المبحث الثاني: منهج الشيخ ابن السعدي رحمه الله في الأسماء الحسنى
يقول [FONT="]د. عبيد بن علي العبيد[/FONT] صاحب كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للشيخ عبد الرحمن السعدي.
[FONT="]
أولاً: بالنسبة لمنهجه في الأسماء الحسنى فإن السعدي - رحمه الله - لم يتقيّد بمن سبقه ممن ألف في الأسماء الحسنى. لأنني وجدت بعض الأسماء التي أوردها لا توجد في هذه الكتب فأحياناً يزيد عليها، وأحياناً ينقص عنها في بعض الأسماء.
كما أنه لم يعتمد على حديث أبي هريرة في سرد الأسماء الحسنى فمثلاً أورد اسم الله تعالى «الستار» وهذا الإسم لم يرد في حديث أبي هريرة ولا في أي رواية من رواياته الواردة، والله أعلم.
فقد يكون - رحمه الله - اعتمد على ما ظهر له أنها أسماء الله تعالى من نصوص الكتاب، والسنة، والله أعلم.
ثانياً: من الأمور الذي تميز بها هذا المجموع ما ظهر لي من منهج الشيخ - رحمه الله تعالى - من العناية، والاهتمام بقواعد الأسماء، والصفات كما يتبين ذلك من خلال إيراده لهذه القواعد في هذا المجموع ومن ذلك:
القاعدة الأولى: أسماء الله كلّها حسنى ( 1).
القاعدة الثانية: الإيمان بأسماء الله، وصفاته، وأحكام الصفات ( 2).
القاعدة الثالثة: دلالة الأسماء على الذّات، والصّفات تكون بالمطابقة، والتضمن، والالتزام ( 3).
القاعدة الرابعة: من أسماء الله ما يرد مفرداً، ومنها ما يرد مقروناً مع غيره لأن الكمال الحقيقي من اجتماعهما( 4).
ثالثاً: من منهج الشيخ رحمه الله أنه أدخل في الأسماء الحسنى الأسماء المضافة مثل «بديع السموات والأرض» و «ذو الجلال والإكرام» و«الفعال لما يريد» وغيرها.
وكذلك ما أخذ بطريق الإشتقاق ولم أقف على نص ينص على تسميته لله مثل «السّتّار» و«الهادي» و «الرّشيد» وغيرها.
وقد بينت في الدّراسة ما ترجّح لي في الأسماء المضافة، والاشتقاق ( 5).
رابعاً: اتسم منهج الشّيخ - رحمه الله تعالى - لشرحه أسماء الله الحسنى ببيان المعنى الظاهر للاسم مع الغوص في بيان المعاني الإيمانية للأسماء الحسنى، وبيان آثار الإيمان بها.
وهذه السّمة مما ميّزت شرحه على كثير من شروح الأسماء الحسنى مع إغفاله للأوجه اللّغوية للإسم، وهذا ظاهر في أغلب الأسماء التي شرحها رحمه الله تعالى.
--------------------------------------
(1 ) انظر ص19.
( 2) انظر ص55.
(3 ) انظر ص56.
( 4) انظر: ص68.
( 5) انظر ص15.
[/FONT]