- إنضم
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 515
- نقاط التفاعل
- 653
- النقاط
- 31
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن تعريف الفلسفة عند الإطلاق فيقال هي النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة تُفرض عليه من الخارج بحيث يكون العقل حاكماً على الوحي والعرف ونحو ذلك.
نشأة الفلسفة:
نشأت واشتهرت في بلاد اليونان وأصبحت مقترنة بها على الرغم من وجود الفلسفات في الحضارات المصرية والهندية والفارسية القديمة لاهتمام فلاسفة اليونان بنقلها من تراث الشعوب الوثنية وبقايا الديانات السماوية فجاءت فلسفتهم خليطاً بين نزعات شتى.
واستوى ساق الفلسفة على يد أفلاطون ومن بعده أرسطو وغيرهما.
دخول الفلسفة ديار الإسلام:
دخلت الفلسفة ديار الإسلام في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي في عهد الخليفة العباسي المأمون.
وسبق العرب فلاسفة الغرب بالاتصال بالفلسفة اليونانية إذ إنها لم تصل إلى الغرب إلا في القرنين الميلاديين الثاني عشر والثالث عشر معتمدين على ما خلَّفه الفلاسفة المنتسبون إلى الإسلام الذين تخصصوا في دراستها أوفي نقلها من النص السرياني، أو اليوناني إلى اللسان العربي ثم نقلت إلى لسان الغرب.
أشهر الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام
1. يوسف بن يعقوب بن إسحاق الكندي المتوفى سنة 260هـ ويطلق عليه فيلسوف العرب.
2. الفارابي المتوفى سنة 339هـ ويطلق عليه المُعَلِّم الثاني بعد المعلم الأول وهو أرسطو.
3. ابن سينا ويطلق عليه الشيخ الرئيس المتوفى سنة 428هـ، فهؤلاء الثلاثة لم يربط بينهم تاريخ واحد في فترة زمنية محددة، وإنما ربط بينهم مدرستهم الفلسفية واهتمامهم البالغ بفتح نافذة على تراث الشرق والإغريق.
غاية الفلسفة
كانت غاية الفلسفة في بداية أمرها محبة الحكمة ثم تصرف فيها بعض الفلاسفة فصار الغاية منها الجدل لذات الجدل.
موضوع الفلسفة: تكاد موضوعات الفلسفة تنحصر بما يأتي:
1. العلوم الرياضية.
2. العلوم الطبيعية.
3. العلوم الإلهية.
4. العلوم المنطقية.
أقسام الفلاسفة:
الفلاسفة منهم الطبيعيون أو الطبائعيون ومنهم الإلهيون ومنهم الدهريون ومنهم الرياضيون.
أقسام الفلسفة:
تختلف الفلسفة بحسب موضوعاتها ويمكن أن تقسم كما يلي:
1. الفلسفة الحسية: تتحصل بالحواسِّ وموضوعُها عالم الطبيعة.
2. الفلسفة النظرية العقلية: تتم بالاستدلال البرهاني أو النظر الاستنباطي
3. الفلسفة الإشراقية: وتسمى المشرقية من الإشراق أي إشراق النفس واستعدادها وتنال بالحَدْس والإلهام وموضوعها العلوم الإلهية.
نبذة عن افتراق الفلاسفة
الفلسفة تقوم على الأوهام والخيال والظن لأنها تقوم على نتاج العقولِ والعقولُ مهما بلغت فلن تستقل بمعرفة الشرائع ولهذا فالاختلاف والافتراق والاضطراب دأب الفلاسفة.
ومن الأمور التي يتضح من خلالها افتراق الفلاسفة ما يلي:
1. أن آراء الفلاسفة فردية ليس لها معيار ثابت فهي تختلف باختلاف الفيلسوف وبيئته وثقافته ورؤيته وزاوية بحثه فالمادي يبحث في الحقيقة المادية.
2. أن الحقيقة في أدوار الفلسفة غير ثابتة فلكل فيلسوف وجهته وكل فيلسوف يناقض غيره ثم ثقافة الفيلسوف وبيئتَه وأستاذَه لهم تأثيرهم في رؤية الفيلسوف وصنع عقليته.
3. كثرة اضطراب الفلاسفة وشكهم قال شيخ الإسلام : أنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً، وأضعف الناس علماً وبياناً، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم، ويشهده الناس منهم، وشواهد ذلك أعظم من أن نذكرها.وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على ا لاعتراض، والقدح، والجدل.ومن المعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلم و لا فيه منفعة وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العامي، وإنما العلم في جواب السؤال، ولهذا تجد غالب حججهم تتكافأ؛ إذ كل منهم يقدح في أدلة الآخر .
نماذجَ من ضلالات الفلاسفة على سبيل الإجمال
1. يقولون بقدم العالم.
2. يقولون بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.
3. يقولون بأن منزلة الفيلسوف كمنزلة النبي وربما فضل بعضهم الفيلسوف على النبي.
4. يقولون بحشر الأرواح دون الأجساد.
5. يقولون بأن الجنة والنار أمثال مضروبة وخيالات لتفهيم العوام وضبطهم دون أن يكون لها حقيقة في الخارج.
6. يرون أن العقل مقدم على الوحي.
معتقد الفارابي وابن سينا:
1. يسلكون في تقرير العقيدة وبحث الأمور الإلهية مسلك قدماء الفلاسفة فالمنهج الذي يسيرون عليه في ذلك منهج عقلي لا يرجعون فيه إلى ما جاء به الرسول ولا يعرفون من العلوم الكلية ولا العلوم الإلهية إلا ما يعرفه الفلاسفة المتقدمون مع زيادات تلقوها عن بعض أهل الكلام، أو أهل الملة.
2. يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الفارابي وابن سينا وغيرهم من الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام أنهم وإن كانوا قد توسعوا في مباحث الفلسفة وتكلموا في الإلهيات والنبوات والمعاد بما لا يوجد عند الفلاسفة المتقدمين وكان كلامهم أجود وأقرب إلى الحق من كلام سلفهم إلا أنهم مزجوا الحق الذي أخذوه من الدين بالباطل الذي بنوه على أصولهم الفلسفية الفاسدة وحاولوا التوفيق بين الدين والفلسفة، ولكن على حساب الدين؛ فهم يعمدون إلى النصوص، فيؤولونها بتأويلات بعيدة ومتكلفة حتى تتلائم مع قواعدهم الفلسفية. فيقولون مثلاً: إن صفات الله التي جاء بها القرآن، ونطقت بها السنة ليست إلا تعبيرات عن ذات واحدة. ويقولون: إن العرش هو الفلك التاسع، والكرسي هو الفلك الثامن، والملائكة هي النفوس والقوى التي في الأجسام، وما يحدث من العالم من خوارق العادات حتى معجزات الأنبياء إنما سببه عندهم قوة فلكية، أو طبيعية، أو نفسانية إلى غير ذلك من الأمور التي وجدوها في الفلسفة؛ فتمحَّلوا لها نصوصاً من الدين.
بيانُ علماءِ الإسلامِ ضلالَ الفلاسفة وانحرافهم عن سواء الصراط
1. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: حدثني ابن الشيخ الخضيري عن والده الشيخ الخضيري شيخ الحنفية في زمنه قال: كان فقهاء بخارى يقولون: إن ابن سينا كان كافراً ذكياً.
2. قال ابن القيم عن ابن سينا: فالرجل معطل مشرك جاحد للنبوات والمعاد، ولا مبدأ عنده ولا معاد، ولا رسول ولا كتاب.
3. قال الذهبي عن ابن سينا: وما أعلم روى شيئاً من العلم، ولو روى لما حلت الرواية عنه لأنه فلسفي النحلة ضال.
4. قال عنه ابن كثير : وقد حصر الغزالي كلامه في (مقاصد الفلاسفة) ثم رد عليه في (تهافت الفلاسفة) في عشرين مجلساً وكَفَّره في ثلاث منها وهي قوله بقدم العالم وعدم المعاد الجثماني وأن الله لا يعلم الجزئيات وبدّعه في البواقي.
5. يُقال: إنه تاب في آخر عمره فعسى أن يكون ذلك صحيحاً.
الاستغناء بما جاء به الرسل عن أفكار الفلاسفة
ما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام يغني عن أفكار الفلاسفة، والأدلة على ذلك كثيرة جدّّاً:
1. الرسل جاءوا بالوحي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أما ما جاء به الفلاسفة فخيالات وظنون.
2. ما جاء به الرسل من أصول الدين متفق مؤتلف بخلاف ما جاء به الفلاسفة فهو في أغلبه متناقض متهافت.
3. ما جاء به الرسل يتلاءم مع الفطرة بخلاف كلام الفلسفة فهو يعمي الفطر ويبلد الإحساس.
4. ما جاء به الرسل واضح جلي يفهمه العالم والعامي ويدركه العربي والعجمي والصغير والكبير بخلاف كلام الفلاسفة فأشبه ما يكون في أغلبه بالطلاسم والرموز.
5. ما جاء به الرسل حق كله بخلاف ما جاء به الفلاسفة في أغلبه باطل وما فيه من حق هو ما أخذ من طريق الرسل أو أتباعهم.
6. السعادة في الدنيا والآخرة تكون بإتباع ما جاء به الرسل والشقاء يكون بالإعراض عما جاؤوا به ويوم القيامة لن يقال ماذا أجبتم الفلاسفة وإنما سيقال:[مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ] .
7. إتباع الرسل خير وبركة واجتماع أما إتباع الفلاسفة فشكٌ وحيرة واضطراب وافتراق.
8. أتْباع الرسل أسعد الناس وأعلم الناس وأزكى الناس وأعلاهم رتبة في كل فضيلة فهذه الأمور تعظم وتزداد بحسب الأتباع بخلاف أتباع الفلاسفة وإن أوتوا عقولاً وفهوما فإنهم يعيشون في قلق وضيق.
أقوال بعض العلماء في ذم الفلسفة
تصدى علماء الإسلام للفلسفة وبينوا عوارها.
ويأتي على رأس هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية فهو ممن خَبرَ الفلسفة وسبر غورها ورد على الفلاسفة وبين بطلان ما هم عليه بالدليل النقلي والعقلي.
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فقد تبين أن أصل السعادة وأصل النجاة من العذاب هو توحيد الله وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح.
2. وقال: من المعلوم أن المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونهما هم أبعد الناس عن معرفة الحديث، وأبعد عن إتباعه من هؤلاء. هذا أمرٌ محسوس، بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله وأحواله، وبواطن أموره وظواهرها، حتى لتجد كثيراً من العامة أعلم بذلك منهم، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه، وحديث مكذوب موضوع عليه، وإنما يعتمدون في مُوَافَقَتِه على ما يوافق قولهم، سواء كان موضوعاً أو غير موضوع.
3. وقال: وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على أنفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال، ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع، وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد؛ لأن الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال، وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال، وهذا باب واسع كما قدمناه.
كتبه أبو محمد عبدالحميد الأثري من موقع شبكة الربانيون العلمية
يتبع إن شاء الله
الفلسفة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد:
فهذه مقدمة يسيرة في الفلسفة تشتمل على المباحث التالية:
الفلسفة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد:
فهذه مقدمة يسيرة في الفلسفة تشتمل على المباحث التالية:
الفلسفة
يمكن تعريف الفلسفة عند الإطلاق فيقال هي النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة تُفرض عليه من الخارج بحيث يكون العقل حاكماً على الوحي والعرف ونحو ذلك.
نشأة الفلسفة:
نشأت واشتهرت في بلاد اليونان وأصبحت مقترنة بها على الرغم من وجود الفلسفات في الحضارات المصرية والهندية والفارسية القديمة لاهتمام فلاسفة اليونان بنقلها من تراث الشعوب الوثنية وبقايا الديانات السماوية فجاءت فلسفتهم خليطاً بين نزعات شتى.
واستوى ساق الفلسفة على يد أفلاطون ومن بعده أرسطو وغيرهما.
دخول الفلسفة ديار الإسلام:
دخلت الفلسفة ديار الإسلام في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي في عهد الخليفة العباسي المأمون.
وسبق العرب فلاسفة الغرب بالاتصال بالفلسفة اليونانية إذ إنها لم تصل إلى الغرب إلا في القرنين الميلاديين الثاني عشر والثالث عشر معتمدين على ما خلَّفه الفلاسفة المنتسبون إلى الإسلام الذين تخصصوا في دراستها أوفي نقلها من النص السرياني، أو اليوناني إلى اللسان العربي ثم نقلت إلى لسان الغرب.
أشهر الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام
1. يوسف بن يعقوب بن إسحاق الكندي المتوفى سنة 260هـ ويطلق عليه فيلسوف العرب.
2. الفارابي المتوفى سنة 339هـ ويطلق عليه المُعَلِّم الثاني بعد المعلم الأول وهو أرسطو.
3. ابن سينا ويطلق عليه الشيخ الرئيس المتوفى سنة 428هـ، فهؤلاء الثلاثة لم يربط بينهم تاريخ واحد في فترة زمنية محددة، وإنما ربط بينهم مدرستهم الفلسفية واهتمامهم البالغ بفتح نافذة على تراث الشرق والإغريق.
غاية الفلسفة
كانت غاية الفلسفة في بداية أمرها محبة الحكمة ثم تصرف فيها بعض الفلاسفة فصار الغاية منها الجدل لذات الجدل.
موضوع الفلسفة: تكاد موضوعات الفلسفة تنحصر بما يأتي:
1. العلوم الرياضية.
2. العلوم الطبيعية.
3. العلوم الإلهية.
4. العلوم المنطقية.
أقسام الفلاسفة:
الفلاسفة منهم الطبيعيون أو الطبائعيون ومنهم الإلهيون ومنهم الدهريون ومنهم الرياضيون.
أقسام الفلسفة:
تختلف الفلسفة بحسب موضوعاتها ويمكن أن تقسم كما يلي:
1. الفلسفة الحسية: تتحصل بالحواسِّ وموضوعُها عالم الطبيعة.
2. الفلسفة النظرية العقلية: تتم بالاستدلال البرهاني أو النظر الاستنباطي
3. الفلسفة الإشراقية: وتسمى المشرقية من الإشراق أي إشراق النفس واستعدادها وتنال بالحَدْس والإلهام وموضوعها العلوم الإلهية.
نبذة عن افتراق الفلاسفة
الفلسفة تقوم على الأوهام والخيال والظن لأنها تقوم على نتاج العقولِ والعقولُ مهما بلغت فلن تستقل بمعرفة الشرائع ولهذا فالاختلاف والافتراق والاضطراب دأب الفلاسفة.
ومن الأمور التي يتضح من خلالها افتراق الفلاسفة ما يلي:
1. أن آراء الفلاسفة فردية ليس لها معيار ثابت فهي تختلف باختلاف الفيلسوف وبيئته وثقافته ورؤيته وزاوية بحثه فالمادي يبحث في الحقيقة المادية.
2. أن الحقيقة في أدوار الفلسفة غير ثابتة فلكل فيلسوف وجهته وكل فيلسوف يناقض غيره ثم ثقافة الفيلسوف وبيئتَه وأستاذَه لهم تأثيرهم في رؤية الفيلسوف وصنع عقليته.
3. كثرة اضطراب الفلاسفة وشكهم قال شيخ الإسلام : أنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً، وأضعف الناس علماً وبياناً، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم، ويشهده الناس منهم، وشواهد ذلك أعظم من أن نذكرها.وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على ا لاعتراض، والقدح، والجدل.ومن المعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلم و لا فيه منفعة وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العامي، وإنما العلم في جواب السؤال، ولهذا تجد غالب حججهم تتكافأ؛ إذ كل منهم يقدح في أدلة الآخر .
نماذجَ من ضلالات الفلاسفة على سبيل الإجمال
1. يقولون بقدم العالم.
2. يقولون بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.
3. يقولون بأن منزلة الفيلسوف كمنزلة النبي وربما فضل بعضهم الفيلسوف على النبي.
4. يقولون بحشر الأرواح دون الأجساد.
5. يقولون بأن الجنة والنار أمثال مضروبة وخيالات لتفهيم العوام وضبطهم دون أن يكون لها حقيقة في الخارج.
6. يرون أن العقل مقدم على الوحي.
معتقد الفارابي وابن سينا:
1. يسلكون في تقرير العقيدة وبحث الأمور الإلهية مسلك قدماء الفلاسفة فالمنهج الذي يسيرون عليه في ذلك منهج عقلي لا يرجعون فيه إلى ما جاء به الرسول ولا يعرفون من العلوم الكلية ولا العلوم الإلهية إلا ما يعرفه الفلاسفة المتقدمون مع زيادات تلقوها عن بعض أهل الكلام، أو أهل الملة.
2. يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الفارابي وابن سينا وغيرهم من الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام أنهم وإن كانوا قد توسعوا في مباحث الفلسفة وتكلموا في الإلهيات والنبوات والمعاد بما لا يوجد عند الفلاسفة المتقدمين وكان كلامهم أجود وأقرب إلى الحق من كلام سلفهم إلا أنهم مزجوا الحق الذي أخذوه من الدين بالباطل الذي بنوه على أصولهم الفلسفية الفاسدة وحاولوا التوفيق بين الدين والفلسفة، ولكن على حساب الدين؛ فهم يعمدون إلى النصوص، فيؤولونها بتأويلات بعيدة ومتكلفة حتى تتلائم مع قواعدهم الفلسفية. فيقولون مثلاً: إن صفات الله التي جاء بها القرآن، ونطقت بها السنة ليست إلا تعبيرات عن ذات واحدة. ويقولون: إن العرش هو الفلك التاسع، والكرسي هو الفلك الثامن، والملائكة هي النفوس والقوى التي في الأجسام، وما يحدث من العالم من خوارق العادات حتى معجزات الأنبياء إنما سببه عندهم قوة فلكية، أو طبيعية، أو نفسانية إلى غير ذلك من الأمور التي وجدوها في الفلسفة؛ فتمحَّلوا لها نصوصاً من الدين.
بيانُ علماءِ الإسلامِ ضلالَ الفلاسفة وانحرافهم عن سواء الصراط
1. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: حدثني ابن الشيخ الخضيري عن والده الشيخ الخضيري شيخ الحنفية في زمنه قال: كان فقهاء بخارى يقولون: إن ابن سينا كان كافراً ذكياً.
2. قال ابن القيم عن ابن سينا: فالرجل معطل مشرك جاحد للنبوات والمعاد، ولا مبدأ عنده ولا معاد، ولا رسول ولا كتاب.
3. قال الذهبي عن ابن سينا: وما أعلم روى شيئاً من العلم، ولو روى لما حلت الرواية عنه لأنه فلسفي النحلة ضال.
4. قال عنه ابن كثير : وقد حصر الغزالي كلامه في (مقاصد الفلاسفة) ثم رد عليه في (تهافت الفلاسفة) في عشرين مجلساً وكَفَّره في ثلاث منها وهي قوله بقدم العالم وعدم المعاد الجثماني وأن الله لا يعلم الجزئيات وبدّعه في البواقي.
5. يُقال: إنه تاب في آخر عمره فعسى أن يكون ذلك صحيحاً.
الاستغناء بما جاء به الرسل عن أفكار الفلاسفة
ما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام يغني عن أفكار الفلاسفة، والأدلة على ذلك كثيرة جدّّاً:
1. الرسل جاءوا بالوحي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أما ما جاء به الفلاسفة فخيالات وظنون.
2. ما جاء به الرسل من أصول الدين متفق مؤتلف بخلاف ما جاء به الفلاسفة فهو في أغلبه متناقض متهافت.
3. ما جاء به الرسل يتلاءم مع الفطرة بخلاف كلام الفلسفة فهو يعمي الفطر ويبلد الإحساس.
4. ما جاء به الرسل واضح جلي يفهمه العالم والعامي ويدركه العربي والعجمي والصغير والكبير بخلاف كلام الفلاسفة فأشبه ما يكون في أغلبه بالطلاسم والرموز.
5. ما جاء به الرسل حق كله بخلاف ما جاء به الفلاسفة في أغلبه باطل وما فيه من حق هو ما أخذ من طريق الرسل أو أتباعهم.
6. السعادة في الدنيا والآخرة تكون بإتباع ما جاء به الرسل والشقاء يكون بالإعراض عما جاؤوا به ويوم القيامة لن يقال ماذا أجبتم الفلاسفة وإنما سيقال:[مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ] .
7. إتباع الرسل خير وبركة واجتماع أما إتباع الفلاسفة فشكٌ وحيرة واضطراب وافتراق.
8. أتْباع الرسل أسعد الناس وأعلم الناس وأزكى الناس وأعلاهم رتبة في كل فضيلة فهذه الأمور تعظم وتزداد بحسب الأتباع بخلاف أتباع الفلاسفة وإن أوتوا عقولاً وفهوما فإنهم يعيشون في قلق وضيق.
أقوال بعض العلماء في ذم الفلسفة
تصدى علماء الإسلام للفلسفة وبينوا عوارها.
ويأتي على رأس هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية فهو ممن خَبرَ الفلسفة وسبر غورها ورد على الفلاسفة وبين بطلان ما هم عليه بالدليل النقلي والعقلي.
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فقد تبين أن أصل السعادة وأصل النجاة من العذاب هو توحيد الله وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح.
2. وقال: من المعلوم أن المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونهما هم أبعد الناس عن معرفة الحديث، وأبعد عن إتباعه من هؤلاء. هذا أمرٌ محسوس، بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله وأحواله، وبواطن أموره وظواهرها، حتى لتجد كثيراً من العامة أعلم بذلك منهم، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه، وحديث مكذوب موضوع عليه، وإنما يعتمدون في مُوَافَقَتِه على ما يوافق قولهم، سواء كان موضوعاً أو غير موضوع.
3. وقال: وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على أنفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال، ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع، وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد؛ لأن الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال، وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال، وهذا باب واسع كما قدمناه.
كتبه أبو محمد عبدالحميد الأثري من موقع شبكة الربانيون العلمية
يتبع إن شاء الله