ليوتوبيا: المدينة أو الجمهورية الحلم التي طالما راودت خيال الفلاسفة والمصلحين منذ مدينة أفلاطون الفاضلة التي أوضح أسسها في كتابه “الجمهورية”. اليوطوبيا أو الطوبى( بالإنجليزية: Utopia) هو مفهوم فلسفي يعني المكان الذي يبدو كل شيء فيه مثاليًا ولا توجد فيه أي نوع من أنواع شرور المجتمع كالفقر والظلم والمرض،. هكذا هى بنى ميزاب حتى وان ابا اعداءها وحاولوا تشتيتها
بنى ميزاب
تنتمي إلى قبائل زناتة الأمازيغية الذين يمثلون السكان الأصليين لشمال إفريقيا . ينحدر الميزابيون من بني مصعب من قبيلة زناتة، وكلمة -ميزاب- محرفة من كلمة - مصعب - وسبب تحريف مصعب إلى مزاب أن البربر والميزابيين خاصة يحرفون الصاد في العربية زايًا، فقالوا مصعب ثم مصاب ثم مزاب وميزاب.
يتواجد المزابيون بشكل أخص في منطقة وادي مزاب ( 600 كلم جنوب الجزائر ) في أقصى شمال الصحراء الكبرى الإفريقية ، و يعتنقون الدين الإسلامي على المذهب الإباضي .
يعود تواجد المزابيين بمنطقة شبكة مزاب إلى العصر الحجري القديم حسب دراسات علماء الآثار و تمتاز مناطق تواجدهم بطراز معماري خاص جعل اليونسكو تصنفها كتراث عالمي
أصل اللغة المزابية زناتية وهما تتفرعان من اللغة الأمازيغية، والمزابية قريبة من القورارية والشاوية والشلحية والنفوسية.
ومن بين العادات المتجذرة في المنطقة احياء العرس الجماعي مرتين في السنة وعرفت به المنطقة على خلاف مناطق البلاد.
في البداية كانت الأعراس تنحصر في العشيرة ولكن نظرا للظروف الإقتصادية وغلاء المعيشة في أيامنا هذه توسعت الفكرة وتطورت لتتعدى حدود العشيرة وصلة القرابة حيث اقتنع المجتمع الميزابي بالفكرة نظرا لنجاعتها حيث تحمل بعدا اجتماعيا كالتضامن والتعاون بين السكان وتحفيز الشباب على إكمال نصف دينهم وبعدا اقتصاديا من حيث النفقات المحدودة للعرس الجماعي.
وقبل إحياء العرس يقوم مجلس العزابة وهو مجلس يمثله شيخ كل قرية من قرى وادي ميزاب السبع بتحديد قيمة صداق العروس في المسجد ويراعى في تحديد قيمته الامكانات المادية للشخص ويتمثل في ألبسة تهدى للعروس وقطع ذهبية ومبلغ من المال مناديل واقمشة وأحذية واشياء اخرى.
وعندما تتم الموافقة على الخطبة من طرف ولي العروس يتقدم العريس بهدية متواضعة لعروسه وبعد تحديد موعد الزفاف الجماعي من طرف (مجلس العزابة) تبدأ التحضيرات ثلاثة ايام قبل العرس. ومن يذكر مدينة غرداية لا يمكن ان يمر مرور الكرام دون ان يتذكر أحد أعمدة الثقافة الجزائرية شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا الذي انجبته مدينة بني يزقن وهو صاحب إلياذة الجزائر وكاتب النشيد الوطني الجزائري (قسما).
وما يميزها طريقة التحكم في زمام الأمور في هذه المدينة المنقسمة بين الأعيان لكلا الفرقتين الميزابيتين والعرب من فرقة (الشعانبة).
مجلس الأمة الميزابية كما يسميه البعض، أعلى هيئة دينية في عشائر بني ميزاب، وهو مجلس يحظى باحترام معنوي كبير, يمكنه من بسط سلطته على الناس ويلقى ما يصدره من قرارات به قبولاً واسعاً. يُعنى المجلس بمسائل الدين والروح، ويفصل في قضايا الأوقاف. يتشكل المجلس من أعضاء ينتدبهم مجلس العزّابة في كل قصر (مدينة). والعزّابة لفظ مشتق من العزوب، ومعناه العزوب عن الدنيا والزهد فيها. ويتم اختيار أعضاء مجلس ممن تنتدبهم مجالس العزّابة في كل منطقة، شريطة أن تتوفر فيهم الاستقامة الخلقية وأن يكون كل فرد منهم رجل إجماع بين أهله وذويه.
ولكل عشيرة من بني ميزاب نسبة من الممثلين داخل المجلس حسب كثرتها. وينتخب مجلس الأمة هذا رئيسه (شيخ العزابة) من بين هؤلاء الأعضاء، شريطة أن يكون أعلم الأعضاء. ويتولى الرئيس مهمة الوعظ والإرشاد، ويدير جلسات المجلس، كما كان الشأن مع الشيخ عدّون سعيد شريفي ومن قبله الشيخ بكلّي عبدالرحمن ومن قبلهما الإمام إبراهيم بن عمر بيوض عليهم رحمة الله أجمعين.
يتولى مجلس العزابة في كل مدينة إدارة شؤون البلدة الموكل بها، وما استعصى على أعضائه يُرفع إلى مجلس الذي يجتمع كل شهر لينظر في ما رُفع إليه من قضايا. ومن مهام العزابة -الذين لا يتميزون شكلا عن الناس إلا في أوقات الصلاة حيث يلبسون عند دخولهم المساجد لباسا مميزا يعرفهم به المصلون والغرباء ومن له حاجة- فمن مهام هؤلاء تعيين أئمة المساجد والمؤذنين ووكلاء الأوقاف ومعلمي القرآن الكريم (معلمي المحاضر) والغسّالة الذين يتكفلون بتجهيز الموتى وتكفينهم.
مجلس الأعيان، ويختص بالشؤون السياسية، على شاكلة الانتخابات العامة أو متابعة الأمور التي لها على علاقة مع الولاية (المحافظة) أو الوزارة أو الرئاسة. ويتألف أعضاء هذا المجلس من أعيان كل بلدة من أهالي بني ميزاب، كالنوّاب في البرلمان وإطارات الدولة ورؤساء البلديات ورجال المال والأعمال.
هذه تشكيلات الإدارة غير الرسمية لدى إباضية بني ميزاب، وهي تشكيلات فاعلة جدا في واقع الناس، كاد أن يستغني بها سكان الوادي عن السلطات الرسمية، بل لقد كان في انضباطهم بإدارة حكمائهم إراحة للمسؤولين التابعين للدولة الجزائرية؛ لذلك اكتسب الميزابيون احترام السلطة وثقتها، وكثيرا ما كانت ترخي صرامتها في تطبيق القوانين إذا لمست منهم معارضة، كما حدث في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين عندما أصدر قانون التأميم، الذي بموجبه أممت الدولة قطاعات واسعة من أملاك الناس الموروثة من عهد الاستعمار، ومنها المدارس الحرة التي كانت ولا تزال يحتضنها وادي ميزاب.
يبقى الآن الحديث عن الحياة الاجتماعية التي يحياها الناس في هذا الوادي، وهي حياة وادعة مستقرة ، تتسم بالعفة والمحافظة والطهر وبساطة العيش، على هدي من الوعي الذي ينشره بين الناس علماء عاملون ومصلحون وَرِعون، وكان من ألطف ما أصدر هؤلاء قانون ينظم الأعراس والمآتم، صاغوه في واحد وستين مادة من أوعى ما يكون تحريرا ومحررا، اشترك فيه أولو الرأي الحصيف والحكماء من الرجال والنساء، التقت فيه كلمتهم جميعاً على مقاصد حسنة جميلة، تيسّر على الناس سبيل الزواج وتخفف عنهم تكاليفه، وتوفر لهم فيه الجهد والوقت، اللذَيْن هما أنفس ما يملك الإنسان في الدنيا؛ لأن الزواج_ كما في الشريعة السمحة_ عقد قِران بين روحين، لا مناسبة للمراءاة والتفاخر، على ما هو شائع اليوم بين الناس. لقد كان هذا المقصد السامي من الزواج الضابط الأبرز لمنظمي هذا القانون في كل مواده وبنوده؛ فحبذا لو اقتدى به المؤمنون وطبقوه في مناسباتهم كلها.
[/COLOR]