الرد على الموضوع

رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-19-(شرح اسم: القدوس، السلام ، السميع، الشاكر، الشكور)




                                                                  






السّميع(1):



قال رحمه الله تعالى:"ومن أسمائه الحسنى السّميع الذي يسمع جميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، فالسّرّ عنده علانية و البعيد عنده قريب(2).


وسمعه تعالى نوعان: 


أحدهما: سمعه لجميع الأصوات الظّاهرة والباطنة، الخفيّة والجليّة، وإحاطته التّامة بها.


والثّاني: سمع الإجابة منه للسّائلين والدّاعين والعابدين فيصيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}(3) وقول المصلّي سمع الله لمن حمده أي استجاب"(4).


(الشّاكر (5)- الشّكور)(6)



قال رحمه الله تعالى: "ومن أسمائه تعالى الشّاكر الشّكور وهو الذي يشكر القليل من العمل الخالص النّقيّ النّافع، ويعفو عن الكثير من الزّلل ولا يضيع أجر من أحسن عملا بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة بغير عدٍ ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة،


 وقد يجزئ الله العبد على العمل بأنواع من الثّواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنّما هو الذي أوجب الحقّ على نفسه كرماً منه وجوداً، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوها لله تعالى(7).


فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطاً وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق.


ثم بعد ذلك يقدم على الثّواب الآجل عند ربّه كاملاً موفوراً، لم تنقصه هذه الأمور. 


ومن شكره لعبده، أن من   ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن تقرّب منه شبراً تقرّب منه   ذراعاً، ومن تقرّب منه ذراعاً تقرّب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن عامله ربح عليه أضعافاً مضاعفة "(8).


---------

(1) سبق زيادة إيضاح لهذا الاسم مع اسمه تعالى البصير.


(2) توضيح الكافية الشافية (ص118). 


(3) إبراهيم (39).


(4) الحق الواضح المبين (ص35) انظر: التفسير (5/622).


(5) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} (النساء:147).


(6) ودليل هذا الاسم قال سبحانه: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (التغابن: 17).


(7) توضيح الكافية الشافية (ص125-126) الحق الواضح المبين (ص70).


(8) التفسير (1/185 و 5/630).



                                        [ الصّفحات: من 209 إلى 211   ]







العودة
Top