- إنضم
- 27 جويلية 2014
- المشاركات
- 15,118
- نقاط التفاعل
- 39,538
- النقاط
- 13,026
- محل الإقامة
- العاصمة
- الجنس
- أنثى
أم أبيها : مهرها درع ، وأثاثها سرير ، ووسادة حشوها ليف
(الزهراء)
نشأ معا في بيت خاتم المرسلين, فهي ابنة الرسول الكريم, وهو ابن عمه الصغير الفقير, فتشربا معا حب الجهاد والدعوة منذ نعومة أظفارهم، وارتشفا من معينه- صلى الله عليه وسلم- الخلق كأعظم ما يكون,
فصمدت الأرواح أمام الشدائد, وامتلأت القلوب بنور الإيمان، وعرفت المودة والرحمة الطريق إلى قلبيهما, فحمل كل منهما للآخر مشاعر التقدير والاحترام, فكان الزواج أمرا مرتقبا ومتوقعا, وبداية لقصة جميلة من الكفاح عاشاها معا كأجمل ما يحيا الزوجان المحبان, كان زواجا سلسا بلا تعقيدات.
فها هي بنت المصطفى- صلى الله عليه وسلم- تزف إلى على بن أبى طالب وما كان يملك من متاع الدنيا شيئا, ولكن حسن خلقه وسبقه في اعتناق الإسلام والدعوة له وضعاه في أعلى مرتبة, وأعز مكانة في قلب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فأهداه أحب بناته إلى قلبه فاطمة الزهراء؛ أم أبيها.
مرحبا وأهلا
عندما قاربت فاطمة على الثامنة عشرة أقبل الخاطبون على الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلبون يدها, تقدم إليها أبو بكر ثم تقدم عمر- رضى الله عنهما- ولكن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ردهما ردا لطيفا, ربما لأنه كان يرجو لها عليا- رضي الله عنه- زوجا, ولكنه لم يشأ أن يفاتحه فيجعل حيائه يغلب رغبته الحقيقية, وعندما شجع أصحاب على صاحبهم على خطبة الزهراء, قال علي- رضي الله عنه- بأسى: بعد أبى بكر وعمر?.
أجابوه: ولم لا ؟ ووالله ما بين المسلمين وفيهم أبى بكر وعمر من له مثل قرابتك من رسول الله, وقد كفله أبوك, ورعته أمك, ثم نشأت في كنفه وربيت في بيته, وكنت أسبق رجل إلى الإسلام.
وتشجع على وأخذ طريقه إلى ابن عمه, حتى إذا جاءه حياه بتحية الإسلام, ثم جلس قريبا منه على استحياء، لا يذكر حاجته، وأدرك- صلى الله عليه وسلم- أن أخاه وابن عمه وصاحبه جاء لأمر لا يقوى على الإفصاح عنه، فأقبل عليه يسأله في تلطف: ما حاجة ابن أبى طالب؟
أجاب بصوت خفيض, وهو يغض من بصره: ذكرت فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
قال الرسول ولا يزال على بشره وتلطفه: مرحبا وأهلا !.
مرحبا وأهلا .. نزلت هذه الكلمات برداً وسلاماً على قلب على، فلقد فهم منها وكذلك فهم أصحابه أن رسول الله يرحب به زوج لابنته وواحدا من الأسرة والأهل، وهل كان على إلا واحدا من أسرة النبي وأهله منذ صغره حتى يومه هذا الذي جاء فيه خاطبا فاطمة؟
كانت تلك مقدمة الخطبة, عرف علي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرحب به زوجا لابنته فاطمة فلما مرت أيام ذهب إلى رسول الله وكرر طلبه إليه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ما تصدقها ؟
قال: ما عندي ما أصدقها!
قال -عليه الصلاة والسلام-: فأين درعك الحطمية التي كنت منحتك؟
قال: هي عندي.
قال سيد المرسلين: أصدقها إياها.
طيب .. ووليمة
وعندما جاء موعد البناء بفاطمة باع على« بعيره وبعض متاعه بأربعمائة وثمانين درهما استعدادا لهذا الحدث العظيم، ولما أبلغ الرسول بما فعل قال له-عليه الصلاة والسلام-: اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع، والرسول كان شديد الحب للطيب، ومن هنا أوصى عليا أن يكثر يوم عرسه من الطيب.
وقال -عليه الصلاة والسلام- لعلى أيضا: يا على .. إنه لابد للعروس من وليمة، وهنا ينهض المجتمع المتكافل بجزء من تكاليف العرس، فيقول سعد – أحد الأنصار -: عندي كبش، ونهض جماعة من الأنصار فأحضروا آصعا من ذرة وأقاموا وليمة على وفاطمة.
طيب وروائح زكية تشيع في يوم الفرح والسرور، ووليمة يجتمع عليها الناس ليشاركوا العروسين أفراحهما, هذا هو جو العرس الإسلامي .. وجهز رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته بسرير ووسادة من أدم حشوها ليف وإناء للشرب من (الجلد) وقربة, وجاء القوم ببطحاء فطرحوها في البيت.
ولما كانت ليلة البناء قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لعلى: لا تحدث شيئا حتى تلقاني.
قرة عين بيت النبوة
وذهب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلى العروسين فدعا بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على على « ثم قال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما, ودعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة، فجاءت تمشى على استحياء تعثر في ثوبها من شدة الحياء, ونضح رسول الله عليها من ذلك الماء ودعا لها، ثم قال: يا فاطمة، والله ما ألوت أن زوجتك خير أهلي هذا رسول الله الأب الإنسان يبارك زواج ابنته، ويؤكد لها أنه اجتهد في الاختيار لها، وأنه اختار لها خير أهله.
وعاش الزوجان ولم يكن في بيتهم من المتاع سوى فراش من أدم وسقاء وجرتين.
وخيمت السعادة على بيت فاطمة، فولدت لعلى الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب.
وفرح الأبوان بالأبناء كما فرح بهما رسول الله، وكانا وكانتا قرة عين للبيت النبوي الكريم.
نيسر لمن؟
الذي قال: أكثرهن بركة أيسرهن مئونة، هو الذي قال أيضا: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه -عليه أفضل الصلاة والسلام- .
والنظر المتكامل للسنة وعدم نزع الأحاديث النبوية الشريفة من سياقها يضمن رؤية فقهية واقعية في الوقت نفسه لقضية التيسير في الزواج.
نموذج الحياء في فاطمة الزهراء
لما مرضت «فاطمة الزهراء» رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه، دخلت عليها «أسماء بنت عميس» رضي الله عنها تعودها وتزورها فقالت «فاطمة» لـ «اسماء» والله إني لأستحي أن أخرج غدا (أي إذا مت) على الرجال جسمي من خلال هذا النعش!!
وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة ثوب ولكنه كان يصف حجم الجسم، فقالت لها «اسماء» أو لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟!
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت على النعش ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف!فلما رأته «فاطمة» فالت لـ «اسماء»: سترك الله كما سترتني!!
قال: «ابن عبد البر» عن فاطمة الزهراء: هي أول امرأة غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة!
بعد علمي بتلك القصة فكرت كثيراً فما اشد حياءها حتى بعد مماتها!
(الزهراء)
نشأ معا في بيت خاتم المرسلين, فهي ابنة الرسول الكريم, وهو ابن عمه الصغير الفقير, فتشربا معا حب الجهاد والدعوة منذ نعومة أظفارهم، وارتشفا من معينه- صلى الله عليه وسلم- الخلق كأعظم ما يكون,
فصمدت الأرواح أمام الشدائد, وامتلأت القلوب بنور الإيمان، وعرفت المودة والرحمة الطريق إلى قلبيهما, فحمل كل منهما للآخر مشاعر التقدير والاحترام, فكان الزواج أمرا مرتقبا ومتوقعا, وبداية لقصة جميلة من الكفاح عاشاها معا كأجمل ما يحيا الزوجان المحبان, كان زواجا سلسا بلا تعقيدات.
فها هي بنت المصطفى- صلى الله عليه وسلم- تزف إلى على بن أبى طالب وما كان يملك من متاع الدنيا شيئا, ولكن حسن خلقه وسبقه في اعتناق الإسلام والدعوة له وضعاه في أعلى مرتبة, وأعز مكانة في قلب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فأهداه أحب بناته إلى قلبه فاطمة الزهراء؛ أم أبيها.
مرحبا وأهلا
عندما قاربت فاطمة على الثامنة عشرة أقبل الخاطبون على الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلبون يدها, تقدم إليها أبو بكر ثم تقدم عمر- رضى الله عنهما- ولكن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ردهما ردا لطيفا, ربما لأنه كان يرجو لها عليا- رضي الله عنه- زوجا, ولكنه لم يشأ أن يفاتحه فيجعل حيائه يغلب رغبته الحقيقية, وعندما شجع أصحاب على صاحبهم على خطبة الزهراء, قال علي- رضي الله عنه- بأسى: بعد أبى بكر وعمر?.
أجابوه: ولم لا ؟ ووالله ما بين المسلمين وفيهم أبى بكر وعمر من له مثل قرابتك من رسول الله, وقد كفله أبوك, ورعته أمك, ثم نشأت في كنفه وربيت في بيته, وكنت أسبق رجل إلى الإسلام.
وتشجع على وأخذ طريقه إلى ابن عمه, حتى إذا جاءه حياه بتحية الإسلام, ثم جلس قريبا منه على استحياء، لا يذكر حاجته، وأدرك- صلى الله عليه وسلم- أن أخاه وابن عمه وصاحبه جاء لأمر لا يقوى على الإفصاح عنه، فأقبل عليه يسأله في تلطف: ما حاجة ابن أبى طالب؟
أجاب بصوت خفيض, وهو يغض من بصره: ذكرت فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
قال الرسول ولا يزال على بشره وتلطفه: مرحبا وأهلا !.
مرحبا وأهلا .. نزلت هذه الكلمات برداً وسلاماً على قلب على، فلقد فهم منها وكذلك فهم أصحابه أن رسول الله يرحب به زوج لابنته وواحدا من الأسرة والأهل، وهل كان على إلا واحدا من أسرة النبي وأهله منذ صغره حتى يومه هذا الذي جاء فيه خاطبا فاطمة؟
كانت تلك مقدمة الخطبة, عرف علي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرحب به زوجا لابنته فاطمة فلما مرت أيام ذهب إلى رسول الله وكرر طلبه إليه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ما تصدقها ؟
قال: ما عندي ما أصدقها!
قال -عليه الصلاة والسلام-: فأين درعك الحطمية التي كنت منحتك؟
قال: هي عندي.
قال سيد المرسلين: أصدقها إياها.
طيب .. ووليمة
وعندما جاء موعد البناء بفاطمة باع على« بعيره وبعض متاعه بأربعمائة وثمانين درهما استعدادا لهذا الحدث العظيم، ولما أبلغ الرسول بما فعل قال له-عليه الصلاة والسلام-: اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع، والرسول كان شديد الحب للطيب، ومن هنا أوصى عليا أن يكثر يوم عرسه من الطيب.
وقال -عليه الصلاة والسلام- لعلى أيضا: يا على .. إنه لابد للعروس من وليمة، وهنا ينهض المجتمع المتكافل بجزء من تكاليف العرس، فيقول سعد – أحد الأنصار -: عندي كبش، ونهض جماعة من الأنصار فأحضروا آصعا من ذرة وأقاموا وليمة على وفاطمة.
طيب وروائح زكية تشيع في يوم الفرح والسرور، ووليمة يجتمع عليها الناس ليشاركوا العروسين أفراحهما, هذا هو جو العرس الإسلامي .. وجهز رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته بسرير ووسادة من أدم حشوها ليف وإناء للشرب من (الجلد) وقربة, وجاء القوم ببطحاء فطرحوها في البيت.
ولما كانت ليلة البناء قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لعلى: لا تحدث شيئا حتى تلقاني.
قرة عين بيت النبوة
وذهب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلى العروسين فدعا بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على على « ثم قال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما, ودعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة، فجاءت تمشى على استحياء تعثر في ثوبها من شدة الحياء, ونضح رسول الله عليها من ذلك الماء ودعا لها، ثم قال: يا فاطمة، والله ما ألوت أن زوجتك خير أهلي هذا رسول الله الأب الإنسان يبارك زواج ابنته، ويؤكد لها أنه اجتهد في الاختيار لها، وأنه اختار لها خير أهله.
وعاش الزوجان ولم يكن في بيتهم من المتاع سوى فراش من أدم وسقاء وجرتين.
وخيمت السعادة على بيت فاطمة، فولدت لعلى الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب.
وفرح الأبوان بالأبناء كما فرح بهما رسول الله، وكانا وكانتا قرة عين للبيت النبوي الكريم.
نيسر لمن؟
الذي قال: أكثرهن بركة أيسرهن مئونة، هو الذي قال أيضا: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه -عليه أفضل الصلاة والسلام- .
والنظر المتكامل للسنة وعدم نزع الأحاديث النبوية الشريفة من سياقها يضمن رؤية فقهية واقعية في الوقت نفسه لقضية التيسير في الزواج.
نموذج الحياء في فاطمة الزهراء
لما مرضت «فاطمة الزهراء» رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه، دخلت عليها «أسماء بنت عميس» رضي الله عنها تعودها وتزورها فقالت «فاطمة» لـ «اسماء» والله إني لأستحي أن أخرج غدا (أي إذا مت) على الرجال جسمي من خلال هذا النعش!!
وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة ثوب ولكنه كان يصف حجم الجسم، فقالت لها «اسماء» أو لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟!
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت على النعش ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف!فلما رأته «فاطمة» فالت لـ «اسماء»: سترك الله كما سترتني!!
قال: «ابن عبد البر» عن فاطمة الزهراء: هي أول امرأة غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة!
بعد علمي بتلك القصة فكرت كثيراً فما اشد حياءها حتى بعد مماتها!