السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
اعزائي متتبعي سلسلة التنشئة الاجتماعية للطفل من مشاكل و حلول تطرقنا في العدد السابق الى :
http://4algeria.com/forum/threads/423631/
اما اليوم سيكون الحديث على مشكلة اخرى لاتقل اهمية عن سابقتها الا و هي :
المشكلات المتعلقة بالكذب لدى الاطفال .
الكذب عند الأطفال :
* الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه كما نتعلم الصدق ؛ وليس صفة فطرية أو سلوكا موروثا . و الكذب في سن 4-5 سنوات يدل على الخيال وخصوبته عند الأطفال . و يكون نتيجة اختلاط الخيال بالواقع .
لماذا يكذب الأطفال :
تجنبا للعقاب .
أو للهرب من مسؤولية ، كما هو شائع .
أو للحصول على العطف والمحبة من الكبار .
أو طمعا بتحقيق عرض آخر .
وقد يميل الطفل إلى الزهو ولفت الأنظار فلا يجد غير الكذب .
وقد يقلد والديه حين يستمع إلى كذبهم .
وقد يميل بعض الأطفال للكذب على سبيل اللعب ( وذلك رغبة منهم في رؤية تأثير كذبهم على المستمعين).
أنواع الكذب عند الأطفال :
الأنتقامي، الإدعائى ، الخيالي، الدفاع عن النفس ، الكذب الاجتماعى ، المبالغة ، الكذب المرضي ، العنادي الاناني أوالغرضي ، التقليد .
العوامل التي تؤثر في كذب الأطفال :
*طلاقة اللسان والمهارة في عرض الحجج .
*خصوبة الخيال التي تصل أحيانا إلى حد الأساطير الخارقة .
وبالنسبة للأطفال لا يجب أن يفهم كذبهم بنفس المستوى والمفهوم اللذين يعرفان عند البالغين فقد يكون الكذب عند الأطفال وسيلة من وسائل بناء الذات .
أسباب الكذب :
*قد يكون خصوبة الخيال عند الأطفال فيبدؤون بتأليف الروايات لحماية نفسه من الضرب .
*ليدخل السرور إلى أهله : مثلا هناك أهالي يعطون العلامات قدر كبير من الاهتمام فيكذب بإخبارهم عن حصوله على العلامات الكاملة.
*انشغال الأهل وعدم الاهتمام به يدفعه للكذب ليجذب انتباههم .
*مبالغة الوالدين في حث الطفل على ضرورة إتباع الصدق وحرصهم الشديد على محاسبته على كل صغيرة وكبيرة في الأمور التافه.
* بعض الأطفال يتوهمون إنهم رأوا شيئا أو سمعوا شيئا وهم في الحقيقة قد رأوا ذلك في أحلامهم ، وهم لا يميزون بين الحلم والواقع.
*اضطراب الحياة الأسرية أي التفكك الموجود في الأسرة وعدم شعور الطفل بالاطمئنان في المكان أو البيئة التي يعيش فيها .
*شعور بعض الأطفال بالنقص ومحاولة تعويض ذلك بالكذب .
*تمييز الأهل بين الأولاد أو الأخوة .
*ظلم المدرس الذي يدفع الطفل للكذب تخلصا من العقاب .
*يقلد الطفل للكبار في عملية الكذب .
*قد يجد الطفل نفسه مضطرا للكذب بسبب جذب انتباه الآخرين .
العوامل التي تعزز الكذب لدى الأطفال :
يتعزز الكذب عند الطفل ويصبح نمط سلوكي ثابت إذا وجد أن الآخرين اقتنعوا بما قال رغم انه يكذب ، فتراه يكرر القول والفعل ويختلق أنماط أخرى وينتهج نفس المنهج للوصول إلى غاياته .
يمكن أن يتعزز الكذب ويأخذ أنماط أخرى إذا رفضنا الإصغاء إليه ورفضنا الدخول في مناقشة معه فيما يتعلق بحاجاته أو إذا تنافرت اتجاهات القبول والرفض عند العناصر المحيطة به. فتراه يأخذ على عاتقه التعبير بصيغ يقبلها طرف ويرفضها الطرف الآخر . ولا يقف الطفل عند حدود معينة من الكذب ، بل تراه يوسع مساحة الأحداث التي يكذب بها ، لأنه يرغب في لفت انتباه إليه من أكثر من جهة.
اتخاذ القصاصات الصارمة والمتشددة بحق الأطفال الذين يمارسون الكذب لا تقل خطورة عن الكذب وهي العصبية الشديدة ، وقد تؤدي بالطفل إلى التفنن في وسائل الهروب وإخفاء الحقيقة ومن الوجهة الفلسفية والتحليلية فالكذب لا يعتبر كذبا إلا إذا توافرت النية والقصد في الموضوع .
كيف يمكن معالجة الكذب عند الطفل ؟
التوجيه الديني في رفض الكذب وعدم تطابقه مع سمات المسلم الصالح على ضوء سمات الشخصيات المهمة في تـاريخنا الإسلامي وتراثنا العربي و أول تلك الشخصيات هي شخصية نبينا محمد الصادق الأمين .
استعراض الرفض لكل كذبة تمر في بيئته سواء كانت منه أو من غيره مع أهمية توضيح أضرار الكذب من خلال القصص التي يشعر الطفل إنها واقعية حتى وان كانت على لسان الحيوانات ونمنحه فرصة الترميز لكل قصة.
العمل على عدم الكذب أمامه مهما كانت الصيغة ؛ فإن القدوة تلعب دورا هاما في هذا الموضوع ، ومن هنا بات أزاما على المربين أن يحرصوا على أن يكونوا القدوة
تهيئة الطفل للقيام بالرقابة الذاتية وتكوين الرادع الداخلي « والطفل يصنع مختلف الأشياء من مادة أو أصل عاطفي لتعويض ما يفتقر إليه أو ما يتخيل أنه يفتقر إليه » .
هناك أنواعا من الكذب يختلقها الطفل لإبراز ذاته وتنمية شخصية ، وهي تزول تدريجيا عند مرحلة النضوج .
عدم المبالغة باستمرار في الكذب أثناء رواية القصص الخيالية على أطفالهم بغاية الإثارة والتشويق .
الكف عن إشعار الطفل إن كل ما يقوله خاضع للشك ، لان ذلك يجعله يخشى التعبير الصحيح عن حاجاته أو يلجا إلى من يصدقه فيجد فضاء آخر للكذب يجعله يبتعد عن عائلته، وتخلق لديه حالة عزلة داخل المسكن
حتى في الأحاديث مع الطفل نفسه ، فإذا وعدناه فعلينا أن نفي بالوعد وإذا قطعنا عهدا صدقنا فيه ، وإلا اعتبرنا كذابين دون إن ندري .
تهيئة الأجواء النفسية المريحة في الأسرة فلطفل المطمئن لا يكذب أما الطفل الخائف فيلجأ إلى الكذب كوسيلة للهروب من العقاب .
التروي في إلصاق تهمة الكذب بالطفل قبل التأكد .
إذا اعترف الطفل بذنبه . فلا داعي للقصاص ، لأن من اعترف يجب إن يكافأ على هذا الاعتراف مع التوجيه الدقيق شرط إلا يستمر الوقوع في الكذب .
تمثيل الصدق بالقول والفعل أمام الطفل ومكافئته على صدقه مع الإشارة إلى أن الصدق هو السبب في حصوله على هذه المكافأة .
آخر تعديل: