قد تكون الأخت المسلمة.. على خلق والتزام.. ولكنها قد ترمي بنفسها للضياع إن لم تدرك هدفها في الحياة.. وما يناسب فطرتها وكينونتها في الوجود.. فكثيرات من يزهدن في الزواج وهن في ريعان الشباب.. بذريعة الدراسة والعمل.. ولكنهن بعد أن يولي الزمان.. يجدن أنفسهن بيم أنياب العنوسة واليأس.. فلا يقوين على الصبر.. ويدركن خطأهن الذي يحرمهن منصب الأمومة.. بعد أن يصلن إلى مناصب التعليم والمهن الشريفة.
فقد كانت إحدى الأخوات.. طموحة في تحصيل العلوم.. وكانت تضمر في نفسها أن تصبح أمًا وزوجة.. لكن بعد تحقيق أهدافها؛ لدرجة أنها كانت تأبى الاعتراف برغبتها في الزواج.
بقيت على ذلك الحال.. حتى حصلت على «الماجستير»
وانتهت رحلة معاناتها الدراسية.. ولما كانت مرتبتها تفوق مرتبة كثير من الأخوات علمًا.. فقد كانت شروطها قاسية على كل من كان يتقدم لخطبتها.. وكان والدها لا يمانع في شروطها ورغباتها في الحياة.. وبقيت على هذا الحال حتى وصلت ثلاثين سنة.. وهنا كانت صدمتها الأولى حينما جاء آخر الخطاب.. ومعه شروطه ومواصفاته في الزواج.. حيث كان من بينها أن لا تكون مخطوبته قد وصلت الثلاثين وهو في نظره «سن اليأس»!! فصفع تلك الطالبة بجملة أيقظتها من مغبة خطئها؛ قال: لا حاجة لي بامرأة لم يعد بينها وبين سن اليأس سوى القليل.
تقول هذه الأخت: «سمعت هذا لأدرك الهزيمة المرة.. وأيقنت أنني دخلت في زمن العنوسة الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام من حين لآخر؛ واليوم، وبعد أن كنت أضع الشروط والمواصفات، والمقاييس في فارس أحلامي، وكنت أتعالى يوم ذاك.. اليوم بدأوا هم يضعون مقاييسهم في وجهي، وهو ما دفعني أن أفكر كثيرًا في أن أشعل النار في جميع شهاداتي التي أنستني كل العواطف حتى فاتني القطار، بدأت أحمل في نفسي الحسرة على أبي الحنون الذي لم يستعن بتجاربه في الحياة في تحديد مسار حياتي..
نعم إن تعليمي قد زادني وعيًا وثقافة.. ولكن كلما ازددت علمًا وثقافة.. ازددت رغبة في أن أكون أمًا وزوجة.. لأنني أولاً وأخيرًا إنسانة.. والإنسان مخلوق على فطرته..
إنني أروي ذلك لكم للعبرة والعظة فقط»( ).
أخية.. فخذي العبرة من هذه القصة، فإذا أتاك من ترضين خلقه ودينه، فتزوجيه يكن لك عونًا على الدنيا والدين..
ولا مانع أن تجمعي بين الدراسة وخدمة زوجك إذا اقتضت المصلحة ذلك، وأما أن تفرطي في الرجل الصالح وما يحفظ عليك دينك مقابل شهرة وشهادة تبلى، فإن ذلك هو الغبن بعينه. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». [رواه البخاري].
وذكر الذهبي - رحمه الله - أن طاووسًا رحمه الله قال: «لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج»، وقال إبراهيم بن ميسرة: تزوج أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: «ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور»( ).
وقد قرن رسول الله بين الأمر بالزواج والرهبانية، وذلك فيما رواه أبو أمامة أن قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى». [رواه الب
فقد كانت إحدى الأخوات.. طموحة في تحصيل العلوم.. وكانت تضمر في نفسها أن تصبح أمًا وزوجة.. لكن بعد تحقيق أهدافها؛ لدرجة أنها كانت تأبى الاعتراف برغبتها في الزواج.
بقيت على ذلك الحال.. حتى حصلت على «الماجستير»
وانتهت رحلة معاناتها الدراسية.. ولما كانت مرتبتها تفوق مرتبة كثير من الأخوات علمًا.. فقد كانت شروطها قاسية على كل من كان يتقدم لخطبتها.. وكان والدها لا يمانع في شروطها ورغباتها في الحياة.. وبقيت على هذا الحال حتى وصلت ثلاثين سنة.. وهنا كانت صدمتها الأولى حينما جاء آخر الخطاب.. ومعه شروطه ومواصفاته في الزواج.. حيث كان من بينها أن لا تكون مخطوبته قد وصلت الثلاثين وهو في نظره «سن اليأس»!! فصفع تلك الطالبة بجملة أيقظتها من مغبة خطئها؛ قال: لا حاجة لي بامرأة لم يعد بينها وبين سن اليأس سوى القليل.
تقول هذه الأخت: «سمعت هذا لأدرك الهزيمة المرة.. وأيقنت أنني دخلت في زمن العنوسة الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام من حين لآخر؛ واليوم، وبعد أن كنت أضع الشروط والمواصفات، والمقاييس في فارس أحلامي، وكنت أتعالى يوم ذاك.. اليوم بدأوا هم يضعون مقاييسهم في وجهي، وهو ما دفعني أن أفكر كثيرًا في أن أشعل النار في جميع شهاداتي التي أنستني كل العواطف حتى فاتني القطار، بدأت أحمل في نفسي الحسرة على أبي الحنون الذي لم يستعن بتجاربه في الحياة في تحديد مسار حياتي..
نعم إن تعليمي قد زادني وعيًا وثقافة.. ولكن كلما ازددت علمًا وثقافة.. ازددت رغبة في أن أكون أمًا وزوجة.. لأنني أولاً وأخيرًا إنسانة.. والإنسان مخلوق على فطرته..
إنني أروي ذلك لكم للعبرة والعظة فقط»( ).
أخية.. فخذي العبرة من هذه القصة، فإذا أتاك من ترضين خلقه ودينه، فتزوجيه يكن لك عونًا على الدنيا والدين..
ولا مانع أن تجمعي بين الدراسة وخدمة زوجك إذا اقتضت المصلحة ذلك، وأما أن تفرطي في الرجل الصالح وما يحفظ عليك دينك مقابل شهرة وشهادة تبلى، فإن ذلك هو الغبن بعينه. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». [رواه البخاري].
وذكر الذهبي - رحمه الله - أن طاووسًا رحمه الله قال: «لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج»، وقال إبراهيم بن ميسرة: تزوج أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: «ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور»( ).
وقد قرن رسول الله بين الأمر بالزواج والرهبانية، وذلك فيما رواه أبو أمامة أن قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى». [رواه الب