التفاعل
7.2K
الجوائز
1.3K
- تاريخ التسجيل
- 16 جانفي 2009
- المشاركات
- 5,960
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 1
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في كتاب الله العظيم
﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾.
هنا تبرز أهمية تبليغ دعوة الله (تعالى)، وما لها من مكانة لا تخفى على طلاب العلم.
ولكن، ما التبليغ الذي أمر الله (تعالى) رسوله أن يفعله؟ ﴿بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾.
﴿مَا أُنْزِلَ﴾.
كلمة عظيمة، ليتنا نتدبرها ونتأملها!
إن في هذا لعبرة للدعاة والدعوات والجماعات الإسلامية؛ فإنهم إن لم يبلغوا ما أنزل إليهم من ربهم؛ من كتاب الله (تبارك وتعالى)، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بالسند الثابت؛ فما بلغوا رسالة الإسلام العظيمة.
إذًا؛ فالاندفاع للدعوة والتبليغ والقول والعمل لا يكفي، بل ينبغي أن يكون مبنيًّا على أساس ثابت قوي، وهو التمحيص والتحقيق.
فنشاط الدعاة وحماسهم لا يجدي إذا لم يكن على هذا الأساس، وإلا دعوا إلى أمور كثيرة ظنوها خيرًا وليست كذلك، وهم في نهاية الأمر ما بلغوا رسالة الإسلام الخالدة، ولا أفادهم ما بذلوه من جهد ونصب، بل وتحملوا الأوزار في إلصاقهم أمورًا بالإسلام، والإسلام منها بريء.
﴿بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾.
إذًا؛ ينبغي أن نبلغ ما أنزل من ربنا (سبحانه)؛ من كتاب الله (تعالى)، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتحرى الصحة ونتوخى الثبوت.
﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾.
فكل شيء لا يكون على ما سبق بيانه من فهم ونهج؛ فليس من الرسالة في شيء، ولم ينل حظه من التبليغ.
فليكن همنا قبل الإكثار من القراءة والتعليم والعمل والدعوة والتبليغ لذلك كله: أن يكون مما أنزل من كتاب الله (تعالى)، أو من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة؛ لا الضعيفة، ولا الموضوعة، ولا المكذوبة.
﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.
إن لهذه العصمة صلة وثيقة بالتبليغ والبيان.
أما ترى الفتاوى تنهمر كالمطر، وهي تحلل الحرام، وتحرم الحلال؟!
ها أنت ترى المفتي في البلد البعثي منسجمًا تمامًا مع حاكمه!!
ونفس الانسجام تراه في البلد الاشتراكي والرأسمالي، بل وكل البلاد التي لا تحكم بما أنزل الله (تعالى)!
فما سر هذا الاتفاق؟
أهذا لاستجابة هؤلاء الحكام لأوامر مفتيهم؟!
إذًا؛ فكلهم خلفاء!
أم أن هؤلاء المفتين بيد السلاطين يحركونهم كيفما حركتهم الأهواء والشهوات؟!
إذًا؛ فمراقبة الله وعدم الخوف من الناس: هو الذي يجعل أهل العلم وطلابه يقولون الحق، ولا يخشون في الله لومة لائم.
* * *
http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftnref1([1]) المائدة: 67.