سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-8-(العفو عند الخصام، تواضعه عليه الصلاة و السلام)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
العفو عند الخصام :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً شتم أبا بكر ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يتعجب ويبتسم ، فلما أكثر رد عليه بعض قوله ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام فلحقه أبوبكر :
أبو بكر : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس ، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت .
الرسول صلى الله عليه وسلم : كان معك ملك يرد عليه ، فلما رددت عليه وقع الشيطان (أي حضر) ، يا أبا بكر : ثلاث كلهن حق :
ما من عبد ظُلم بمظلمة ، فيغضي ([1]) عنها الله عز وجل ، إلا أعز الله بها نصره ، وما فتح رجل باب عطية ([2]) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة ، وما فتح رجل باب مسألة ([3]) يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة) .

2- وقال صلى الله عليه وسلم : (المستبان ما قالا ، فَعَلَ البادئ ما لم يعتد المظلوم) .
دل الحديث على جواز مجازاة من ابتدأ الإنسان بالأذية أو السب بمثله ، وأن إثم ذلك عائد على البادئ ، لأنه المتسبب لكل ما قاله المجيب ، إلا أن يعتدي المجيب في أذيته بالكلام، فيختص به إثم عدوانه ، لأنه إنما أذن في مثل ما عوقب به .
قال تعالى : {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} .
وعدم المجازاة والصبر والاحتمال أفضل، كما مر في حديث أبي هريرة الأول .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : (إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) .
ومعناه أن الله يبغض من كان شديد المراء الذي يَحُجُ صاحبه، وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك ، لإظهار خلل فيه ، لغير غرض سوى تحقير قائله ، وإظهار مزيتك عليه .


من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس خُلقاً ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير ، وهـو فطيم ، كان إذا جاءنا ، قال : يا أبا عمير ، ما فعل النغير؟ النغير كان يعلب به (طائر يشبه العصفور) .
3- وعن الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله قال : سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : يكون في مهنة ([4]) أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة .
4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن كانت الأَمَةُ ([5]) لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنطلق به حيث شاءت .
5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك .
6- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله) .
(الإطراء : الزيادة في المدح) .
7- كان يزور الأنصار ويُسلم على صبيانهم ، ويمسح رؤوسهم .
8- كان لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه ، وسكت .
9- كان يأتي ضعفاء المسلمين ، ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم .
10- كان يتخلف في المسير ، فيُزجى الضعيف ، ويُردف ويدعو لهم .

(يزجي : يسوق الضعيف ليلحق بأهله ، يُردف : يُركب خلفه) .
11- كان يكثر الذكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمضي مع الأرملة والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته .
( لا يأنف : لا يمتنع) .
12- كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعقل الشاة .
13- كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه .
14- كان لا يرد الطيب .
15- كان يلاعب زينب بنت أم سلمة ، ويقول : ( يا زوينب ، يا زوينب مراراً) .
16- عن جابر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر يمشيان .
17- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم .
18- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يخصف نعله ، ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ، وقالت : كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم نفسه .
19- وعن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأنا ابن ثمان سنين فما لامني على شئ قط أتي فيه (أي أهلك وأتلف) فإن لامني لائم من أهله قال : "دعوه ، فإنه لو قُضي شئ كان" .


أحاديث في التواضع :

1- قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو دُعيت إلى كراع ، أو ذراع لأجبت ، ولو أهدي اليّ ذراع أو كراع لقبلت) .
4- وعن أنس رضي الله عنه قال : كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العضباء) لا تسبق ، أو لا تكاد تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له (جمل) فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : (ما بعث الله نبياً إلا رعي الغنم ، قال أصحابه : وأنت ؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) .
6- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث وقال : (إذا سقطت لُقمة أحدكم فليأخذها ، وليمط عنها الأذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ، وأمرنا أن نسلـت القصعـة ، وقال : إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ) .

..............................................................

([1]) يعفو عنها .

([2]) أي باب صدقة يعطيها لغيره .

([3]) أي يسأل الناس المال .

([4]) حوائج أهله وخدمتهم .

([5]) الجارية يذهب معها الرسول صلى الله عليه وسلم ليقضي لها حاجتها .
 
آخر تعديل:
رد: سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-8-(العفو عند الخصام، تواضعه عليه الصلاة و السلام)

ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻣﺠﻬﻮﺩﻙ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ
ﺣﺠﺔ ﻟﻚ ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻭﻓﻰ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ
ﺳﻠﻤﺖ ﻳﺪﻙ
ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺩ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ
 
فيما يأتي تجدون روابط لحلقات السلسلة مرتبة و مهيئة لكل سالك يبغي رضوان الله و يقصد عمارة أخراه الباقية بزاد الدنيا التي ولت مبدرة و هي لا شك فانية.
سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-1-(المقدمة، مولده، اسمه و نسبه عليه الصلاة و السلام)


سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-2-(وصفه صلى الله عليه وسلم، وقصته مع أبو معبد)

subscribed.gif
سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-3-(فضائله صلى الله عليه وسلم، خاتم نبوته، طيب رائحته)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-4-(صفة نومه و قرأته و صومه و قيامه صلى الله عليه وسلم)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-5-(صفة كلامه و حوضه مع ذكر شيئ من زهده صلى الله عليه وسلم)

subscribed.gif
سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-6-(جوعه، و كيف عيشه، و بعض مواطن بكائه صلى الله عليه وسلم)

subscribed.gif
سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية 7 (رؤيا الرسول، و بيان أن وفاته كانت حقيقة عليه الصلاة و السلام)

subscribed.gif
سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-8-(العفو عند الخصام، تواضعه عليه الصلاة و السلام)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-9-(عاقبة المتكبرين، و عفوه صلى الله عليه وسلم)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-10-(حلمه صلى الله عليه وسلم، الغضب و علاجه).

subscribed.gif
سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-11-(من معجزاته، وبيان بعض صبره صلى الله عليه وسلم)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-12-(كيف كان رفقه، وبيان بعض مواقفه الشجاعة صلى الله عليه وسلم)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-13-(الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين )

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-14-(الحياء عند الرسول مع ذكر بعض أدابه عليه الصلاة و السلام)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-15-(ذكر بعض جوده و هديه و مزاحه صلى الله عليه وسلم)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-16-(الشعر الذي تمثل به الرسول صلى الله عليه وسلم)

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-17-(لباس الرجل المسلم )

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-18-(لباس المرأة المسلمة ، لبس الذهب والخاتم للرجال )

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-19-(الزينة في اللباس، الزينة للصلاة والناس ،النظافة من الإسلام

subscribed.gif
سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية-20-(من آداب السلام، المصافحة لا التقبيل، لا أصافح النساء ).

سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية 21 (آداب العطاس والتثاؤب، غيروا الشيب واجتنبوا السواد ).

نهاية سلسلة قطوف من الشمائل المحمدية (واجبنا نحو الرسول صلى الله عليه وسلم، و كيفية التحلي بأخلاقه).

..........................................الى هنا نهاية الروابط المباشرة.
والله أسأل أن ينفع بهذه السلسلة المسلمين ، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم .
 

  • عن ابي هريرة ، رضي الله عنه، أن رجلا شتم أبا بكر ، رضي الله عنه، والنبي صلي الله عليه

    وسلم ، جالس يتعجب ويبتسم، فلما أكثر رد عليه بعض قوله، فغضب النبي صلي الله عليه وسلم

    وقام،فلحقه ابو بكر :

    أبو بكر : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت !!!

    الرسول ، صلي الله عليه وسلم : ( كان معك ملك يرد عليه، فلما رددت عليه وقع الشيطان

    ( أي حضر) ، يا ابا بكر ثلاث كلهن حق :

    ما من عبد ظلم ( بضم الظاء) بمظلمة ، فيغضي عنها ( يعفو) لله - عز وجل - الا أعز الله

    بها نصره.

    وما فتح رجل باب عطية ( صدقة) يريد بها صلة الا ذاده الله بها كثرة.

    وما فتح رجل باب مسألة ( اي يسأل الناس المال) الا ذاده الله بها قلة.

    قال تعالي ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) سورة الاعراف الاية 99

    ما أحوجنا للتسامح والعفو والمودة.

    • 282818_1328549083.gif
 
صحيح إلياس، ما أحوجنا إلى ذلك، بل ما أحوجنا إلى التخلق بخلقه عليه الصلاة و السلام و قد قال الله عنه ( و إنك لعل خلق عظيم)، وقال عز و على (فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فضا غليظ القلب لإنفضوا من حولك)، و قال سبحانه (لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة).
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top