يقام الإسلام على ثلاثة بناءات : الاعتقاد ، ويقوم على التوحيد . والعبادات ، وتقوم على التوقيف . والمعاملات ، وتقوم على العدل .
والمعتقد هو ، بالأصل ، مستسلم لمن إليه الاعتقاد ، بمعنى أن الاعتقادات مَحِلها القلب لتعلّق الإيمان به : " الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل " . والتوقيف في العبادات يعني التوجه بهذه العبادات إلى الله وحده ، حتى بات معروفاً أن مجرد ذبح الأضحية بغير نية التوجه لله يجعلها حراماً تربيةً للمسلم على أن يكون فعله ، كل فعله ، لله تعالى " إنما الأعمال بالنيات " ، كما يجيز هذا البناء الصلاةَ في غير اتجاه القبلة حال الاشتباه لأن الله ، تعالى ، لا يشرّع لكماله بل لنقصاننا . والعدل في المعاملات يجعل للمسلم الحق في السؤال عن " المصلحة " يتحراها في معاملاته اعترافاً بنوازع النفس البشرية ، شريطةَ أن تكون مقرونة بالعدل تعميقاً لمفهوم " السلْم الاجتماعي " .
والإيمان بعيسى ، عليه السلام ، داخل ضمن البناء الأول " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله " .
جاء في الآية رقم 59 من سورة آل عمران " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " . واللافت للنظر أن قضية عيسى ، عليه السلام ، حال قرنّها بقضية آدم ، تعد أقلّ إعجازاً ، من حيث إن عيسى ذو أم ، بينما آدم بلا أم ولا أب ، ما يجعل المسلم يشتد اعتقاده في قدرة الله تعالى على صنع ما ، ومن ، يريد إذ هو " ذو القوة المتين " .
نعتقد ، نحن المسلمين ، أن الله هو ، فقط ، القديم ، بمعنى الذي لم يسبق وجودَه وجودٌ آخر ، ما يتأسس عليه الاعتقاد بأنه ، تعالى " الأزلي الأبدي " ، ومن كانت هذه صفته ، فله أن يفعل لا عن علة ، ولا عن مادة . وهنا افترقت العقول : فمِن قائل إن الله خَلق عن مادة قديمة ، فيصير قِدم الله تعالى " أشرفَ " ؛ إذ هو من صيّر المادة القديمة " كوناً " ، ومِن قائل إن الله تعالى " إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون "... ووجود " شيئاً " هنا وجود " تصوري " ، إذ لا يعقل أن يخاطب الله ، تعالى ، عدماً مطلقاً ، وهذا دليلٌ على سبق علم الله تعالى الموجودات .
وتأتي قضية عيسى ، عليه السلام ، ضمنَ هذا السياق الاعتقادي : هو بشر ممن خلق الله ، له ما للبشر ، وعليه ما على البشر . وهو ، وأمه ، " كانا يأكلان الطعام " !!! ثم نلاحظ أن القرآن الكريم ، في لفتة لطيفة ، سكت عما بعد " يأكلان الطعام " ، ذلك الأمر الذي نحتاجه جميعاً ، نحن البشر ، من عمليات بيلوجية إنزيمية تنتهي بفائض يحتاج " الخلاء " !!! ومن هذا صفته يكون ، لا محالة ، بشراً .
ولنا أن نلاحظ ، كذلك ، أن القرآن الكريم سكت عن " كل " امرأة " جاء ذِكْرُ أمرِها :
- فالمرأة الأولى للبشرية ( = حواء ) : " أنت وزوجك " .
- وامرأة إبراهيم ، عليه السلام : " فأقبلت امرأته " .
- وأم موسى : " وأوحينا إلى أم موسى " .
- وأخت موسى : " وقالت لأخته قصيه " .
- وبنتا شعيب : " من دونهم امرأتين تزودان " .
- وزوج موسى : " وسار بأهله " .
- وامرأة فرعون : " وقالت امرأة فرعون " .
- وزوج العزيز : " التي هو في بيتها " .
- وصحاباتها : " نسوة في المدينة " .
- وامرأة سليمان : " وجدتُ امرأةً تحكمهم " ... ( هكذا بالتنكير استغراباً واستنكاراً ) .
- " وامرأة عمران " : إذ قالت امرأة عمران " . حتى مع نبينا ، عليه الصلاة والسلام ، في نسخ شرع التبني " زوجناكها " . إلا في قضية عيسى ، عليه السلام ، يأتي الاسم عياناً بياناً ، بل يقع على اسم سورة كريمة من سور القرآن الكريم ، وعسى أن تكون في ذلك عبرةٌ لمن يعتبر .
وما دام صحيحاً القولُ إن لكل قصة من قَصص القرآن الكريم وحدةً موضوعيةً ، فإن " وحدة " قصة عيسى ، عليه السلام ، هي توحيد الله تعالى الذي لا يكمل إلا باعتقاده ، سبحانه ، غنياً عن " ولَدَ اللهُ " و " اتخذ اللهُ ولداً " و " ما اتخذ صاحبةً " إلى آخر الآيات الكريمة النافية أن يكون مع الله ما يشير إلى " احتياج " حيث الاحتياج نقصٌ ، والنقصُ مرفوعٌ عن الله تعالى .
والمعتقد هو ، بالأصل ، مستسلم لمن إليه الاعتقاد ، بمعنى أن الاعتقادات مَحِلها القلب لتعلّق الإيمان به : " الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل " . والتوقيف في العبادات يعني التوجه بهذه العبادات إلى الله وحده ، حتى بات معروفاً أن مجرد ذبح الأضحية بغير نية التوجه لله يجعلها حراماً تربيةً للمسلم على أن يكون فعله ، كل فعله ، لله تعالى " إنما الأعمال بالنيات " ، كما يجيز هذا البناء الصلاةَ في غير اتجاه القبلة حال الاشتباه لأن الله ، تعالى ، لا يشرّع لكماله بل لنقصاننا . والعدل في المعاملات يجعل للمسلم الحق في السؤال عن " المصلحة " يتحراها في معاملاته اعترافاً بنوازع النفس البشرية ، شريطةَ أن تكون مقرونة بالعدل تعميقاً لمفهوم " السلْم الاجتماعي " .
والإيمان بعيسى ، عليه السلام ، داخل ضمن البناء الأول " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله " .
جاء في الآية رقم 59 من سورة آل عمران " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " . واللافت للنظر أن قضية عيسى ، عليه السلام ، حال قرنّها بقضية آدم ، تعد أقلّ إعجازاً ، من حيث إن عيسى ذو أم ، بينما آدم بلا أم ولا أب ، ما يجعل المسلم يشتد اعتقاده في قدرة الله تعالى على صنع ما ، ومن ، يريد إذ هو " ذو القوة المتين " .
نعتقد ، نحن المسلمين ، أن الله هو ، فقط ، القديم ، بمعنى الذي لم يسبق وجودَه وجودٌ آخر ، ما يتأسس عليه الاعتقاد بأنه ، تعالى " الأزلي الأبدي " ، ومن كانت هذه صفته ، فله أن يفعل لا عن علة ، ولا عن مادة . وهنا افترقت العقول : فمِن قائل إن الله خَلق عن مادة قديمة ، فيصير قِدم الله تعالى " أشرفَ " ؛ إذ هو من صيّر المادة القديمة " كوناً " ، ومِن قائل إن الله تعالى " إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون "... ووجود " شيئاً " هنا وجود " تصوري " ، إذ لا يعقل أن يخاطب الله ، تعالى ، عدماً مطلقاً ، وهذا دليلٌ على سبق علم الله تعالى الموجودات .
وتأتي قضية عيسى ، عليه السلام ، ضمنَ هذا السياق الاعتقادي : هو بشر ممن خلق الله ، له ما للبشر ، وعليه ما على البشر . وهو ، وأمه ، " كانا يأكلان الطعام " !!! ثم نلاحظ أن القرآن الكريم ، في لفتة لطيفة ، سكت عما بعد " يأكلان الطعام " ، ذلك الأمر الذي نحتاجه جميعاً ، نحن البشر ، من عمليات بيلوجية إنزيمية تنتهي بفائض يحتاج " الخلاء " !!! ومن هذا صفته يكون ، لا محالة ، بشراً .
ولنا أن نلاحظ ، كذلك ، أن القرآن الكريم سكت عن " كل " امرأة " جاء ذِكْرُ أمرِها :
- فالمرأة الأولى للبشرية ( = حواء ) : " أنت وزوجك " .
- وامرأة إبراهيم ، عليه السلام : " فأقبلت امرأته " .
- وأم موسى : " وأوحينا إلى أم موسى " .
- وأخت موسى : " وقالت لأخته قصيه " .
- وبنتا شعيب : " من دونهم امرأتين تزودان " .
- وزوج موسى : " وسار بأهله " .
- وامرأة فرعون : " وقالت امرأة فرعون " .
- وزوج العزيز : " التي هو في بيتها " .
- وصحاباتها : " نسوة في المدينة " .
- وامرأة سليمان : " وجدتُ امرأةً تحكمهم " ... ( هكذا بالتنكير استغراباً واستنكاراً ) .
- " وامرأة عمران " : إذ قالت امرأة عمران " . حتى مع نبينا ، عليه الصلاة والسلام ، في نسخ شرع التبني " زوجناكها " . إلا في قضية عيسى ، عليه السلام ، يأتي الاسم عياناً بياناً ، بل يقع على اسم سورة كريمة من سور القرآن الكريم ، وعسى أن تكون في ذلك عبرةٌ لمن يعتبر .
وما دام صحيحاً القولُ إن لكل قصة من قَصص القرآن الكريم وحدةً موضوعيةً ، فإن " وحدة " قصة عيسى ، عليه السلام ، هي توحيد الله تعالى الذي لا يكمل إلا باعتقاده ، سبحانه ، غنياً عن " ولَدَ اللهُ " و " اتخذ اللهُ ولداً " و " ما اتخذ صاحبةً " إلى آخر الآيات الكريمة النافية أن يكون مع الله ما يشير إلى " احتياج " حيث الاحتياج نقصٌ ، والنقصُ مرفوعٌ عن الله تعالى .