- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 110
2015/04/13
هذا مثل شعبي باللهجة الجيجلية، ويقال عمّن يُهِمّ بالضرب ولكنه لا يفعل، ومضرب هذا المثل هو أن شخصا من مدينة جيجل في أوائل القرن الماضي لم يغادرها، ولم يتجاوز "باب السور"، أي باب المدينة، ولكن أمرا اضطره إلى السفر إلى مدينة قسنطينة، فتهيب الرجل، فقسنطينة مدينة كبيرة، وشوارعها كثيرة، وهو لا يعرف أحدا من الناس فيها، وخشي أن يتيه، أو يصيبه ما يكره.
راح الرجل يتجول في أنهج مدينة جيجل سائلا عمّن يكون قد سبق له أن زار قسنطينة ليستنصحه عما أهمّه.. وبعد مدة لقي شخصا كان قد زار قسنطينة، فانتحى به في زاوية من أحد المقاهي وبدأ يسأله عما يريد معرفته..
ارتشف الرجل قهوة كان طلبها، وراح "يتعالم" على صاحبه، ويهدئ من روعه، ويطمئنه، قائلا: ليس في قسنطينة- رغم اتساعها- ما يدعو إلى الخوف، والأمر الوحيد الذي قد يخيفك هو "حالصّنم مشرّع بالسّيف، تخافش منّو أوميطربش" أي ستجد صنما شاهرا سيفه- إشارة إلى تمثال قسطنطين- فلا تخشه فإنه لا يضرب..
هذا المثل- ولعله خيالي- ينطبق على كثير من "كبار المسئولين"، الذين يغمضون أعينهم عن القاصرين والمقصرين والفساد والمفسدين حتى إذا ظهر الفساد وانتشرت رائحة الفاسدين.. وصاروا حديث الناس في مجالسهم.. نطق أولئك "المسئولون الكبار" فأرعدوا، وأزبدوا، وهدّدوا، ولكنهم لا يتجاوزون ذلك، فيكون مثلهم كمثل تمثال قسطنطين في قسنطينة "يشرّع وما يطربش".
ومن هؤلاء المسئولين الذي "شرّع وما يطربش"- وأرجوه أن يكذبني هو معالي وزير الأشغال العمومية الذي "هدّد بفسخ عقد مؤسسة علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، ومجمع مؤسسة "الترو" المكلفتين بإعادة تهيئة شطر الطريق السيار الرابط بين البويرة والأخضرية.. وكانت الأشغال بدأت في ماي 2013، لتنتهي بعد 15 شهرا.. وكان الوزير الذي قبله قد أطلق تهديدات مماثلة ورغم أنه "غول" فإنه "شرّع وماطربش"
(انظر جريدة الحياة في 7 / 4 / 2015 ص2).
إن الناس يتساءلون لماذا لم تعد "قيمة" لـ "كبار مسئولينا"؟ ولم يعد من هم أدنى منهم يخافونهم؟
لا جواب على هذا السؤال إلا أن هؤلاء المسئولين الكبار في "كروشهم التبن"، أو أن المسئولين التابعين لهم يوجد من ورائهم من يحمونهم..
إننا نعلم أن الإنسان- في أي مكان أو زمان- معرّض لأن يمد عينيه ويديه إلى ما ليس له فيه حق وما يمنعه من ذلك ويحجزه عند غيرنا- خاصة في دول الغرب- إلا صرامة القانون، وحرية الصحافة، ويقظة المؤسسات الرقابية، واستقلال القضاء، "رجولة القضاة"؛ وأما عندنا فالأمر كما نعرف جميعا، غش في غش من الصفقات إلى الانتخابات من.. إلى...
راح الرجل يتجول في أنهج مدينة جيجل سائلا عمّن يكون قد سبق له أن زار قسنطينة ليستنصحه عما أهمّه.. وبعد مدة لقي شخصا كان قد زار قسنطينة، فانتحى به في زاوية من أحد المقاهي وبدأ يسأله عما يريد معرفته..
ارتشف الرجل قهوة كان طلبها، وراح "يتعالم" على صاحبه، ويهدئ من روعه، ويطمئنه، قائلا: ليس في قسنطينة- رغم اتساعها- ما يدعو إلى الخوف، والأمر الوحيد الذي قد يخيفك هو "حالصّنم مشرّع بالسّيف، تخافش منّو أوميطربش" أي ستجد صنما شاهرا سيفه- إشارة إلى تمثال قسطنطين- فلا تخشه فإنه لا يضرب..
هذا المثل- ولعله خيالي- ينطبق على كثير من "كبار المسئولين"، الذين يغمضون أعينهم عن القاصرين والمقصرين والفساد والمفسدين حتى إذا ظهر الفساد وانتشرت رائحة الفاسدين.. وصاروا حديث الناس في مجالسهم.. نطق أولئك "المسئولون الكبار" فأرعدوا، وأزبدوا، وهدّدوا، ولكنهم لا يتجاوزون ذلك، فيكون مثلهم كمثل تمثال قسطنطين في قسنطينة "يشرّع وما يطربش".
ومن هؤلاء المسئولين الذي "شرّع وما يطربش"- وأرجوه أن يكذبني هو معالي وزير الأشغال العمومية الذي "هدّد بفسخ عقد مؤسسة علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، ومجمع مؤسسة "الترو" المكلفتين بإعادة تهيئة شطر الطريق السيار الرابط بين البويرة والأخضرية.. وكانت الأشغال بدأت في ماي 2013، لتنتهي بعد 15 شهرا.. وكان الوزير الذي قبله قد أطلق تهديدات مماثلة ورغم أنه "غول" فإنه "شرّع وماطربش"
(انظر جريدة الحياة في 7 / 4 / 2015 ص2).
إن الناس يتساءلون لماذا لم تعد "قيمة" لـ "كبار مسئولينا"؟ ولم يعد من هم أدنى منهم يخافونهم؟
لا جواب على هذا السؤال إلا أن هؤلاء المسئولين الكبار في "كروشهم التبن"، أو أن المسئولين التابعين لهم يوجد من ورائهم من يحمونهم..
إننا نعلم أن الإنسان- في أي مكان أو زمان- معرّض لأن يمد عينيه ويديه إلى ما ليس له فيه حق وما يمنعه من ذلك ويحجزه عند غيرنا- خاصة في دول الغرب- إلا صرامة القانون، وحرية الصحافة، ويقظة المؤسسات الرقابية، واستقلال القضاء، "رجولة القضاة"؛ وأما عندنا فالأمر كما نعرف جميعا، غش في غش من الصفقات إلى الانتخابات من.. إلى...