة)، وبيّن لنا – سبحانه وتعالى – كل شيء، و أنزل الله – سبحانه وتعالى – الكتاب تبيانا لكل شيء، فما ترك طريق خير عليه الصلاة والسلام إلا دلنا عليه، و لا ترك طريق شر إلا حذرنا منه.
أبدا!!! لكن كيف ذلك أعطانا بالتفصيل؛ في بعض الأمور أعطانا بالأمور العامة. في الطريق العام بعضه لم يفصل لنا صلى الله عليه و سلم كل جزئية، لكن تبيانا لكل شيء. أي : أنّه كثير من القضايا إن لم تكن قد نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم في سنته نصا بيّناً خاصاً ؛ أعطانا دليلاً عاماً نأخذ به فننجو .
و من ذلك مادام أنها الآن وقعت واقعة أربعين سنة يتقاتلون حاولوا يمين يسار . ما في فائدة . ما توحدوا إلا على اتباع محمد عليه الصلاة والسلام أخذ الأنصاري يحب المهاجري ؛ يحب الذي من الأوس يحب أخاه الذي من الخزرج ، و هكذا فتوحدوا . و لنا في ذلك عبرة ، كيف نؤلف القلوب ؟ ما تتألف القلوب إلا على الاتباع الصحيح . كيف الاتباع الصحيح يا أخوات ؟
الاتباع الصحيح أن تدعو إلى لواء النبي عليه الصلاة والسلام، و لو ظهر لنا شيئاً من الأمور المخالفة، فإننا لا نأخذ به، و انتبهوا لهذه الأمور المخالفة .
لو أعطيت إحداكن ورقة بيضاء، و قلت : حافظي على الورقة هذه بيضاء . جاءت واحدة تريد أن تضع عليها خطا أسودا ؛ خط أسود .
تقول : لا لا هو قال لي خليها بيضاء، نريدها بيضاء. هذا خط أسود لو سمحتِ لا تحطين خط .
ثم جاءت بخط أحمر . فأرادت أن تخط خطاً أحمر ، تقولين : لا لا . هو قال لي : بيضاء.
بنت الحلال خط أحمر . قلت: لا لا، مخالفة واضحة هذه جهمية، و هذه صوفية .
طيب ؛ و هكذا الحال كلما جاءك لون يريد أن يلون بهذه الصفحة البيضاء فإذا أنت ترديه .
لكن المشكلة عندما يأتي الخط البيجي، أحنا مشكلتنا في البيج الآن . أن يأتي إنسان متلبس بالسنة، يتكلم بالسنة، و قد يتسمى بالسلفية ثم بعد ذلك يريد أن يخط خطاً في هذه الصفحة البيضاء.
أنت تقولين : لا هو قال لي بيضاء، و هذا الخط بيجي .
وين يحدث النزاع ؟ يحدث النزاع عند ذلك . تأتي واحدة تقولك لا أختي هذا عادي بيجي ؟
بنت الحلال هو قال لي خليه بيضاء ما يخط فيها خط . قالت : لا لا هذا بيجي ما يضر. يصبح النزاع هنا يحدث الخلل في مثل هذه المرحلة. عندما يأتي إنسان إذا صح المثال وفُهِم ؛ يأتي إنسان - يحصل الخلاف في هذا - . أن يأتي إنسان يتلبس بالسنة، وهو يريد أن يشق الناس عن سبيل الله المستقيم .
مثال ذلك أن يدعى إلى حزب معين أو جهة معينة على ما عندها من الأخطاء . إذا دخلت معنا فأنت منا و أهلا و كرامة ، و إن لم تنطوي تحت حزبنا فأنت مُبعد، و إن كنتَ طالب علم أو كنتِ من أتقى النساء ، و كنتِ من أصلح النساء ، و طالبة علم. مادام ما دخلت تحت لوائنا خلاص.
أنتم تقولون اتباع السنة، نقول إيه نعم نحن نبغي السنة. طيب لماذا لا تجعلوني أدعو معكم لها ؟ حتى تنطوي تحت لوائنا .
لماذا أنطوي تحت لوائكم و مسماكم ؟ أنتم تقولون : السنة ؛ أنا خلاص سنية سلفية . أدعو للكتاب و السنة على فهم السلف، وأنتم تدعون ذلك.
لا ، حتى تدخل تحت هذا اللواء .
و هذا بدايته كل يقول أنا متمسك بالسلفية، لكن يتدرج الحال كما تدرج في غيره من الاتجاهات. حتى إنه بعد ذلك بدأوا قليلاً قليلاً قليلاً ؛ ثم استدرجهم الشيطان حتى أصبح الولاء والبراء على مثل هذا الاتجاه، فمن دخل معنا فهو منا و من لم يدخل معنا فهو علينا .
يونس بن عبيد – رحمة الله عليه – له كلمة جميلة ؛ يقول : " من لم يكن معنا فهو علينا " ، و هذا صحيح . لكن صحيح بمنظور السلفي و أهل السنة. كيف ذلك؟
"من لم يكن معنا على طريقتنا، وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو علينا" ليس المقصود أنه من لم يكن معنا تحت لواء ننشئه أو حزب نكونه أو طريق نخطه للناس و نريد أن يسيروا عليه . لا ؛ ليس هذا هو المقصود .
وقال أيوب السختياني رحمة الله عليه : يا عمارة إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه وندعو إخواننا أن يكونوا رحماء يتقبلون إخوانهم على ما عندهم من الزلل والخلل ما لم يبلغ أن يدعو أحد هؤلاء إلى الانحراف عن سبيل الله وعن صراط النبي صلى الله عليه وسلم الذي دل عليه ودل الناس على الخير عن طريقه صلوات ربي وسلامه عليه، ألم يقل الإمام أحمد : أحبوا أهل السنة على ما كان منهم، يعني أحيانا تصير أشياء نفسية.، تظهر من هذه كلمة وتخرج من تلك كلمة يمكن ما تقصد، يمكن هذه لم تتطبع لغاية الآن بطبع الأخرى، يمكن أحيانا يتبع شيء من الغيرة، يمكن شيء أحيانا من الغيظ، يدفع رجل على أخيه أن يقول كلمة تكون له عائقا وتكون كالسد بينه وبينه، كل هذه أمور نفسية تجري لكن بالتالي كلاهما على سنة، ينظر لقول الإمام أحمد: أحبوا أهل السنة على ما كان منهم " أهل السنة قليل ، والذين يدعون للسنة قليل والذين يدعون للسلفية قليل هم أقل الناس، ألم يقل الحسن : يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم لن تكونوا أكثر أهل الأرض أبداً أنتم أقل الناس لأن العبرة ليست بالكثرة، أنتم أقل الناس، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لما سُئل عن الغرباء، قال: طوبى للغرباء، قالوا ومن الغرباء يا رسول الله ، قال "أناس صالحون ،في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم " شوي هم ناس أهل السنة ، قليل . ولذلك كان من فقه سفيان الثوري : زرعت الرحمة بين الإخوان وبين المتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث لهما بالسلام وادعو لهما ما أقل أهل السنة " قليل، ما هم كثير: الذين يدعون إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قليل غرباء، يأتون إلى المجالس يبتعد عنهم هذا و ينصرف ذلك، هذا يريد دنيا والسني يرد عنهم، هذه بجاه وهذا يقول له : لا تفعل، وهذا يقول له يريد شيء من حظوظ النفس وهذا يقول له لا يجوز، وهذا يريد أن يعمل شيئاً من الإسراف الظاهري والخارجي والباطني، وهذا يقول له لا يجوز اتبع الهدي الأول اتبع الهدي الأول وهذا يرى أنها شيء من الشدة فينفر عنه الناس إذن هم قليل، من يدعوا إلى مثل هذا الآن، هناك نعم أناس فيهم خير ، هم قليل، لكن قد يدخل في هؤلاء من يثير بينهم الشبه ويريد أن يزرع الفرقة وتنافر القلوب. هم قليل، كان أيوب السختياني رحمة الله عليه يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث يعني أهل السنة فيُرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه.
ونُعي إلى سفيان بن عيينة رحمة الله عليه عبد العزيز الدراوردي فجزع وأظهر الجزع ، ما كان عبد العزيز مات الحين لكن جاءه الخبر أنه توفي أظهر الجزع فقالوا: ما علمنا أنك تبلغ مثل هذا من سفيان بن عيينة الإمام قال : إنه من أهل السنة، إنه من أهل السنة، لماذا ؟ لأنهم تحسسوا رحمة الله عليهم أن أهل السنة، قليل الذين يدعون إلى السنة، و ما دام أنهم قليل ما يزيد المسلم غربة إخوانه ولا تزيد السنية غربة أخواتها، بل تكون لطيفة وتكون رقيقة في الدعوة تأمر بالمعروف بحكمة وتنهى عن المنكر بحكمة، يكون أمرها بالمعروف بمعروف ونهيها عن المنكر من غير منكر كما قال شيخ الإسلام بن تيمية، الرحمة وتآلف القلوب، بعض الناس يقولوا لك توحيد نريد نوحد الناس نريد نوحد الناس، هذا مبتدع وهذا ينكر الصفات وهذا رجل مخرف وهذا رجل من ملة، لكن نريد نوحد الصفوف، ما تتوحد الصفوف بمثل هذا أنت تناقض نفسك أم تريد أن توحد الصفوف بمثل هذا العمل من أجل أعمال سياسية، ما تتوحد القلوب بهذا، لأنهم في مآل الحال هذا له توجه وهذا له توجه ينتقد هذا وينتقد هذا، لكن لما تجعل لهم أصل تجمعهم كلهم عليه تقول : توحدوا على هذا الأصل وهو كتاب وسنة على فهم سلف الأمة، فإذا توحدوا عليه توحدت الأمة ومن أراد أن يوحد الناس على غير ذلك فقد تقحم المستحيل صعد جبلاً علياً سينقطع به طريقه في أول خطواته، لا نغر أنفسنا، نريد أن نوحد الناس ونؤلف القلوب نعم، والله كلنا نتمنى أن تتوحد الأمة على قلب واحد، ولكن والله نؤمن أنها لن تتوحد إلا على عقيدة صافية وهي ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس مفترقين ؟!!، هؤلاء مهاجرين وهؤلاء أنصار يتقاتلون أربعين سنة وهم أولاد رجل واحد الأوس والخزرج أولاد رجل واحد ويتقاتلون أربعين سنة بينهم قتال.
كل الأمم تجيء و تتوسط ما فيه فائدة . لكن لما جاء الدين الصحيح القويم ، و توحدوا على السنة توحدوا على قلب واحد .
و لذلك هذه الآيات:}وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لاَتَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{ . هذه إنّما نزلت في الأنصار .
يذكرهم الله بالنعمة؛ كيف أنكم أولاد رجل واحد، و كل يقتل الآخر، و يستبيح دمه، و مع جميع ما فُعل من الأسباب المادية لقطع دابر الفتنة لم تقطع . ما الذي وحّدها ؟ الذي وحّد ذلك هو اتباعهم لسنة النبي صلوات ربي و سلامه عليه، و نحن إنما نستمد من هذه النصوص. إحنا النبي صلى الله عليه وسلم ما تركنا على ( كلمة غير مفهومة)، وبيّن لنا – سبحانه وتعالى – كل شيء، و أنزل الله – سبحانه وتعالى – الكتاب تبيانا لكل شيء، فما ترك طريق خير عليه الصلاة والسلام إلا دلنا عليه، و لا ترك طريق شر إلا حذرنا منه.
أبدا!!! لكن كيف ذلك أعطانا بالتفصيل؛ في بعض الأمور أعطانا بالأمور العامة. في الطريق العام بعضه لم يفصل لنا صلى الله عليه و سلم كل جزئية، لكن تبيانا لكل شيء. أي : أنّه كثير من القضايا إن لم تكن قد نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم في سنته نصا بيّناً خاصاً ؛ أعطانا دليلاً عاماً نأخذ به فننجو .
و من ذلك مادام أنها الآن وقعت واقعة أربعين سنة يتقاتلون حاولوا يمين يسار . ما في فائدة . ما توحدوا إلا على اتباع محمد عليه الصلاة والسلام أخذ الأنصاري يحب المهاجري ؛ يحب الذي من الأوس يحب أخاه الذي من الخزرج ، و هكذا فتوحدوا . و لنا في ذلك عبرة ، كيف نؤلف القلوب ؟ ما تتألف القلوب إلا على الاتباع الصحيح . كيف الاتباع الصحيح يا أخوات ؟
الاتباع الصحيح أن تدعو إلى لواء النبي عليه الصلاة والسلام، و لو ظهر لنا شيئاً من الأمور المخالفة، فإننا لا نأخذ به، و انتبهوا لهذه الأمور المخالفة .
لو أعطيت إحداكن ورقة بيضاء، و قلت : حافظي على الورقة هذه بيضاء . جاءت واحدة تريد أن تضع عليها خطا أسودا ؛ خط أسود .
تقول : لا لا هو قال لي خليها بيضاء، نريدها بيضاء. هذا خط أسود لو سمحتِ لا تحطين خط .
ثم جاءت بخط أحمر . فأرادت أن تخط خطاً أحمر ، تقولين : لا لا . هو قال لي : بيضاء.
بنت الحلال خط أحمر . قلت: لا لا، مخالفة واضحة هذه جهمية، و هذه صوفية .
طيب ؛ و هكذا الحال كلما جاءك لون يريد أن يلون بهذه الصفحة البيضاء فإذا أنت ترديه .
لكن المشكلة عندما يأتي الخط البيجي، أحنا مشكلتنا في البيج الآن . أن يأتي إنسان متلبس بالسنة، يتكلم بالسنة، و قد يتسمى بالسلفية ثم بعد ذلك يريد أن يخط خطاً في هذه الصفحة البيضاء.
أنت تقولين : لا هو قال لي بيضاء، و هذا الخط بيجي .
وين يحدث النزاع ؟ يحدث النزاع عند ذلك . تأتي واحدة تقولك لا أختي هذا عادي بيجي ؟
بنت الحلال هو قال لي خليه بيضاء ما يخط فيها خط . قالت : لا لا هذا بيجي ما يضر. يصبح النزاع هنا يحدث الخلل في مثل هذه المرحلة. عندما يأتي إنسان إذا صح المثال وفُهِم ؛ يأتي إنسان - يحصل الخلاف في هذا - . أن يأتي إنسان يتلبس بالسنة، وهو يريد أن يشق الناس عن سبيل الله المستقيم .
مثال ذلك أن يدعى إلى حزب معين أو جهة معينة على ما عندها من الأخطاء . إذا دخلت معنا فأنت منا و أهلا و كرامة ، و إن لم تنطوي تحت حزبنا فأنت مُبعد، و إن كنتَ طالب علم أو كنتِ من أتقى النساء ، و كنتِ من أصلح النساء ، و طالبة علم. مادام ما دخلت تحت لوائنا خلاص.
أنتم تقولون اتباع السنة، نقول إيه نعم نحن نبغي السنة. طيب لماذا لا تجعلوني أدعو معكم لها ؟ حتى تنطوي تحت لوائنا .
لماذا أنطوي تحت لوائكم و مسماكم ؟ أنتم تقولون : السنة ؛ أنا خلاص سنية سلفية . أدعو للكتاب و السنة على فهم السلف، وأنتم تدعون ذلك.
لا ، حتى تدخل تحت هذا اللواء .
و هذا بدايته كل يقول أنا متمسك بالسلفية، لكن يتدرج الحال كما تدرج في غيره من الاتجاهات. حتى إنه بعد ذلك بدأوا قليلاً قليلاً قليلاً ؛ ثم استدرجهم الشيطان حتى أصبح الولاء والبراء على مثل هذا الاتجاه، فمن دخل معنا فهو منا و من لم يدخل معنا فهو علينا .
يونس بن عبيد – رحمة الله عليه – له كلمة جميلة ؛ يقول : " من لم يكن معنا فهو علينا " ، و هذا صحيح . لكن صحيح بمنظور السلفي و أهل السنة. كيف ذلك؟
"من لم يكن معنا على طريقتنا، وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو علينا" ليس المقصود أنه من لم يكن معنا تحت لواء ننشئه أو حزب نكونه أو طريق نخطه للناس و نريد أن يسيروا عليه . لا ؛ ليس هذا هو المقصود .
آخر تعديل: