رواد منتدى اطفال الجزائر من خلال اطلاعي على كتاب في التنشئة الاجتماعية سأطلعكم على اهم النقاط التي تطرق لها الكتاب فيما يخص التنشئة و مشكلاتها مع الاطفال لكن في البداية لابد من معرفة المؤسسات المؤثرة في التنشئة الاجتماعية .
تعتبر التنشئة الاحتماعية من أخطر العمليات شأناً فى حياة الفرد لأنها تلعب دوراً أساسياً فى تكوين الشخصية الاجتماعية للفرد .. والتنشئة الاجتماعية فى معناها العام هى العمليات التى يصبح بها الفرد واعياً ومستجيباً للمؤئرات الاجتماعية بكل ما تشتمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط وما تفرضه عليه من واجبات ، من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية وما يحدث للطفل – بل والراشد أيضاً – من تغيرات ، وما يتعرض له من مؤئرات اجتماعية كلما دخل فى دور من الأدوار الاجتماعية غير المؤلفة له ، والتى تتطلب منه تعديلاً لسلوكه ، أو اكتساباً لأنماط جديدة من السلوك .
إن هذه التنشئة ، هي بمثابة عملية تشكيل وإعداد أفراد إنسانيين في مجتمع معين ، وفي زمن معين ، وفي مكان معين حتى يستطيعوا اكتساب المهارات ، والقيم ، والاتجاهات ، وأنماط السلوك المختلفة التي تسيّر لهم عملية التعامل مع البيئة الاجتماعية التي ينشئون منها أفراداً .
بما أن الفرد لا يمكن أن يعيش بمفرده ، أو بمعزل عن المجتمع ، وبما إنه يولد ثم ينمو ويتطور بيولوجيا واجتماعيا ، فإن هناك أساليب استكمال اجتماعية الفرد وإنسانيته وذلك عن طريق أنظمة سائدة داخل المجتمع لها طرقها الخاصة في الإدماج أو الاقتصاد مستعملة أنماطا خاصة في جعل الفرد يسير وفق المعايير المجتمعية كضغط/ العقاب/ التواب/ التعليم/ ... إلخ، ومن المؤسسات الاجتماعية المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:
• الأسرة
• الشارع
• المدرسة
• وسائل الأعلام
• الأسرة :
هي أصغر خلية مجتمعية وأول مؤثرة في الفكره ، يعيش مراحل الطفولة الأولى فيها، وأن العلاقات السائدة داخل مجموعة الأسرة عامل أساسي في تحديد نمط التنشئة الاجتماعية
• الشارع :
من المعلوم أن الشارع يعتبر فضا شاسعا لتفاعلات الأفراد، لكونه يشكل المجال الحركي الانفعالي والثقافي والاجتماعي والنفسي الذي تتم فيه عملية التنشئة ضمن علاقة الفرد بجماعات مختلفة تؤثر فيه ويتفاعل معها كالأصدقاء والأقران... إلخ...
وتأثير الشارع في التنشئة الاجتماعية لدى الطفل يتجلى فيما يلي:
التفاعل التواصل التبادل وكلها عناصر تدمج الطفل في نمط ثقافي واقتصادي معين، على سبيل المثال/ التنشئة الاجتماعية لأطفال الأحياء الشعبية ليست هي نفسها تنشئة أطفال الحياء الراقية.
• المدرسة :
تعتبر المدرسة المؤسسة التعليمية الهامة في المجتمع بعد الأسرة فالطفل يخرج من مجتمع الأسرة المتجانس إلى المجتمع الكبير الأقل تجانساً وهو المدرسة ، وهذا الاتساع في المجال الاجتماعي وتباين الشخصيات التي يتعامل معها الطفل تزيد من تجاربه الاجتماعية وتدعم إحساسه بالحقوق والواجبات وتقدير المسؤولية ، وتعلمه آداب التعامل مع الغير.
• وسائل الإعلام : وتتم عملية التنشئة الاجتماعية من خلال عدة وسائل من بينها الوسائل السمعية البصرية.
التلفزة :
وهي وسيلة من وسائل الإعلام المباشر المؤثرة في نفسية الفرد نظرا لانتشارها الواسع في جميع الأوساط أكثر من غيرها ، وقد تكون سلبية أو إيجابية على التنشئة الاجتماعية للفرد. فهو أداة التحديث في المجتمعات النامية ، والرؤية النقدية المقابلة التي تعمل على مواجهة الإعلام الغربي الذي يعد نوعاً من الاستعمار الثقافي الذي يفرض القيم الغربية ؛ فالتلفزيون يلعب دوراً مزدوجاً ؛ فهو يمكن أن يكون أداة للضبط الاجتماعي وأداة للتحرر في الوقت ذاته ، كما أنه يمكن أن يعبر عن الهيمنة الكونية للغرب ، وفي الوقت ذاته يمكن أن يكون وسيلة لإنعاش وإحياء الثقافات المحلية.
حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشة في مرحلة الطفولة المبكرة ، وفي المرحلة الأبتدائية والثانوية ، والتسلية هي الدافع الأقوى لمشاهدة الطفل للتلفزيون، والطفل يكتسب كل شيء من خلال الترفيه ، الأمر الذي يؤكد أن الطفل ، وعلى الرغم من أنه لا ينظر إلى التلفزيون مصدراً للمعلومات والتوجيه والتعليم ، وعلى الرغم من أنه لا يشاهد التلفزيون طلباً للمعرفة ، ولا يجلس أمام التلفزيون وهو يقصد التعلم ، فإن البحوث الإعلامية تؤكد أن الأطفال يتعلمون من برامج التسلية والترفيه أكثر مما يتعلمون من البرامج التعليمية .
الأطفال منذ الشهور الأولى وهم بصحبة التلفاز ، حيث الطفل ينمو ويتطور إدراكه ويتأثر مستوى أدائه من خلال التلفاز ؛ فالإعلام الجيد يسهم في خلق أمة جيدة .
وفي هذا المجال لا بد من تدخل الأهل من أجل ضبط مشاهدة أطفالهم للتلفزيون مع تقدير ملكات الطفل ورغباته بما يتناسب ونوعية البرامج وخصوصيتها.
وهنا نؤكد على احترام رأي الطفل ، ولكن بتحديد وقت المشاهدة وعدم تركه لساعات طويلة أمام التلفزيون؛ وذلك عن طريق الحوار والمناقشة ، والابتعاد عن القسر التعسفي، وجعل الحوار عفوياً طبيعياً ، ومنعهم من مشاهدة أفلام العنف ؛ فالتعرض المتكرر لوسائل الإعلام العنيفة يعلم العنف، ويحفز من لديهم الاستعداد للتصرف بعدوانية .
الفيديو والسينما :
من العوامل الحديثة المؤثرة في التنشئة الاجتماعية إذا أن هناك أشرطة لا تساير ميولات الأطفال ونزعاتهم الاجتماعية والنفسية.
وفي الاخير نستنتج ان اهم مؤسسة تربوية تاتي بالدرجة الاولى ،ومن هذا المنطلق ، فإنّ الأسرة هي بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ، فيوزع الأدوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثر في انطلاقة الطفل التربوية .
-في الموضوع المقبل سأتطرق الى موضوع علاقة الطفل بالاسرة-
دمتم اوفياء و متتبعين للمنتدى فبكم يرتقي..
آخر تعديل: