الوالدان بين الحقوق والعقوق

seifellah

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جانفي 2009
المشاركات
5,964
نقاط التفاعل
7,169
النقاط
351
المبحث الأول: البر

تعريف البر:

البر ضد العقوق، وفي الحديث: «تمسحوا بالأرض فإنها برَّةٌ بكم» أي: مشفقة عليكم كالوالدة البرة بأولادها. وفي حديث زمزم: «أتاه أتٍ فقال: احفر برة» سماها برة لكثرة منافعها وسعة مائها.



وفي الحديث في بر الوالدين: وهو في حقهما وحق الأقربين من الأهل ضد العقوق والإساءة إليهم والتضييع لحقهم ([1]).




والبر هو الإحسان، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «البر حُسن الخُلُق» وهو في حق الوالدين والأقربين ضد العقوق.

قال الحسن البصري – رحمه الله -: البر أن تطيعهما في كل ما أمراك به ما لم تكن معصية لله ([2]).



قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قال أبو بكر في زاد المسافر: من أغضب والديه وأبكاهما يرجع فيضحكهما. وهذا يقتضي أن يبر بهما في جميع المباحات، فما أمراه ائتمر وما نهياه انتهى، وهذا فيما كان فيه منفعة لهما ولا ضرر عليه فيه ظاهر مثل: ترك السفر والمبيت عندهما ناحية ([3]).



والبِرُّ بكسر الباء التوسع في فعل الخير، وهو اسم جامع للخيرات من اكتساب الحسنات، واجتناب السيئات، ويطلق على العمل الخالص الدائم المستمر إلى الموت ([4]).



بر الوالدين في الكتاب والسنة:




ذكر الله – تعالى – حق الوالدين بعد حقه سبحانه وتعالى، وهذا يعطي دلالة واضحة جلية على عظم حقهما.



قال تعالى: [FONT=&quot]}وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[FONT=&quot]{[/FONT] [النساء: 36]. قال ابن سعدي في تفسيره: أي: أحسنوا بالقول الكريم، والخطاب الجميل بطاعة أمرهما واجتناب نهيهما والإنفاق عليهما وإكرام من له تعلق بهما ([5]).[/FONT]



وقال تعالى: [FONT=&quot]}وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[FONT=&quot]{[/FONT] [العنكبوت: 8]. يقول الله تعالى آمرًا عباده بالإحسان للوالدين بعد الحث على التمسك بتوحيده، فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان ولهما عليه غاية الإحسان، فالوالد بالإنفاق والوالدة بالإشفاق ([6]).[/FONT]



وقال تعالى: [FONT=&quot]}وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا[FONT=&quot]{[/FONT] [الإسراء: 23-24].[/FONT]



قال ابن سعدي في تفسيره: أي: أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسان «القول والفعل» فإذا وصلا إلى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف [FONT=&quot]}فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ[FONT=&quot]{[/FONT] وهذا أدنى مراتب الأذى، نبه به على ما سواه، والمعنى: لا تؤذهما أدنى أذية، ولا تزجرهما، وتلطف معهما بكلام لين حسن يلذ على قلوبهما وتطمئن به نفوسهما، وذلك يختلف باختلاف الأحوال والعوائد والأزمان. وتواضع لهما ذلاً لهما ورحمة واحتسابًا للأجر لا لأجل الخوف منهما. ثم ادعُ لهما بالرحمة أحياءً وأمواتًا جزاءً على تربيتهما إياك صغيرًا. ويفهم من هذا أنه كلما ازدادت التربية ازداد الحق. وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه تربية صالحة غير الأبوين له على من رباه حق التربية. اهـ ([7]).[/FONT]



وقال تعالى: [FONT=&quot]}وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[FONT=&quot]{[/FONT] [لقمان: 14].[/FONT]



قال مجاهد: مشقة وهن الولد، وقال قتادة: جهدًا على جهد، وقال عطاء الخراساني: ضعفًا على ضعف. وقوله تعالى: [FONT=&quot]}وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ[FONT=&quot]{[/FONT]، أي: تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين كما قال تعالى: [FONT=&quot]}[/FONT]وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ[FONT=&quot]{[/FONT] [البقرة: 233].[/FONT]



ومن هنا استنبط ابن عباس وغيره من الأئمة أن أقل الحمل ستة أشهر. وإنما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقتها في سهرها ليلاً ونهارًا ليذكر الولد بإحسانها المتقدم إليه. اهـ ([8]).



ومن السنة:




الأحاديث التي تحث على البر كثيرة أورد بعضًا منها تذكيرًا لنفسي ولإخواني بحق الوالدين، من ذلك:



ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه»([9]).



وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها». قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»([10]).



وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما – قالت: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قدمت علي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: «نعم، صلي أمك»([11]).



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أبوك»([12]).



وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أُبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، قال: «فهل لك من والديك أحد حي؟» قال: نعم، قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما»، متفق عليه. وفي رواية لهما: جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال: «أحيٌّ والداك؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد»([13]).



وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلاً أتاه فقال: إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الوالدان أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه»([14]).



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة»([15]).



بر الأنبياء – عليهم السلام – بآبائهم:




الأنبياء – عليهم السلام – هم صفوة البشر، وهم قدوة في جميع أعمالهم وسلوكهم وأخلاقهم، فلنتعرف على جانب من حياتهم المشرقة ولنرى كيف تعاملهم مع آبائهم وأمهاتهم.



فهذا نوح – عليه السلام – يستغفر لهما، فينادي ربه: [FONT=&quot]}رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا[FONT=&quot]{[/FONT] [نوح: 28].[/FONT]



وهذا إبراهيم الخليل – عليه السلام – يخاطب أباه المشرك بلطف وإشفاق بالغ رغبة في هدايته ونجاته من النار، قال تعالى مخبرًا عنه: [FONT=&quot]}إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا[FONT=&quot]{[/FONT] [مريم: 42-45].[/FONT]



لقد خاطب والده بتلك الكلمات المؤثرة، بل تجد أن كل نصيحة مقرونة بـ«يا أبت، يا أبت» وهذا قمة الإشفاق والحب والحنان لعل الله أن يفتح على قلبه.



وهذا إسماعيل بن إبراهيم – عليهما السلام -، يضرب أروع الأمثلة في البر امتثالاً لأمر والده والذي هو امتثال لأمر الله؛ لأن رؤيا الأنبياء جزء من الوحي عندما أخبره وقال: [FONT=&quot]}يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ[FONT=&quot]{[/FONT] فكان رد الابن [FONT=&quot]}[/FONT]يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ[FONT=&quot]{[/FONT] [الصافات: 102]. فلما تلَّه ليذبحه ووضع السكين على حلق ابنه إسماعيل فلم تحز فشحذها مرتين أو ثلاثًا بالحجر فلم تقطع، فقال الابن عند ذلك: يا أبت، كُبَّني على وجهي فإنك إن نظرت إلى وجهي؛ رحمتني وأدركتك رقة وأنا لا أنظر إلى الشفرة فأجزع، ففعل ذلك إبراهيم – عليه السلام -([16])، إلى أن نودي [FONT=&quot]}[/FONT]وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ[FONT=&quot]{[/FONT] [الصافات: 104-105].[/FONT]



فأي بر أعظم من هذا البر؟! إنها أخلاق الأنبياء.



وهذا عيسى – عليه السلام – يأتيه الثناء من ربه وهو ما زال في المهد بأنه بار ويقرن هذا بعبوديته لربه عز وجل: [FONT=&quot]}وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا[FONT=&quot]{[/FONT] [مريم: 32].[/FONT]



بر الصحابة رضي الله عنهم والصالحين:



من هذه الصور الناصعة من البر ما روته عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دخلت الجنة فسمعت قراءة، فقلت: من هذا؟ فقيل: حارثة بن النعمان». فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كذلكم البرّ، كذلكم البر». وزاد عبد الرزاق في روايته: «وكان أبر الناس بأمه»([17]).



فانظر كيف نال هذا الصحابي تلك المنزلة من الجنة بفضل الله تعالى ثم ببره لوالدته.



بر أبي هريرة رضي الله عنه:




أبو هريرة رضي الله عنه كان يستخلفه مروان وكان بذي الحليفة، فكانت أمه في بيت وهو في آخر، فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها وقال: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فتقول: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، فيقول: (رحمك الله كما ربيتني صغيرًا)، فتقول: (رحمك الله كما بررتني كبيرًة) ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك ([18]).


http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) لسان العرب، ج1، طبعة دار إحياء التراث العربي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]ففيهما فجاهد، عبد الملك القاسم.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]غذاء الألباب 1/382.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]بلوغ المرام، باب البر والصلة، ص433.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تفسير ابن سعدي 1/204.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تفسير ابن كثير 3/537.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref7[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][7][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تفسير ابن سعدي 1/613.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref8[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][8][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) تفسير ابن كثير، 3/575-586.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref9[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][9][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]مسلم (1510)، أخرجه أبو داود (5137)، والترمذي (1907) من كتاب بر الوالدين وصلة الأرحام للشيخ عبد الله الجار الله رحمه الله.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref10[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][10][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]البخاري 10/336، مسلم (85) من كتاب تذكر شباب الإسلام ببر الوالدين وصلة الأرحام للشيخ عبد الله الجار الله.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref11[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][11][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]متفق عليه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref12[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][12][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]البخاري 10/336، مسلم (2548). قال الشيخ عبد الله الجار الله في تعليق له على هذا الحديث: أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر: وكأن ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الإرضاع. اهـ.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref13[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][13][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]البخاري 6/97-98 و 10/338 ومسلم (2549). يقول الشيخ عبد الله الجار الله في تعليقه: المراد بالجهاد فيهما جهاد النفس في وصل البر إليهما والتلطف بهما وحسن الصحبة والطاعة وأنه آكد من الجهاد إذا كان فرض كفاية فيحرم أن يجاهد إلا بإذنهما.اهـ. انظر كتاب تذكير شباب الإسلام ببر الوالدين وصلة الأرحام، للشيخ عبد الله الجار الله، ص15-16. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref14[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][14][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]رواه الترمذي (1901) وإسناده صحيح.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref15[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][15][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]رواه مسلم.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref16[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][16][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]عقوق الوالدين، ص51-54 للشيخ محمد إبراهيم الحمد.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref17[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][17][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]كيف تبر والديك؟ جمع وإعداد إبراهيم الحمود.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref18[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][18][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]عقوق الوالدين، محمد الحمد، ص45.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق


بر الفضل بن يحيى بأبيه:


قال المأمون: لم أر أحدًا أبر من الفضل بن يحيى بأبيه، بلغ من بره أن يحيى كان لا يتوضأ إلا بماء مسخن، وهما في السجن فمنعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة فقام الفضل حين أخذ أبوه يحيى مضجعه إلى قمقم ([1]) كان يسخن فيه الماء فملأه ثم أدناه من نار المصباح فلم يزل قائمًا وهو في يده حتى أصبح. فعل هذا برًا بأبيه ليتوضأ بالماء الساخن ([2]).


أبي يزيد البسطامي – رحمه الله:


رُوي عن أبي يزيد البسطامي – رحمه الله -، قال: كنت ابن عشرين سنة، فدعتني أمي لتمريضها ذات ليلة، فجعلت إحدى يدي تحت رأسها والأخرى أمرها على جسدها، وأقرأ [FONT=&quot]}قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[FONT=&quot]{[/FONT] فخدرت يدي قلت: اليد لي وحق الوالدة لله، فصبرت على ذلك كله حتى طلع الفجر ولم أرفع يدي. فلما مات رآه بعض أصحابه في المنام وهو يطير في الجنان ويسبح الرحمن فقيل له: بمَ نلت هذه الرحمة؟ قال: بر الوالدة، والصبر على الشدائد ([3]).[/FONT]


بر زين العابدين – رحمه الله – بأمه:


علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (زين العابدين) كان من سادات التابعين وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها ([4]).


بر أويس القرني بأمه:


عن أسيد بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليهم أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتى عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرٌّ، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فاستغفر لي، فاستغفر له. فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي. قال: فلما كان من العام المقبل حج رجلٌ من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس، قال: تركته رث البيت قليل المتاع، قال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فأتى أويسًا فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي. قال: لقيت عمر؟ قال: نعم. فاستغفر له, ففطن له الناس فانطلق على وجهه: قال أسيد: وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة ([5]).


شاب يحمل أبيه في زنبيل:



قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت أطلب أبر الناس حتى انتهيت إلى شاب وفي عنقه زنبيل فيه شيخ كأنه فرخ، فكان يضعه بين يديه في كل ساعة فيزقه كما يزق الفرخ «أي يطعمه» فقلت: ما هذا؟ قال: أبي وقد خرف، وأنا أكفله، قلت: هذا أبرُّ العرب ([6]).


البر بالوالدين الكافرين أو أحدهما:



عن أسماء بنت أبي بكر الصديق – رضي الله عنها – قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قدمت على أمي وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: «نعم صِلي أمك»([7]).


وقولها «راغبة» أي: طامعة فيما عندي تسألني شيئًا، قيل كانت أمها من النسب وقيل من الرضاعة والصحيح الأول.


قال الإمام الجصاص: قال أصحابنا في المسلم يموت أبواه، وهما كافران أن يغسلهما ويتبعهما ويدفنهما؛ لأن ذلك من الصحبة بالمعروف التي أمر الله بها ([8]).


وقد نهى القرآن الكريم عن الاستغفار للمشركين الأموات، فإن كان والدا المسلم ذميين استعمل معهما ما أمره الله به هاهنا: الترحم لهما بعد موتهما على الكفر ([9]).
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]إناء يوضع فيه الماء لتسخينه «مثل الإبريق».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]بر الوالدين للمناوي. انظر (كيف تبر والديك؟) ص45.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]كيف تبر والديك؟ جمع إبراهيم المحمود. وانظر بر الوالدين لأحمد عاشور.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]نفس المصدر السابق، وانظر بر الوالدين للطرطوشي.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]حق لا ينسى، للشيخ عبد الله السلوم وعبد الله المرزوق. وانظر كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل أويس القرني، 4/1969.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]عقوق الوالدين، للشيخ محمد الحمد، وانظر المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي، ص614.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref7[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][7][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]متفق عليه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref8[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][8][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]أحكام القرآن للجصاص 2/36، نقلاً عن: «ففيهما فاجاهد» عبد الملك القاسم.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref9[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][9][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تفسير القرطبي، 10/244.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

فتاوى في بر الوالدين

وهذه أسئلة متفرقة حول بعض الفتاوى لعلمائنا في حكم التعامل مع الوالدين اللذين لا يصليان أو لا يصوم أحدهما، أو من عندهم بعض الشبه, وكيف يتعامل الأبناء معهما؟


سائل يقول: توفيت والدتي منذ فترة ولم تصُمْ رمضان قط، ولم تكن تصلي إلا في آخر سنة من حياتها ونوت أن تحج إلى بيت الله الحرام ولكنها توفيت قبل أن تحج، فهل يجوز لي أن أصوم عنها الأشهر التي لم تصمها علمًا بأنها قبل وفاتها بدأت تصلي، وكذلك هل لي أن أحج عنها؟ وهل هناك طرق أو عبادات أقدر أن أقوم بها وأهب ثوابها إلى والدتي؟([1]).


أجاب الشيخ ابن باز (رحمه الله) بقوله:



ليس عليك قضاء الصيام الذي تركته والدتك مع تركها الصلاة؛ لأن ترك الصلاة كفر يحبط العمل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر». أما إن كانت تركت شيئًا من الصوم بعد أن هداها الله لأداء الصلاة فيشرع لك قضاؤه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات وعليه صيام، صام عنه وليه» متفق عليه. فإن لم تصم ولم يقم بذلك أحد من أقاربها أو غيرهم فأطعم عنها عن كل يوم مسكينًا، نصف صاع من قوت البلد، من تمر أو أرز أو غيرها. ويشرع لك الإكثار من الدعاء لها والصدقة عنها رجاء أن ينفعها الله بذلك إذا لم تعلم أنه حدث منها شيء قبل وفاتها يوجب ردتها عن الإسلام.


وسُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله):


إذا كان والدي مكسبه حرام فهل يجوز لنا أن نأكل مما يحضره لنا؟ وإذا كان لا يجوز فما العمل؟


فأجاب: إذا كان مكسب الوالد حرامًا، فإن الواجب نصحه, فإما أن تقوموا بنصحه بأنفسكم إن استطعتم إلى ذلك سبيلاً أو تستعينوا بأهل العلم ممن يمكنهم إقناعه، أو تستعينوا بأصحابه لعلهم يقنعونه حتى يتجنب هذا الكسب الحرام، فإذا لم يتيسر ذلك فلكم أن تأكلوا منه بقدر الحاجة, ولا إثم عليكم في هذه الحالة، لكن لا ينبغي أن تأخذوا أكثر من حاجتكم للشبهة في جواز الأكل ممن كسبه حرام ([2]).


سؤال: أريد أن أتعلم العلوم الشرعية، ووالدي يصر على تعلم العلوم العصرية، فماذا يجب علي جزاكم الله خيرًا؟


عليك أن تتعلم العلوم الشرعية وأن تجتهد وتقنع والدك بأن هذا هو الواجب عليك، وأن الواجب أن تتعلم دينك وأن تتفقه فيه عند علماء الشرع، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الطاعة في المعروف»، «ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» فالأب والأم لا يطاعان في معاصي الله، وإنما يطاع الوالد والوالدة في الخير لا في الشر ([3]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]فتاوى إسلامية 4/252، من فتاوى ابن باز رحمه الله.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]فتاوى إسلامية لأصحاب الفضيلة: ابن باز، ابن عثيمين، ابن جبرين، ج4، جمع وترتيب محمد المسند.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]فتاوى إسلامية للشيخ ابن عثيمين 4/229.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

قصص واقعية من البر

شاب أصيب والده بمرض خطير ألزمه الفراش بالمستشفى فلازمه وأغلق متجره ولم ينم مع زوجته في فراش طوال ستة أشهر، ولم يسمح للممرض أن يقوم بتنظيف والده وبإزالة الأذى عنه بل هو يقوم بذلك بنفسه ويفرح به تقربًا بذلك لرضا الله تعالى، جلس على هذا الحال ستة أشهر بأكملها، ذهبت المتاعب وبقى الأجر حتى توفي والده وهو ملازم له, والموفق من وفقه الله ([1]).


من أجل والدته:



حدثني أحد كبار السن الموثوق بدينه وأمانته قال: أعرف رجلاً من أهل الرياض – ذكر لي اسمه – كان بارًا لوالدته الكبيرة بالسن التي تعيش معه، وكانت زوجته تتظاهر ببر أمه لكنها في الحقيقة غير ذلك، والأم صابرة من أجل ألا تعكر صفو أسرة ابنها. وفي أحد الأيام رجع الابن مبكرًا على غير عادته وعند دخوله البيت سمع الزوجة وهي رافعة صوتها وتقول للأم: (بدأت تخرفين ...) وكلمات تهكم. دخل الابن دون أن يشعر أحد به ثم سلَّم بصوت مرتفع ودخل إلى غرفة أمه وقبل يدها وبعد أن تناول الغداء نادى زوجته وأمرها بأن تأخذ ما يلزمها من البيت فهي من هذه اللحظة لم تعد زوجة له, أرادت الأم أن تتدخل لكن كان الأمر قد انتهى([2]).


الشيخ القطان يروي هداية والده:


يقول الشيخ أحمد القطان وهو يذكر توبة والده الذي أخذ موقفًا من المتدينين نتيجة لموقف تعرض له من أحد المقرئين الذين يعالجون بالرقية الشرعية حيث طلب مبلغًا من المال: وكان والدي فقيرًا ومريضًا، فتلقاه طبيب نصراني يدعو إلى دينه في أحد المستشفيات، وعالجه بلا مقابل وأعطاه نقودًا لتساعده في أمور الحياة، فانطبعت صورة قاتمة عن المتدينين، وولاء وإعجاب لأولئك الكفار الذين يتخفون تحت الأعمال الخيرية سواء بالمستشفيات أو الهيئات الإغاثية.


يقول الشيخ أحمد القطان: ثم بعد ذلك استمر والدي يسخر من المتدينين ويستهزئ بهم، فقلت في نفسي: إنه من المستحيل أن أنزع صورة (الملا) من رأسه وصورة ذلك الدكتور (النصراني) من رأسه أيضًا إلا أن أحسن المعاملة معه, فظللت انتظر الفرصة المناسبة لذلك طمعًا في هداية والدي، وجاءت الفرصة المنتظرة ومرض الوالد مرضًا عضالاً، وأصبح طريح الفراش في المستشفى حتى إنه لا يستطيع الذهاب إلى مكان قضاء الحاجة إذا أراد ذلك، وكنت أنا بجواره ليلاً ونهارًا، فقلت في نفسي: هذه فرصة لا تقدر بثمن، وفي تلك الحال كان – رحمة الله عليه – يتفنن في مطالبه يختبرني هل أطيعه أم لا؟ ومن ذلك أنه في جوف الليل كان يأمرني بأن أحضر له نوعًا من أنواع الفاكهة لا توجد في ذلك الوقت، فأذهب وأبحث في كل مكان حتى أجدها في تلك الساعة المتأخرة ثم أقدمها له فلا يأكلها، فإذا أراد أن يقضي حاجته لا يستطيع القيام فأضع يدي تحت مقعدته حتى يقضي حاجته في يدي ويتبول في يدي وأظل واضعًا يدي حتى ينتهي من قضاء الحاجة، وهو يتعجب من هذا السلوك، ثم أذهب إلى دورة المياه وأنظف يدي مما أصابها، وقد تكررت هذه الحادثة في كل عشر دقائق مرة نظرًا لشدة المرض، حتى إنني في النهاية لم أتمكن من وضع يدي كلما تبرز أو تبول لكثرة ذلك، فلما رأى والدي هذا التصرف يتكرر مني أكثر من مرة أخذ يبكي، فكان هذا البكاء فاتحة خير وإيمان في قلبه .. ثم قال لي: إنني ما عرفت قيمتك إلا في هذه اللحظة. ثم سألني: هل جميع هؤلاء الشباب المتدينين مثلك؟ قلت له: بل أحسن مني، ولكنك لم تعرفهم .. وكانوا يزورونه ويسلمون عليه. فبدأ يصلي ويصوم ويحب الدين ويذكر الله، ولا يفتر لسانه عن ذكر الله وقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأسبغ الله عليه هذا الدين، فقلت: سبحان الله .. حقًا إن الدين هو المعاملة ([3]).
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]محاضرة للشيخ عبد الله السويلم.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]صاحب هذه القصة من كبار السن المعاصرين في مدينة الرياض.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) العائدون إلى الله، للمسند.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

الأسباب الجالبة للبر



قطعًا, الكل ينشد أن يكون أبناؤه بارين به؛ لتقر عينه ويفرح ببرهما في حياته، ولا شك أن هناك أسبابًا أحسبها ضرورية لجلب البر، منها على سبيل المثال لا الحصر:



1- العناية باختيار الزوجة الصالحة:



فالزوجة هي أم الأولاد وسينشؤون على أخلاقها وطباعها، ثم إن لها تأثيرًا على الزوج. قال أكثم بن صيفي لولده: «يا بني لا يحملنكم جمال النساء عن صارحة النسب فإن المناكحة الكريمة مدرجة للشرف»([1]).


وقال أبو الأسود الدؤلي لبنيه: «قد أحسنت إليكم صغارًا وكبارًا، وقبل أن تولدوا, قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم من الأمهات من لا تسبون بها»([2]).


2- الطلب عند الدعاء بأولاد صالحين:



فهذا خليل الرحمن إبراهيم – عليه السلام – يطلب في دعائه: [FONT=&quot]}رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ[FONT=&quot]{[/FONT] [الصافات: 100] يريد الولد. قال الشيخ ابن عاشور في هذا الصدد: «وصفه بأنه من الصالحين لأن نعمة الولد تكمل إذا كان صالحًا، فإن صلاح الأبناء قرة عين للآباء ومن صلاحهم برهم لوالديهم, ولعل من المناسب في هذا المقام التنبيه إلى أن بعض الناس لا يلقون بالاً عند طلبهم الأولاد من الله تعالى لكونهم صالحين بل يكتفون في دعائهم بأن يرزقوا أولادًا، كما أن بعضهم لا يدركون أهمية سلاح الدعاء لصلاح الأبناء، ولا يلجؤون إليه إلا إذا ابتلوا بفسادهم، ولكن خليل الرحمن – عليه السلام – على عكس هؤلاء وأولئك، فقرن دعاءه من ربه للأولاد بأن يكونوا صالحين وذلك قبل وجودهم»([3]).[/FONT]


4- غرس القيم الإسلامية في نفوسهم:


ومن أهمها غرس محبة الله تعالى في نفوسهم وغرس بُغض مخالفته في قلوبهم، فينشأ الشاب على التعلق بالدين وحب الصلاة، والتعلق بالمساجد وقراءة القرآن، وحب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة أصحابه – رضي الله عنهم -، والإعجاب بالأبطال من الصحابة والتابعين وقادة الفتوحات الإسلامية. وكراهية الكفر وأهله، والابتعاد عن سفاسف الأمور؛ لينشأ جيل يحمل همّ الدين، لا نريد جيلاً متنور الذهن مظلم الروح أجوف القلب ... ضعيف اليقين ... قليل الدين، قليل الصبر والجلد، ضعيف الإرادة والخلق، يبيع دينه بدنياه، وآجله بعاجله، ويبيع أمته وبلاده بمنافعه الشخصية، ضعيف الثقة بنفسه وأمته: [FONT=&quot]}وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ[FONT=&quot]{[/FONT] [المنافقون: 4]، هؤلاء هم الذين نشروا بين المسلمين الجبن والوهن ([4]).[/FONT]


5- القدوة الصالحة:



وتتمثل القدوة في الوالدين بحيث يكون الأب والأم قدوة صالحة للأبناء، سواء في امتثال أوامر الله سبحانه، أو في اجتناب ما نهى عنه، ثم البر بالوالدين إذا كانا على قيد الحياة، فهم ينظرون للوالدين على أنهما قدوة سواء في الخير أو الشر، فاحرص أن تكون قدوة في الخير، من ذلك أن يقوم الوالدان مثلاً بالصلاة أمام الأولاد حيث يتعلم الأولاد الصلاة عمليًا، ومن ذلك كظم الغيظ، وحسن استقبال الضيوف، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ولا يليق بالوالدين أن يأمرا الأولاد بأمر ثم يعملا بخلافه ، فالتناقض يفقد النصائح أثرها ([5]).


6- إعطاء الأبناء حقوقهم!!


إذا أردنا أن نطالب الأبناء بحقوق الآباء ، وهذا أمرٌ أمر به المولى سبحانه وتعالى ووردت النصوص في الكتاب والسنة وقد مرت معنا في أكثر من موضع فلا بد من أمور تتعلق بحقوق الأبناء منها:
أ- اختيار الأم ذات الدين، فقبل زراعة البذر لا بد من اختيار التربة الصالحة للزرع، لننعم بإذن الله بأبناء صالحين لا بد من اختيار أم المستقبل قال صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه: «يا جابر تزوجت؟» قال جابر: قلت: نعم. قال: «بكر أم ثيب». قلت: ثيب. قال :«فهلاَّ بكرًا تلاعبها» قلت: يا رسول الله: إن لي أخوات فخشيت أن تدخل بيني وبينهن. قال: «فذاك إذن. إن المرأة تُنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك» رواه مسلم.


ب- أن يختار له اسمًا حسنًا، وأن يعق له.
ج- العطف والإشفاق.
د- الاهتمام بالتربية الروحية.
هـ- تعليمهم السباحة، الرماية، وركوب الخيل، وتعويدهم على ذلك.
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) أدب الدنيا والدين، نقلاً عن التقصير في تربية الأولاد، محمد إبراهيم الحمد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]المصدر نفسه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]نقلاً عن (إبراهيم عليه السلام أبًا) للدكتور فضل إلهي ظهير.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]المد والجزر في تاريخ الإسلام، أبو الحسن الندوي، باب أسوأ جيل عرفه الإسلام.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]التقصير في تربية الأولاد، محمد إبراهيم الحمد.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

من ثمرات البر

1- رضا الله سبحانه وتعالى ودخول الجنة هو غاية وأمنية كل مسلم على وجه هذه الأرض. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة»([1]).


فهما بابان من أبواب الجنة لمن وفقه الله لبرهما والإحسان إليهما. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما»([2]).


2- البر دين تجده في أبنائك: فالبر سلف وكما تدين تدان، فكما تكون بارًا بوالديك يكون أبناؤك بارين بك عندما تحتاج لبرهم ورعايتهم لك وتصبح في حال الضعف. وهذا مُشاهد وملموس في الماضي والحاضر [FONT=&quot]}وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا[FONT=&quot]{[/FONT] [الكهف: 49] ففي برهم شعور بالسعادة والغبطة والرضا وطمأنينة القلب، وراحة من ناحية الأبناء حيث يكون هناك شعور برد الجميل. قال تعالى: [FONT=&quot]}[/FONT]هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ[FONT=&quot]{[/FONT] [الرحمن: 60].[/FONT]


3- تفريج الكرب وقبول الدعاء، والدليل على ذلك قصة أهل الغار الذين آواهم المبيت في غار، فتدحرجت صخرة على فم الغار فسدت عليهم المخرج، فدعوا الله تعالى وتقربوا إليه بأعمالهم الصالحة، وكان أحد الثلاثة رجلاً بارًا بوالديه فقال في دعائه: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً؛ فنأى بي طلب الشجر (أي البحث عن المرعى لدوابه) فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أسقي الصبية قبلهما، فلم يزل ذلك دأبي حتى طلع الفجر، ففرج الله لهم فرجة فرأوا السماء ([3]). وقصة أويس القرني التي مرت معنا ، وكيف أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مُستجاب الدعوة.


4- السعة في الرزق والبركة في العمر.
وبر الوالدين طاعة لله تعالى، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أجله فليصل رحمه»([4]). قال ابن كثير في تفسيره: لما ذكر تعالى بر الوالدين عطف بذكر الإحسان إلى القرابة وصلة الأرحام ([5]). كما في قوله تعالى: [FONT=&quot]}وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا[FONT=&quot]{[/FONT] [الإسراء: 26] جاءت بعد قوله تعالى: [FONT=&quot]}[/FONT]وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا[FONT=&quot]{[/FONT] [الإسراء: 23].[/FONT]


فالسعادة هي أثر بر الوالدين وصلة الرحم، وهي سبب تيسير أموره وسعة رزقه وطول عمره وراحة باله وانشراح صدره واحترامه وإكرامه من أقاربه وأهله، وكفى بها سعادة يطلبها العقلاء. قال صلى الله عليه وسلم: «من شاء أن يُنسأ له (أي يُؤخر) في أجله، ويوسع له في رزقه؛ فليصل رحمه» وهذه السعادة أثر من آثار بر الوالدين وصلة الأرحام ([6]).
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) رواه مسلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]صححه الألباني في صحيح الجامع، 33، 178.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot]الحديث في البخاري في باب إجابة دعاء من بر والديه.(1/418) فتح الباري بشرح صحيح= =البخاري.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]رواه البخاري.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]ابن كثير 3/52.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]أهمية البر بالوالدين، مركز الأمير سلمان الاجتماعي للمسنين، ص36.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

المبحث الثاني: العقوق

تعريف العقوق:



أعق: جاء بالعقوق (وأحوب جاء بالحوب). ويقال: عاقق فلانًا أعقه إعقاقًا إذا خالفه.


قال ابن بري: عق والده يعق عقوقًا ومعقة، قال هنا: وعقاق مبنية على الكسر مثل حذام ورقاش. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم: «نهى عن عقوق الأمهات». وهو ضد البر، وأصله من العق: وهو الشق والقطع، وإنما خص الأمهات وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيمًا؛ لأن لعقوق الأمهات مزية في القبح ([1]).


الأدلة التي تحرم العقوق في الكتاب والسنة:


قال تعالى: [FONT=&quot]}فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[FONT=&quot]{[/FONT] [محمد: 22-23]. أي تعودوا إلى ما كنتم فيه في الجاهلية الجهلاء تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام. وهذا نهي عن الإفساد في الأرض عمومًا وعن قطع الأرحام خصوصًا. وصلة الأرحام وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والأفعال وبذل الأموال ([2])، ومن آكد هذه الصلة «البر بالوالدين». قال تعالى: [FONT=&quot]}[/FONT]وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا[FONT=&quot]{[/FONT] [الإسراء: 23].[/FONT]


قال ابن عباس في تفسيره لهذه الآية: «هي كلمة كراهة»، وقال مقاتل: «الكلام الرديء الغليظ»، وقال مجاهد: «إن بلغا عندك الكبر فيبولان ويتغوطان فلا تتقزز منهما ولا تقل لهما (أف)، وأمط عنهما الغائط والبول كما كانا يميطانه عنك صغيرًا ولا يتأففان»([3]).


وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثًا ... قلنا بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» وكان متكئًا فجلس فقال: «ألا وقول الزور وشهادة الزور» فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت ([4]).


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه»([5]).


وعنه أيضًا قال: قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إن شئتم [FONT=&quot]}فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[FONT=&quot]{[/FONT]([6]).[/FONT]


وعنه رضي الله أيضًا: قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك»([7]).


وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بكاء الوالدين من العقوق». وأخرج البخاري أيضًا في الأدب المفرد عن زياد بن معراق بن طبسله أنه سمع ابن عمر يقول: (بكاء الوالدين من العقوق والكبائر)([8]).


وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحزن والديه فقد عقهما»([9]).


جريج العابد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «كان جريج يتعبد في صومعة، فجاءت أمه – قال حميد: فوصف لنا أبو رافع صفة أبي هريرة لصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه حين دعته كيف جعلت كفها فوق حاجبها ثم رفعت رأسها إليه تدعوه – فقالت: يا جريج أنا أمك كلمني، فصادفته يصلي، فقال: اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته، فرجعت ثم عادت في الثانية فقالت: يا جريج أنا أمك فكلمني، قال: اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته، فقالت: اللهم إن هذا جريج هو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني، اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات. قال: ولو دعت عليه أن يُفتن لفُتن. قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره قال: فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها الراعي فحملت فولدت غلامًا فقيل لها: ما هذا؟ قالت: من صاحب هذا الدير. فجاءوا بفؤوسهم ومساحيهم فنادوا فصادفوه يصلي فلم يكلمهم، قال: فأخذوا يهدمون ديره فلما رأى ذلك نزل إليهم فقالوا له: سل هذه، فتبسم ثم مسح رأس الصبي فقال: من أبوك؟ قال: أبي راعي الضأن، فلما سمعوا ذلك منه قالوا: نبني ما هدمناه من ديرك بالذهب والفضة، فقال: لا ولكن أعيدوه ترابًا كما كان ثم علاه» ([10]). رواه مسلم.


فانظر إلى أثر دعاء الوالد على ولده، فعلى الرغم من عبادته إلا أن عدم استجابته لنداء والدته ودعائها عليه رفعت لها الحجب فاستجيب لدعائها.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]لسان العرب، ج10، ط دار صادر، بيروت.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تفسير ابن كثير، ج4.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]ففيهما فجاهد، لعبد الملك القاسم.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]متفق عليه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]رواه مسلم.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]متفق عليه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref7[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][7][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]متفق عليه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref8[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][8][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]أخرجه البخاري في الأدب «حق الآباء على الأبناء».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref9[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][9][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]رواه الخطيب.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref10[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][10][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]كتاب البر والصلة والآداب، باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

نماذج سيئة من العقوق بين الماضي والحاضر



قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجتُ أطلب أعق الناس وأبر الناس، فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجرة والحر الشديد وخلفه شاب في يده رشاء «حبل» من قد (سوط) ملوي يضربه به وقد شق ظهره بذلك الحبل فقلت: أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف أما يكفيه ما هو فيه من مد هذا الحبل حتى تضربه؟ قال: إنه مع هذا أبي، قلت: فلا جزاك الله خيرًا، قال: اسكت فهكذا كان يصنع بأبيه ، وكذا كان أبوه يصنع بجده، فقلت: هذا أعق الناس ([1]).


ومما ورد في هذا أن شابًا اسمه «منازل» كان مكبًا على اللهو واللعب لا يفيق عنه، وكان له والد صاحب طاعة لله وكان كثيرًا ما ينهى ولده عن أفعاله المشينة ويقول له: يا بني احذر هفوات الشباب وعثراته فإن لله سطوات ونفحات ما هي من الظالمين ببعيد، وكلما ألحّ الوالد في النصح زاد الولد في العقوق. وفي يوم من الأيام ألح الوالد بالنصح على الولد كعادته فمد الولد يده على أبيه فضربه. فحلف الأب بالله ليأتين بيت الله عز وجل ويدعو على ولده وهو متعلق بأستار الكعبة، فخرج حتى انتهى إلى البيت الحرام وتعلق بأستار الكعبة ودعا على ولده بأن يشل الله شقه، فسبحان الله العظيم فما استتم كلامه حتى يبس شق ولده الأيمن جزاءً له في الدنيا ولعذاب الآخرة أشق ([2]) إذا لم يتداركه الله بتوبة قبل الموت.

قصص معاصرة من العقوق

القصة الأولى

تقول إحدى الاختصاصيات بإحدى المستشفيات بالمنطقة الشرقية: لا تزال صورة إحدى المريضات لا تفارق ذهني، فقد وصلت عن طريق الشرطة، وهي عجوز تجاوزت الثمانين مصابة بالشلل الرباعي تتحدث بصعوبة بالغة، وقد ذكرت محاضر الشرطة أنهم وجدوها على الطريق السريع وبجوار إحدى حاويات القمامة فاعتقدوا أنها ميتة، وبتحويلها للمستشفى أكد الأطباء أنها ما زالت على قيد الحياة وتم تحويلها للمركز.



وبعد تحسن حالتها علم المركز منها أن ابنها وزوجته حملوها وألقوا بها في هذا المكان للتخلص من خدمتها، وظلت العجوز بالمركز سنوات لم يسأل عنها أحد يومًا. كما أنها لم تستطع ذكر اسم ابنها أو أحدهم أو القرية أو المدينة التي كانت تعيش فيها لعدم قدرتها على الكلام، وبقيت كذلك حتى توفيت ([3]).


القصة الثانية

يقول بائع للمجوهرات: جاءني في أحد الأيام الأخيرة من شهر رمضان رجل وزوجته وأمه وابنه، وكانت الأم على حياء ومعها ابن هذا الرجل تحمله، فوقفت به في الجانب وجاءت زوجته وأخذت من الذهب ما يعادل عشرين ألف ريال، ثم تقدمت الأم وأخذت خاتمًا واحدًا من ذهب قيمته مئة ريال، وعندما جاء الابن ليدفع الحساب دفع العشرين ألف، فقلت: بقي مئة ريال. فقال الابن: لأي شيء؟ قلت: لهذا الخاتم الذي أخذته أمك، فقال الابن. العجائز ليس لهن حاجة في الذهب، وأخذ الخاتم من يدها ورماه على الطاولة، فما كان من الأم إلا أن تجرعت غصصها وأخذت ابن ابنها بين يديها وخرجت إلى خارج المحل، فأنبته زوجته قائلة: لماذا فعلت ذلك؟ ستخرج أمك من عندك فمن سيمسك ابننا بعد ذلك؟ فأخذ الخاتم وذهب به إلى أمه فقالت الأم: والله لن ألبس ذهبًا ما حييت أبدًا، ما كنت أريد سوى هذا الخاتم لأفرح به يوم العيد مع الناس، فقتلت هذه الفرحة في نفسي فسامحك الله ([4]).


تعليق: والله لو أن هذه القصة لم يذكرها رجل داعية وثقة لقلت إنها من قصص الإسرائيليات لكنه العقوق!! فكيف نسي هذا الولد العاق حق الأم وأن حقها لا يقدر بثمن، ناهيك بخاتم بمئة ريال مقابل عشرين ألف ريال قدمها لزوجته.


القصة الثالثة

شاب من أولئك الشباب الذين بهرتهم الحضارة الغربية، ذهب إلى إحدى الدول الغربية لإكمال دراسته لكنه رجع منتكس الفطرة، رجع بالجحود والنكران وتناسى العطف والإحسان من الوالدين. استقبله أبوه وفرح أشد الفرح، وذات يوم دعا أصحابه لزيارته في بيت والده فاستقبلهم والد الشاب وأحسن ضيافتهم، وكان الوالد هو الذي يأتي بالمشروبات والمأكولات والولد غارق في الضحك والكلام مع أصحابه، وعندما ذهب الوالد إلى داخل البيت سأل أحد الحضور ذلك الولد: من هذا الذي استقبلنا وكرمنا؟ فقال الولد: هذا خادم عندنا ([5])!!!

القصة الرابعة

تقول إحدى الإخصائيات بمركز المسنين بالظهران: في أحد الأيام حضرت إلى المركز ابنة إحدى النزيلات حيث أرسل إليها خطاب لكي تحضر لاستلام والدتها. وما إن دخلت المركز حتى هجمت علي بالسب والشتم ظانة أني أنا التي كتبت التقرير بخروج أمها، وسمع من في المستشفى صراخها وسبها وشتائمها ثم خرجت دون أن تستلم أمها التي كانت تسمع كل ما حدث من ابنتها وتوقع الجميع الغضب من الأم، وإذا بها تلتمس لها الأعذار وتقول: سامحوها ابنتي طيبة ... ولكنها تخاف زوجها، واجتمع حولها جميع العاملين في المستشفى ممن حضروا هذا الموقف المؤلف وأخذوا بالبكاء. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت اعتبرها أمًا لي واهتم بطلباتها وأحضر لها ما تريد، وكان من ضمن طلباتها الاتصال بابنتها التي رفضت استلامها لكي أطمئنها عليها على الرغم من أنها كانت ترفض حتى الرد علينا ، ولسان أمها لا يتوقف عن الدعاء لها ([6]).

ثمن الأمومة

في هدأة الليل البهيم ارتفع صوت الأم وهي تبكي تخاطب ولدها الواقف أمامها: أرجوك يا بني، أتوسل إليك لا تتركني وحدي أعيش بين هذه الجدران الأربعة تحيط بي الوحشة والخوف والحاجة والعوز، أي بني ... أهذه وصية أبيك لك حينما وصاك بي؟ أنسيت ما قاله لك وهو يحتضر، لقد ذرفت الدموع قليلاً ثم تنكرت لي، وذهبت تعيش مع زوجتك وأولادك وتركتني وحدي، إني على استعداد بأن أكون خادمة لك ولزوجتك وأولادك لكن لا تتركني للظلام والوحدة. كان الابن العاق ينظر إلى أمه غير مكترث لما تقول ... ثم قال: سأزورك بعد شهر، قالت: يا بني لكني ... فقاطعها قائلاً: إني مشغول ولدي أعمال كثيرة لا بد من إنجازها في أسرع وقت، ثم خرج. مضى شهر واثنان وثلاثة ولم يزرها أو يقف على بابها حتى جاء ذلك اليوم الذي أخبروه فيه بأن أمه وجدت ملقاة على الأرض وقد فارقت الحياة منذ أيام ([7]). وعند الله تجتمع الخصوم!!


صور من عقوق المدمنين

هذه كلمات مؤثرة لمدمن أرسلها لأمه (تحكي صورة من صور العقوق) يقول: أمي ماذا عساي أن أقول لك وأنا الذي أرغمتك على الخروج من المنزل في منتصف الليلة الشديدة البرودة إلى الشارع؟! وأخرجتك من البيت – بعد أن قمت بركلك عدة ركلات – وأنا تحت تأثير المخدرات، واستبدلتك بصديق مدمن ليؤنس وحشتي ويرافق وحدتي في المنزل ([8]).


هذا جزء من رسالة لمدمن لنرى صور العقوق لتلك الفئة التي تعاطت تلك المخدرات، وبالتالي لم تراع حقًا لأم أو أب. هل تصورتم ابنًا يركل أمه عدة ركلات ويخرجها إلى الشارع في منتصف الليل الشديد البرودة، إنه العقوق، تحت أي مسمى كان، سواء كان جحودًا أو إدمانًا أو سمه ما شئت!!

الأسباب الجالبة للعقوق


أولاً: الإهمال في الجانب التربوي الديني:



فلا يكفي الاهتمام بالكماليات التي يحتاجها الأبناء من مآكل ومشارب ولباس وما شابه ذلك، بل يُنظر إلى الجانب الجوهري في التربية إلى الروح، فالإهمال في هذا الجانب يخرج لنا جيلاً لا يراعي حقًا لله ولا حقًا للوالدين والأقربين ولا تقديرًا لجار، بل يخرج لنا جيلاً يهتم بتقديم المصالح الشخصية والمنافع المادية على المبادئ الأخلاقية شأن الأمم الأوروبية الجاهلية ([9]).


من الإهمال في هذا الجانب: جلب المنكرات للمنزل سواء كانت من المجلات الخليعة، أو من أجهزة الفساد المدمرة، أو الكتب الجنسية التي تتحدث عن الجنس صراحة وغيرها من المنكرات. فهذه وسائل تخريب ومعاول هدم وأدوات فساد، ومدارس لهدم العقيدة وتمييع للأخلاق، وتدريب على عمل ارتكاب الفواحش، فهذه وسائل لها تأثير بالغ على دور الأسرة في التربية ([10]).


ثانيًا: عقوق الأبناء امتداد لعقوق الآباء:



فكيف تطلب أيها العاق من ابنك أو ابنتك البر وأنت لم تراع حق والديك؟! هل قدمت ما يشفع لك لكي يقدم لك أبناؤك شيئًا من البر؟
قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت أطلب أعق الناس ... فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجرة والحر الشديد، وخلفه شاب في يده رشاء «حبل» من قد «سوط» ملوي يضربه به، وقد شق ظهره بذلك الحبل فقلت: أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من هذا الحبل حتى تضرب؟ قال: إنه مع هذا أبي. قلت: فلا جزاك الله خيرًا. قال: اسكت فهكذا كان يصنع بأبيه وكذا كان أبوه يصنع بجده ([11]).


ثالثًا: عدم اختيار الزوجة الصالحة وتزويج البنات بغير الأكفاء:



فللزوجة دور مؤثر في مراعاة حقوق الآباء والأمهات وكم هي القصص المحزنة التي يكون لزوجة الابن دور كبير فيها؛ لتأثيرها على الابن ضعيف الشخصية (الزوج) والزج بالأب أو الأم خارج المنزل ليصبح مصيرهما أحد الملاجئ، ليقضي بقية عمره على صدقات المحسنين؛ لعدم التوفيق في اختيار الزوجة ذات الدين التي تخاف الله في جميع شؤون حياتها.


وكذا الحال بأن لا يحرص الأبوان على أن تتزوج ابنتهما برجل ذي دين وخلق، بل تجدهما يحرصان على أن تتزوج بصاحب منصب أو صاحب مال، أو لقريب منهما بغض النظر عن دينه وخلقه ([12]).


رابعًا: إدمان المخدرات والمسكرات:



إن تعاطي أحد الوالدين للمخدرات قد يثير فضول الأبناء للتعاطي ، وبالتالي تقل إنتاجية الفرد ، ولا يكفي دخله للإنفاق على نفسه ([13])؛ مما يؤدي به إلى أن يسرق من أبويه، بل إنه قد يقتل أحد أبويه إذا استلزم الأمر للحصول على المال، وهذا بلا شك منتهى العقوق، وعندما أشير إلى ذلك فليس معنى ذلك أن كل متعاطٍ أو مدمن لا بد أن يكون أحد أبويه مدمنًا، لكني أشرت إلى ذلك لتأثير القدوة وخصوصًا الأب؛ لأن هذا المتعاطي لم يراع حرمة هذا الداء من الناحية الدينية، ولم يراع حق والديه، وبالتالي قرأنا وسمعنا قصصاً يندى لها الجبين، فهل تصدق أن مدمنًا يقتل أمه وهي تصلي لرفضها إعطاءه نقودًا لشراء الخمور؟!


وهل تصدق أن شابًا يقتل والده للاستيلاء على ثروته والإنفاق منها على المخدرات؟! ([14]). قد لا تصدق وقد يدور في ذهنك أنها من الخيال لكنها هي الحقيقة، إنها المخدرات، مما يدل على أن إدمان المخدرات والمسكرات بوابة العقوق.
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]عقوق الوالدين، محمد إبراهيم الحمد، انظر المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]المصدر نفسه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]أبناء يعذبون آباءهم. أحمد محمد سنان.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]المصدر السابق (من محاضرة للشيخ علي عبد الخالق القرني، بعنوان: كل يغدو).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]موارد الظمآن للشيخ السلمان.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]كيف تبر والديك؟ إبراهيم الحمود.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref7[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][7][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]اللآلئ الحسان، محمد المسند.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref8[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][8][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]كتيب: وماذا بعد؟ إدارة مكافحة المخدرات بالحرس الوطني.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref9[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][9][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) المد والجزر في تاريخ الإسلام، أبو الحسن الندوي. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref10[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][10][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]التقصير في تربية الأولاد، محمد الحمد.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref11[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][11][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]المحاسن والمساوئ، إبراهيم البيهقي، ص61. وانظر: مبحث عقوق الوالدين.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref12[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][12][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]التقصير في تربية الأولاد، محمد الحمد.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref13[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][13][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]المخدرات معلومات وحقائق، إدارة مكافحة المخدرات بالحرس الوطني. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref14[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][14][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]اقرأ ثم قرر، سلسلة من إصدارات إدارة مكافحة المخدرات بالحرس الوطني. [/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

من ثمرات العقوق

لكل شيء ثمرة وكما تدين تُدان، ولا يظلم ربك أحدًا وإليك أخي القارئ ثمرات عمل كل عاق لم يراع حق والديه، ولم يراع ضعفهما وحاجتهما إليه، وقبل ذلك لم يستجب لنداء المولى سبحانه وتعالى في عدم نسيان حقهما:



1- أن أبناء العاق يعقونه جزاءً وفاقًا، قال تعالى: [FONT=&quot]}مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[FONT=&quot]{[/FONT] [فصلت: 46]. فيجد العاق عقوبته في الدنيا قبل الآخرة بأن يرى العقوق من أبنائه غالبًا.[/FONT]


2- أنه يتعرض لسخط الرب سبحانه وتعالى حيث أمر ببرهما، وأنت أيها العاق عصيت مولاك، وكما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «رضا الرب في رضاهما وسخطه في سخطهما».
3- العقوق سبب لعدم دخول الجنة إلا أن يتوب إلى الله تعالى.
4- إثم من تبرأ من والديه.
5- إثم من تكبر عليهما.
6- إثم من ضربهما أو أحدهما.
7- ملعون من عق والديه ([1]).

في دار المسنين ودور الرعاية

حول ظروف دخول المسنين في دور الرعاية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية قام أحد المختصين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدراسة ميدانية استفدت منها في هذا الجانب وخلال زياراتي لدور الرعاية التابعة لوزارة العمل؛ لأن السؤال الذي كان يدور في ذهني: هل لهؤلاء المسنين أبناء؟ وما هي أسباب دخولهم إلى دور الرعاية؟ فكانت النتائج كالتالي:



1- يغلب على المسنين المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية وبشكل كبير جدًا الوحدة وعدم وجود من يقوم برعايتهم، ويوجد قرابة 90% ممن لا يوجد لهم أبناء أو بنات أو أحفاد، وأكثر من 90% لا يوجد لديهم أزواج، وأكثر من 25% لا يوجد لديهم إخوة أو أخوات.


2- يغلب على المسلمين المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية عدم وجود شريك في حياتهم، فلا يوجد غير 7.4% متزوجون والبقية إما مطلّق أو لم يسبق له الزواج أصلاً.


3- أكثر من ثلث المسنين المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية لا يعرف لهم مأوى محدد قبل دخولهم دور الرعاية الاجتماعية وأغلبهم كان في المستشفى قبل إرساله للدار.


4- أظهرت الدراسة أن قرابة ثلث المسنين المقيمين بالدار لم يزرهم أحد منذ دخولهم الدار.


5- أظهرت الدراسة أن السبب الأول لدخول المسنين دور الرعاية الاجتماعية هو عدم وجود من يرعاهم، أما من كان سبب دخوله تخلي أسرته عنه فلم تتجاوز نسبتهم 3.9%، وعدد منهم سبب دخوله كان لأسباب اقتصادية ونسبتهم 24.5%.


6- يقوم عدد قليل جدًا من المسنين المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية بالخروج من الدور وزيارة أسرهم أو ذويهم في فترات متباعدة.


7- تبين من الدراسة أن هناك نسبة قليلة من المسنين المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية يلحون في طلب الخروج لزيارة أسرهم وذويهم خارج الدار إلا أن الأسرة ترفض ذلك الطلب ([2]).

الوصول إلى مجتمع يسوده التكافل الاجتماعي الإسلامي

الإحساس بالوحدة عند المسنين:



إن الشعور بالانتماء ضروري لجميع الكائنات تقريبًا، فعلى سبيل المثال تنمو بعض الأشجار بصورة أفضل إذا أحيطت بأشجار أخرى، وكلما كبر الفرد مال إلى فقدان هذا الشعور بالانتماء حيث يمرض أو يموت زوجه وأصدقاؤه وأقرباؤه ويرحل أبناؤه. والإحساس بالانتماء يشتمل على اندماج الفرد مع الجماعة ومشاركتهم القيم ووجهات النظر، وهو مصدر طبيعي للتفاعل المريح للنفس، كما أنه رابطة اجتماعية وإحساس بالأمن والأمان([3]). ولأن مدار حديثنا عن الوالدين اللذين وصلا إلى سن الشيخوخة؛ ولأنها شريحة مهمة من المجتمع، فواجب الأبناء والمجتمع الاهتمام بهم، وليس فقط الاهتمام بهم داخل المنزل؛ لأننا نجزم بأن ذلك من الأمور المسلم بها. لكن يبقى أيضًا شعورهم بدورهم في المجتمع: هل انتهى دورهم فلم يعد لهم اهتماماتهم الخاصة؟ أقول:


أولاً: ينبغي إيجاد رابطة بين الشيوخ لكلا الجنسين في كل حي وفي كل مدينة وفي كل قرية على شكل مركز اجتماعي ينتقل إليه الكبار صباحًا بواسطة ذويهم أو النقل الخاص إلى المركز، ويعودون إلى دورهم مساء بعد أن يقضوا يومهم مع نظرائهم وزملائهم في الحديث والذكريات واستعراض الماضي والأحداث بما فيها من عبر ستكون محور الارتكاز في بعض لقاءاتهم، وخاصة إذا كان منهم من يجيد الشعر أو القصص الحقيقية ([4]) والتذكير بالله تعالى. وأحسب أن مركز الأمير سلمان للمسنين قد تبنى الفكرة. ولكننا نطمح في انتشار مثل هذه المراكز لتشمل جميع مناطق بل وأحياء كل مدينة.


ثانيًا: الاهتمام والإشراك في المشورة: فكلما تقدم الإنسان في السن شعر أنه لم يعد هناك اهتمام برأيه. والمشورة مبدأ من مبادئ حياة الإنسان كما في الإسلام: [FONT=&quot]}وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ[FONT=&quot]{[/FONT] [آل عمران: 159] لذا كان واجبنا ألا نغفل هذا الجانب حيث إن في ذلك جبرًا للنفس واستفادة من خبرة المسنين ، وفي استبيان قام به بعض المختصين في مراكز متعددة في العالم كان من النتائج المثيرة للاهتمام أن خدمات الحماية والمشورة تمثل أهمية للمسنين في عدد قليل فقط من المراكز.
[/FONT]


وفي الواقع أنه كلما ذكر الباحث هذه الخدمات تكون الإجابة إما دهشة أو ضحكًا ([5]). لكن مجتمعنا يختلف لتميزنا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.


ثالثًا: تقوية الروابط بين الأسر وذوي القربى وكذا الجيران بحيث يشاد ويقتدي بالأسر التي تهتم بجانب البر والتي يسودها التعاطف والتراحم، والإشادة بها أمام الأبناء.


رابعًا: إعداد برامج سابقة قبل التعاقد كي يتلقى المسنون من خلالها المشورة اللازمة للتكيف مع التقاعد، ولكي لا يكون هناك شعور من الوالدين بأنهما أصبحا عبئًا على أبنائهما وأصبح دور المسن هامشيًا في المجتمع ([6]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تذكير شباب الإسلام ببر الوالدين وصلة الأرحام، للشيخ الجار الله، وانظر كتاب بر الوالدين للشيخ أحمد العماري.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]الخصائص الأسرية للمسنين المقيمين في دور الرعاية، دراسة ميدانية للأستاذ/ عبد الله السدحان.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]الشيخوخة وجزاء العناية بالمسنين في العالم للدكتور راشد أبا الخيل.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تعقيب من متقاعد، عبد الله الحسين في صحيفة الجزيرة.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]الشيخوخة، الدكتور راشد أبا الخيل.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1758678#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]تطرقت الدراسة للمسنين لأن الوالدين عند كبرهما وفي حال ضعفهما أصبحا جزءًا من هذه الشريحة فكان من المناسب أن نتعرف على بعض الدراسات في هذا الجانب.[/FONT]
 
رد: الوالدان بين الحقوق والعقوق

الخاتمة





ختامًا، فما مر في هذا البحث من نماذج هي غيض من فيض، والخير والشر موجودان، مع قناعتنا بأن الخير هو الجانب الأرجح؛ لأن الخير هو الأصل في هذه الأمة، فنحن لا نستغرب الجانب المشرق في حياتنا من بر للوالدين وإحسان، لكن الذي تأباه الفطر السليمة هو الجانب السيئ من عقوق وتنكر وجحود لحق الوالدين؛ لأن هذا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، ويخالف ما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم.

أدرك أن موضوع البر والعقوق باب واسع لن نستطيع أن نأتي عليه من جميع الجوانب، ولكن أحسب أني بهذا البحث المتواضع قد ساهمت بوضع بعض النقاط على الحروف، واليد على الجرح، لذا فأقول لكل ابنٍ أو بنتٍ عرفا حق الوالدين فلم يضيعا حقهما: بارك الله لكما وبارك الله في أعماركما، وأبشرا فستجدان ثمرة ذلك في العاجلة قبل الآخرة. وأما من ضيع حقهما، فإن كانا لم يزالان على قيد الحياة فأقول: أيها المقصر أو المقصرة في جانب الوالدين، تب إلى الله تعالى والزم أقدامهما، فثم الجنة، فإنك لا تدري أن يكون قد اقترب أجلهما فتندم ولا ينفع الندم. وإن كانا قد مضيا إلى ربهما فأكثر من الصدقة لهما ، واستغفر لهما واندم على تقصيرك، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top