فيض الرحمن في الفوائد الحسان

seifellah

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جانفي 2009
المشاركات
5,964
نقاط التفاعل
7,169
النقاط
351
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في كتاب الله العظيم

قال الله (تعالى): ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾([1]).


﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾.


هنا تبرز أهمية تبليغ دعوة الله (تعالى)، وما لها من مكانة لا تخفى على طلاب العلم.


ولكن، ما التبليغ الذي أمر الله (تعالى) رسوله أن يفعله؟ ﴿بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾.


﴿مَا أُنْزِلَ﴾.


كلمة عظيمة، ليتنا نتدبرها ونتأملها!
إن في هذا لعبرة للدعاة والدعوات والجماعات الإسلامية؛ فإنهم إن لم يبلغوا ما أنزل إليهم من ربهم؛ من كتاب الله (تبارك وتعالى)، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بالسند الثابت؛ فما بلغوا رسالة الإسلام العظيمة.


إذًا؛ فالاندفاع للدعوة والتبليغ والقول والعمل لا يكفي، بل ينبغي أن يكون مبنيًّا على أساس ثابت قوي، وهو التمحيص والتحقيق.


فنشاط الدعاة وحماسهم لا يجدي إذا لم يكن على هذا الأساس، وإلا دعوا إلى أمور كثيرة ظنوها خيرًا وليست كذلك، وهم في نهاية الأمر ما بلغوا رسالة الإسلام الخالدة، ولا أفادهم ما بذلوه من جهد ونصب، بل وتحملوا الأوزار في إلصاقهم أمورًا بالإسلام، والإسلام منها بريء.


﴿بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾.


إذًا؛ ينبغي أن نبلغ ما أنزل من ربنا (سبحانه)؛ من كتاب الله (تعالى)، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتحرى الصحة ونتوخى الثبوت.


﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾.


فكل شيء لا يكون على ما سبق بيانه من فهم ونهج؛ فليس من الرسالة في شيء، ولم ينل حظه من التبليغ.


فليكن همنا قبل الإكثار من القراءة والتعليم والعمل والدعوة والتبليغ لذلك كله: أن يكون مما أنزل من كتاب الله (تعالى)، أو من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة؛ لا الضعيفة، ولا الموضوعة، ولا المكذوبة.


﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.


إن لهذه العصمة صلة وثيقة بالتبليغ والبيان.
أما ترى الفتاوى تنهمر كالمطر، وهي تحلل الحرام، وتحرم الحلال؟!


ها أنت ترى المفتي في البلد البعثي منسجمًا تمامًا مع حاكمه!!
ونفس الانسجام تراه في البلد الاشتراكي والرأسمالي، بل وكل البلاد التي لا تحكم بما أنزل الله (تعالى)!


فما سر هذا الاتفاق؟
أهذا لاستجابة هؤلاء الحكام لأوامر مفتيهم؟!
إذًا؛ فكلهم خلفاء!
أم أن هؤلاء المفتين بيد السلاطين يحركونهم كيفما حركتهم الأهواء والشهوات؟!
إذًا؛ فمراقبة الله وعدم الخوف من الناس: هو الذي يجعل أهل العلم وطلابه يقولون الحق، ولا يخشون في الله لومة لائم.
* * *

http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المائدة: 67.[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

الاستعاذة سلاح لا بد منه

قال الله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾([1]).


وقال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾([2]).


وقال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾([3]).


قال ابن كثير في «تفسيره»: «فهذه ثلاث آيات، ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه؛ ليرده عنه طبعه – الطيب الأصل – إلى الموالاة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانًا، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم؛ لشدة العداوة بينه وبين آدم من قبل...»([4]).


* * *
[FONT=&quot]
[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأعراف: 199-200.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المؤمنون: 96-98.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فصلت: 34-36.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]انظر: «تفسير الاستعاذة وأحكامها» (ص14).[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

إعجاز نبوي

عن حذيفة رضي الله عنه[FONT=&quot] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًّا ([1])، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريًّا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، ثم سكت ([2]).[/FONT]


في هذا الحديث العظيم إخبار عن حال الأمة في عهده صلى الله عليه وسلم وعلى مر الدهور والعصور أيضًا.


وفي ذلك إخبار لنوع الحكم القائم، وما يتبعه من وضع سياسي واجتماعي واقتصادي، كل ذلك بطريقة مجملة جامعة، وعبارات وجيزة، ولا عجب من ذلك؛ فهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى فيه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([3]).


وقوله هذا صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم.
* * *
[FONT=&quot]
[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي: يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضًّا.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه الإمام أحمد وغيره، وهو في «الصحيحة» (رقم 5).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النجم: 3-4.[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

شكرا لك
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

أحاديث نبوية وشيء من فقهها

عن أبي هريرة [FONT=&quot]رضي الله عنه قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وهو بـ (مر الظهران)([1])، فقال لأبي بكر وعمر: «ادنوا فكلا». فقالا: إنا صائمان. فقال: «ارحلوا لصاحبيكم ([2])! واعملوا لصاحبيكم! ادْنُوَا فكلا»([3]).[/FONT]


قال شيخنا حفظه الله تعالى: «والغرض من قوله صلى الله عليه وسلم: «ارحلوا لصاحبيكم...»: الإنكار، وبيان أن الأفضل أن يفطرا، ولا يحوجا الناس إلى خدمتهما.


ويبين ذلك ما روى الفريابي (1/67) عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: «لا تصم في السفر؛ فإنهم إذا أكلوا طعامًا؛ قالوا: ارفعوا للصائم! وإذا عملوا عملاً؛ قالوا: اكفلوا للصائم! فيذهبوا بأجرك»، ورجاله ثقات.


قال: «ففي الحديث توجيه كريم إلى خلق قويم، وهو الاعتماد على النفس، وترك التواكل على الغير، أو حملهم على خدمته، ولو لسبب مشروع كالصيام، أفليس في الحديث إذًا رد واضح على أولئك الذين يستغلون علمهم، فيحملون الناس على التسارع في خدمتهم، حتى في حمل نعالهم!


ولئن قال بعضهم: لقد كان الصحابة [FONT=&quot]رضوان الله عليهم أجمعين يخدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن خدمة، حتى كان فيهم من يحمل نعليه صلى الله عليه وسلم وهو عبدالله بن مسعود [FONT=&quot]رضي الله عنه[/FONT] فجوابنا: نعم؛ ولكن هل احتجاجهم بهذا لأنفسهم إلا تزكية منهم لها، واعترافًا بأنهم ينظرون إليها على أنهم ورثته صلى الله عليه وسلم في العلم؛ حتى يصح لهم هذا القياس؟![/FONT]


وايم الله؛ لو كان لديهم نص على أنهم الورثة؛ لم يجز لهم هذا القياس؛ فهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالخيرية، وخاصة منهم العشرة المبشرين بالجنة؛ فقد كانوا خدام أنفسهم، ولم يكن واحد منهم يخدم من غيره عشر معشار ما يُخدم أولئك المعنيون من تلامذتهم ومريديهم!


فكيف وهم لا نص عندهم بذلك، ولذلك فإني أقول: إن هذا القياس فاسد الاعتبار من أصله، هدانا الله تعالى جميعًا سبيل التواضع والرشاد».


عن عبدالرحمن بن جبير: أنه حدثه رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين: أنه كان يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه الطعام يقول: «بسم الله»، فإذا فرغ؛ قال: اللهم أطعمت وأسقيت، وأغنيت وأقنيت ([4])، وهديت وأحييت؛ فلك الحمد على ما أعطيت»([5]).


قال شيخنا حفظه الله تعالى: «وفي هذا الحديث أن التسمية في أول الطعام بلفظ: بسم الله، لا زيادة فيها، ولا أعلمها وردت في حديث؛ فهي بدعة عند الفقهاء بمعنى البدعة، وأما المقلدون؛ فجوابهم معروف: (شو فيها؟!).


فنقول: فيها كل شيء، وهو الاستدراك على الشارع الحكيم الذي ما ترك شيئًا يقربنا إلى الله؛ إلا أمرنا به وشرعه لنا، فلو كان ذلك مشروعًا ليس فيه شيء؛ لفعله، ولو مرة واحدة.


وهل هذه الزيادة إلا كزيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من العاطس بعد الحمد؟! وقد أنكرها عبدالله بن عمر رضي الله عنهما؛ كما في «مستدرك الحاكم»، وجزم السيوطي في «الحاوي للفتاوي» (1/338) بأنها بدعة مذمومة فهل يستطيع المقلدون الإجابة عن السبب الذي حمل السيوطي على الجزم بذلك؟!


قد يبادر بعض المغفلين فيتهمه – كما هي عادتهم – بأنه وهابي! مع أن وفاته كانت قبل وفاة محمد بن عبدالوهاب بنحو ثلاثمائة سنة!
ويذكرني هذا بقصة طريفة في بعض المدارس في دمشق؛ فقد كان أحد الأساتذة المشهورين من النصارى يتكلم عن حركة محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة العربية ومحاربتها للشرك والبدع والخرافات، ويظهر أنه أطرى في ذلك، فقال بعض تلامذته: يظهر أن الأستاذ وهابي!!».
* * *


http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([1]) موضع بقرب مكة.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([2]) أي: شدوا الرحل لهما على البعير.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([3]) رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» وغيره، وهو في «الصحيحة» (رقم 85).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([4]) أقنيت: قال البغوي في تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ [النجم: 48]: «... قال أبو صالح: أغنى الناس بالأموال، ﴿وَأَقْنَى﴾؛ أي: أعطى القنية وأصول الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية».[/FONT]
وقال ابن كثير: «أي: ملك عباده المال، وجعله لهم قنية مقيمًا عندهم، لا يحتاجون إلى بيعه؛ فهذا تمام النعمة عليهم...».
وفي «مختار الصحاح»: «أقناه: أي: أعطاه ما يسكن إليه».

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([5]) رواه: أحمد، والنسائي، وابن السني، وصححه شيخنا في: «السلسلة الصحيحة» (رقم71)، و «الكلم الطيب» (رقم189).[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

من روائع الذكاء وبدائع القضاء

روى الشعبي أن كعب بن سور كان جالسًا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاءت امرأة، فقالت: يا أمير المؤمنين! ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي، والله؛ إنه ليبيت ليله قائمًا، ويظل نهاره صائمًا، فاستغفر لها، وأثنى عليها، واستحيت المرأة، وقامت راجعة([1]).


فقال كعب: يا أمير المؤمنين! هلا أعديت ([2]) المرأة على زوجها؛ فلقد أبلغت إليك في الشكوى.
فقال لكعب: «اقض بينهما؛ فإنك فهمت من أمرها ما لم أفهم».
قال: فإني أرى كأنها امرأة عليها ثلاث نسوة هي رابعتهن، فأقضي بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن، ولها يوم وليلة.
فقال عمر: «والله؛ ما رأيك الأول بأعجب من الآخر! اذهب؛ فأنت قاض على البصرة، نعم القاضي أنت»([3]).

فضل أهل الحديث ([4])

قيل في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾([5]): «ليس لأهل الحديث منقبة أشرف من ذلك؛ لأنه لا إمام لهم غيره صلى الله عليه وسلم».


وكان عبدالله ولد الإمام أحمد رحمهما الله تعالى يقول: سألت الإمام أحمد عن الرجل يكون في بلد لا يجد فيها إلا صاحب حديث لا يعرف صحيحه من سقيمه، وصاحب رأي؛ فمن يسأل منهما عن دينه؟ فقال: «يسأل صاحب الحديث، ولا يسأل صاحب الرأي».


وكان الإمام أحمد رحمه الله يتبرأ كثيرًا من رأي الرجال، ويقول: «لا ترى أحدًا ينظر في كتب الرأي غالبًا؛ إلا وفي قلبه دخل»([6]).


وكان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: «أهل الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم».


وقال أيضًا: «إذا رأيت صاحب حديث؛ فكأني رأيت أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم».


وكان أبو بكر بن عياش يقول: «أهل الحديث في كل زمان كأهل الإسلام مع أهل الأديان».


وقال أحدهم: «كفى خادم الحديث فضلاً دخوله في دعوته صلى الله عليه وسلم حيث قال: «نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره...»([7]).


قال سفيان بن عيينة: «ليس من أهل الحديث أحد إلا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث».


* * *


http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([1]) رضي الله عن نساء ذلك الجيل، وماذا لو سمعن أقوال النساء اليوم أمام القضاة؟![/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([2]) أي: هلا أعنتها.[/FONT]
وفي «مختار الصحاح»: «استعنت الأمير على فلان فأعداني؛ أي: استعنت به عليه فأعانني، والاسم منه العدوى، وهي المعونة».

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([3]) أورده الحافظ في «الإصابة» في ترجمة كعب بن سور وغيره، وصححه شيخنا حفظه الله تعالى في «الإرواء» رقم 2016.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([4]) من كتاب «قواعد التحديث» (شرف علم الحديث).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([5]) الإسراء: 71.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref6[FONT=&quot]([6]) أي: هو الفساد والمكر والخديعة.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref7[FONT=&quot]([7]) أخرجه أصحاب «السنن» وغيرهم، وصححه ابن حبان والعراقي؛ كما في كتاب «السنة» لابن أبي عاصم (رقم 94).[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

في الفقه
هل الورق ونحوه يسد عن الحجارة في الاستنجاء ([1])؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: اتبعت النبي صلى الله عليه وسلم وخرج لحاجته، فكان لا يلتفت، فدنوت منه، فقال: «ابغني أحجارًا استنفض بها ( أو نحوه)، ولا تأتني بعظم ولا روث»([2]).


فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن العظم والروث دال على جواز سواهما مما تزال به النجاسة، ولو لم يجز هذا؛ لقال له صلى الله عليه وسلم: ابغني أحجارًا استنفض بها، وسكت، أو قال: ولا تأتني بغيرها؛ بيد أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ولا تأتني بعظم ولا روث».


ومن المعلوم أن النجاسات محصورة؛ بخلاف الأعيان الطاهرة؛ فإنها غير محصورة، فحصر النهي عن العظم والروث يدل على جواز استعمال غيرهما.


وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم هذا النهي، فقال: «لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام؛ فإنه زاد إخوانكم من الجن»([3]).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «... وهكذا؛ كما أنه لما أمر بالاستجمار بالأحجار؛ لم يختص الحجر؛ إلا لأنه كان الموجود غالبًا، لا لأن الاستجمار بغيره لا يجوز، بل الصواب قول الجمهور في جواز الاستجمار بغيره؛ كما هو أظهر الروايتين عن أحمد؛ لنهيه عن الاستجمار بالروث والرمة ([4])، وقال: «إنهما طعام إخوانكم من الجن».


فلما نهى عن هذين تعليلاً بهذه العلة؛ علم أن الحكم ليس مختصًّا بالحجر، وإلا لم يحتج إلى ذلك»([5]).


وذكر نحوه الحافظ رحمه الله في «الفتح»([6]).


وأيضًا الشوكاني رحمه الله في «الدراري المضية»، فقال: «وإذا لم توجد الأحجار؛ فغيرها يقوم مقامها للضرورة، ما لم يكن ذلك الغير مما ورد النهي عنه؛ كالروثة والرجيع ([7]) والعظم...»([8]).
* * *

في أصول الفقه
المثبت مقدم على النافي؛ لأنه معه زيادة علم.
ماذا تفيد صيغة الأمر بعد الحظر؟
جاء في «المسودة»([9]): «والتحقيق أن يقال: صيغة (افعل) بعد الحظر لرفع ذلك الحظر وإعادة حال الفعل إلى ما كان قبل الحظر، فإن كان مباحًا؛ كان مباحًا، وإن كان واجبًا أو مستحبًّا؛ كان كذلك.


وعلى هذا يخرج قوله: ﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ﴾([10])؛ فإن الصيغة رفعت الحظر وأعادته إلى ما كان أولاً، وقد كان واجبًا، وقد قرر المزني هذا المعنى.


قال أبو محمد ([11]) رحمه الله تعالى: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفرض؛ قال الله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾([12])».


الصنف الذي يبين سياقه معناه.


قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾([13]).


«فابتدأ جل ثناؤه ذكر الأمر بمسألتهم عن القرية الحاضرة البحر، فلما قال: ﴿إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ﴾ الآية؛ دل على أنه إنما أراد أهل القرية؛ لأن القرية لا تكون عادية ولا فاسقة بالعدوان في السبت ولا غيره، وأنه إنما أراد بالعدوان أهل القرية الذين بلاهم بما كانوا يفسقون»([14]).
* * *

[FONT=&quot]([1]) عن كتابي «الموسوعة الفقهية الميسرة»، طبع دار المنار، الخرج.[/FONT]

[FONT=&quot]([2]) عن «صحيح البخاري» (كتاب الوضوء، باب الاستنجاء بالحجارة).[/FONT]
قال الحافظ في «الفتح» - بحذف يسير -: «ابغني – بالوصل من الثلاثي -: أي: اطلب لي، وفي رواية: بالقطع، أي: أعني على الطلب، يقال: أبغيتك الشيء؛ أي: أعنتك على طلبه، والوصل أليق بالسياق».
ومعنى أستنفض: أستخرج بها وأستنجي، والنفض: هز الشيء ليطير غباره.

[FONT=&quot]([3]) رواه الترمذي وغيره، وروى مسلم نحوه، وانظر: «إرواء الغليل» (رقم 46).[/FONT]

[FONT=&quot]([4]) أي: العظم البالي.[/FONT]

[FONT=&quot]([5]) «الفتاوى» (21/205).[/FONT]

[FONT=&quot]([6]) (كتاب الوضوء، تحت رقم 155).[/FONT]

[FONT=&quot]([7]) أي: الروث.[/FONT]

[FONT=&quot]([8]) (1/40-41).[/FONT]

[FONT=&quot]([9]) (ص18).[/FONT]

[FONT=&quot]([10]) التوبة: 5.[/FONT]

[FONT=&quot]([11]) «المحلى» (1/280).[/FONT]

[FONT=&quot]([12]) النور: 63.[/FONT]

[FONT=&quot]([13]) الأعراف: 163.[/FONT]

[FONT=&quot]([14]) عن كتاب «الرسالة» للشافعي رحمه الله تعالى (ص62).[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

في مصطلح الحديث

نقل ابن القطان أن البخاري قال: «كل من قلت فيه: منكر الحديث؛ فلا تحل الرواية عنه».


وهذا القول مروي بإسناد صحيح عن عبدالسلام بن أحمد الخفاف عن البخاري ([1]).


أعلى العبارات في الرواة المقبولين: ثبت حجة، وثبت حافظ، وثقة متقن، وثقة ثقة، ثم ثقة صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، ثم محله الصدق، وجيد الحديث، وصالح الحديث، وشيخ وسط، وشيخ حسن الحديث، وصدوق إن شاء الله، وصويلح... ونحو ذلك.


وأردى عبارات الجرح: دجال كذاب، أو وضاع يضع الحديث، ثم متهم بالكذب، ومتفق على تركه، ثم متروك ليس بثقة، وسكتوا عنه، وذاهب الحديث، وفيه نظر، وهالك، وساقط، ثم واه بمرة، وليس بشيء، وضعيف جدًّا، وضعفوه، وضعيف، وواه، ومنكر الحديث... ونحو ذلك، ثم يضعف، وفيه ضعف، وقد ضعف، وليس بالقوي، وليس بحجة، وليس بذاك، ويعرف وينكر، وفيه مقال، وتكلم فيه، ولين، وسيئ الحفظ، ولا يحتج به، واختلف فيه، وصدوق لكنه مبتدع... ونحو ذلك من العبارات التي تدل بوضعها على اطراح الراوي بالأصالة، أو على ضعفه، أو على التوقف فيه، أو على جواز أن يحتج به مع لين ما فيه ([2]).


تقوية الحديث بكثرة الطرق ليس على إطلاقه:


قال شيخنا الألباني حفظه الله تعالى: «من المشهور عند أهل العلم أن الحديث إذا جاء من طرق متعددة؛ فإنه يتقوى بها، ويصير حجة، وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفًا، ولكن هذا ليس على إطلاقه، بل هو مقيد عند المحققين منهم بما إذا كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشئًا من سوء حفظهم، لا من تهمة في صدقهم أو دينهم، وإلا فإنه لا يتقوى مهما كثرت طرقه، وهذا ما نقله المحقق المناوي في «فيض القدير» عن العلماء...»([3]).

فوائد من كتاب «الفوائد» ([4])

* كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة؟!


* المخلوق إذا خفته؛ استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته؛ أنست به وقربت إليه.


* لو نفع العلم بلا عمل؛ لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص؛ لما ذم المنافقين.


* دافع الخطرة، فإن لم تفعل؛ صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل؛ صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل؛ صارت عظيمة وهمة، فإن لم تدافعها؛ صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضده؛ صار عادة، فيصعب عليك الانتقال عنها.


* إذا جرى على العبد مقدور يكرهه؛ فله فيه ستة مشاهد:


أحدها: مشهد التوحيد، وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.


الثاني: مشهد العدل، وأنه ماض فيه حكمه، عدل فيه قضاؤه.


الثالث: مشهد الرحمة، وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه.


الرابع: مشهد الحكمة، وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدره سدى ولا قضاه عبثًا.


الخامس: مشهد الحمد، وأن له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه.


السادس: مشهد العبودية، وأنه عبد محض من كل وجه، تجري عليه أحكام سيده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده، فيصرفه تحت أحكامه القدرية، كما يصرفه تحت أحكامه الدينية؛ فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه.


* قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذي يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك العيش، وكسف البال؛ تتولد من المعصية، والغفلة عن ذكر الله؛ كما يتولد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار، وأضداد هذه تتولد عن الطاعة.


* لو خرج عقلك من سلطان هواك؛ عادت الدولة له.
* دخلت دار الهوى؛ فقامرت بعمرك.


* يا بائعًا نفسه بهوى من حبه ضنى، ووصله أذى، وحسنه إلى فنا؛ لقد بعت أنفس الأشياء بثمن بخس، كأنك لم تعرف قدر السلعة، ولا خسة الثمن، حتى إذا قدمت يوم التغابن؛ تبين لك الغبن ([5]) في عقد التبايع: لا إله إلا الله سلعة، الله مشتريها، وثمنها الجنة، والدلال الرسول صلى الله عليه وسلم فترضى ببيعها بجزء يسير مما لا يساوي كله جناح بعوضة!


* قيل لبعض العباد: إلى كم تتعب نفسك؟ فقال: راحتها أريد!
* عرائس الموجودات قد تزينت للناظرين؛ ليبلوهم أيهم يؤثرهن على عرائس الآخرة، فمن عرف قدر التفاوت؛ آثر ما ينبغي إيثاره.
وحسان الكون لما أن بدت






أقبلت نحوي وقالت لي إليَّ


فتعاميت كأن لم أرها






عندما أبصرت مقصودي لديَّ








[FONT=&quot]
[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«لسان الميزان» (ترجمة أبان بن جبلة الكوفي أبي عبدالرحمن).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«ميزان الاعتدال» (ص4).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«تمام المنة» (ص31).[/FONT]
[FONT=&quot]وقال شيخنا حفظه الله: «وراجع لهذا: «قواعد التحديث» (ص90)، و «شرح النخبة» (ص25)».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لابن القيم رحمه الله.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو الخديعة والنقص، والغبن في البيع: هو الشراء بأضعاف الثمن، أو البيع بدون ثمن المثل.[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

في فقه اللغة ([1])

* في الكليات:


كل ما علاك فأظلك؛ فهو سماء.
كل بناء مربع؛ فهو كعبة.
كل ما يستحيا من كشفه؛ فهو عورة.
كل جوهر من جواهر الأرض – كالذهب والفضة والنحاس - فهو الفلز.
كل ما غاب عن العيون، وكان محصلاً في القلوب؛ فهو غيب.
كل شيء تصير عاقبته إلى الهلاك؛ فهو تهلكة.
* في أشياء تختلف أسماؤها وأوصافها باختلاف أحوالها:
لا يقال: كأس؛ إلا إذا كان فيها شراب، وإلا؛ فهي زجاجة.
لا يقال: مائدة؛ إلا إذا كان عليها طعام، وإلا؛ فهو خوان.
لا يقال: كوز؛ إلا إذا كانت به عروة ([2])، وإلا؛ فهو كوب.
لا يقال: قلم؛ إلا إذا كان مبريًّا، وإلا؛ فهو أنبوبة.
لا يقال: فرو؛ إلا إذا كان عليه صوف، وإلا؛ فهو جلد.
لا يقال للبخيل: شحيح؛ إلا إذا كان مع بخله حريصًا.
لا يقال للمجلس: النادي؛ إلا إذا كان فيه أهله.
* * *

أشعار مختارة

* تموت الأسد في الغابات جوعًا






ولحم الضأن تأكله الكلاب


وعبد قد ينام على حرير






وذو نسب مفارشه التراب


* يخاطبني السفيه بكل قبح






فأكره أن أكون له مجيبَا


يزيد سفاهة فأزيد حلمًا






كعود زاده الإحراق طيبَا


* إذا نطق السفيه فلا تجبه






فخير من إجابته السكوت


فإن كلمته فرجت عنه






وإن خليته كمدًا يموت


* أرى أشقياء الناس لا يسأمونها






على أنهم فيها عراة وجُوَّعُ


أراها وإن كانت تُحب كأنها






سحابة صيف عن قليل تقشع


* تفكر في مشيبك والمآب






ودفنك بعد عزك في التراب


إذا وافيت قبرًا أنت فيه






تقيم به إلى يوم الحساب


وفي أوصال جسمك حين تبقى






مقطعة ممزقة الإهاب


فلولا القبر صار عليك سترًا






لأنتنت الأباطح والروابي


* خلقت من التراب فصرت حيًّا






وعلمت الفصيح من الخطاب


وعدت إلى التراب فصرت فيه






كأنك ما خرجت من التراب


فطلق هذه الدنيا ثلاثًا






وبادر قبل موتك بالمتاب


نصحتك فاستمع قولي ونصحي






فمثلك قد يُدل على الصواب


خلقنا للممات ولو تركنا






لضاق بنا الفسيح من الرحاب


ينادي في صبيحة كل يوم






لِدُوا للموت وابنوا للخراب


* اصبر على مر الجفا من معلم






فإن رسول العلم في نفراته


ومن لم يذق مر التعلم ساعة






تجرع ذل الجهل طول حياته


ومن فاته التعلم وقت شبابه






فكبر عليه أربعًا لوفاته


وذات الفتى والله بالعلم والتقى






إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته


إذا رمت المكارم من كريم






فيمم من بنى لله بيتَا


فذاك الليث من يحمي حماه






ويكرم ضيفه حيًّا وميتَا


ولرب نازلة يضيق لها الفتى






ذرعًا وعند الله منها المخرج


ضاقت فلما استحكمت حلقاتها






فرجت وكنت أظنها لا تفرج


* مثل وقوفك يوم الحشر عريانًا






مستعطفًا قلق الأحشاء حيرانَا


النار تزفر من غيظ ومن حنق






على العصاة وتلقى الرب غضبانا


يا رب لا تخزنا يوم الحساب ولا






تجعل لنارك فينا اليوم سلطانا







* * *


http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من كتاب «فقه اللغة» للثعالبي.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العروة: المقبض.[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

تأملات في كتاب الله العظيم

قال الله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا ([1]) فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا ([2]) فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ([3]) وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾([4]).


وصف الله تعالى من يحسب الفقراء أغنياء؛ لما يبدو منهم من تعفف وحياء بالجهل، وذلك في قوله سبحانه: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ﴾.


وليس الجهل عن عدم تحصيل لدراسة ما أو شهادة معينة، في مدرسة أو معهد أو جامعة، ولكنه نابع من التقاعس عن معرفة أحوال اليتامى والأرامل والمحتاجين، وعدم زيارة الإخوة في الله، وتفقد أحوال المسلمين، والانشغال عنهم بالدنيا وأشغالها.


إن زيارة المسلمين وأهل المساجد في بيوتهم تكشف لك ضيق العيش الذي يعانيه من يعانيه منهم؛ من ذلك: طبيعة الفراش والأثاث والآنية ومظهر البيت أو ضيقه، ولباس الأبناء... ونحو ذلك.


وهذه الأمور لا تعرف إلا من الزيارات والمتابعات، وفعلها ينفي الجهل عن المسلم.

تأملات في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ([5])

عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه؛ قال: كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه، فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: «إن الله - عز وجل- قال: إنا أنزلنا المال؛ لإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ؛ لأحب أن يكون إليه ثان، ولو كان له واديان؛ لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب»([6]).


قد يعجب الكثير الكثير حين يقرأ هذا الحديث، وقد يشق عليه فهمه.


ولكن مما ييسر فهمنا للحديث الشريف: أن نعلم أن المقصود من خلق الجن والإنس هو عبادة الله سبحانه وتعالى، لا شيء غيره، إذ يقول سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾([7]).


وإنما كانت الأشياء وسيلة، يستخدمها الجن والإنس للطاعة؛ كالطعام، والشراب، والدابة، والزواج، والمال؛ فإن المال لم ينزل إلا لتحقيق عبادة الله: فيقوي العبد بدنه وجسمه بالطعام والشراب، وهذا من شأنه أن يمكنه من إقامة الصلاة، وربما استخدمه في الزواج – والزواج نصف الدين ([8])، وهو أغض للبصر، وأحفظ للفرج، فإذا قام العبد المتزوج يصلي لله تعالى؛ اشتد خشوعه، وأقبل بقلبه على الله تعالى؛ فإن عدم غض البصر، وعدم حفظ الفرج: مقتلة للخشوع أي مقتلة، وربما استخدم المسلم هذا المال في التداوي، فيقوي بدنه، ويكون أداؤه للصلاة خيرًا من أداء المريض.


وقد وجهنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو للمريض بالشفاء ليمشي إلى الصلاة؛ كما في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إذا جاء الرجل يعود مريضًا؛ فليقل: اللهم اشف عبدك؛ ينكأ لك عدوًّا، أو يمشي لك إلى صلاة»([9]).


فإنزال المال إما أن يكون لإقامة الصلاة أو يكون في خدمتها، أو لإيتاء الزكاة والتفريج عن المكروبين.


ولكن جهل ابن آدم هذا الأمر أو تجاهله، حتى إنه لو كان له واد من المال؛ لأحب أن يكون إليه ثان، فإذا نال أمنيته وتحقق مراده وتحصل على الثاني؛ أحب أن يكون إليهما ثالث.


نسي ابن آدم أن المراد من إنزال المال هو إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فتوسع في المشاريع التجارية، وبالغ، وغاص في بحار المادية؛ كل ذلك لأجل الوادي الأول، فأنى له الواديان والثلاثة؟!


كم يفوت أولئك من الخشوع في الصلاة بسبب هذا السعي الزائد لأجل التنفل في الدنيا، وإضاعة الخير العظيم!


ولم يقف الأمر عند إضاعة الخشوع فحسب، بل تجاوزه إلى إضاعة الصلوات؛ فأنت ترى من تفوته الصلوات لانشغاله بجمع المال؛ ناسيًا أن المال لم يكن إلا للصلاة والزكاة.


ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لو كان لي مثل أحد ذهبًا؛ ما يسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء؛ إلا شيئًا أرصده لدَيْن»([10]).


ومن البلاء المستطير أن تسمع فتاوى سربها بعض المشتغلين بالمال: أن المرء يحل له جمع الصلوات كلها في وقت واحد!! فيؤخرون الصلوات، ويصلونها بعد العشاء، ويعطلون بذلك المواقيت والفرائض، فلا حول ولا قوة إلا بالله.


* * *

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني: المهاجرين الذين قد انقطعوا إلى الله وإلى رسوله، وسكنوا المدينة، وليس لهم سبب يردون به على أنفسهم ما يغنيهم. «تفسير ابن كثير».[/FONT]
[FONT=&quot]وفي «الفتح»: «... الذين حصرهم الجهاد؛ أي: منعهم الاشتغال به من الضرب في الأرض».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني: [/FONT][FONT=&quot]سفرًا للتسبب في طلب المعاش، والضرب في الأرض هو السفر؛ قال الله تعالى: [/FONT][FONT=&quot]﴿[/FONT][FONT=&quot]وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ[/FONT][FONT=&quot]﴾[/FONT][FONT=&quot]. «تفسير ابن كثير».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي: لا يلحون في المسألة ويكلفون[/FONT][FONT=&quot] الناس ما لا يحتاجون إليه؛ فإن من سأل وله ما يغنيه عن المسألة؛ فقد ألحف في المسألة. «تفسير ابن كثير».[/FONT]
[FONT=&quot]وفي هذا حديث صحيح، رواه: البخاري (1476)، ومسلم (1039)، وغيرهما؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]r[/FONT][/FONT][FONT=&quot]؛ قال: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستحيي، أو لا يسأل الناس إلحافًا».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البقرة: 273.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]انظر كتابي «الصلاة وأثرها في زيادة الإيمان وتهذيب النفس» (طبع المكتبة الإسلامية – عمان).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][6][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه: أحمد في «مسنده»، والطبراني في «الكبير»، وإسناده حسن؛ كما في «الصحيحة» (رقم 1639).[/FONT]
[FONT=&quot]قال شيخنا: «وللحديث شواهد كثيرة معروفة، فهو حديث صحيح، فراجع «فتح الباري» (11/253-258 – طبع الخطيب)». اهـ.[/FONT]
[FONT=&quot]وهو في الصحيحين دون: «إنا أنزلنا... الزكاة»، انظر «صحيح البخاري» (كتاب الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال)، و «صحيح مسلم» (كتاب الزكاة، باب لو كان لابن آدم واديان...).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref7[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][7][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الذاريات: 56.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref8[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][8][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وذلك لقوله [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]r[/FONT][/FONT][FONT=&quot]: «إذا تزوج العبد؛ فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله فيما بقي»، رواه البيهقي في «شعب الإيمان»، وهو حسن بطرقه وشواهده؛ كما في «الصحيحة» (رقم 625).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref9[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][9][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أخرجه أبو داود وغيره، وانظر: «الصحيحة» (رقم 1304).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref10[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][10][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه: البخاري عن أبي هريرة (كتاب الرقاق، رقم 6445).[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرالجزاء وجعله بميزان حسناتك ربى يسعدك سعادة الدارين ويوفقك الى ما يحب ويرضا ونفع بك الاسلام والمسلمين ربى يجعل مثواكى الفردوس الاعلى تقبلى مرورى اخي الفاضل
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

3dlat.com_138991367610.gif
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

أحاديث نبوية وشيء من فقهها

عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس؛ فليسلم، فإذا أراد أن يقوم؛ فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة»([1]).


وعن معاوية بن قرة؛ قال: قال لي أبي: «يا بني! إن كنت في مجلس ترجو خيره، فعجلت بك حاجة؛ فقل: سلام عليكم؛ فإنك تشركهم فيما أصابوا في ذلك المجلس، وما من قوم يجلسون مجلسًا، فيتفرقون عنه، لم يذكروا الله؛ إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار»([2]).


قال شيخنا حفظه الله تعالى: «وهو، وإن كان موقوفًا؛ فهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي، لا سيما وغالبه قد صح مرفوعًا...


والسلام عند القيام من المجلس أدب متروك في بعض البلاد، وأحق من يقوم بإحيائه هم أهل العلم وطلابه، فينبغي لهم إذا دخلوا على الطلاب في غرفة الدرس مثلاً أن يسلموا، وكذلك إذا خرجوا؛ فليست الأولى بأحق من الأخرى...».


عن جابر بن عبدالله: أن رجلاً مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتني على مثل هذه الحالة؛ فلا تسلم علي؛ فإنك إذا فعلت ذلك؛ لم أرد عليك»([3]).


قال شيخنا حفظه الله تعالى: «وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك وهو يبول؛ ففيه دليل على جواز الكلام على الخلاء...».


وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه»([4]).


قال شيخنا الألباني حفظه الله تعالى: «وفي الحديث دليل واضح على أنه يحرم على الجار الغني أن يدع جيرانه جائعين، فيجب عليه أن يقدم إليهم ما يدفعون به الجوع، وكذلك ما يكتسون به إن كانوا عراة، ونحو ذلك من الضروريات؛ ففي الحديث إشارة إلى أن في المال حقًّا سوى الزكاة...».


* جمل يشكو الجوع والتعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه؛ قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسر إليَّ حديثًا لا أحدث به أحدًا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفًا ([5]) أو حائش ([6]) نخل، فدخل حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن([7]) وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح سراته([8]) إلى سنامه([9]) وذفراه([10])، فسكن، فقال: «من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟». فجاء فتى من الأنصار، فقال: لي يا رسول الله! فقال: «أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟! فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ([11])»([12]).
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه: البخاري في «الأدب المفرد»، وأبو داود، والترمذي، وأحمد، وغيرهم، وهو في «الصحيحة» (رقم 183).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أخرجه: البخاري في «الأدب المفرد»، وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وانظر: «الصحيحة» (تحت الحديث 183).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه: ابن ماجه، وغيره، وهو في «الصحيحة» (رقم 197).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه: البخاري في «الأدب المفرد»، والطبراني في «الكبير»، والحاكم في «المستدرك»، وغيرهم، وهو في «الصحيحة» (رقم 149).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الهدف: ما ارتفع من الأرض.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][6][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حائط النخل، وهو البستان، كذا في «شرح النووي».[/FONT]
[FONT=&quot]وفي «الوسيط»: «المجتمع من الشجر، نخلاً كان أو غيره، وهو في النخل أشهر».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref7[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][7][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مد صوته شوقًا.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref8[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][8][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سراة كل شيء: ظهره وأعلاه، وسراة الفرس: أعلى ظهره ووسطه. انظر: «النهاية»، و«الصحاح»، و«الوسيط».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref9[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][9][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السنام: كتل من الشحم محدبة على ظهر البعير والناقة، والسنام من كل شيء: أعلاه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref10[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][10][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذفرى البعير: أصل أذنه. «النهاية».[/FONT]
[FONT=&quot]وفي «الوسيط»: «الذفرى من الحيوان والإنسان: العظم الشاخص خلف الأذن».[/FONT]
[FONT=&quot]وفي «المحيط»: «الذفرى: ما من لدن المقذ إلى نصف القذال، أو العظم الشاخص خلف الأذن...». اهـ.[/FONT]
[FONT=&quot]والمقذ: ما بين الأذنين من خلف، ومنتهى منبت الشعر من مؤخر الرأس.[/FONT]
[FONT=&quot]والقذال: جماع مؤخر الرأس.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref11[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][11][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي: تتعبه.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref12[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][12][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه: أبو داود (صحيح سنن أبي داود/ 222)، والحاكم، وأحمد، وغيرهم.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال شيخنا: «صحيح على شرط مسلم». وانظر: «الصحيحة» (رقم 20).[/FONT]
[FONT=&quot]وروى مسلم (342) منه: «كان أحب ما استتر به رسول الله [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]r[/FONT][/FONT][FONT=&quot] لحاجته: هدف أو حائش نخل».[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

بم تعرف الرجال؟

عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر؛ قال: «شهد رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له عمر: إني لست أعرفك، ولا يضرك أني لا أعرفك، فائتني بمن يعرفك.
فقال رجل: أنا أعرفه يا أمير المؤمنين.
قال: بأي شيء تعرفه؟
فقال: بالعدالة.
قال: هو جارك الأدنى؛ تعرف ليله ونهاره، ومدخله ومخرجه؟
قال: لا.
قال: فعاملك بالدرهم والدينار الذي يستدل بهما على الورع؟
قال: لا.
قال: فصاحبك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟
قال: لا.
قال: فلست تعرفه.
ثم قال للرجل: ائتني بمن يعرفك»([1]).
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أخرجه البيهقي وغيره، وصححه ابن السكن، ووافقه شيخنا، وانظر: «الإرواء» (رقم 2637).[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

أقوال مأثورة ([1])

قال الزركشي في «قواعده»: «إن تصنيف العلم فرض كفاية على من منحه الله فهمًا واطلاعًا، فلو ترك التصنيف، لضُيِّع العلم على الناس».
جاء فيمن ينكر التصنيف:


قل لمن لا يرى المعاصر شيئًا






ويرى للأوائل التقديما


إن ذاك القديم كان حديثًا






وسيبقى هذا الحديث قديما







وقالوا: ينبغي أن لا يخلو تصنيف من أحد المعاني الثمانية التي تصنف لها العلماء، وهي: اختراع معدوم، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مخلط، أو تعيين مبهم، أو تبيين خطأ.


كذا عدها أبو حيان، ويمكن الزيادة عليها.


من بركة العلم وشكره: عزوه إلى قائله.


من شكر العلم: أن تستفيد الشيء، فإذا ذكر لك؛ قلت: خفي علي كذا وكذا، ولم يكن لي به علم، حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا، فهذا شكر العلم.
كل شيء خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ سقط، ولا يكون معه رأي ولا قياس؛ فإن الله تعالى قطع العذر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس لأحد معه أمر ولا نهي غير ما أمر هو به.
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل في أعيننا من أن نحب غير ما قضى به.
علامة أهل البدع: الوقيعة في أهل الأثر.
* * *

في الفقه

هل رطوبات فرج المرأة طاهرة أم نجسة ([2])؟


لا أعلم أحدًا من أهل العلم قال بنجاستها، والأصل في الأعيان الطهارة أيضًا.


ونقل الحافظ رحمه الله في «الفتح»([3]) احتجاج الشيخ الموفق وغيره على طهارة رطوبة المرأة: بأن مني الرجل عند الجماع يخالط مني المرأة، ولو كان منيها نجسًا؛ لما اكتفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالفرك ([4]).


فوائد يحتاج المتوضئ إليها ([5]):


1- الكلام المباح أثناء الوضوء مباح، ولم يرد في السنة ما يدل على منعه.
2- الدعاء عند غسل الأعضاء باطل لا أصل له.
3- لو شك المتوضئ في عدد الغسلات يبني على اليقين، وهو الأقل.
4- وجود الحائل – مثل الشمع – على أي عضو من أعضاء الوضوء يبطله، أما اللون وحده – كالخضاب بالحناء مثلاً؛ فإنه لا يؤثر في صحة الوضوء؛ لأنه لا يحول بين البشرة وبين وصول الماء إليها.
5- المستحاضة ومن به سلس بول أو انفلات ريح أو غير ذلك من الأعذار يتوضؤون لكل صلاة، إذا كان العذر يستغرق جميع الوقت، أو كان لا يمكن ضبطه، وتعد صلاتهم صحيحة مع قيام العذر.
6- يجوز الاستعانة بالغير في الوضوء.
7- يباح للمتوضئ أن ينشف أعضاءه بمنديل ونحوه صيفًا وشتاءً.
* * *
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عن «قواعد التحديث» (الباب الأول).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]انظر كتابي: «الموسوعة الفقهية الميسرة»، طبع دار المنار، الخرج.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]انظر شرح الحديث (230).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إشارة لقول عائشة رضي الله عنها: «لقد رأيتني وإني لأحكه من ثوب رسول الله [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]r[/FONT][/FONT][FONT=&quot] يابسًا بظفري». عن «صحيح مسلم» (كتاب الطهارة، باب حكم المني).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عن كتاب «فقه السنة» للسيد سابق حفظه الله تعالى بحذف يسير.[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

في أصول الفقه

قال الإمام الشافعي رحمه الله ([1]): «... وكذلك أخبرهم عن قضائه، فقال: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾([2])، و(السدى): الذي لا يؤمر ولا ينهى ([3]).


وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، بما وصفت في هذا، وفي العدل، وفي جزاء الصيد ([4])، ولا يقول بما استحسن؛ فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق».


بيان أن ما نزل من الكتاب عام الظاهر يراد به كله الخاص:


قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾([5]).


قال الشافعي([6]) رحمه الله تعالى: «فمخرج اللفظ عام على الناس كلهم، وبين عند أهل العلم بلسان العرب منهم: أنه إنما يريد بهذا اللفظ العام المخرج بعض الناس دون بعض؛ لأنه لا يخاطب بهذا إلا من يدعو من دون الله إلهًا تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا؛ لأن فيهم من المؤمنين المغلوبين على عقولهم وغير البالغين ممن لا يدعو معه إلهًا».


قال الشافعي رحمه الله تعالى ([7]): «قال الله تبارك وتعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾([8]).


فالعلم يحيط – إن شاء الله – أن الناس كلهم لم يحضروا عرفة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم المخاطب بهذا ومن معه، ولكنَّ صحيحًا من كلام العرب أن يقال: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾؛ يعني: بعض الناس.


وقال الله جل ثناؤه: ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾([9])، فدل كتاب الله على أنه إنما وقودها بعض الناس؛ لقول الله؛ ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾([10])».
* * *

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«الرسالة» (ص25) (باب كيف البيان؟ وتوضيح بعض فروعه).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القيامة: 36.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأن الذي يؤمر وينهى عليه الاتباع، وليس له أن يستحسن.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سبق ذكرها في كتابه «الرسالة» رحمه الله تعالى.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحج: 73.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][6][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«الرسالة» (ص60).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref7[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][7][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«الرسالة» (ص61).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref8[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][8][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البقرة: 199.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref9[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][9][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البقرة: 24، التحريم: 6.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref10[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][10][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأنبياء: 101.[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

بارك الله فيك وجازاك الله خير الجزاء
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

في مصطلح الحديث

أبو الفتح الأزدي: يسرف في الجرح، وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين، جمع فأوعى، وجرح خلقًا بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم، وهو المتكلم فيه ([1]).


قال الذهبي في (ترجمة أبان بن تغلب)([2]): «... شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه، وعليه بدعته.


وقد وثقه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدي، وقال: كان غاليًا في التشيع، وقال السعدي: زائغ مجاهر.


فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والإتقان؟! فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة؟!


وجوابه أن البدعة على ضربين:


فبدعة صغرى؛ كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم، مع الدين، والورع، والصدق، فلو رد حديث هؤلاء؛ لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة.


ثم بدعة كبرى؛ كالرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والدعاء إلى ذلك؛ فهذا النوع لا يحتج بهم، ولا كرامة.


وأيضًا؛ فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقًا ولا مأمونًا، بل الكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟! حاشا وكلا.


فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليًّا رضي الله عنه وتعرض لسبهم.


والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضًا؛ فهذا ضال مغتر».
* * *
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«ميزان الاعتدال» (ص5/ ترجمة أبان بن إسحاق المدني).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«ميزان الاعتدال».[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

فوائد من كتاب «الفوائد»([1])

من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة؛ فهو صادق ضعيف، ومن وجد بين الناس وفقده في الخلوة؛ فهو معلول، ومن فقده بين الناس وفي الخلوة؛ فهو ميت مطرود، ومن وجده في الخلوة وفي الناس؛ فهو المحب الصادق القوي في حاله، ومن كان فتحه في الخلوة؛ لم يكن مزيده إلا فيها، ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم؛ كان مزيده معهم، ومن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه، وفي أي شيء استعمله؛ كان مزيده في خلوته ومع الناس، فأشرف الأحوال أن لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك، ويقيمك فيه.


ميزت بين جمالها ([2]) وفعالها






فإذا الملاحة بالقباحة لا تفي


حلفت لنا أن لا تخون عهودنا






فكأنها حلفت لنا أن لا تفي







السير في طلبها سير في أرض مسبعة ([3])، والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح، المفروح بها منها هو عين المحزون عليه، آلامها متولدة من لذاتها، وأحزانها من أفراحها.


اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير، ذلك يوم التغابن، يوم يعض الظالم على يديه.


إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى






وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا


ندمت على أن لا تكون كمثله






وأنك لم ترصد كما كان أرصدا







العمل بغير إخلاص ولا اقتداء؛ كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.


إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته؛ كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها، ولا يوفيها علفها، فما أسرع ما تقف به!


استوحش مما لا يدوم معك، واستأنس بمن لا يفارقك.


إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة، وردفه قمر العزيمة؛ أشرقت أرض القلب بنور ربها.


من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان؛ فلينظر ماذا يوليه من العمل؟ وبأي شغل يشغله؟


صاح بالصحابة واعظ: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾([4])، فجزعت للخوف قلوبهم، فجرت من الحذر العيون، فسالت أودية بقدرها.


فرغ خاطرك بما أمرت به، ولا تشغله بما ضمن لك؛ فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان، فما دام الأجل باقيًا؛ كان الرزق آتيًا، وإذا سد عليك بحكمته طريقًا من طرقه؛ فتح لك برحمته طريقًا أنفع لك منه، فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه وهو – الدم – من طريق واحدة – وهي السرة - فلما خرج من بطن الأم، وانقطعت تلك الطريق؛ فتح له طريقين اثنين، وأجرى له فيهما رزقًا أطيب وألذ من الأول لبنًا خالصًا سائغًا، فإذا تمت مدة الرضاع، وانقطعت الطريقان بالفطام؛ فتح طرقًا أربعة أكمل منها: طعامان، وشرابان، فالطعامان: من الحيوان والنبات، والشرابان: من المياه والألبان، وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ، فإذا مات؛ انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة، لكنه سبحانه فتح له – إن كان سعيدًا – طرقًا ثمانية، وهي أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء.


فهكذا الرب سبحانه، لا يمنع عبده المؤمن شيئًا من الدنيا؛ إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له، وليس ذلك لغير المؤمن؛ فإنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضى له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس، والعبد بجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه؛ لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل، وإن كان دنيًّا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليًّا.


* * *
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لابن القيم رحمه الله.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والبيتان حول الدنيا وحالها.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي: كثيرة السباع.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأنبياء: 1.[/FONT]
 
رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان

في اللغويات

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم المؤذن؛ فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلاة؛ صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة؛ حلت له الشفاعة»([1]).


في هذا الحديث رد صريح على من يرى للمؤذن أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في الأذان([2])، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمعتم المؤذن؛ فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي».


و(ثم) – كما هو معروف في النحو -: حرف عطف يدل على الترتيب والتراخي.


والخطاب – كما هو واضح – للمستمعين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم المؤذن»، فقوله صلى الله عليه وسلم: «ثم صلوا علي»؛ للمستمعين كذلك، لا للمؤذن، ولو كان المؤذن قد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في أذانه؛ لما قال صلى الله عليه وسلم للناس: «فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي»، ولكنه يقول لهم: «إذا سمعتم المؤذن؛ فقولوا مثلما يقول»، ويسكت.


فأفادت جملته: «ثم صلوا علي»: أن المؤذن لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في أذانه، فتأمل هذا؛ فإنه مهم.


وقد وردت صفة الأذان في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:


من ذلك ما يرويه عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر؛ فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله؛ قال: أشهد أن محمدًا رسول الله. ثم قال: حي على الصلاة؛ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حي على الفلاح؛ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: الله أكبر الله أكبر؛ قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله إلا الله؛ قال: لا إله إلا الله؛ من قلبه؛ دخل الجنة»([3]).


(ما زال): لا تقع إلا ناقصة، وقد وقعت تامة في قول الشاعر:


شباب كأن لم يكن






وشيب كأن لم يزل







وإنما كانت ها هنا تامة؛ لأنها وقعت في مقابلة ( لم يكن)؛ أي: لم يقع، وهي تامة؛ فكذلك كان (لم يزل)([4]).


(لدن): فيه ثماني لغات: لَدُن، ولَدَن، ولَدَ، ولُدُ، ولَدْ، ولُدُن، ولَدْنْ، ولُدْ، ومعناه الظرفية؛ كـ (عند)، وهو مبني، وإنما لم يعرب كـ (عند)؛ لأن (عند) لما بحضرتك وما يبعد منك، وقد كان حكمها أن تبنى كـ (لدن) لو لم يلحقها من التعريف ما ذكرناه، و(لدن) لا يتجاوز بها حضرة الشيء؛ فلهذا كانت مبنية ([5]).


أنت طالق ثلاثًا: منصوب على الظرف، وإن شئت على المصدر، فإن نصبت على الظرف؛ كان التقدير فيه: «أنت طالق ثلاث مرات»، وإن نصبت على المصدر؛ كان التقدير فيه: «أنت طالق ثلاث طلقات»([6]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه مسلم (384)، وغيره.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا منتشر انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، ومنهم من يقيم الفتن والمصائب في المسجد على المؤذن إن لم يفعلها، ويتهمه بعدم حب النبي [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]r[/FONT][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رواه مسلم (385).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«منثور الفوائد» للأنباري (ص29).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«منثور الفوائد» (ص31-32).[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref6[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][6][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]«منثور الفوائد» (ص32).[/FONT]
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top