- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 109
ما لا يقال
الكاتب:
عبد العالي رزاقي
2015/04/16
يبدو أن التحالف الذي تقوده المملكة السعودية يتجه نحو تأزيم "الوضع العربي- العربي" وإيقاظ الفتنة بين السنة والشيعة وإحياء الأحقاد الدفينة بين العرب والفرس، فمن يطفئ نار الحرب في اليمن ويوقف زحف الحرب الأهلية؟
الكاتب:
عبد العالي رزاقي
2015/04/16
يبدو أن التحالف الذي تقوده المملكة السعودية يتجه نحو تأزيم "الوضع العربي- العربي" وإيقاظ الفتنة بين السنة والشيعة وإحياء الأحقاد الدفينة بين العرب والفرس، فمن يطفئ نار الحرب في اليمن ويوقف زحف الحرب الأهلية؟
خيارات الحرب وقرارات السلم
يخطئ من يعتقد أن قرار الحرب على اليمن قد اتخذته السعودية بالتشاور مع الأقطار العربية، ويخطئ من يظن أن أمريكا التي منحت السعودية تأشيرة التدخل في اليمن قد توقف هذه الحرب أو تتحرك باتجاه إنقاذ الشعب اليمني من طائرات "التحالف السعودي"، لأن من تواطأ مع الحوثيين هو جمال بن عمر ممثل الأمم المتحدة في الحوار اليمني- اليمني، ومن أعطى شرعية للحوثيين لقيادة البلاد نحو الحرب الأهلية هم قيادة الأحزاب اليمنية والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ومن اعتدوا على نسمات الربيع العربي باسم العسكر و"المليشيات الإسلاموية المسلحة"، لكن هذا لا يشفع للقيادة السعودية "تدخلها" في اليمن خلال ثورته وبعد الهيمنة الحوثية.
قرار الحرب الجوية على اليمن أدى بالأقطار العربية إلى الانقسام ما بين مؤيد للحرب ومتحمس لها، ومؤيد لها لكنه رافضٌ للمشاركة فيها بسبب عدم وجود إمكانات أو طيران وطيّارين قادرين على تنفيذ العمليات، وما بين معارض لهذه الحرب وملتزم بالصمت خشية الصدام مع السعودية أو رافض للمشاركة خوفا من الانفجار الداخلي أو احتراما للدستور الذي يمنع الجيش من التدخل خارج البلاد.
والحق يقال إن الأنظمة الملكية التي تشارك في هذا التحالف مثل المغرب والأردن يعود إلى أن دول الخليج تفضل "عمالتها" على عمالة الدول العربية الأخرى، وبالرغم من أن السعودية ودول الخليج دعمت الانقلاب في مصر، فإن "النخبة المصرية" لا تزال تنظر إلى دول "البترول" بنوع من "الاستخفاف"، انطلاقا من مقولة نابليون بونابرت "مصر أمّ الدنيا".
ومن يتابع القنوات المصرية يشعر وكأن ما يهمّ النظام المصري هو الاستفادة "المادية" من الخليج وليس الاقتناع بأنه أصبح نموذجا للدولة القادرة على تسيير نفسها بنفسها وأنها صاحبة "مشروع تكنولوجي وثقافي" ستكون له مردودية في السنوات القادمة.
بعض دول الخليج تسير بخطوات ثابتة نحو التغيير دون ضجيج إعلامي والبعض الآخر لا يزال غارقا في البداوة والانبهار بأمريكا، لكن بإمكان الخليج أن يتجاوز أوروبا إذا ما وحّد عملته واتجه نحو النظام الملكي الدستوري، وفتح المجال للرأي الآخر، أما مصر التي قادت العرب أكثر من نصف قرن، فقد بدأت مسارا جديدا يصعب على المصريين تقبّله، وهو الإساءة إلى "جزء مهمّ من الشعب الذي أسقط نظام حسني مبارك" وقاوم التطبيع مع إسرائيل منذ "كامب ديفيد" إلى غاية اليوم.
قصة الرحلة 5600 لـ"إيرباص" 330 A
إذا كانت الجزائر تعتبر السعودية في عهد الرئيس بوتفليقة سندا لقراراتها في الوطن العربي، وتقف إلى جانبها في المحافل الدولية، فإن الإعلام الجزائري المكتوب بالفرنسية لم يغيّر رأيه فيها، ويكاد يطابق رأيه مع نظرة الغرب إليها بالرغم من أن "الصحافة الرسمية" في عهد الحزب الواحد باللغتين كانت لا تنظر إلى السعودية بـ"عين الرضا" وتتحفظ في نشر التحقيقات والروبورتاجات والمقابلات التي يكون محورها السعودية، بسبب "العداء البومديني" للنظام الملكي أو لإيديولوجية بومدين الاشتراكية، لكن أمنية كل مواطن جزائري زيارة مكة المكرمة سواء معتمرا أم حاجا. وهنا يكمن مصدر قوة السعودية في القرار الجزائري. ولكن ما حدث للطائرة الجزائرية "إيرباص 330 A في رحلتها 5600 جعل أغلبية الجزائريين يتألمون في صمت بعد أن "طُعنوا" من الخلف، فقد تلقت الجزائر موافقة السعودية بإجلاء رعاياها من اليمن وتحصلت الخطوط الجوية الجزائرية على تصريح يوم الخميس 2 / 4 / 2015 بالسماح لها بالعبور في الأجواء السعودية، لكن قبل دخولها الأجواء بخمس دقائق، فوجئ قبطانُها بأمر من قيادة التحالف يمنعه من الدخول، مما جعل الطائرة تقضي ساعة في التحليق حتى سمحت لها مصر بالنزول في مطارها.
ومن الطبيعي أن تشكّل "خلية أزمة" في المرادية وتاقارة لإعادة الاتصال بالسعودية، إلاّ أنه لم يتمّ الرد على هذه الاتصالات ليلا، ليجيء الرد في صبيحة يوم الجمعة بأن "الجهة المعنية بالأمر في عطلة" ما أدى بالسلطات الجزائرية- حسب ما نُشر في الصحف العربية- واستنادا إلى المقرّبين من وزارة الخارجية، إلى الاتصال بمصر باعتبارها رئيسة القمة العربية الحالية لطلب التدخل، إلا أن الصمت كان يخيم على "التحالف" ما جعل الجزائر تتجه نحو صاحبة قرار الحرب على اليمن وهي أمريكا، وعليه اتخذت الجزائر قرارا مشرّفا وهو إعطاء الأوامر للطائرة الجزائرية بالذهاب إلى اليمن واعتبار أي اعتراض على طائرتها "عدوانا عسكريا مباشرا". وقالت وسائل إعلام عربية إن سلاح الجو الجزائري وضع نفسه في حالة استنفار قصوى، وتم إجلاء رعاياها بعد أن تلقت تصريحا سعوديا ثانيا.
لأول مرة يتجرّأ قائد طائرة جزائرية على الإدلاء بحوار حول القضية، ما يعني أن هناك توترا في العلاقات بين البلدين، وحسب بعض المسافرين الذين كان عددهم 160 مواطن ما بين جزائري وعربي، فإن الاعتزاز بالموقف الجزائري ازداد لدى اليمنيين.
صحيح أن المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية قال: "إن العلاقات بين البلدين متينة ومتجذرة ومتميزة وهي في تطور مستمر" لكن ليس صحيحا أن "يبتلع" الجزائريون هذه الإهانة السعودية- المصرية، فأي مستقبل لهذه العلاقات ما دامت الحرب هي العنوان الذي يجمعها ويفرقها؟
الحقيقة التي يتجاهلها الكثير هي أن الجزائر لم تعترف بوجود دولتين في اليمن حين كان سفراء هذه الدول في الدولتين، وأصرت على وجود سفير واحد يمثل الجزائر في دولة اليمن الذي لم يكن يوما سعيدا في حياته[FONT="]. [/FONT]