رد: فيض الرحمن في الفوائد الحسان
أحاديث نبوية وشيء من فقهها
عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس؛ فليسلم، فإذا أراد أن يقوم؛ فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة»([1]).
وعن معاوية بن قرة؛ قال: قال لي أبي: «يا بني! إن كنت في مجلس ترجو خيره، فعجلت بك حاجة؛ فقل: سلام عليكم؛ فإنك تشركهم فيما أصابوا في ذلك المجلس، وما من قوم يجلسون مجلسًا، فيتفرقون عنه، لم يذكروا الله؛ إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار»([2]).
قال شيخنا حفظه الله تعالى: «وهو، وإن كان موقوفًا؛ فهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي، لا سيما وغالبه قد صح مرفوعًا...
والسلام عند القيام من المجلس أدب متروك في بعض البلاد، وأحق من يقوم بإحيائه هم أهل العلم وطلابه، فينبغي لهم إذا دخلوا على الطلاب في غرفة الدرس مثلاً أن يسلموا، وكذلك إذا خرجوا؛ فليست الأولى بأحق من الأخرى...».
عن جابر بن عبدالله: أن رجلاً مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتني على مثل هذه الحالة؛ فلا تسلم علي؛ فإنك إذا فعلت ذلك؛ لم أرد عليك»([3]).
قال شيخنا حفظه الله تعالى: «وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك وهو يبول؛ ففيه دليل على جواز الكلام على الخلاء...».
وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه»([4]).
قال شيخنا الألباني حفظه الله تعالى: «وفي الحديث دليل واضح على أنه يحرم على الجار الغني أن يدع جيرانه جائعين، فيجب عليه أن يقدم إليهم ما يدفعون به الجوع، وكذلك ما يكتسون به إن كانوا عراة، ونحو ذلك من الضروريات؛ ففي الحديث إشارة إلى أن في المال حقًّا سوى الزكاة...».
* جمل يشكو الجوع والتعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه؛ قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسر إليَّ حديثًا لا أحدث به أحدًا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفًا ([5]) أو حائش ([6]) نخل، فدخل حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن([7]) وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح سراته([8]) إلى سنامه([9]) وذفراه([10])، فسكن، فقال: «من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟». فجاء فتى من الأنصار، فقال: لي يا رسول الله! فقال: «أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟! فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ([11])»([12]).
[FONT="]
[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref1[FONT="]([/FONT]
[FONT="][1][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه: البخاري في «الأدب المفرد»، وأبو داود، والترمذي، وأحمد، وغيرهم، وهو في «الصحيحة» (رقم 183).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref2[FONT="]([/FONT]
[FONT="][2][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أخرجه: البخاري في «الأدب المفرد»، وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وانظر: «الصحيحة» (تحت الحديث 183).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref3[FONT="]([/FONT]
[FONT="][3][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه: ابن ماجه، وغيره، وهو في «الصحيحة» (رقم 197).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref4[FONT="]([/FONT]
[FONT="][4][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه: البخاري في «الأدب المفرد»، والطبراني في «الكبير»، والحاكم في «المستدرك»، وغيرهم، وهو في «الصحيحة» (رقم 149).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref5[FONT="]([/FONT]
[FONT="][5][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الهدف: ما ارتفع من الأرض.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref6[FONT="]([/FONT]
[FONT="][6][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حائط النخل، وهو البستان، كذا في «شرح النووي».[/FONT]
[FONT="]وفي «الوسيط»: «المجتمع من الشجر، نخلاً كان أو غيره، وهو في النخل أشهر».[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref7[FONT="]([/FONT]
[FONT="][7][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مد صوته شوقًا.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref8[FONT="]([/FONT]
[FONT="][8][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سراة كل شيء: ظهره وأعلاه، وسراة الفرس: أعلى ظهره ووسطه. انظر: «النهاية»، و«الصحاح»، و«الوسيط».[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref9[FONT="]([/FONT]
[FONT="][9][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السنام: كتل من الشحم محدبة على ظهر البعير والناقة، والسنام من كل شيء: أعلاه.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref10[FONT="]([/FONT]
[FONT="][10][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ذفرى البعير: أصل أذنه. «النهاية».[/FONT]
[FONT="]وفي «الوسيط»: «الذفرى من الحيوان والإنسان: العظم الشاخص خلف الأذن».[/FONT]
[FONT="]وفي «المحيط»: «الذفرى: ما من لدن المقذ إلى نصف القذال، أو العظم الشاخص خلف الأذن...». اهـ.[/FONT]
[FONT="]والمقذ: ما بين الأذنين من خلف، ومنتهى منبت الشعر من مؤخر الرأس.[/FONT]
[FONT="]والقذال: جماع مؤخر الرأس.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref11[FONT="]([/FONT]
[FONT="][11][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أي: تتعبه.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1772875#_ftnref12[FONT="]([/FONT]
[FONT="][12][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه: أبو داود (صحيح سنن أبي داود/ 222)، والحاكم، وأحمد، وغيرهم.[/FONT]
[FONT="]وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.[/FONT]
[FONT="]وقال شيخنا: «صحيح على شرط مسلم». وانظر: «الصحيحة» (رقم 20).[/FONT]
[FONT="]وروى مسلم (342) منه: «كان أحب ما استتر به رسول الله [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] لحاجته: هدف أو حائش نخل».[/FONT]