صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

seifellah

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جانفي 2009
المشاركات
5,964
نقاط التفاعل
7,169
النقاط
351
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

قال صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي». [رواه البخاري].


الصلاة: هي عبادة مخصوصة بفرائض وسنن، ذات ركوع وسجود وقيام واستقبال للقبلة، ولها شروط وأركان وواجبات وسنن، وهي عمود الدين الذي لا يقوم الدين إلاَّ به، وأول ما أوجبه الله من العبادات، وأعظم فريضة بدنية قد شرعها الله ووضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم.


أخي المسلم: قبل أن تبدأ بالصلاة اعلم أنك تقبل على الله بعملك هذا؛ فأحسن صلاتك واخشع فيها، وحاول قدر ما تستطيع أن تصلي كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى تدخل الجنة بإذن الله.


* النية: لابد للمسلم أن يقصد بقلبه الصلاة التي يصليها دون التلفظ بها باللسان، لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين[FONT=&quot].[/FONT]


* استقبال القبلة: يتوجه المصلي إلى الكعبة قائمًا أينما كان بجميع بدنه.


* تكبيرة الإحرام: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بقول: «الله أكبر» وكان يرفع يديه قرب منكبيه أو أذنيه، وكلاهما ثابت عنه صلى الله عليه وسلم. [كما في البخاري].


* وضع اليدين: كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى فوق صدره عقب التكبير، [كما في سنن أبي داود].


* النظر إلى موضع السجود: «كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض» [صحيح رواه البيهقي والحاكم]؛ أي موضع سجوده، ونهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وقال: «لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم». [رواه البخاري ومسلم].


* دعاء الاستفتاح: كان صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته بأدعية كثيرة ثابتة في السنة أشهرها: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك» [صحيح: أبو داود].


* القراءة: كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله فيقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». وكان يزيد أحيانًا: «من همزه ونفخه ونفثه». [كما في سنن أبي داود]، ثم يقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم». ولا يجهر بها [كما في البخاري]، ثم يقرأ الفاتحة – وهي ركن لا تصح الصلاة إلا بها، وقراءتها واجبة في السرية والجهرية وفي كل ركعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يقرأ بأم الكتاب فصلاته خداج»؛ أي ناقصة، وكان يقرؤها آية آية [كما في سنن أبي داود]، وإذا انتهى منها قال: آمين. ويجهر بها ويمد بها صوته، ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة شيئًا من القرآن، وكان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة أحيانًا ويقصرها أحيانًا.


* الركوع: كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت سكتة لطيفة بقدر ما يُردُّ إليه نفسه، ثم يرفع يديه حذو منكبيه كما في تكبيرة الإحرام، وكبر وركع، وكان يضع كفيه على ركبتيه، ويفرج بين أصابعه، وكان يباعد مرفقه عن جنبيه ويمد ظهره ويبسط رأسه حتى يطمئن، ولو صب عليه الماء لاستقر. [كما رواه البخاري]، ويقول: «سبحان ربي العظيم». ثلاث مرات أو أكثر، أو غيره من الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم. ولا تجوز قراءة القرآن في الركوع والسجود [كما رواه مسلم].


* الرفع من الركوع: كان صلى الله عليه وسلم إذا رفع صلبه من الركوع يقول: «سمع الله لمن حمده». ثم يقوم معتدلاً مع رفع يديه ويقول: «ربنا ولك الحمد»، وكان يزيد مرات ويقول: «حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، مباركًا عليه، كما يحب ربنا ويرضى» [رواه البخاري]. ثم يهوي ساجدًا مع التكبير مقدمًا يديه قبيل ركبتيه؛ [كما رواه ابن خزيمة في صحيحه، والدارقطني، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي]. أو العكس: يقدم ركبتيه قبل يديه، وكلاهما وردتا في السنة.


* السجود: كان صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضم أصابعه ويوجهها إلى القبلة، ويجعل كفيه حذو منكبيه، ويرفع ذراعيه عن الأرض، ويمكن أنفه وجبهته من الأرض، ويرص عقبيه، ويقول: «سبحان ربي الأعلى». ثلاث مرات أو أكثر، ويستحب أيضًا أن يكثر الدعاء فإنه مظنة الإجابة.


* الاستراحة بين السجدتين: كان صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجدة الأولى كبر ثم جلس مطمئنًا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، ويفرش رجله اليسرى فيقعد عليها وينصب رجله اليمنى، ويقول في هذه الجلسة: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني». [صحيح: أبو داود]، أو قال: «رب اغفر لي، رب اغفر لي». [حسن: ابن ماجه].
* السجدة الثانية: كان صلى الله عليه وسلم يكبر ويسجد الثانية، ويصنع فيها ما صنع في السجدة الأولى.


* جلسة الاستراحة: كان صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس جلسة قصيرة وتسمى «جلسة الاستراحة»، وهي قبل النهوض للركعة الثانية، أو للركعة الرابعة في الرباعية. [كما ورد في البخاري].


* النهوض إلى الركعة الثانية: كان صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى الركعة الثانية ينهض معتمدًا على يديه [كما في البخاري]، وورد العكس أيضًا، ويصنع في هذه الركعة كما في الركعة الأولى، إلا أنه لا يقرأ دعاء الاستفتاح.


* التشهد الأول: كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الركعة الثانية جلس للتشهد ويجلس مفترشًا أي: يفرش رجله اليسرى ويقعد عليها، وينصب رجله اليمنى، ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها، ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى، ويشير بالسبابة إلى القبلة، ويحركها من أول التشهد إلى آخره، ويرمي ببصره إليها [كما ورد في سنن أبي داود]، أو يحركها في أثناء الدعاء، وكلها وردت في السنة، ويبسط كفه اليسرى على فخذه أو ركبته اليسرى ويقرأ: «التحيات لله، والصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله». [رواه البخاري].


* القيام للركعة الثالثة والرابعة: كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من التشهد الأول كبر وهو جالسٌ، ويرفع يديه أحيانًا، ثم ينهض للركعة الثالثة معتمدًا على كفيه في القيام، ويقرأ الفاتحة، وكذلك يفعل بالرابعة.


* التشهد الأخير: وهو كالتشهد الأول، ولكن يجلس متوركًا؛ أي يجعل قدمه اليسرى تحت ساقه اليمنى، وينصب قدمه اليمنى، ويقرأ الصلاة الإبراهيمية: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ». [رواه البخاري]. وكان صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة على النبي يتعوذ من أربع فيقول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال». [رواه البخاري ومسلم]، ثم يدعو لنفسه بما بدا له.


* التسليم: كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه قائلاً: «السلام عليكم ورحمة الله». وعن يساره مثل ذلك، حتى يُرى بياض خديه، وكان يزيد أحيانًا في التسليمة الأولى: «وبركاته». وكان يسلم تسليمة واحدة أحيانًا. [كما في صحيح مسلم].


* مكروهات الصلاة: الالتفات بالرأس أو بالبصر، والعبث والحركة لغير حاجة، ويكره استصحاب ما يشغل؛ كالشيء الثقيل والملون بما يلفت النظر، ويكره التخصر؛ وهو وضع اليد على الحاضرة.


* مبطلات الصلاة: تبطل الصلاة بالكلام عمدًا ولو كان يسيرًا، وكذلك بالانحراف عن القبلة بجميع البدن، وأيضًا بخروج الريح من دبره، وبجميع ما يوجب الوضوء أو الغسل، وكذلك الحركات الكثيرة المتوالية لغير ضرورة، وبالضحك وإن كان يسيرًا، وتبطل الصلاة إذا زاد فيها ركوعًا أو سجودًا أو قيامًا أو قعودًا متعمدًا ذلك، وتبطل أيضًا بمسابقة الإمام عمدًا.


تنبيه: اعلم أن صلاة المرأة كصلاة الرجل لعموم الخطاب في ذلك، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما النساء شقائق الرجال» [صحيح: أبو داود]، ولم يرد دليل صحيح في التفريق، أما ما ورد في التفريق بين صلاتي الرجل والمرأة فكله ضعيف كما بينه المحققون من أهل الحديث.


وأخيرًا: هذا ما تيسر لنا من عرض سنة النبي صلى الله عليه وسلم في وضوئه وصلاته؛ حتى تكون واضحة لديك ماثلة في ذهنك، كأنك تراها بعينيك – إن شاء الله، فإذا أنت فعلت قريبًا مما وصفناه لك من فعله صلى الله عليه وسلم فإني أرجو من الله تعالى أن يتقبل منك صلاتك، وسائر أعمالك الصالحة؛ لأنك بذلك تكون قد حققت فعلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي». وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* * * *
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top